الفصل الثاني

لم تشاهد جوانا الغريب في عزبة الريح في الأسابيع التي تلت ,فقد كان البريغادير بدفورد يحاول الحصول علي قرض لشراء بعض الآلات الزراعية وهكذا بقيت مشغولة في المكتب العقـاري الذي يملكه طوال الوقت, حتي أنها لم يكن لديها وقت للاستماع الي ثرثرة السيدة هوب عندما تقف عندها لتشتري الخضار فقد كانت القرية تهمهم بفضول حول بضع وقائع تثبت أن المنزل القديم يتساقط إضافة الي كثير من المعلومات والتوقعات الأخري المثيرة.


وعلمت جوانا انه قريب بعيد للسيدة أندرهيل وقالت السيدة هوب" ومع أن زوجي يعتقد أنه جاسوس, علي أساس نظارته السوداء وحمله لجواز سفر"

"جاسوس؟ أتعتقدي أنه أحد جواسيسنا أو جاسوس أجنبي؟"

"ما أسخفك جوانا! أنت لست أفضل من زوجي بأفكاره السخيفة, لابد أن الأفلام علي التلفزيون أثرت بكما, ما الذي يفعله جاسوس هنا ؟"

فكرت جوانا بالأمر" لا يجب أن يفعل شيئا في الوقت الحاضر, ربما يؤسس لنفسه مركزا هنا وعندما نعتاد عليه يأتي ببعض السياسيين الكبار أو العلماء للسكن هنا ثم يعود الي عمله ويتابع تجسسه دون أن يدري به أحد"

"يتابع عمله؟ سيد مهذب ولطيف مثله؟"


"أوه.. يجب أن يكون مهذبا ولطيفا والا لن يستطيع كسب إعجابنا ولكنني واثقة انه هنا لهذا السبب أو ربما هو من وزارة الداخلية ولابد أنهم سمعوا أن البريغادير بدفورد قد شاهد أسماك قرش قريبة في الجوار"

"يجب أن تخجلي من نفسك جوانا! لماذا تؤلفين مثل هذه القصص عن الناس المحترمين وليس لديك أي برهان علي صحة ما تقولين, لقد آن لك أن تكبري, لا أدري ما سيفعله هذان الطفلان معك؟"

"لا يبدوان لي ممانعان"


"أستطيع قول هذا, أنت قاسية بطبيعتك, وهذا الأمر كان دائما صفة عائلتك, ليس منهم واحد مات ميتة طبيعية كما أذكر!"

"أتتوقعين مني أن أحبسهما في المنزل لمجرد أن جوي كسر رقبته في الصيد"

"ووالدك رحمه الله"

"والدي توفي في حادثة سيارة"

"آه, لقد كان يقود سيارته بسرعة مجنونة, ومن حسن الحظ انه لم يقتل أحدا معه, كان معتادا علي القيادة بسرعة وأنت الي جانبه وريتشارد علي ركبته, حتي يكاد الدم ينشف في عروقي"

"حسنا ليس في سيارتي سعة كي أجلس أحدهما علي ركبتي فيها"

"هذا أفضل"

وأعطتها السيدة هوب باقي نقودها ببطء ثم أزيحت الستارة خلف الدكان وخرج السيد هوب فصاحت زوجته" ها هو هوب! جوانا توافقك الرأي حول السيد تورنبول"

فقالت جوانا متسائلة" تورنبول؟"


"أجل هذا اسمه, برايان تورنبول, لقد قلت ل هوب لو أنه جاسوس وهذا أمر لا أصدقه أبدا فلابد أن جهة ما تدفع فواتيره"

"أوه... صحيح, فلديهم سمعتهم ليحافظوا عليها, علي العودة الآن للعمل والا فلن أتمكن في أخذ الأولاد في الموعد المحدد من المدرسة ...وداعا الآن"

وخرجت مسرعة فقالت السيدة هوب معلقة" المسكينة! ليس لديها وقت لنفسها, عملها والعناية بالطفلين فقط"

