عشق مصاصي الدماء هو الأغرب في عالم البشر , فكيف يمكن لمخلوق يعشق الليل ويحتسي الدم أن ينال كل هذا الحب والإعجاب من قبل العديد من الناس حول العالم ؟ .. ولماذا يتمنى البعض أن يصبحوا مصاصي الدماء ؟ .. إنها أسئلة دارت في ذهني منذ صغري وكانت دافعي لمزيد من البحث والتقصي عن هذا المخلوق الدموي , وقد توصلت بعد بحث وعناء طويل إلى حقيقة أن مصاص الدماء ليس مجرد مخلوق خرافي نشاهده في الأفلام السينمائية .. لا هو ليس كذلك .. بل هو في الواقع أقرب إلى الحقيقة مما قد يظنه ويتصوره معظم الناس , ومهما أنكر البعض وجوده فأنهم لا يملكون دليلا على نكرانهم , هم يقولون بأنه مجرد خرافة , لكن كيف لخرافة أن تنتشر في كل أصقاع الأرض بهذه الصورة والسعة , وما هو تفسيرهم لكل ذلك التراث البشري العريق عن مصاص الدماء في مختلف الثقافات ومنذ القدم .. فالمنطق يقول بأنه لا يوجد دخان بدون نار , وأن كل ذلك التاريخ والإرث القصصي عن مصاص الدماء لابد في أنه يستند إلى أمور هي أبعد ما تكون في صيرورتها إلى مجرد خرافة أو أسطورة .
دعونا نبحر من جديد أصدقائي في عالم الغموض والسحر الدموي , فبعد نجاح الجزء الأول من هذه السلسلة – التي ستستمر بإذن الله - وحصوله على اهتمام القراء , وقد قررنا مسبقا أن نقوم بتكملة الجزء الثاني , وها نحن قد أكملناه كما وعدنا بعد فترة طويلة من الانتظار . جدير بالذكر أن المعلومات التالية التي ستقرئها هنا عزيزي القارئ ليست من وحي الخيال , بل هي مأخوذة عن كتب مترجمة وعينات حقيقية موجودة على أرض الواقع . لكن لك الحق في تصديقها أو تكذيبها , بالنهاية نحن لا نجبر أحد على الإيمان بوجود مصاص الدماء من عدمه , لكن إنسان رأيه , وهو رأي محترم طالما دار في نطاق النقاش الجاد المحترم .
وكما في المقال السابق , فقد قمنا بصياغة المقال الحالي على شكل أسئلة وأجوبة لما في ذلك من سهولة توصيل المعلومة وسلاسة في مخاطبة فكر القارئ ووسيلة لتصحيح بعض المعلومات التي أخذها العامة وإظهار بعض الحقائق حول هذا الموضوع بصورة أفضل .
ولنبدأ رحلتنا على بركة الله ...
هل مصاص الدماء قادر على قراءة أفكار الآخرين ؟ ..
بأمكانهم قراءة أفكار الآخرين ..
الجواب : نعم لأنه يملك القدرة على التخاطر وهم يتواصلون مع بعضهم عن طريق التخاطر من دون الحاجة لأن يتبادلوا الكلام , ويمكنهم أيضا قراءة أفكار البشر العاديين .
هل مصاص الدماء يستطيع تحريك الأشياء بدون لمسها ؟ ..
الجواب : نعم لديه قدرات خارقة كبيرة .. لكنه لا يستعملها إلا عند الضرورة وغالبا ما يعيش بين الناس بهيئة إنسان عادي .
هل هم يتحولون إلى خفافيش حقا ؟ ..
الجواب : لا , بعض الأساطير ذكرت أن مصاص الدماء يمكنه التحول إلى خفاش أو وطواط أو كائن طائر , و هذا غير صحيح .. ولعل هذه الأسطورة , أي تشبيه مصاص الدماء بالخفاش , سببها هو أن الاثنان يقومان بمص الدماء من الكائنات الأخرى و كذلك لشبه أنياب مصاص الدماء بـأنياب الخفاش .
هل الشمس تؤثر فيهم ؟ و هل هم يحترقون بها ؟ ..
