الاحداث الغريبة في منزلنا الجديد

أنا وردة عمري 15 سنة , كنا نعيش في منزل عادي و جميل مع جيران رائعين و عشنا أوقاتا جميلة جدا خاص مع الأصدقاء لكن كان علينا الانتقال لبلدة أخرى و طبعا رفضنا الأمر منذ البداية لكننا بالنهاية تقبلناه على اساس أن كل أقاربنا يعيشون في تلك البلدة و الحمد لله إنتقلنا و عندما وصلنا لأول مرة كان البيت واسعا و كبيرا جدا و ذو طابقين , في الحقيقة أعجبنا جدا , و مرت الأشهر رتبنا كل شيء و قدا بدا المنزل كبيت أحلامنا فقد أحببناه و نسينا الذكريات الجميلة التي تركناها ورائنا .

في البداية كانت الأمور جيدة , لكن الذي لم يعجبني أن غرفتي كانت بالطابق العلوي عكس إخوتي فقد كانت غرفهم جميعا في الطابق السفلي فرفضت الأمر أمام والدي بحجة أن الغرف المجاورة لغرفتي في الطابق الثاني فارغة .. فلماذا الكل بالأسفل و أنا لوحدي بالأعلى ؟ ..

فلم يقبل والدي كلامي و قال أنه لن يحدث شيء إذا نمت فوق و أننا انتقالنا حديثا ويجب أن ننام في الأسفل ريثما نرتب الغرف في الطابق الأعلى و لن يمر كثير من الوقت حتى يصعد إخوتي معي , لأن غرفتي الوحيدة التي تم ترتيبها أولا في الطابق العلوي .. فتقبلت الأمر على مضض .. وكنت أنام وحدي فوق مع إنني كنت خائفة بعض الشيء لكنني تعودت بعدها .

كنت أحب مشاهدة الأفلام و قراءة القصص المخيفة , وكنت كل يوم أقرأ قصة مخيفة أو أشاهد فما مرعبا , و مر الأمر عاديا إلى أن بدأت أشعر بأن هناك من يراقبني وبدأت أرى أحلاما مزعجة و غريبة ..

عرفت أن كل هذا سببه الأفلام و القصص التي أقرئها لذلك توقفت عن ذلك لمدة أربعة أشهر أو أكثر , الغريب أن تلك الأربعة الأشهر لم تسر كما يجب إذ استمرت الأحلام المخيفة تراودني كل يوم وزاد شعوري بأن أحدا يتبعني و يراقب كل حركاتي وصرت أرى ظلالا سوداء أحيانا و أستيقظ من النوم دون إرادتي عند منتصف الليل ... وكان هذا دائما ما يثير استغرابي .. لماذا منتصف الليل بالذات أستيقظ .. كنت أنظر حولي و دائما ما يكون كل شيء ساكن و يكون هناك هدوء مخيف ..

و أتذكر مرة أتيت من المدرسة و أنا متعبة جدا فصعدت لغرفتي مباشرة و استلقيت و نمت و لا أذكر شيئا سوى انني سمعت صوت أمي و هي تناديني للعشاء فنزلت للأسفل و كانت الساعة تشير للتاسعة , وبعدما أنهيت العشاء صعدت لغرفتي و شاهدت قليلا التلفاز على أمل أن يغلبني الناس من جديد , و حقا فقد غلبني النعاس و نمت , وكانت الساعة تشير للحادية عشر , و كما هو الحال كل ليلة استفقت عند منتصف الليل والكل نائم ..

استفقت و نظرت حولي لأجد نفسي قد نمت بالصالة , فنهضت بتكاسل و نظرت للساعة عندها انتابني خوف غريب , و ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوتا ينادي باسمي من جهة الدرج .. شعرت بخوف شديد لكنني استجمعت شجاعتي و توجهت نحو الدرج لأرى مصدر الصوت , كان الدرج مظلما و لا يوجد أحد , استغربت و عدت لغرفتي و ما هي إلا لحظات حتى عاد الصوت من جديد ... عندها نزلت إلى غرفة أمي و أخبرتها عن الصوت لكنها لم تقل شيئا سوى أنها قالت إذا أردت فلتنامي مع أختك و غدا نتفاهم ...

و بالفعل ذهبت و نمت تلك الليلة مع أختي , وفي الصباح نهضت و ذهبت للمدرسة كالعادة , و عند عودتي وجدت أمي في انتظاري لتحدثني عن موضوع أمس فصعدت معي لغرفتي ثم قالت لي ماذا حدث معك أمس ؟ .. عندها قلت لها كل شيء نظرت لي نظرة سخرية و استغراب , عندها لم أستطيع التحمل و قلت لها عن كل شيء شعرت به و كل تلك الأحداث التي مرت مثل أن أرى فتاة تقف ورائي أمام المرآة و الضوء الذي ينطفئ و يشتعل من دون سبب و اختفاء أشيائي من أماكنها و الكثير من الأحداث الأخرى التي كانت ترعبني ولا أجد لها أي تفسير ..

عندها إندهشت أمي و نظرت لي نظرة غريبة فخفت أن تعتقد بأنني جننت ..

في الغد تحدثت أمي مع أبي و قرروا أخذي لطبيب نفساني , و كان هذا كل ما أخشاه ..

عند أخذي للطبيب قال أنني أعاني من فراغ عاطفي كبير ولدي شعور بأن لا أحد يهتم لأجلي - طبعا لم يخبراه بالأحداث الغريبة - فقرر أبواي بعد أن سمعا ما قاله الطبيب أن أشارك أختي غرفتها , و بالفعل حدث هذا , لكن رغم ذلك لا تزال تلك الأحداث مستمرة و الأحلام المزعجة تتبعني أينما كنت ..

طبعا أنا فتاة مداومة على صلاتي و أحفظ القرآن الكريم ولا أعلم لماذا أنا المستهدفة و لماذا لا يحدث كل هذا لإخوتي و لأمي و أبي ؟؟!! .. وبصراحة أنا لا أؤمن بصحة ما قاله الطبيب .. أنا لا أعاني فراغ عاطفي , لكني لم أقل شيء لأني لم أحب المجازفة لكي لا يظن أبواي أنني جننت حقا ..

كل ما أريده أن أجد شخصا يفهمني لا أكثر .. وثقوا بأن هذه الأحداث مازلت مستمرة لحد الآن .. فما هو تفسير ذلك ؟ .. ولماذا أنا بالذات ؟ .. هذا السؤال دوخني ؟! ..


إعدادات القراءة


لون الخلفية