ولم يكن آل هوب الوحيدين الذين يفكرون بالقادم الجديد, هكذا عرفت حوانا بعد عودتها للمكتب الxxxxي, فقد اكتشفت أن السيدة بدفورد بوقارها وحشمتها قد وضعته تحت البحث حتي أن زوجها قال لها "أتجمعين ملفا عن الرجل؟"

ووجدت جوانا البريغادير بدفورد يجلس في المكتب الملحق بمنزله, قرب النافذة, وقال لها بعد أن حياها" ايزابيل تريدك لبعض عمل الخير ومن الأفضل ترك طبع تلك الرسائل الي الغد, انها في غرفة الجلوس ولديها مشروع يتعلق بعزبة الريح والله يعلم ماذا تنوي... كانت تتكلم عن حفلة راقصة...هاه حفلة راقصة!!

"في العزبة؟"

"بالضبط, والله أعلم كيف ستتدبر الأمر أعني, ان المرء لا يستطيع اقتحام منزل غريب كامل ليطلب منه إقامة حفلة راقصة في منزله"

"بل هذا ممكن ان كان لفعل الخير"

"فعل الخير! إنهن عصبة من النساء دون شيء يشغلهن فيحشرن أنوفهن بما لا يعنيهن, وسيكون جيدا لهن لو أن الشاب طردهن...هل تعتقدين أنه قد يفعل؟"

وتنهدت جوانا انها تفهم تماما لماذا يأمل بأن يرفض تورنبول هذا, ثم قالت مفكرة" لا أعرف الكثير عنه لقد التقيته مرة واحدة ويبدو كثير الثقة بنفسه, ولا أعتقد أن بامكان السيدة بدفورد إقناعه بحفلة راقصة اذا لم يكن يرغب فيها, ومن ناحية أخري قد يظن أنها فكرة جيدة أن يفتح منزله ليعرف الناس به...لست أدري"

ولكن السيد تورنبول حتي الآن رفض العديد من دعوات السيدة بدفورد لتناول الشراب أو العشاء أو حتي شرب الشاي, وكان يعتذر بلباقة لانشغاله بأمور, وقالت السيدة بدفورد تشكو الأمر ل جوانا" علي الأقل يقول انه مشغول, ولكنني أظن أنه يتجنبني"

"أوه بالتأكيد لا, فهو لم يمض عليه زمن هنا"

"ليكتشف أنني دائما أكون أسعي وراء مطلب عندما أدعو الناس لزيارتي؟ هذا صحيح, لم يمضي عليه زمن طويل ليعرف هذا, ربما تحادث جاك معه من وراء ظهري؟؟"
فضحكت جوانا "أو أنه شكاك بطبيعته"
ورفعت ايزابيل يديها يائسة" في هذه الحالة فليساعدنا الله, فانه لن يعطينا العزبة لو أنه شكاك"
"ولماذا تريدين العزبة؟"
"أنا سعيدة لسؤالك, انه مشروع لي, صبي لنفسك بعض القهوة واجلسي الي جانبي"
ففعلت جوانا ما قالته لها ثم سألتها" حسن جدا أخبريني عن كل شيء, يبدو أن لا عمل لي في المكتب بعد الظهر ولكنني أحذرك, يجب أن أخرج عند الثالثة والثلث والا سأتأخر علي الأولاد "
"أوه الأولاد, لا تقلقي سأوصلك بالسيارة فهذا يستحق, أنت مستمعي الوحيدة المتعاطفة معي, فالجميع يسأم مني, حتي جاك العزيز المسكين, يتمني دائما أن أفقد حماسي وأسكت ولكنني لن أفعل"
"تسكتين عن ماذا؟"
"عن فكرة سهرتي التنكرية للعصور الوسطي"
"سهرة تنكرية؟"
هزت السيدة رأسها بانتصار, ففكرت جوانا للحظات وسألتها"ولكن كيف؟ ولماذا؟"
"لماذا؟ لجمع التبرعات ...ولماذا غيره؟"
لم يربكها كلام السيدة بدفورد فهي معتادة علي مثل هذه الحفلات المولعة بها.. فجمعية السيدة بدفورد تشكلت بغرض جمع الأموال لشراء ثلاثة قطع من الأراضي لعمل منتزه عام عليها, ولكن جوانا رغم معرفتها بكل هذا بقيت منحازة" حفلة تنكرية؟ ولكن ما هو المميز بالأزياء القديمة؟ لماذا لا تقيمين حفلة راقصة عادية؟"
"لأن لدينا قصر قديم من العصور الوسطي في القرية, فعزبة الريح تناسب الغرض وخاصة أنني أريدها بسرعة"
"بسرعة ...متي؟"
"أوه...وقت الميلاد"
فابتلعت جوانا ريقها فحدقت بها المرأة الأخري قائلة" أنا لا أحب ترك مثل هذه الأمور عالقة...فقد تفسد"
"ولكن .....الميلاد"
"بالطبع, يمكننا أن نشعل حطب كبيرة ويمكن للفرقة التمثيلية أن تقدم عرضا للمناسبة, ويمكن للأطفال أن يغنوا تراتيل الميلاد... وسنقدم لحم عجل...."
وقفت جوانا من مقعدها وقالت بقوة" لا!"
"ولكن عزيزتي من الطبيعي أن يستطيع آرثر التعامل مع الأمر"
"ليس مع عجل"
"ولماذا لا؟ اذا كان آرثر لا يمانع في طبخه"