الجواب : عندما نضع إنسان عادي في غرفة خافتة للضوء أو شبه عديمة للضوء لمدة تتعدى أكثر من 30 يوم فسيكون من الصعب تعريضه لأشعه الشمس أو من الصعب عليه أن يتحمل أشعة الشمس و ضوءها , ولذلك فأن تفسير ذلك لمصاص الدماء فهو واضح , ليس جميع مصاصي الدماء الموجودون يتأثرون بالشمس , بل فقط هؤلاء الذين لا يخرجون سوى بالليل و الأسطورة التي يعرفها الناس مبالغة قليلا في التكلم عن تأثير الشمس على مصاص الدماء .
لماذا الصليب و الماء المقدس و القرآن والديانات تؤثر فيهم و تحرقهم ؟ ..
الشمس لا تقتل مصاصي الدماء ..
الجواب : تفسير ذلك الأمر ليس بسيطا ولا سهلا , لكن للتوضيح على أقل مقدار من المعلومات فأن في بداية تحويل الإنسان إلى مصاص دماء يطلق بدورته انفتاح لمناطق مقفولة في الجملة العصبية داخل دماغ الإنسان , فذلك يؤدي إلى جعل العالم الآخر ( عالم الجن والأشباح و الأرواح ) مفتوح على حياة مصاص الدماء , ليتيح إمكانية التواصل المستمر بين مصاص الدماء و الجن اعتياديا , فتصبح العلاقة مشابهة لعلاقة الساحر الحقيقي بالشياطين كما ذكُر في القصص و الروايات العربية و الإسلامية و الروايات الأوربية المسيحية و اليهودية , هذا إذا ما كان الإنسان المتحول في طبيعته البشرية ساحر وكسب معرفته لتحويل القدرة البشرية من علم السحر الأسود , لذلك تأثير الصليب والماء المقدس و القران لا يحدث مع جميع مصاصي الدماء سوى الذين تواصلوا مع الأرواح الشريرة والذين دفنوا وخرجوا من القبر بسبب فعل تلك الأرواح الشريرة .
و لتفهيم الموضوع أكثر أن مصاص الدماء يتأثر بالأفعال و الأصوات الدينية في حال تعامله مع الأرواح الشريرة أو في حال تواصله مع العالم الآخر , سواء أن كان هذا قبل أخذ القدرة أو بعد أخذ القدرة .
بعض التواريخ تتدعي أن مصاص الدماء ظهر بعد القرن الثامن عشر ؟ .. هل ذلك صحيح ؟ ..
الجواب : انتشرت معلومات في بعض الأماكن تُشير إلى أن ظهور مصاص الدماء بدأ في القرن الثامن عشر , غير أن المفهوم الصحيح لهذه الفكرة عن مصاص الدماء هو فعلا بدأ انتشار قصص مصاص الدماء في بداية القرن الثامن عشر , لكن ذلك ليس بداية لظهور هذه المخلوقات و الحقيقة بداية ظهور هذه المخلوقات ضارب في القدم كثيرا.
هل فعلا يحدث لمصاص الدماء خلل في المركبات العضوية للبورفيرين داخل جسده ؟.. مما يجعله يتلهف لطلب الدماء لإصلاح ذلك الخلل ؟..
الجواب : ذلك مرض يحدث لبعض الناس , ولا علاقة لمصاص الدماء بهذه الأوبئة .
ما هي علاقة مصاص الدماء بالأرواح الشريرة ؟ .. تحديدا بما يتعلق بالسحر ؟ ..
الروح الشريرة تلبس جسده ..
الجواب : كما ذكرنا أن مصاص الدماء ليس بساحر لكنه قد يصبح ساحر بعد عملية التحويل , أو العكس ساحر و يجري عملية التحويل .. و بالحقيقة بواقع الأمر لا يجب تسمية الأمر بالتحويل.. بل بـ " التطوير " , مصاص الدماء ليس إلا إنسان عادي بقدرات متطورة لكن في حال تعلقه في السحر أو الأرواح الشريرة فسيتم تلبيس جسده بالروح الشريرة بعد وفاته أو قبل وفاته , وذلك يحدث بسهولة أكثر لمصاص دماء و ذلك يفسر عودة الأشخاص الذي تحولوا إلى مصاصي دماء بعد وفاتهم وخروجهم من القبر و ذلك نتيجة ممارسة احد أنواع السحر الأسود في حياتهم .
هل مادة الأدرينالين مسئولة عن قدرة مصاص الدماء ؟ ..
