لا أظن مخلوقا نال من الشهرة والشعبية كتلك التي نالها مصاص الدماء (Vampire)، لاسيما في عصرنا الحاضر حيث حمله الأدب والفن إلى أقصى بقاع الأرض فصار وجوده لازمة ضرورية لثقافة الرعب المعاصرة وأصبح أسمه مثار جدل لا ينتهي حول حقيقة وجوده وكينونته. وقد نالت صفحات موقعنا – كـابوس - حصتها من هذا الجدل البيزنطي العقيم، وهو أمر لم يخل من فائدة، لأنه زاد من حماسنا للمضي في رحلة بحث طويلة نفتش خلالها شواهد القبور المتآكلة في الجبانات القديمة المنسية، ونحلق فيها بأجنحة الخيال فوق قمم البلقان الشاهقة حيث نشئت الأسطورة وترعرعت، ونقلب بشغف أوراق محاضر بعض اغرب جرائم الدم وأبشعها ... ذلك كله من أجل تقديم مقالة مشوقة تحوي معلومة مفيدة وحكاية فريدة تحملك معها عزيزي القارئ إلى عالم آخر حيث الدم هو الحاكم والطاغي.
قد يتساءل المرء حول سبب تميز مصاص الدماء .. ما الذي يجعله محببا إلى القلوب بهذه الصورة بالرغم من دمويته ؟. والإجابة على هذا السؤال تكمن جزئيا في الصورة الفريدة التي شكلها ورسمها ببراعة أرباب صناعة السينما العالمية لشخصية مصاص الدماء، إذ تحول بالتدريج من وحش مرعب مخيف إلى إيقونة للوسامة والجمال والإثارة الجنسية!، كما أن الغموض والضبابية المحيطة بحياته، كانت على الدوام دافعا لتطلع الناس إليه بمزيد من الفضول والاهتمام، فهو مسخ غريب حقا، يمضي نهاره حبيس المقابر، وينتفض ليلا من تابوته متسللا تحت جناح الظلام يفتش عن طرائد بشرية تمده بذلك الرحيق الأحمر الذي يبعث في جسده من جديد جذوة الحياة ونشوتها، ولا ريب في أن هذا الأسلوب الفريد في الحياة والتغذية قد أثار العديد من التساؤلات حول حقيقة الدم وخواصه، هل يمكن حقا أن يعيش الإنسان ويحيا على تناوله وحده ؟ وما هو طعمه وكيف يا ترى هو مذاقه ؟.
أسئلة حائرة تبقى من دون جواب، خصوصا هنا في الشرق حيث طال التحريم شرب الدم منذ قرون بعيدة. أما في بقاع الأرض الأخرى فقد لا يكتفي الإنسان بالسؤال فقط، وإنما قد يتمكن من التجربة والتذوق أيضا! ولديه في هذا الشأن خيارات عديدة، بإمكانه مثلا أن يرتشف حساء الدم أو أن يأكل السجق والحلوى المصنوعة منه ! وقد تطيب نفسه لاحتساء كوب من دم الماشية الممزوج بالحليب مع قبائل الماساي الأفريقية، فتلك القبائل التي بسطت سيطرتها على مساحات شاسعة من مراعي كينيا الخضراء لا تكتفي بحلب أبقارها، بل يقوم رجالها من حين لآخر بطعن واحدة من أبقارهم في الوريد بواسطة سهم أو رمح طويل ليتدفق الدم بغزارة إلى الأوعية الخشبية التي سرعان ما تشرأب أليها الأفواه المتلهفة لطعم الدم الطازج، يشربونه حينا لوحده، وتارة يمزجونه بالحليب. والرجال يفضلون احتساءه في الصباح لينعموا بقواه طيلة نهارهم، وربما سقوه للمرضى والحوامل من النساء وكذلك للأطفال، إذ يؤمن الماساي بشدة في خواص الدم الخارقة، يزعمون بأنه يمنحهم مناعة ضد الأمراض ويطيل في أعمارهم، لكنها للأسف مزاعم تفتقد إلى دليل علمي يدعمها، فمتوسط عمر الرجل من الماساي لا يتجاوز 45 عاما فقط.
