الفصل الثاني: (المفاجأة)

في ظلال الغابة الكئيبة

عندما وصل الأصدقاء إلى الغابة كانت الشمس تميل نحو الغروب، وألوانها تتلاشى في الأفق، مما أضفى على الأجواء غموضًا مخيفًا. الأشجار المتشابكة كثيفة الأوراق كانت تعيق ضوء الشمس الباهت من الوصول إلى الأرض، وكأن الغابة نفسها تحاول إخفاء أسرارها. كانت أوراق الشجر تتساقط ببطء مع كل نسمة هواء، تذكيرًا بأن فصل الخريف يقترب من نهايته، وأن الشتاء القاسي على وشك البدء.

تحدثت ساندي بصوت منخفض مليء بالتوتر: "فصل الشتاء قادم، والجو هنا بارد جدًا."

أخذت نظرة خاطفة إلى السماء الملبدة بالغيوم الداكنة، وأحست ببرودة الرطوبة في الهواء. كان المطر على وشك الهطول، والرياح تعصف بين الأشجار محدثةً صوتًا يشبه عواء الذئاب، مما زاد من حدة القلق بين الأصدقاء. ارتفعت الرياح عاصفةً في لحظات، مما جعل الأوراق المتساقطة تتحرك وكأنها تدور في دوامة غاضبة.

الخطر الأول

تحرك الأصدقاء مجتمعين، خشية أن يضلوا طريقهم في الغابة الموحشة. كانوا في وسط الطريق عندما سمعوا صوتًا غريبًا، كأنه زحف شيء ضخم على الأرض خلفهم. فجأة، صرخت كريستينا ومرمر اللتان كانتا تسيران متأخرتين عن باقي الفريق، وجاء الصراخ كفاجعة، مما جعل جورج يندفع نحوهم بسرعة.

عندما وصل إليهم، توقف في صدمة أمام ما رآه. كان هناك أفعى عملاقة، حجمها يفوق كل ما رآه في حياته، تزحف بهدوء وخبث على الأرض باتجاههم. كان جلدها لامعًا وتتحرك بتمايل مخيف.

راند ونايل انضما إليه بسرعة، وسحبوا مسدساتهم بدون تردد، وبدأوا في إطلاق النار عليها. كانت الرصاصات تخترق جسد الأفعى، وقسموها إلى نصفين. لكن ساندى صرخت قائلة: "يجب أن تطلقوا النار على رأسها!"

لم يترددوا لحظة، ووجهوا مسدساتهم نحو رأس الأفعى العملاقة، وأطلقوا النار مجددًا. وبعد لحظات، كان الجسد الضخم ممددًا بلا حراك على الأرض.

قال جورج، وهو يحاول تهدئة الجميع: "الخطر قد زال."

لكن راند، بحذر، قال: "نحن لا نعرف ما الذي يمكن أن نواجهه بعد في هذه الغابة. يجب أن نصل إلى القصر قبل أن يحدث شيء آخر. علينا الإسراع."

ad

التحدي الجديد: الخريطة الضائعة

ولكن، فجأة، تساءل جورج بقلق: "أين الخريطة؟!"

أجاب متوترًا: "ألقيتها من يدي عندما سمعت صراخ كريستينا ومرمر!"

قال نايل بقلق واضح: "يجب أن نجدها، وإلا لن نتمكن من الوصول إلى القصر."

بدأ الجميع في البحث عن الخريطة باستخدام أضواء كشافاتهم. كانوا يتنقلون بين الأشجار والأوراق المتساقطة، متوترين ومنهكين. وفجأة، صرخت مرمر بحماسة: "لقد وجدتها يا رفاق!"

التف الجميع حولها، ورفعوا الخريطة التي كانت قد غطتها بعض الأوراق. واصلوا طريقهم بحذر، وأخيرًا وصلوا إلى القصر مع شروق الشمس. كان المشهد أمامهم مهيبًا، إذ وقف القصر بين الظلام والنور، كبيرًا أكثر مما توقعوا. كان مهجورًا تمامًا من الخارج، والنوافذ محطمة والأبواب مخدوشة. لكن بشكل غريب، كان الدور الأول والثالث في حالة جيدة، دون أي ضرر ظاهر.