الجواب : مادة الأدرينالين هي هرمون و ناقل عصبي و يعمل على زيادة نبض القلب وانقباض الأوعية الدموية وبالمجمل يؤدي إلى تحضير الجسم لحالات الكر والفر .
في حال فرز مادة الأدرينالين للشخص العادي أكثر من المعتاد , فسيؤدي ذلك إلى إجهاد القلب أو الجلطة و الوفاة .
قلب الإنسان العادي لا يتحمل الأدرينالين بكثرة عالية وخاصة إن كان عمر القلب مُسن .
وتُفرز بكثرة مادة الأدرينالين خصيصا عندما يقل مستوى السكر في الدم لذلك نجد إن كُل شخص عصبي المزاج مصاب بمرض السكري .
وفي الموضوع الأساسي " مصاص الدماء " له قدرة عالية وخارقة على التحكم بالأدرينالين و الهرمونات الأخرى , و للتوضيح ليس الأدرينالين هو المسئول عن قدرة مصاص الدماء كالسرعة و التحمل الشديد له ذلك لا يتعلق بهرمون الأدرينالين .
هل أنياب مصاص الدماء تظهر دائما أم في حالة امتصاص الدماء فقط ؟ ..
الجواب : أنياب مصاص الدماء ظاهر تحديبها دائما , لكن حجمها يتمدد عند الغضب و الخوف .
هل مصاص الدماء يموت ؟ ..
الجواب : نعم .
هل هناك مصاصي دماء خالدين ؟ ..
هناك مصاصي دماء يعيشون عمرا مديدا
الجواب : نعم , هناك مصاصي دماء يتمكنون من فك رموز الحياة فيؤدي ذلك إلى خلودهم , وذلك لا يتعلق بقوة جسدهم أو عظمة سحرهم بل يتعلق بلغز يتمحور بعلم عددي في السريانية و العربية كذلك . عند فكه يتمكنون من فهم كيف يموت الإنسان و لماذا ..
و المرأة عنصر أول و أخير في هذا اللغز , ومطلوب توافر شروط أخرى.. وهذه المعلومة مؤكدة من عينة حقيقية .
طبعا قد يعترض البعض على هذا الكلام قائلين بأن الخلود مستحيل وأن الله لم يجعل مخلوقا خالدا , لكن هذا الكلام مردود , فالشيطان مثلا مخلوق لكنه لا يموت حتى قيام الساعة , ومصاص الدماء أيضا مخلوق لديه القدرة على العيش لسنين متمادية طويلة , لكنه يموت حتما في النهاية لكن ليس مثل البشر , بل مثل الشياطين , ربما عند نهاية هذا الكون . وأعود وأكرر مجددا بأن ليس جميع مصاصي الدماء لديهم هذه القدرة على الحياة الطويلة .
كيف يمكن قتل مصاص الدماء ؟ ..
الجواب : يمكن قتل مصاص الدماء عن طريق وضع خازوق خشبي في قلبه , و في حال كان مصاص الدماء من الخالدين فلن يتمكن من إصابته في قلبه حتى لو رمى عليه رصاصة من أفضل القناصات في العالم فلن تلوحه تلك الرصاصة ولا يمكن قتله .
هل مصاص الدماء يستخدم التعاويذ ؟ ..
الجواب : التعاويذ هي نوع من العلوم المحرمة , لا يمكن الجزم لاستخدام مصاص الدماء تلك التعاويذ .. فهذا أمر يحدث مع الناس العاديين وليس من البعيد أن يكون مصاص الدماء من خبراءه .
وبالتأكيد توضيحا علم التعاويذ ليس كتابة تكتب على الورق ولا تلك الطلاسم , بل هي أحاجي والغاز يتم فكها وربطها فتؤدي عملية سحرية .
لماذا الشخص العادي يحتاج إلى مصاص دماء حقيقي ليقوم بتحويله ؟ ..
لماذا نحتاج مصاص دماء حقيقي للتحويل ..
الجواب : لا يمكننا أن نفسر سبب ذلك حتى لو كنا نعرف المعلومات الأصلية, حتى لو تم شرح علميا طريقة التطبيق , فذلك لا يؤكد أن جميع البشر يمكنهم التحول , ذلك خطأ فادح .. من يمكنه التحول هم أنواع محددة من البشر .
