رنَّ الهاتف فجأة بين يدي راند، مما أثار قلق الجميع، وكأن الصوت جاء من عالم آخر. نهضت ساندى من مكانها بتثاقل وكأنها كانت نائمة. "وأنت يا راند، لقد أيقظتنا بهذا الكلام المزعج!" قالت بنبرة نصف ساخرة.
لكن راند لم يكن في حالة للضحك. "لم أنتهِ من الحديث عن تلك الرسالة بعد..." همس بصوت مقلق.
نظرت مرمر إليه بتوتر وقالت: "إذا كنت ستكمل حديثك، فقط تحدث بصوت منخفض جداً، من فضلك."
أومأ راند وبدأ يتحدث بصوت خافت: "هناك رموز غامضة في نهاية الرسالة... لم يفهمها أحد حتى الآن، ولا يوجد أي تفسير علمي لها."
اقتربت ساندى من راند بلهفة وقالت: "ما هي تلك الرموز؟ أخبرني الآن، يا راند!"
أخذ نفسًا عميقًا وقال: "إنها كالتالي: #999#".
دونت ساندى الرقم في ورقة صغيرة، وعيناها تلمعان بالحماس. "سأجد له حلاً، بلا شك!" قالت وهي تثق بقدرتها على حل اللغز.
ثم جاء ذلك الصوت الغامض مجددًا، لكن هذه المرة كان أعلى وأشد رعبًا.
"هل حاول أحد الاتصال بهذا الرقم؟" سألت ساندى وهي تلتقط هاتفها بسرعة.
أجابها راند بتردد: "لا أعلم."
"سأجرب الآن!" قالت ساندى بجرأة، وضغطت على الأزرار. بدأ الهاتف بالاتصال، لكن لم يكن هناك من يجيب. فقط صراخ غير مفهوم وصرير مرعب قطع الخط فجأة.
تجمد الجميع في أماكنهم للحظة، ثم قال جورج ببرود: "يجب أن ننام الآن. الساعة تجاوزت الثالثة صباحاً، وغدًا نحتاج للاستيقاظ باكرًا لنبلغ الشرطة."
اقترح نايل الاتصال بالشرطة هاتفيًا، لكنهم كانوا منهكين للغاية، فقرروا تأجيل الأمر وناموا جميعًا.
عندما استيقظوا صباحًا، لاحظوا أمرًا غريبًا: الستائر كانت مغلقة والزجاج المهشم لم يعد على الأرض. بل الغرفة كلها كانت مرتبة كما لو أن أحدًا قد دخل واهتم بها.
مرمر، التي كانت في حالة رعب، قالت بصوت مرتعش: "من فعل هذا؟"
أجابتها كريسينا وهي تحاول تهدئتها: "ربما أحد السياح."
لكن ساندى قالت بحزم: "لا، ليس هم."
تساءلت مرمر بخوف أكبر: "إذن من فعل هذا؟"
لكن ساندى لم تجد إجابة. قام الجميع من أسرتهم وخرجوا ليتحققوا من باقي السياح. وجدوا أنهم لا يزالون نائمين في غرفهم.
بعد بعض البحث في الطابق الرابع، اكتشفوا حمامًا مهجورًا. قررت مرمر الدخول، بينما انتظرتها كريسينا بالخارج. لكن ما أثار فضول الجميع هو أن صنبور الماء كان يعمل والإضاءة لم تكن تالفة. تساءل راند: “هل يعقل أن أحدًا يعيش في هذا القصر؟ لكن من هو؟”