لكن شرب الدم أو طهيه لا يقتصر على أفريقيا، بل يمتد لأرجاء واسعة من المعمورة، فهناك أكلات وأطعمة متنوعة تصنع من الدم أو يدخل في تركيبتها، ربما كان أشهرها هو حساء الدم (blood soup ) الذي تتم تهيئته بطرق متعددة تختلف بحسب الدم المستخدم في الوصفة، فالبعض يفضلونه مصنوعا من دم الخنزير، في حين يستطعم آخرون دم الخروف والماعز، ويحلو للسويديين استعمال دم الإوز، أما البولنديون فيحبذون دم البط.
وفي الفلبين، يستخدمون الدم في طهي نوع شهي من المرق يدعى (Dinuguan )، وهو من الوجبات اللذيذة الموصوفة عندهم، يهيئ من شرائح اللحم والأحشاء كالقلب والمعدة المطبوخة معا في مقدار معين من دم الخنزير مع القليل من الفلفل الأخضر والبهارات، وتؤكل هذه الوجبة حارة مع صحن من الأرز الأبيض.
الدم يدخل أيضا في صناعة المقانق أو ما يعرف بسجق الدم (black pudding )، وهو منتشر في أوربا وفي أجزاء من آسيا، كما يستخدم الدم في صناعة أنواع من الحلويات تباع في متاجر الصين وكوريا!.
لكن ماذا عن دم الإنسان ؟ هل هناك من يشربه أو يتناوله ؟
نعم بالطبع، فالدم البشري النيئ وغير المطبوخ يشرب أحيانا بعد مزجه بالخمر والنبيذ الأحمر في حفلات خاصة تقيمها جماعات مهووسة بمصاصي الدماء إلى درجة التشبه بهم في كل شيء. وهناك أيضا مرض نفسي يدفع البعض لشرب الدم البشري، وقد لا يتوانى هؤلاء عن استخدام العنف لهذه الغاية، وهذه الحالة النادرة تصنف كنوع من الاختلال النفسي والاضطراب العقلي، فالمصابون بهذا المرض يعتقدون بشدة بأنهم مصاصو دماء حقيقيون، وهناك أمثلة عديدة - سنتطرق لها لاحقا - لجرائم بشعة أقترفها هؤلاء.
هل للدم طعم خاص ؟
في الحقيقة، الدم سائل يحتوي على الأملاح والمعادن والبروتين، لونه مميز وقوامه لزج وله طعم خاص، وأحسب هنا بأن معظم الناس تذوقوا طعمه من حيث لا يشعرون، فمثلا حين يعضون على شفاههم أو باطن خدودهم عن طريق الخطأ، أو حين يخلعون أحد أسنانهم أو عندما تنزف أنوفهم، فهم بذلك يشربون ويبتلعون مرغمين الدم المتدفق من أجسادهم، وأنا شخصيا أزعم، من خلال التجربة، بأن للدم مذاق خاص، فحين أجرح فمي أحيانا أحس بمذاق وطعم مميز ينبئني بأني أنزف. لا بل أن هناك أناس اعتادوا على مص الدم من كل جرح يصيبهم، ظنا منهم بأنهم بذلك يقللون من خسارتهم للدم ويستعيدون قسما منه إلى داخل أجسادهم مرة أخرى، وهو ظن واعتقاد خاطئ بالطبع، فالدم الممتص عن طريق الفم لا يعود إلى مجرى الدم وإنما يذهب إلى المعدة والجهاز الهضمي.
لكن إذا كان الدم مثله مثل أي غذاء، وهو يحتوي على المعادن والبروتين وله طعم ومذاق ... فلماذا لا يحبذ معظم الناس شربه ؟
أظن أن العامل النفسي هو السبب الرئيسي لنفور الناس وتقززهم منه، فالدم بحد ذاته لا يؤذي المعدة، لكن برغم ذلك قد يجد الإنسان الطبيعي السوي صعوبة شديدة في شربه .. فهو لا يستسيغه .. رائحته .. طعمه .. لونه .. كلها أمور تسبب له الغثيان، لا بل أن مجرد النظر أليه ورؤيته قد تؤدي إلى حدوث دوخة وإغماءة لدى بعض الناس. أضف إلى ذلك المخاطر التي يحملها الدم معه، فهو ناقل مثالي لعدد لا يستهان به من الأمراض، يحتوي على ملايين الجراثيم والفيروسات التي قد يعتبر البعض منها مميتا، كفيروس الايدز مثلا. صحيح أن معظم الأمراض الفيروسية الخطيرة لا تنتقل عن طريق الجهاز الهضمي وإنما عن طريق مجرى الدم وصولا إلى الأعضاء، لكن يجب أن لا ننسى بأن الجراثيم والفيروسات هي مخلوقات مجهريه دقيقة بإمكانها أن تجد سبيلا إلى مجرى الدم عن طريق أصغر الجروح في جدار اللثة والفم وبطانة المريء والمعدة.
