قصة بائع الفراولة الذي أصبح مليونيرًا

في حياتنا، كثيرًا ما نواجه صعوبات وتحديات قد تبدو في ظاهرها عوائق تحبط عزيمتنا وتمنعنا من الوصول إلى أهدافنا. لكن في الحقيقة، قد تكون هذه العوائق مجرد بوابة لفرص أكبر ونجاحات لم نتخيلها. يحكي لنا هذا الدرس الملهم قصة رجل لم يعرف اليأس، فحول فشله في الحصول على وظيفة بسيطة إلى نجاح مبهر غير مجرى حياته بأكملها. هذه القصة تُعلمنا أن وراء كل تعسير، هناك تيسير ينتظرنا، فقط إذا تحلينا بالصبر والعزيمة.

 

في أحد الأيام، تقدم رجل عاطل عن العمل لشغل وظيفة بسيطة كمنظف مراحيض في إحدى الشركات الكبرى. جلس في مقابلة عمله، متفائلًا رغم بساطة الوظيفة، وكان يحلم بأن تكون هذه بداية جديدة لحياته.

نظر إليه مدير الشركة وقال: "لقد تم قبولك في الوظيفة، لكني أحتاج إلى بريدك الإلكتروني لأرسل لك عقد العمل والشروط." شعر الرجل ببعض الإحراج وأجاب بصوت هادئ: "عذرًا، سيدي. ليس لدي بريد إلكتروني، ولا أمتلك جهاز حاسوب في المنزل."

تفاجأ المدير ورد عليه ببرود: "ليس لديك بريد إلكتروني؟ هذا يعني أنك غير موجود في عالم اليوم! وإذا كنت غير موجود، فهذا يعني أنك لا تستطيع العمل لدينا."


خرج الرجل من المكتب محبطًا وحزينًا. شعر أن العالم يغلق أبوابه في وجهه لمجرد أنه لا يملك بريدًا إلكترونيًا! لكنه لم يستسلم. وهو يمشي في الشوارع، فكر مليًا فيما يمكنه فعله بما لديه من مال قليل في جيبه، فقط 10 دولارات.

فجأة، خطرت له فكرة. ذهب إلى السوق واشترى بكل ما يملك كيلو جرامًا من الفراولة الطازجة. بدأ يتجول بين المنازل يعرض بضاعته، يطرق الأبواب ويسأل الناس إذا كانوا يريدون شراء الفراولة. في نهاية اليوم، استطاع مضاعفة ماله وحصل على 20 دولارًا!

شعر الرجل بشعور رائع؛ كان هذا أول ربح حقيقي له من عمله الخاص. في اليوم التالي، قرر تكرار العملية ثلاث مرات، حتى أصبح يمتلك دخلًا معقولًا. مع مرور الأيام، ومع عمله الدؤوب، اشترى دراجة هوائية ليسهل عليه التنقل، ثم بدأ بشراء كميات أكبر من الفراولة.

في غضون أشهر قليلة، أصبح دخله يكفي لشراء شاحنة صغيرة، ثم توسعت تجارته شيئًا فشيئًا. وبعد خمس سنوات، لم يعد الرجل مجرد بائع للفراولة، بل أصبح يملك أكبر مخزن للمواد الغذائية في المدينة.


مع هذا النجاح الكبير، بدأ الرجل يفكر في تأمين شركته، فتوجه إلى إحدى شركات التأمين الكبيرة. وأثناء المقابلة، قال له الموظف: "أنا موافق على تأمين شركتك، ولكن أحتاج إلى بريدك الإلكتروني لأرسل لك عقد التأمين."

ابتسم الرجل وأجاب بثقة: "ليس لدي بريد إلكتروني، وحتى أني لا أملك جهاز كمبيوتر."

تفاجأ الموظف وسأله باستغراب: "لقد أسست أكبر شركة للمواد الغذائية في المدينة في خمس سنوات، ولا تملك بريدًا إلكترونيًا! ماذا كان سيحدث لو كنت تمتلك بريدًا إلكترونيًا؟"

ابتسم الرجل وقال: "لو كنت أملك بريدًا إلكترونيًا قبل خمس سنوات، لكنت الآن أنظف مراحيض في شركة مايكروسوفت!"

 

هذه القصة تلهمنا بأن الفشل في بعض الأحيان قد يكون بداية لنجاح لم نتخيله. فلو لم يُرفض هذا الرجل في البداية، لما كان ليكتشف قدرته على النجاح كرجل أعمال. لنتذكر دائمًا، أن الأبواب التي تُغلق في وجوهنا قد تكون دافعًا لنفتح أبوابًا أكبر وأجمل. لنثق بالله ونستمر في العمل، لأن وراء كل تعسير، هناك تيسير قد يغير حياتنا إلى الأبد.

 

أحيانًا يمنع الله عنك أمرًا تحسبه خيرًا لك، لتكتشف لاحقًا أنه كان يحميك من طريق لا يناسبك، ويفتح لك أبواب نجاح لم تكن تتخيلها.



إعدادات القراءة


لون الخلفية