القصر الغامض

أما الحديقة المحيطة بالقصر، فقد كانت تنقسم إلى قسمين مختلفين بشكل غريب. الجزء الأول مزروع بالأشجار والزهور، وكان جميلًا ومرتبًا بشكل مبهر، بينما الجزء الآخر كان مهجورًا تمامًا، كأنه صورة معكوسة من الفوضى والخراب، مثل الدور الثاني والرابع من القصر.

تقدم الأصدقاء الستة نحو القصر، يتقدمهم راند. لكنهم واجهوا مشكلة جديدة، حيث لم يتمكنوا من فتح الباب الرئيسي، حتى بعد محاولات عدة من جورج ونايل وراند لدفعه.

وأثناء البحث عن حل، وجدوا نافذة مفتوحة في الدور الأول. قال راند: "يجب على أحدنا أن يتسلق إلى النافذة ويدخل ليفتح الباب لنا."

تطوعت ساندي، قائلة بثقة: "سأذهب أنا."

تردد جورج وقال: "يجب أن أذهب معك."

ابتسمت ساندي وقالت: "لا داعي للخوف عليّ، سأكون بخير."

ورغم اعتراضه، تسلقت ساندي النافذة بمساعدة راند ونايل، وتمكنت من الدخول إلى القصر. وبعد دقائق، فتحت لهم الباب الرئيسي من الداخل، ودخل الأصدقاء إلى القصر.

داخل القصر المهجور

أحس الأصدقاء وكأنهم أمام لغز كبير. كانت أجواء القصر ثقيلة، والجدران محاطة بالظلام والخراب. اقترحت مرمر، وقد بدت عليها علامات التعب: "أنا مرهقة جدًا. نحتاج إلى الراحة والنوم."

وافق الجميع على الفكرة، وقالت ساندي: "غرفتين تكفيان، واحدة للشباب والأخرى للفتيات."

بدأ الأصدقاء في البحث عن غرف للنوم، وصعدوا إلى الدور الثاني. هناك، وجدوا المكان مغطى بالتراب، والسجاد متآكل والعناكب تملأ الجدران. كانت التماثيل غريبة الشكل، واللوحات الزيتية مغطاة بالتراب لدرجة أنه لا يمكن رؤية ما هو مرسوم عليها. كان كل شيء في هذا المكان يوحي بأنه قديم ومهجور لسنوات طويلة.

وأثناء البحث عن زر الإضاءة، وجده راند وأشعله. ولكن ما حدث بعد ذلك كان مفاجأة، إذ انهار المصباح فوق رؤوسهم، محدثًا صوت تحطم زجاجه في كل مكان.

وقف الجميع مذهولين، والقطع المتناثرة من الزجاج حولهم. سارع جورج ليقول: "لن نحتاج إلى الإضاءة، فلنعتمد على كشافاتنا."

واصلوا طريقهم في ممر طويل مليء بالغرف، وقرروا دخول أول غرفة يصادفونها. لكن هناك، كانت تنتظرهم مفاجأة جديدة.

الاكتشاف المروع

في الغرفة، كان هناك سرير كبير، وعلى الأرض بجانبه وجدت جمجمة إنسان، وإلى جانبها إناء كبير قديم. وعلى الحائط، كان هناك كتابات بالدماء، مكتوب عليها: "سأعود عندما أرى الصبي."

تراجع الجميع في حذر شديد، وشعرت مرمر بالخوف الشديد، فاندفعت مسرعة نحو الخارج. صاح نايل عليها: "لا تخرجي بمفردك! إنه خطر!"

ركض خلفها، وأمسك بيدها، محاولًا تهدئتها. قال لها: "اهدئي، إنها مجرد كتابة. لا شيء يحدث هنا."

عاد الجميع إلى الغرفة، يحاولون استيعاب ما رأوه، ولكن المفاجأة لم تنتهِ بعد. في تلك اللحظة، وفي سكون الليل، رن جرس الهاتف القديم الموجود في الغرفة...

admob



إعدادات القراءة


لون الخلفية