كائنات مصاصة للدماء
إذا كان هناك مصاصو دماء حقيقيون وطبيعيون على هذه الأرض فهم بالتأكيد ليسوا من البشر، وإنما هم مجموعة من الحشرات والأسماك والثدييات والطيور التي تتغذى وتعتمد في ديمومة حياتها على الدم، كائنات رشيقة تتسلل خلسة لتتطفل على الأجساد الغافلة بخفة وبراعة يحسدها عليها مصاصو دماء هوليوود الخارقين؛ وإذا كانت عضة مصاص الدماء قد تؤدي إلى تحول الضحية لمصاص دماء أيضا، فأن عضات ولسعات هذه الكائنات الدموية تحمل معها أمراضا خطيرة قد تؤدي بالإنسان إلى الهلاك.
وفيما يلي نقدم لك عزيزي القارئ نبذة مختصرة عن أشهر أفراد هذه العصابة الدموية :
1 - الحشرات : هي الأبرع والأسرع من بين جميع مصاصي الدماء على الإطلاق، وهي المخلوقات الوحيدة التي لا مفر من تعرض الإنسان للسعتها لمرة واحدة على الأقل في حياته. فمن منا لا يعرف أنثى البعوض ؟ وأي منا لم يجرب لسعتها المزعجة ؟. وهي في الواقع معذورة في استباحة دمنا ! .. فهي في حاجة ماسة إليه للحصول على البروتين اللازم لتكوين بيوضها، لذلك تنتهز غفلتنا لتحط بهدوء ورشاقة على أجسادنا فتغرز أبرتها (القليمات) داخل الجلد وتفرز لعابا يمنع تخثر الدم ثم تشرع بامتصاص الدم وتنهل منه حتى تنال كفايتها، عندها تحلق مبتعدة تاركة إيانا مشغولين بالحك والهرش، فنحن كمعظم المخلوقات لدينا حساسية شديدة من لعاب البعوض، ولهذا تعتبر لسعته مزعجة ومؤلمة، لكنها ليست خطيرة بحد ذاتها، وإنما قد تساهم في نشر عدوى بعض الأمراض الخطيرة كالملاريا والحمى الصفراء.
القراد (Tick ) هو نوع آخر من مصاصي الدماء، وهو بالتأكيد الأكثر جشعا وطمعا من بينها، فبإمكانه مص كمية من الدم تفوق حجمه بـ 600 مرة بفضل قدرة جسده الفائقة على التمدد كالبالون. والقراد حشرة صغيرة من فصيلة العنكبيات تنتشر بكثرة في أمريكا الشمالية وأفريقيا وقد تؤدي لسعته إلى الإصابة بمرض خطير يدعى داء لايم.
البرغوث (Flea ) كالقراد، من عشاق الدم المتيمين به، لكنه أصغر حجما، غالبا ما يحل ضيفا ثقيلا وغير مرغوب فيه على أجساد المخلوقات ذوات الدم الحار، كالإنسان والحيوانات، خصوصا القطط والكلاب والقوارض، فمه كالمنشار يستعمله في شق الجلد للوصول إلى مجرى الدم، وهو ناقل خطير للأمراض، خصوصا وباء الطاعون – الموت الأسود - الذي يساهم في نقله من الجرذان إلى الإنسان، وهو من أخطر الأوبئة التي طالما فتكت بالبشر عبر العصور، وكان سببا في إبادة ما يقارب ثلثي سكان القارة الأوربية في العصور الوسطى، بإمكانه قتل إنسان بالغ خلال 4 أيام فقط أذا لم يتلقى العلاج المناسب.
