كان اليوم يبدو عاديًا تمامًا بالنسبة لأمير، الطفل الذي يبلغ من العمر تسع سنوات، يعشق الحلويات بقدر حبه للمغامرات. كان قد أمضى يومه في المدرسة، ينتظر اللحظة التي يستطيع فيها زيارة محل الحلويات المجاور لمنزلهم. محل الحلويات هذا كان مميزًا؛ يحتوي على كل أنواع الحلويات التي يمكنك تخيلها: الشوكولاتة، الجيلي، المارشميلو، وكل شيء آخر يحلم به أي طفل.
وفي عصر ذلك اليوم، أمسك أمير بيد أخته الصغيرة حلا، التي كانت في السادسة من عمرها، وانطلقا معًا إلى محل الحلوى. كانت حلا، مثل أخيها، تعشق الحلويات، لكنها كانت تحب الاستكشاف أكثر من أي شيء آخر.
عندما دخلا المحل، كانت الرائحة الحلوة تملأ المكان، والألوان الزاهية للحلويات تلمع تحت الأضواء الدافئة. تقدم أمير وحلا نحو المنضدة حيث كان السيد سمير، صاحب المحل، يبتسم لهم بود.
"مرحبًا يا أمير، يا حلا! ما الذي ستختارونه اليوم؟" قال السيد سمير بابتسامة عريضة.
أجاب أمير بحماس: "أريد تلك الحلوى الجديدة التي قلت عنها الأسبوع الماضي، هل ما زالت متاحة؟"
ابتسم السيد سمير بمكر وأشار إلى ركن في المحل لم يره أمير من قبل. "نعم، لكن هذه المرة هناك شيء خاص ينتظرك. اذهب إلى هناك وستكتشفه بنفسك."
نظر أمير إلى الركن الذي أشار إليه سمير، وكان يبدو غريبًا بعض الشيء. رفوف مليئة بحلوى لم يرَها من قبل، لكن ما جذب انتباهه حقًا كان بابًا صغيرًا خلف تلك الرفوف. بدافع الفضول، اقترب أمير، وتبعته حلا بخطوات صغيرة، وقد تملكتها الحيرة أيضًا.
"ما هذا الباب؟" سأل أمير بصوت منخفض وهو يقترب.
"افتحه واكتشف بنفسك!" قال السيد سمير بصوت هادئ.
دفع أمير الباب الصغير بحذر، وفجأة شعر بتيار هواء دافئ يلفح وجهه. بدا الأمر وكأن هذا الباب كان مدخلًا لعالم آخر. عندما فتح الباب بالكامل، كان خلفه نفق طويل ومشرق بألوان قوس قزح. سحبت حلا قميص أخيها وهمست بخوف: "أمير، هل يجب أن ندخل؟"
ابتسم أمير بحماس، فقد كان دائمًا يحب المغامرة. "بالطبع، لنرى ما يوجد في الداخل!"
خطا أمير أول خطوة داخل النفق، وتبعته حلا. بمجرد دخولهما، أغلق الباب خلفهما فجأة، ووجدوا نفسيهما في مكان لا يشبه أي شيء شاهداه من قبل. كانوا في عالم مليء بالحلوى، حيث كانت الأشجار مصنوعة من الشوكولاتة، والأنهار تجري فيها عصائر الفاكهة، والسماء تبدو وكأنها مصنوعة من الكريمة المخفوقة. كل شيء هنا كان حلوًا ولذيذًا، لكنه كان غريبًا في نفس الوقت.
"ما هذا المكان؟" تساءلت حلا بعينين مفتوحتين على مصراعيهما، تتطلع حولها بذهول.
قبل أن يتمكن أمير من الرد، ظهر أمامهما مخلوق غريب مصنوع من الجيلي، يتلون بألوان زاهية ويتحرك بخفة. قال المخلوق بصوت مرح: "مرحبًا بكم في عالم الحلوة! أنا جيلو، وسوف أكون دليلكم في هذه المغامرة."
ابتسم أمير وقال: "عالم الحلوة؟ يبدو رائعًا! لكن... كيف وصلنا إلى هنا؟"
أجاب جيلو ضاحكًا: “البوابة السحرية تأخذ فقط من يستحقون المغامرة! وأنتم هنا لأن هذا العالم يحتاج لمساعدتكم. هناك شيء غريب يحدث، ويجب علينا أن نعيد التوازن قبل أن تتلف كل الحلوى.”
نظر أمير إلى حلا، ثم إلى جيلو وقال بحماس: "نحن مستعدون! ماذا يجب علينا أن نفعل؟"
ابتسم جيلو وقال: "سيكون عليكم مواجهة تحديات كثيرة، وسنبدأ قريبًا. لكن أولًا، دعونا نستكشف بعض الأماكن اللذيذة في هذا العالم!"
بدأت المغامرة للتو، وكان أمير وحلا على أعتاب رحلة لم يتخيلاها من قبل، في عالم مليء بالحلوى، لكن خلف هذه الحلاوة كانت هناك أسرار خطيرة تنتظر الكشف.