الفصل الثالث: صوت التحذير

رنَّ هاتف ساندى فجأة وسط الصمت الثقيل، فرفعت عينيها بتوجس، نظرت إلى الشاشة قبل أن ترد بحذر. كان والدها المتصل، فاستمعت له بتركيز، ولم يتفوه أحد من أصدقائها بأي كلمة أثناء المكالمة. بعد أن أنهت المكالمة، التفتت نحوهم وملامح وجهها توحي بالقلق.

"هناك خبر سيء، يا رفاق..."

انتبه الجميع، وتحدثت مرمر بسرعة: "خير؟ ماذا حدث؟"

تنهدت ساندى بصوت خافت وقالت: "والدي أخبرني أن فوجًا سياحيًا علم بما حدث في القصر، وأثار فضولهم لدرجة أنهم قرروا القدوم لاستكشاف الأمر بأنفسهم. هم في الطريق الآن."

تململ جورج في مكانه وقال: "ماذا؟ فوج سياحي؟ في هذا المكان؟"

هزت ساندى رأسها بإحباط: "حاول والدي منعهم، لكنهم رفضوا. قالوا إنهم لا يخافون المخاطر."

تنهد راند وقال: "علينا انتظارهم عند مدخل الغابة قبل أن يتورطوا في مشاكل مثلنا. سأذهب أنا وجورج للقاءهم. أنتم ابقوا هنا واستريحوا."

اعترضت مرمر: "أين سننام؟"

ابتسم راند وقال: "سنبحث عن غرفة أخرى. ولكن المكان مثل المتاهة، علينا وضع علامات حتى لا نتوه."

بدأوا بوضع علامات في الممرات باستخدام حبات الفول السوداني الصغيرة، يسيرون بخطوات بطيئة وكأنهم يستشعرون خطرًا غير مرئي. كل حركة كانت تصدر صدىً مخيفًا في هذا الصمت العميق.

بعد بحث طويل، وجدوا غرفة مناسبة للفتيات. لكن راند، بوجه صارم، قال: "لا يجب أن ينام أحد وحده هنا. نايل، ستنام مع الفتيات، فقط للتأكد من سلامتهن."

غادر راند وجورج للقاء الفوج السياحي. كان الظلام قد بدأ يزحف ببطء، والضباب يلف الغابة بشكل خافت. مر الوقت ببطء، وسرعان ما سمعوا صوت مروحية تحلق فوقهم.

"هل يمكن أن تكون تلك الطائرة للفوج السياحي؟" تساءل جورج.

"اتصل بساندى، تأكد." قال راند وهو يشعر بالإرهاق.

وقبل أن يطلب جورج الرقم، رن هاتفه فجأة. كانت ساندى تتحدث بحماسة واضحة: "أين أنتم؟ الفوج وصل قبل قليل."

تنفس جورج بارتياح وأجابها: "نحن في الطريق، كنا ننتظرهم هنا!"

بعد دقائق وصلوا إلى القصر، واستقبلتهم ساندى والآخرون مع فوج سياحي مؤلف من 20 شخصًا. أحد السياح قال بنبرة مرتجفة: "القصر يبدو مرعبًا من الخارج... لا أستطيع تخيل كيف هو من الداخل."

رد عليه جورج بابتسامة ساخرة: “أنصحك بأن تكون مستعدًا. الداخل أسوأ بكثير.”



إعدادات القراءة


لون الخلفية