ظواهر البارانورمال والاختراعات الغريبة
"البارانورمال" هو مصطلح يشمل جميع الظواهر الغامضة والخارقة مثل التخاطر، السحر، الاتصال بالجان، وتحضير الأرواح. وبما أن هذه الظواهر تُعدّ حقائق مؤكدة لدى البعض، فلا عجب أن تظهر بين الحين والآخر اختراعات غريبة تحاول التعامل معها والتواصل من خلالها.
ومن بين هذه الاختراعات، ظهر مؤخرًا هاتف محمول يدّعي قدرته على الاتصال بعالم الأموات. هذا الجهاز قدمه المخترع الألماني سامرياس فوج، وهو عبارة عن هاتفين؛ الأول يبقى مع صاحبه الحي، بينما يتم وضع الثاني في تابوت المتوفى ليكون وسيلة للتواصل معه.
انتشار واسع لفكرة غريبة
الغريب في الأمر أن هذا الهاتف لاقى إقبالًا حقيقيًا، حيث بيع منه 14 ألف جهاز خلال الشهرين الأولين من إطلاقه في ألمانيا وحدها. لكن الفكرة نفسها ليست جديدة تمامًا؛ فقد جرت محاولات سابقة لاختراع وسائل للتواصل مع الأموات، حتى أن المخترع الأمريكي الشهير توماس إديسون (الذي سجّل باسمه ألف اختراع، من بينها مسجل الصوت والمصباح الكهربائي) كان يؤمن بإمكانية الاتصال بالأرواح، وحاول ابتكار جهاز يتيح ذلك دون الحاجة إلى جلسات تحضير الأرواح أو وسطاء روحيين.
رادارات وكاميرات لاصطياد الأشباح
في اليابان، حاولت شركة "سوليد أليانز" تطوير جهاز رادار شخصي يمكنه كشف الأشباح وتتبع تحركاتها. هذا الجهاز يُصدر تنبيهًا صوتيًا كلما اقترب من "كيان غير مرئي"، مما يذكرنا مباشرة بفيلم "صائدو الأشباح" (Ghostbusters)، حيث أنشأ ثلاثة أصدقاء شركة متخصصة في اصطياد الأشباح باستخدام معدات متطورة، مثل سيارات مجهزة بأقفاص مغناطيسية، وبنادق كهربائية تطلق صواعق، ورادارات قادرة على تتبع حركة الأرواح.
كما حاولت شركة سوني استغلال الهوس بالأشباح من خلال تطوير كاميرا محمولة لتصوير "الكيانات الخفية". وقد لاحظت الشركة أن العديد من الناس يعتقدون أن صورهم العائلية أحيانًا تحتوي على أشباح غامضة أو أطياف غير معروفة. ولكن رغم الإثارة الإعلامية حول المشروع، تراجعت سوني عنه لاحقًا خوفًا على سمعتها، ولعدم قدرة النماذج الأولية على التقاط صور حقيقية للأشباح.
اختراع لقياس "الضمير العالمي"
من بين الاختراعات الأكثر غموضًا هناك مشروع يُعرف باسم "Global Consciousness Project"، والذي يهدف إلى قياس "مشاعر الأمم" ومستوى الضمير الجمعي حول العالم. يعتمد هذا المشروع على صناديق إلكترونية سوداء موزعة في عدة دول، تقوم بتسجيل ردود فعل الشعوب على المآسي والأحداث الكبرى مثل هجمات 11 سبتمبر أو فضائح التعذيب في سجن أبو غريب. يتم إرسال هذه البيانات إلى خوادم رئيسية في جامعة أدنبرة لتحليلها وتقييم المؤشرات العاطفية الجماعية لكل دولة.
الحقيقة وراء اختراعات البارانورمال
رغم كل هذه المحاولات لابتكار أجهزة تتعامل مع الظواهر الخارقة، فإن معظم مخترعيها لا يؤمنون فعليًا بفعاليتها. في النهاية، يبدو أن هذه التقنيات ليست سوى وسيلة للربح من خلال استغلال اعتقادات الناس بالمجهول. فكما كانت كاميرا سوني مجرد وسيلة تسويقية، فإن الكثير من هذه الاختراعات تبقى في إطار الدعاية أكثر من كونها تقدم حلولًا علمية حقيقية.