في الحقيقة عالم الحشرات يعج بمصاصي دماء محترفين يطول تعدادهم وشرح أوصافهم، كالقمل والحشرة المقبلة وذبابة الرمل وذبابة التسي تسي .. الخ، وجميع هذه الحشرات مؤذية ومزعجة وناقلة للأمراض، وهي أيضا رشيقة في غاية الدهاء، تختبئ في فراشك وبين طيات ملابسك تستمتع بامتصاص دمك من حيث لا تعلم، لذا وجب عليك الحذر منها عزيزي القارئ، والحرص باستمرار على نظافة فراشك وملبسك.
2 – العلق (Leech ) : ديدان برمائية تتغذى بعض أنواعها على الدم، يتراوح طولها بين 3 – 15 سنتمترا، وهي تستوطن المياه العذبة، كالأنهار والبرك والمستنقعات المنتشرة في معظم بقاع الأرض، وهي خنثية الجنس، أي لديها أعضاء جنسية أنثوية وذكرية في نفس الجسد لكنها لا تستطيع تلقيح نفسها بنفسها وإنما تحتاج إلى سائل منوي من دودة أخرى لغاية التكاثر.
لدى العلق عيون مركبة لكن حاسة البصر لديها ضعيفة جدا، وهي تعوض عن هذا النقص بالاستعانة ببعض الخلايا العصبية الشديدة الحساسية للاهتزازات لتحديد مكان طريدتها والوصول إليها والالتصاق بها بواسطة فتحتين ماصتين تقعان عند طرفي الجسم، وحالما يلتصق العلق في أي جزء من جسد الضحية فأنه ينشب ثلاثة فكوك قوية في الجلد محدثا بواسطتها جرحا ذو ثلاث شعب يفرز خلاله سوائل كيميائية معينة تقوم بترطيب الجلد وتمنع التخثر وتوسع الأوعية الدموية، وهذه السوائل تساهم معا في استمرار تدفق الدم عبر الجرح بلا توقف حتى يشبع العلق ويمتلئ جوفه فيسقط تلقائيا عن جسد ضحيته، وهذه العملية تستغرق قرابة العشرين دقيقة.
بسبب قدرته العجيبة في امتصاص الدم، جمع الإنسان ديدان العلق وأستخدمها للأغراض الطبية منذ آلاف السنين، فمعالجو الطب الشعبي يستعملون العلق لسحب وامتصاص الدم الفاسد على حد زعمهم، مما يعيد للجسم حيويته ونشاطه.
3 – كاندرو (Candiru ) : سمكة ضئيلة الحجم لا يتعدى طولها عدة سنتمترات .. لكنها مخيفة أكثر من دراكولا نفسه!، فهذه السمكة العجيبة لا تقوم بامتصاص الدماء من الرقبة كما يفعل مصاصي دماء هوليوود، وإنما تفضل الولوج إلى أماكن حساسة داخل أجساد الرجال والنساء السابحين في النهر لتمتص الدماء من هناك!.
الكاندرو تعيش في مياه نهر الأمازون في البرازيل، ولديها شهية كبيرة للدم، وهي تتطفل عموما على الأسماك الكبيرة، تدفع نفسها بقوة إلى داخل خياشيم الضحية ثم تنشب أسنانها وتبدأ بامتصاص الدم، لكن أحيانا وفي حالات نادرة، تدفع هذه السمكة العجيبة بجسدها الصغير إلى داخل مجرى البول في العضو الذكري للإنسان أو إلى داخل العضو التناسلي الأنثوي – المهبل - لتستقر بين طيات الأنسجة الداخلية وتمتص الدم من هناك، ويعتقد بأنها تجد طريقها إلى هناك عن طريق رائحة البول. والمشكلة والمصيبة الحقيقية لا تكمن في كيفية دخول السمكة وإنما في كيفية خروجها، فحال هذه السمكة ينطبق عليه قول المثل المصري الدارج : "هو دخول الحمام زي خروجه!"، إذ تعجز السمكة دائما عن الخروج وتبقى في داخل الجسد حتى تموت وتتعفن، وهذا الأمر يستدعي تدخلا جراحيا سريعا لإخراجها لئلا تسد مجرى البول أو تسبب التهابات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الموت المحتوم.
