في تلك الليلة الهادئة، جلس جورج وراند في غرفة المعيشة المضاءة بمصباح خافت، وهدوء المكان كان يشعرهم بالرهبة. بينما كانا يحدقان في خارطة كبيرة معلقة على الجدار، نطق راند بصوت منخفض: "يا جورج، أنا لا أعتقد أن علينا الذهاب إلى هذا المكان... لا يبدو آمنًا."
تحرك جورج ببطء، مبتعدًا عن الخارطة، وتوجه نحو النافذة لينظر إلى الشارع المظلم. "ولكن لماذا يا راند؟ ألم نخوض مغامرات أكثر خطورة من هذه؟" قال بابتسامة خفيفة، محاولًا تهدئة صديقه.
رد راند، مترددًا: "الأمر ليس كالسابق... اسمه وحده يجعلني أشعر بعدم الارتياح. سمعت قصصًا مخيفة عن ذلك القصر."
"قصص؟" قال جورج مستهزئًا، "ألم نسمع نفس هذه القصص عندما ذهبنا إلى تلك الجزيرة المهجورة؟ أو عندما تسللنا إلى ذلك القصر القديم الذي قيل عنه إنه مسكون؟ هذه مجرد حكايات لزيادة الإثارة، ونحن هنا لنكتشف الحقيقة."
راند، الذي كان يميل عادةً إلى التفكير العقلاني، قال وهو يعقد ذراعيه: "نعم، ولكن هذه المرة مختلفة. أشعر بأن هناك شيئًا خطيرًا ينتظرنا."
جورج، الذي لم يكن يحب التراجع عن أي مغامرة، قال: "علينا أن نخوض المغامرة يا راند. إذا لم نذهب، فكيف سنعرف الحقيقة؟"
صمت راند للحظات قبل أن يسأل: "وماذا عن الفريق؟ هل أبلغتهم؟"
"لا، ليس بعد. سأخبر ساندى الآن، وهي ستتصل بالبقية."
جورج التقط هاتفه، واتصل بساندي التي كانت تجلس في غرفتها، منهمكة في قراءة كتاب. عند سماع رنين هاتفها، رفعت السماعة بسرعة: "مرحبًا، جورج! ما الأمر؟"
"ساندي، أحتاج منك أن تجمعي الفريق. لدي أخبار هامة."
شعرت ساندي بالفضول: "ما الذي يحدث؟"
"سأخبرك عندما تصلين. نحن في منزلي، لا تتأخري!" قال جورج بنبرة حازمة.
"حسنًا، سأخبرهم وأتينا خلال ساعة."
أغلقت ساندي الهاتف، وبدأت في الاتصال بباقي الفريق.
بعد ساعة من الانتظار
أخذ جورج نفسًا عميقًا بينما كان يسمع صوت خطوات تقترب من الباب. "ها هم قد وصلوا." قال مبتسمًا وهو ينظر إلى راند.
دقت الباب، وفتحت ساندي الباب وهي تتبعها كريستينا، نايل، ومرمر. كانوا جميعهم مستعدين لمعرفة ما الذي يدور في ذهن جورج هذه المرة. الجو في الغرفة كان مليئًا بالترقب والفضول.
"ما الذي يحدث يا جورج؟" سأل نايل وهو يضع يده على كتف جورج.
"اسمعوا يا رفاق، هل سمعتم عن القصر الكبير الموجود في الشمال الشرقي من أمريكا؟" سأل جورج.
"القصر الذي يحتوي على أكثر من 100 غرفة؟" قال نايل بدهشة.
"نعم، هو القصر الذي قيل إن عائلة بأكملها كانت تعيش فيه، ثم قتلت واختفت جثثهم بشكل غامض. لا أحد يعرف أين اختفت جثثهم أو كيف قُتلوا." أجاب جورج.
ساندي كانت تستمع بصمت، ولكنها قالت بحذر: "هل تعتقد حقًا أن هذا القصر يستحق المغامرة؟"
رد جورج بجدية: "هناك شيء غريب حول هذا المكان. يطل على البحر من ثلاثة جوانب، ومع ذلك، لا أحد يقترب منه. يقال إن المياه المحيطة مليئة بأسماك القرش، والغابة التي تحيط به مليئة بالحيوانات المفترسة."
قالت مرمر بابتسامة ساخرة: "يشبه الجزيرة، أليس كذلك؟ لكن مع جزء صغير متصل باليابسة. سمعت أيضًا أن البحر مليء بأسماك القرش المتوحشة."
رد جورج قائلاً: "نعم، ولكن لا أعتقد أن كل هذه القصص صحيحة. نحن هنا لنكتشف الحقيقة بأنفسنا."
نظر الجميع إلى بعضهم البعض، وكانت علامات التردد بادية على وجوههم. كريستينا تحدثت أخيرًا: "هل تعتقد أننا سنكون في أمان هناك؟"
"لا يمكنني أن أعدكم بالأمان، ولكن ما نعيشه سيكون مغامرة حقيقية." قال جورج بثقة.
أضاف نايل: "أنا مستعد لخوض هذه المغامرة! سنكتشف أشياء لم يكتشفها أحد من قبل."
"وأنا أيضًا!" قالت ساندي، "لا يوجد ما يمنعني من خوض التحدي."
أما مرمر فقالت مازحة: "أسماك القرش؟ أريد أن ألقنهم درسًا في الأدب!"
ضحك الجميع على تعليق مرمر، قبل أن ينظر جورج إليهم جميعًا ويقول: "إذن، أنتم جميعًا موافقون؟"
"نعم، نحن موافقون!" رد الجميع بصوت واحد.
توجه جورج إلى راند وقال: "وأنت، يا قائد الفريق، ستأتي معنا، أليس كذلك؟"
ابتسم راند أخيرًا وقال: "بالطبع سأذهب. كيف يمكنني أن أدعكم تذهبون دوني؟"
قال جورج: "إذاً علينا الاستعداد جيدًا. يا نايل، أحضر الكاميرا لتوثيق كل لحظة. كريستينا، أنتِ مسؤولة عن الكشافات. مرمر، عليكِ بتجهيز الطعام والشراب. ساندي، تأكدي من حجز الطائرة لنا جميعًا، وسأقوم أنا بجلب الملابس المناسبة للمغامرة. راند، أنت المسؤول عن الأسلحة والذخيرة، في حال واجهنا أي حيوانات مفترسة أو أسماك قرش."
بعدما وزع جورج المهام، نظر إلى كريستينا وقال: "لدينا ثمانية أيام فقط، لا أكثر."
اعترضت كريستينا قائلة: "ثمانية أيام؟! هذا قليل جدًا!"
رد راند بنبرة حازمة: "نحن لا نحتاج إلى وقت أطول. ثمانية أيام كافية تمامًا."
يوم المغادرة
في صباح يوم الأحد، كان الجميع مستعدين ومتحمسين. استقلوا الطائرة المتجهة إلى أمريكا، وكانت الأجواء مليئة بالإثارة. لكن سرعان ما واجهوا أولى العقبات.
عند وصولهم إلى المطار، رفضت الطائرة المتجهة إلى الشمال الشرقي التحرك، مما اضطرهم إلى مواصلة رحلتهم سيرًا على الأقدام. كانت هذه البداية الحقيقية لمغامرتهم الكبرى.
كان الطريق أمامهم مليئًا بالمخاطر، ولكن كل خطوة تقربهم أكثر من القصر الغامض الذي ينتظرهم.