قالت جوانا بعبوس وهي تعرف محبوبها كما تعرف زوجة عمه تماما" آرثر لن يقبل شراء حيوان مسكين ونقله الي هنا ثم رؤيته يذبح وينظف ويوضع علي النار"
"ولكن هذا سيكون رائعا, يمكننا أن نحرق عظامه علي شاطئ البحر"
"لا حرق للعظام ولا عجل, هذا اذا كنت تريدينني المشاركة في تنظيم السهرة"
فأجابتها السيدة العجوز بخشونة" بالطبع لن أريدك أن تشاركي في تنظيمها, انها مسئولية كبيرة عليك عزيزتي ومتي سيكون لك الوقت وأنت تعملين ل جاك كما تفعلين وتعنين بالأولاد كل ليلة, وكما أفعل دائما سوف أنظم الحفلة بنفسي ولم أفكر أبدا بأنك قد تشاركينني"
اغتاظت جوانا رغم ارتياحها وصممت علي رأيها" بدون عجل"
ودون توقع استسلمت السيدة بدفورد"أوه حسن جدا مع أنني أعتقد أنك لست رومانسية"
"ولكنني كنت دائما هكذا"
"مختلفة عن آرثر كثيرا, لقد وافق علي الفكرة فورا, ولم يعترض بسخف علي أي شيء"
"لم يعترض...؟"
"أجل فلديه مخيلة أكثر من بعض الناس, علي كل الفكرة لا تزال فكرة حتي الآن فطالما لم أستطع مقابلة السيد تورنبول والحصول علي موافقته, فلا فائدة من بحث الأمر"
"آه... هل تظنين أنه قد يرفض؟"
"ليس تماما, هل تظنين أنه يرفض طلبي؟"


"ربما لن يرفض ولكن لن يبدو أنه يعمل هنا أليس كذلك؟ وربما اشتري المنزل لقضاء العطلات فيه, ولا أظن أن عليك الاعتماد علي مقابلته وأخذ موافقته"
فردت عليها ايزابيل بثقة" سأمسك به وسيوافق...سأذهب هذا المساء لرؤيته بعد أن أوصلك الي المنزل, لقد آن وقت الذهاب...هيا بنا"
 

بعد أن وضعت الولدين كل في سريره, نزلت جوانا المطبخ لتبدأ عملها المنزلي ولتغسل ثيابهما كما كل أسبوع وكانت لا تزال تهنئ نفسها لأنها لا تنتظر الآن زيارة أحد, عندما فوجئت بطرق عنيف علي الباب فأزاحت سلة الغسيل وذهبت لتفتح
كان برايان تورنبول يقف عند الباب فأصيبت بدهشة لكنها قالت بسرعة "تفضل بالدخول"
وسارعت الي إقفال باب غرفة الاستقبال بعد أن دخلا فقال" أهذا تصرف عدائي؟"
"لا ولكنني لا أريد أن يسمع الأولاد صوتنا اذا كانا لا يزالا صاحيين وخاصة بوب فهو يتأخر في النوم"
"بوب؟"
"آه انه ابن أخي لقد التقيت به"
"أوه أجل عرفته, ألا يحب أن يزورك أحد بعد حلول الظلام؟"
"لا تكن ظالما"
"وهل من عادته أن يرمي زجاجات الحليب المحطمة ليمحوا آثاره ذلك الوحش الصغير"