4 – العصفور مصاص الدماء (Vampire finch ) : في جزيرة صغيرة منسية بعيدا وسط أمواج المحيط الهادي المترامي الأطراف يعيش أحد أغرب المخلوقات وأكثرها إثارة للدهشة، عصفور صغير يكاد لا يختلف بشيء عن عصافير الدوري الجميلة الوادعة التي نراها أحيانا تزقزق بالقرب من نوافذنا أو تمشط حدائقنا وباحات منازلنا بحثا عن فتات الطعام، لكن عصفورنا المدهش ليس مولعا بالخبز والحبوب، وإنما بالدم!. تصور عزيزي القارئ عصفور مصاص للدماء! .. ألا يبدو أقرب إلى طيور أفلام هتشكوك المرعبة ؟.
عصافير الدم تعيش حصريا في جزيرة الذئب (Wolf Island )، أحدى جزر أرخبيل غالاباغوس، وهي جزيرة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 1.3 كم مربع، ذات بيئة جافة لمعظم أيام السنة، وبسبب طبيعتها الصعبة فأن العصافير التي تستوطنها لا تجد طعاما أمامها سوى البذور القليلة التي تنتجها أشجار الجزيرة، لكن هذه البذور سرعان ما تنضب وتختفي مع انتهاء موسم الأمطار القصير .. فماذا تفعل هذه العصافير البائسة لتستمر في الحياة ؟! وكيف تحتال لنجاتها في هذه البيئة الجافة ؟.
العصافير وجدت في طيور البحر حلا لمشاكلها، فالطيور البحرية تبني أعشاشها فوق الجزيرة، وقد تعلمت العصافير سرقة البيض من الأعشاش لتتغذى عليه، ولها في ذلك طريقة مدهشة، فهي تعمد أولا إلى مباغتة الطائر الحاضن للبيض فتسحب البيض من تحته خلسة وتدحرجه بعيدا عن العش، ولأن مناقيرها أضعف من أن تكسر قشرة البيض القوية، يقوم احد العصافير الذكور بدحرجة بيضة بواسطة قدميه فوق الصخور حتى تتكسر، وهكذا تتمكن العصافير من الوصول إلى محتوى البيضة الغني بالبروتين.
أما الطريقة الثانية لحصول العصافير على طعامها فهي التي أكسبتها أسمها وشهرتها، فهي تتغذى بالفعل على دماء الطيور البحرية، خصوصا طائر الأطيش، حيث تحط على ظهره وتقوم بنقر جذور الريش الكبير الموجود عند طرف جناحه حتى يتفجر منه الدم بغزارة فترتشف منه العصافير حتى تشبع، والعجيب هو أن الطائر الضحية بالكاد يبدي أية مقاومة، مما دفع ببعض العلماء إلى الاعتقاد بأن العلاقة بين العصافير وطائر الأطيش هي علاقة تبادل منفعة، حيث يسمح الطائر للعصافير بشرب القليل من دمه مقابل تخلصه من الطفيليات.
5 – لامبري (Lamprey ) : مخلوق مائي يشبه ثعبان البحر قد يصل طوله إلى المتر، يعيش في المياه العذبة ويتميز بشكله البدائي، فمه هو أكثر ما يميزه، فهو لا يحتوي على فكوك، لكنه قمعي الشكل تكتنفه الأسنان، يستعمله اللامبري ببراعة للتعلق بأجساد الأسماك الكبيرة، وحالما يتمسك بإحكام يبدأ بنهش جلد الضحية بواسطة أسنانه الحادة وصولا إلى مجرى الدم ليمتصه.
هذا الكائن يتغذى على الأسماك ونادرا ما يهاجم البشر.
6 – الخفاش مصاص الدماء (Vampire Bat ) : هو الأكثر شبها واقترانا بمصاص الدماء الذي نشاهده في أفلام الرعب، أسلوبه المميز في التطفل على ضحاياه يعيد إلى الأذهان بسرعة مشاهد مصاصي الدماء الذين يتسللون خلسة في الظلام ليهاجموا ضحاياهم على حين غرة ..
المصدر موقع كابوس