الاقتراب من الم-وت
هذه القصة حدثت سنة ١٩٧٧ في الشتاء ،حدثت لي شخصيا واقسم أنها حقيقية .
في صباح يوم خميس مليء بالغيوم أيقظتني والدتي للذهاب إلى المدرسة ، كان عمري وقتها ١٥ سنة وأعيش في مدينة الأسكندرية .
كنت متأخر للغاية فقمت مسرعأ وذهبت للحمام وارتديت ملابسي ، كان كل شيء يجري طبيعيا ولكن المشكلة اني عندما كنت اغسل وجهي انتابني شعور غريب وكأنني عشت هذا الموقف سابقاً...
لم اهتم وخرجت ووقفت أمام المرآة اسرح شعري ، لكن توقف لبرهة أحدق في المرآة بشكل غريب ,،لقد كنت واقف امام المرآة بوجهي لكني لم أره ! .. لقد رأيت راسي من الوراء .. لم أرى وجهي .. رأيت ظهري ورأسي فقط .. رأيت انعكاسي !! ، فلم يكن أمامي سوي الانهيار ، سقطت على الأرض ولم ادري بشيء سوى عندما أحسست بمياه تتدفق على وجهي .
أمي وأخواتي يصرخون : " فوق .. فوق " ..
فبدأت استعيد وعي شيئا فشيئا , سألتني امي ماذا حدث لك ؟ .. فقلت لها ما حدث فهدأت من روعي وقالت لي استرح اليوم لن تذهب للمدرسة ، لقد فاتني أتوبيس المدرسة ولكن في الحقيقة لم اهتم ، لقد جلست افكر فيما حدث ، ما رأيته كان حقيقية أم وهم ؟ .. لم احصل علي اي اجابة ، حاولت ان اهدأ قدر المستطاع ولكن ؟؟ ..
فجأة سمعت صريخا مدويا .. فهرعت اجري لأمي ماذا يا حدث ؟
قالت : "لا اعرف " .
وخرجنا نجري خارج الشقة فرأينا والدة صديقي أيمن تنتحب وتبكي ، فقالت أمي لها : " إيه اللي حصل ؟ " . فلم تجب ، فسألت والد صديقي ، فقال لها لقد احترق الاتوبيس ولم ينجو احد ...
عندما سمعت ذلك لم ابكي ولم اصرخ ، لقد انتابتني حالة من السكون ، جميع من حولي يصرخ وأنا ساكت أفكر لو لم يحدث ما حدث .. لو لم أغيب اليوم .... ماذا كان سيكون مصيري ؟؟؟؟ ..
في الحقيقة لم احصل على تفسير حتى يومنا هذا ، البعض قال لي صدفة ، والبعض قال لقد افتعلت ذلك لكي تغيب ، والبعض قال أنت محظوظ للغاية ، والبعض قال لم يحن دورك بعد ...