"انه ليس وحشا صغيرا ثم ماذا قلت؟"
"زجاجات حليب مكسورة انها منشورة علي الطريق هناك ولقد أصيب ثلاثة من إطاراتي وأردت استخدام هاتفك"
"ولاحظت علي الفور أن أصابعه مليئة بالشحم ,لابد أنه كان يهم بتغيير إطار عندما اكتشف حالة الآخرين, وهذا يفسر نظرة التجهم علي وجهه, وتصاعدت فيها رغبة خبيثة للضحك ولكنها تمالكت نفسها" بالطبع تفضل, انه هناك , واذا أردت الاتصال بالكاراج في القرية فالرقم علي لوحة الأرقام, سأصنع لك القهوة فأنت مبلل وتشعر بالبرد"


وهربت لتضحك لتستسلم لنوبة من الضحك وكانت تجفف عينيها عندما شعرت أنها مراقبة, وكان برايان تورنبول يقف بالباب ومن منظر وقفته أدركت أنه هناك منذ لحظات طويلة يراقب ضحكها فقال بغضب" هل تضحكين دائما علي مشاكل الآخرين؟"
"ليس بإرادتي"
"ظننتك جننتي... أول الأمر أدخلتني المنزل وكأن المنزل مراقب ثم ادعيت أن ابن أخيك لا يحب زيارة الناس لكم بعد حلول الظلام, والآن أجدك تضحكين بهستيرية في المطبخ"
"أنا آسفة ,يبدو الأمر شاذا ,أعرف هذا"
"انه شاذ , علي الأقل بالنسبة لي ولكنني وافد جديد والكثير مما يجري في هذه القرية يبدو غريبا لي, فأصحاب الدكان الصغير يرتابون بأنني أقوم بأعمال سحر أسود في منزل دراكولا..."


فضحكت جوانا مرة ثانية لتسميته الغريبة لمنزله وتابع" زوجة البريغادير وزوجة القس تلاحقانني , لماذا, لا أستطيع أن أتخيل, وها أنت, واليوم غزا المنزل طفلان مؤذيان, فعلا ما بوسعهما لتدمير اللوحة الوحيدة الصالحة لدي"
"كم هذا ...مؤسف, هل كانت غالية الثمن؟"
واتسعت عيناه" لقد عرفت, لابد أن ولداك هما المذنبان"
وللحظات كادت تنكر الأمر, ولكن مونيكا قبل أن تنام اعترفت بأن معلمة المدرسة أخرجتهما بنزهة واكتشفت هي وبوب مدخلا الي منزل العزبة عبر أحد النوافذ وتسببت أثناء دخولها بتحطيم احدي اللوحات, ولكنها قالت" أخشي أنك محق هل كانت اللوحة غالية الثمن؟ أرجو أن لا يكون قد حطماها تماما ومما أخبراني به فقد أصابهما شيء من هذه المغامرة"
فقطب جبينه بسرعة"أتعني أنهما أصيبا بأذى؟"
"مونيكا أصيبت قليلا, وهكذا عرفت جوانا بالأمر عندما لم تستطع تفسير إصابتها بخدوش لذا قالت الحقيقة"
"هل أخذتها للدكتور؟"
"لا أظن أن..."


