اليوم، نوڤباد تقدم لكم قصة مثيرة تحمل بين طياتها أجواء الرعب والغموض. في مدينة الإسكندرية، حيث تمتزج الأمواج بصخب المدينة، تقف شقة في منطقة ميامي، تحمل بين جدرانها أسرارًا مظلمة جعلتها مركزًا للأساطير والخرافات. رغم موقعها الفريد الذي يطل على البحر، إلا أن أحدًا لا يجرؤ على السكن فيها، فما السبب؟
تعود القصة إلى تسعينات القرن الماضي، عندما قرر شاب قاهري الانتقال إلى الإسكندرية للدراسة في الأكاديمية العربية. أراد والداه توفير مكان إقامة مناسب، فاشتريا له هذه الشقة، التي بدت آنذاك مثالية للسكن والمصيف معًا. مرّت الأعوام الأولى بسلام، حتى وقع حادث مأساوي قلب الأمور رأسًا على عقب.
كان الشاب يستضيف بعض الأصدقاء في إحدى الأمسيات، ومن بينهم طالب خليجي وصديق سكندري يدرس في كلية الشرطة. حمل الأخير مسدسًا حقيقيًا كان قد اشتراه حديثًا، فبدأ الطالب الخليجي يعبث به، معتقدًا أنه فارغ من الرصاص. لكن لحظة غفلة كانت كافية لوقوع كارثة، حيث انطلقت رصاصة قاتلة أودت بحياة أحدهم داخل الشقة.
منذ ذلك اليوم، بدأت أحداث غريبة تحدث للشاب القاهري. أصوات همهمة وخطوات تتردد في أرجاء المكان ليلاً، أبواب تفتح وتغلق من تلقاء نفسها، وأحيانًا كان يشعر وكأن هناك من يراقبه أثناء دخوله الحمام. لم يكن وحده من شعر بهذه الأمور، بل حتى صديقه الذي قرر البقاء معه لبعض الليالي أُصيب بالرعب من هذه الظواهر.
أيقن الشاب أن البقاء في الشقة أصبح مستحيلًا، فقرر بيعها. لكن الحكاية لم تنتهِ هنا، فقد انتقلت ملكية الشقة إلى عدة أشخاص، وكل منهم عاش تجربة مرعبة دفعتهم في النهاية إلى الفرار منها. أحدهم كان نقاشًا يعمل ليلاً لإنهاء تشطيبات الشقة، لكنه فرَّ هاربًا بعد أن رأى طيف صبي صغير يركض بين الغرف. وآخر، وهو مهندس يُدعى حاتم، اشترى الشقة بسعر زهيد غير آبهٍ بالتحذيرات. لكنه بدأ يشعر بالغضب غير المبرر كلما دخل الشقة، وكادت مشاجرة بسيطة بينه وبين خطيبته أن تتحول إلى مأساة.
زاد الأمر سوءًا عندما قرر المبيت في الشقة مع أحد أصدقائه، حيث شعر بوجود شخص معه في الحمام، بينما أكد صديقه أنه رأى حركة مريبة خلف ستارة الاستحمام. دفعه فضوله إلى البحث عن تاريخ الشقة، ليكتشف أنها شهدت عدة وفيات غامضة، منها وفاة عامل كهرباء بالصعق، واختناق صبي صغير بالغاز، إضافة إلى حادثة القتل الشهيرة.
أخيرًا، قرر حاتم بيع الشقة بأسرع وقت ممكن، وانتقلت ملكيتها إلى شخص من دولة عربية، لكنه لم يسكنها أبدًا، وظلت مغلقة لسنوات. الغريب أن الجيران والبواب أكدوا سماع أصوات بكاء مكتومة صادرة من الشقة، حتى إن أحدهم وجد بابها مفتوحًا ليلاً ثم مغلقًا صباحًا دون أن يجرؤ أحد على لمسه.
وعلى الرغم من محاولات البعض تفسير الظواهر التي تحدث داخل الشقة، إلا أن الرأي الغالب هو أنها ليست مسكونة بالجن أو العفاريت، بل تحمل طاقة نفسية سلبية بسبب الحوادث المأساوية التي وقعت فيها، مما يجعلها مكانًا مشحونًا بالمشاعر القاتمة والخوف الدائم.
ويبدو أن الإسكندرية تخبئ في طياتها العديد من القصص المشابهة، حيث تُروى حكايات أخرى عن عمارات مسكونة، أشهرها العمارة الغامضة في منطقة رشدي، والتي لا يقترب منها أحد بسبب ما يُقال عنها من أحداث مخيفة. فهل هناك حقًا ما وراء الطبيعة، أم أن العقل البشري هو من يخلق هذه الأوهام نتيجة للخوف والتوتر؟