بعد أن كتبت ليان جملتها الأخيرة في المفكرة وأغلقتها، شعرت بمزيج من الخوف والارتياح. كانت قد قررت أخيرًا ما يجب أن تفعله، لكن لم تكن متأكدة مما سيحدث بعد ذلك. جلست على سريرها، وهي تنتظر أن ترى ما إذا كان قرارها سيؤدي إلى نهاية القصة السحرية التي عاشتها.
مر الوقت ببطء. نظرت ليان حول غرفتها، وكل شيء بدا كما هو. المفكرة لم تتحرك، ولا شيء خارق للطبيعة حدث. "هل انتهى الأمر فعلاً؟" سألت نفسها.
قررت أن تخرج إلى الحديقة في اليوم التالي، حيث كانت تلتقي عادة بنور. شعرت ببعض الحزن لفكرة فقدان صديقتها الجديدة، لكنها كانت تعلم أن هذا هو القرار الصائب. إذا كانت نور مجرد نتاج للمفكرة، فإن استمرار صداقتهما يعني استمرار السحر في التحكم بحياتها.
النهاية المفاجئة
عندما وصلت ليان إلى الحديقة، لم تكن نور هناك. جلست ليان على المقعد الذي اعتادت أن تجلس فيه مع نور. نظرت حولها، الحديقة كانت تبدو طبيعية، الأطفال يلعبون في الزوايا، والعائلات تتنزه كالمعتاد. لم يكن هناك أي أثر لنور.
شعرت ليان بشيء من الراحة، لكنها في نفس الوقت كانت تشعر بفجوة في قلبها. كانت قد اعتادت على وجود نور، ومع أنها علمت أن صداقتها كانت سحرية، إلا أن الفراق كان أصعب مما توقعت.
بينما كانت تجلس في الحديقة، جاءت إليها أفكار عما حدث: "هل كانت نور تعلم طوال الوقت أنها ليست حقيقية؟ هل كانت تحاول حمايتي أم توجيهي بطريقة ما؟" لكن ليان لم تجد إجابة لتلك الأسئلة. كانت تعلم فقط أن المفكرة حققت رغبتها الأخيرة في العودة إلى الحياة الطبيعية.
عودة إلى الحياة الطبيعية
عادت ليان إلى حياتها اليومية. توقفت عن استخدام المفكرة، وقررت إغلاقها ووضعها في درج مكتبها. مرت أيام عديدة دون أن تمس المفكرة، وبدأت حياتها تعود إلى طبيعتها شيئًا فشيئًا. كانت تذهب إلى المدرسة، تقرأ الكتب التي تحبها، وتلتقي بزملائها في المدرسة.
لكن شيئًا في داخلها كان مختلفًا. التجربة التي مرت بها غيرت الطريقة التي ترى بها العالم. لم تعد ترى الحياة العادية مملة كما كانت تعتقد من قبل. بل أصبحت تقدر كل لحظة بسيطة وتفهم أن تحقيق الأحلام يحتاج إلى الجهد والعمل وليس إلى السحر فقط.
وفي نفس الوقت، كانت تشعر بأن المفكرة لم تكن مجرد أداة سحرية، بل كانت تجربة تعلمتها الكثير عن نفسها وعن قوة الأحلام. "لقد علمتني المفكرة أن القوة الحقيقية ليست في السحر، بل في القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة."
حلم جديد
رغم أن ليان توقفت عن استخدام المفكرة، إلا أنها لم تتوقف عن الحلم. كانت لا تزال تكتب في دفتر آخر، لكنها هذه المرة كانت تكتب أحلامًا تعرف أنها ستحققها بجهدها وتعبها، وليس بالسحر. تعلمت أن السعي نحو الأحلام يجب أن يكون ببطء وبثبات، وأن الرحلة نحو تحقيق الحلم هي الجزء الأجمل.
وفي إحدى الليالي، بينما كانت تجلس على سريرها وتكتب في دفترها الجديد، نظرت إلى المفكرة القديمة المغلقة على رفها. شعرت بشيء من الفضول، لكن هذه المرة لم يكن الفضول نفسه الذي شعرت به من قبل. لقد كانت تعلم أن السحر قد انتهى، وأنها لم تعد بحاجة إلى تلك القوة لتعيش حياتها.
ابتسمت وقالت لنفسها: "لن أحتاج إلى المفكرة بعد الآن. الأحلام الحقيقية تتحقق بيدي."
الخاتمة
عندما قررت ليان إغلاق المفكرة للمرة الأخيرة، كانت تعلم أن تلك المغامرة ستظل في ذاكرتها إلى الأبد. لكنها تعلمت درسًا ثمينًا: القوة الحقيقية لا تكمن في الأشياء السحرية أو الأحلام المحققة بسرعة، بل في العمل الجاد والمثابرة.
عاشت ليان حياتها بعد ذلك بحكمة أكبر، وكانت تعلم أن السحر موجود، لكنه ليس دائمًا في المفكرات السحرية. أحيانًا يكون السحر في قدرتنا على التعلم، النمو، والمضي قدمًا في حياتنا.