على سبيل المثال , هل كل شخص يمكنه أن يغوص في الماء لمدة تتعدى الـ4 دقائق ؟ بالتأكيد الجواب ذلك غير ممكن , فالمدة الطبيعية تتراوح بين 2 دقيقة و 1 دقيقة , بالنسبة للأشخاص العاديين أي نصف الضعف .
لكن ماذا إذا كان الأمر أكثر من ذلك ؟ أكثر بكثير ..
هل يمكن كسر الأرقام القياسية ؟ الغوص أكثر من 10 دقائق ؟ 20 دقيقة ؟ ..
ذلك ما يحدث في العلوم المخفية القادرة على تحويل الإنسان أو إعطاءه قدرة مصاصي الدماء الحقيقية .
طيب هل كل مصاصي الدماء لديهم تلك القدرة العقلية في العلوم السرية ؟؟ ..
الجواب بالطبع لا , هناك أشخاص محددون من يتمكنون من الوصول إلى تلك العلوم , و هناك أشخاص محددون من يتمكنون من تحمل تلك العلوم و تجربها على نفوسهم وأجسامهم و أدمغتهم في حياتهم الخاصة .
على سبيل المثال .. ألبرت اينشتاين , إسحاق نيوتن , أبن ملكا البغدادي.. هؤلاء العلماء العظام هم اقرب مثال لقدرة وثبات عقولهم على الخوض في العلوم العميقة و المخفية ( كلهسر ) .. لكن مع هذا عليك بالتركيز و الفهم أن هؤلاء العلماء قد يتمكنون من الخوض في هذه العلوم لكن هل من الممكن أن تتحمل نفوسهم وأجسادهم انفعالات تلك العلوم ؟ تطبيق تلك العلوم على حياتهم في الواقع ؟ .. لا يمكن الجزم بذلك لكن كلنا نعرف أنهم لم يتمكنوا من اختراع شيء يؤدي إلى قدرات بشرية أو قدرات جسمية تخص و تمكن الإنسان من فعل أمور يصعب أن يفعلها أو أن يخوض بها اعتمادا فقط على جسده وقدرته الجسمية وتطورات دماغه البشري .
هل هناك فيروس يجعل الإنسان مصاص دماء ؟ ..
الجواب : قد يكون مصاصي الدماء و تحولهم يعتمد على نوع من أنواع الفيروسات , غير انه ليس كذلك بل هو قد يتقاطع مع مفهوم تكون الفيروسات داخل الجسم .
و من الممكن أن يصبح الأمر مُعدي للأشخاص الآخرين بمواضع خاصة.
هل التراكيب الكيميائية لناقلات الهرمون داخل دماغ مصاص الدماء مختلفة عن الواضع العادي ؟ ..
الجواب : التراكيب الكيميائية داخل دماغ مصاص الدماء بشكل عام ليست مختلفة عن الوضع العادي أو تراكيب الدماغ العادي , لكنها تجري بطريقة مختلفة قليلا عن الوضع الطبيعي لذلك تحدث انفعالات و أرسالات مختلفة عن ما يحدث عند انفعالات الإنسان العادي .
كيف يمكنني مطاردة مصاصي الدماء و العثور عليهم ؟ ..
الجواب : في حال معرفتك بوجود أشخاص متهمين بأنهم مصاصي دماء أو ينتمون إلى فئة العرافة الغامضين , لا تحاول مطارتهم أو العبث معهم , فقد تقع ضحية سهلة لهم و قد تستعبد عندهم .
عليك أن تملك سلاح فكري و سلاح يحميك من الأذى , لتتعامل مع عراف غامض و عابث بأعمال الناس .
خاتمة :
ربما كان الكلام قليل في هذا المقال , لكننا وضحنا الكثير من المعلومات ونرجو أن ينال رضائكم واعجابكم الخاص .
وآخر الملاحظات التي نقولها :
لا تبحث عن كتب شعوذة والسحر فجميعها كاذبة وليس لها تأثير سوى جعل الشخص مخبول . ولا تتعمق بعلم الأرقام ولا تبحث عن معلومات لأحترافه فلا يوجد معلومات تحترفها في الكتب فجميعها كاذبة ولا يحتويها سوى الدجل .
المصدر موقع كابوس