"لا أستطيع التصديق...لأجل الله يا فتاة, تلك اللوحة معلقة هناك منذ مئة سنة أو أكثر ولا نعرف أي نوع من الحشرات فيها أو ما تحمل من جراثيم"
نظرت اليه بعدائية" أنا أدرك تماما ما المخاطر ولا أفقد تعقلي كلما أصيب واحد منهما بخدش في ركبته, صحيح أنها أصيبت بخدش ولكن اللوحة لم تمزق الجلد وقد يتورم كتفها قليلا بعد أن ارتعبت وكلاهما أمر غير خطير وما أنا مهتمة به أكثر هو ما سبباه من ضرر للوحتك ويجب أن تسمح لي بالطبع دفع الأضرار"
"كلام هراء"
"ولكنني أصر"
"حسنا ..لست أدري كم ستكلف أو حتي اذا وجدت أحدا يصلحها"
"اذا وجدت أحدا يصلحها فأرسل لي الفاتورة"


فتنهد وهو يقول" أوه, حسن جدا, والآن هلي تسمحين لي لأن أغسل يدي؟"
"ماذا؟ أوه..طبعا"
"وبعدها سأتصل بالكاراج لاصلاح سيارتي انها عند حافة الطريق الي بيتك"
وعاد بعد أن غسل يديه الي غرفة الجلوس, وسمعته يتحدث في الهاتف وهي تملأ الإبريق الفضي القديم وتضعه علي النار, وعندما عاد الي المطبخ كان يعبق برائحة القهوة الطازجة
"العجوز الغبي يقول ان علي السيارة الانتظار حتي الصباح"
قالت وهي تضع الفنجانين علي الصينية" لقد ظننت أنه قد يقول هذا, هل أنت جائع؟"
"أجل, ماذا تعنين أنك ظننت أنه قد يقول هذا؟ ولماذا لم تقولي لي قبل أن أتصل به؟"
"لأنني لم أكن واثقة فربما قبل المجيء لأجلك, ولكنه لن يفعل من أجلي, انه رجل رجعي ولا يقبل أن تقود النساء السيارات لذا يشعر بالانتصار علي عندما تتعطل سيارتي"


"وهول ا يحب السيارات الرياضية الغريبة أيضا ولا من يقودها"
"قد يكون الأمر أسوأ, عندما تنتهي من القهوة سأخرج سيارتي وأوصلك الي العزبة, الي أي مدي أنت جائع؟ أتريد سندوتش جبنه أم تريد طعاما مناسبا؟"
فنظر اليها وقد ظهر المرح بعينيه" هل تعرضين علي إطعامي؟"
احمر وجهها لعدة أسباب فقالت بحياء" حسنا...أنت مبلل وتشعر بالبرد...وهذه ليلة سيئة"
"انها فعلا كذلك" وأخذ الصينية منها وبدأ يدهن بالزبدة قطعا كبيرة من الخبز وتابع" ولن يتحسن الطقس كما أتصور, لقد تطفلت عليكم وقد أزعج الطفلين...انه احسان كبير منك"


قالت له جوانا مؤكدة" قد أفعل نفس الشيء لأي إنسان ولكي تعرف الحقيقة ...أنا السبب في كسر زجاجات الحليب علي الطريق, لقد وضعتها هناك في كيس كي لا يتحمل موزع الحليب مشقة المجئ الي هنا, ولكن الأمر لم يكن مرضيا أظن أن علي الذهاب لكنس قطع الزجاج عن الطريق, فالليلة باردة وفيها ريح كثيرة, وقد يقع غيرك في الفخ"


ووضعت طبق الخبز و الزبدة فوق الصينية وقالت "اذهب واجلس بجوار النار وتناول قهوتك, لن أتأخر دقيقة"
وأعاد لها الصينية ضاحكا" هذا صحيح لن يستغرق الأمر أكثر من دقيقة, وأنا جاهز للخروج ومبلل سلفا" وتناول المكنسة وتقدم نحو الباب وعاد بعد خمس دقائق وخلع معطفه السميك وفرك يديه ليعيد اليهما الدم, فجرت له جوانا كرسيا قديما مريحا الي قرب النار ثم صبت له القهوة وتناول السندوتش ليلتهمه بشراهة ويقول بفم ممتلئ" لقد كنت لطيفة معي"
"وأنت كذلك, حول الأولاد وكل شيء...وأنا مدينة لك"


ونظرت اليه نظرة أملت أن تكون جميلة حتي تطلب منه مسامحة الأولاد
ولكن....ثبت أن طريقتها غير ناجحة
لأنه أجابها “ أجل...أنت مدينة لي, أليس كذلك؟”



إعدادات القراءة


لون الخلفية