الفصل الرابع: كابوس

استقر الجميع في غرف متجاورة. نام الجميع باستثناء راند الذي كان مستلقيًا على سريره، عيناه مثبتتان في السقف، عقله مزدحم بالتساؤلات. كانت الصور الأخيرة التي التقطوها تحيره بشكل لا يوصف، تذكر تلك العينين الحمراء خلف الثعبان. وفجأة، أحس بحركة بجانبه، التفت ليجد جورج جالسًا.

"لا تستطيع النوم؟" سأل جورج.

"كيف يمكنني النوم وسط كل هذا؟ كل شيء غريب هنا. الدماء على الجدران، الجمجمة، الرسائل المخيفة... أشعر أن هناك شيئًا يراقبنا."

هز جورج كتفيه وقال: "لا تفكر كثيرًا. غدًا سيكون لدينا يوم طويل."

بعد ساعات من النوم المضطرب، كانت كريسينا أول من استيقظ. الغرفة كانت مظلمة بالكامل، والشعور بالخوف بدأ يتسلل إلى نفسها. تحسست بجانبها وأيقظت مرمر التي استيقظت بفزع وصاحت: "أين أنا؟!"

انتفضت المجموعة كلها على صراخها. أضاءوا المصابيح. وقف راند في حالة صدمة: "ما الذي حدث؟"

تنهدت كريسينا وقالت: "مرمر تخاف من الظلام..."

انفجر الجميع في ضحك متوتر، لكن مرمر لم تجد الأمر مضحكًا. بغيظ قالت: "ألا يوجد شيء يخيفكم؟"

اندفعت خارج الغرفة وهي ترتعش، فطلب جورج من نايل اللحاق بها.

في الممر، كانت مرمر واقفة، تشعر بأن شيئًا ما يراقبها من بعيد. حاول نايل تهدئتها: "أنت على حق. كل شخص لديه مخاوفه الخاصة. مثلًا... رغم كل شجاعتي، أشعر بالذعر إذا رأيت عنكبوتًا."

ضحكت مرمر على كلامه، لكن الضحكة لم تطرد ذلك الشعور الثقيل الذي كان يزداد سوءًا كل لحظة.

عندما عادوا إلى الغرفة، وجدو الجميع مستمرًا في الضحك. لكن نايل أراد أن يلتقط صورة لتلك اللحظة الغريبة، فأخرج الكاميرا، لكن الكاميرا رفضت التقاط الصورة. حاول مرات ومرات، دون جدوى.

"هناك خلل!" قال نايل في حيرة. "لقد كانت تعمل قبل قليل، كيف تعطلت الآن؟"

ولكن عندما بدأ بتحميض الصور، كانت الصدمة الحقيقية في انتظاره. الصور كانت مليئة بشيء لم يكن أحد يتوقعه. في إحداها، ظهر الثعبان الذي واجهوه في الغابة، لكن خلفه كان هناك كائن ضخم بعيون حمراء حاقدة. عيون غاضبة ووجه مشوه يخرج السم من فمه. "ما هذا؟ لم نر هذا الكائن من قبل!" قالت مرمر وهي ترتجف.

تفاقمت الأمور مع كل صورة. الجمجمة على الجدران بدت أكثر وضوحًا، وهناك جملة مخيفة محفورة على الحائط: "أنا بريء من الدم، لكنني لست بريئًا من الجمجمة."

تسمرت الكلمات في عقولهم. أخيرًا قال جورج: "يجب أن نعرف كل شيء عن هذا المكان. هناك لغز أكبر مما توقعنا."

فكر راند قليلاً قبل أن يقول: "ميكي، صديقنا القديم... هو الوحيد الذي قد يملك الإجابات. زار هذا المكان قبل الحادثة التي حصلت هنا."

بعد مكالمة سريعة مع ميكي، عرفوا الحقيقة. الرسالة التي كانت مكتوبة منذ زمن بعيد لم تكن مجرد كلمات عابرة. كان نصها يقول: "أنا الوحش الذي لا يُقهر. تلك العائلة تحدتني، وأرحت نفسي منهم... والآن، حان دوركم!"

بمجرد أن انتهى راند من قراءة الرسالة، اهتزت الأرض تحتهم. تحطم الزجاج، وانفتح الباب بعنف. كانت هناك همسات غاضبة تحيط بهم، وصوت وحشي يقول: "أنا هنا... ولن يغادر أحدكم حيًا!"

اختفى الضوء فجأة، وبدأت الجدران تتهاوى، كان الظلام يبتلعهم شيئًا فشيئًا، وكأنهم داخل كابوس لا مفر منه.



إعدادات القراءة


لون الخلفية