1990 ‎⁨الأصدقاء الطيبون⁩

فيلم (Goodfellas) الأصدقاء الطيبون هو فيلم جريمة صدر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990م من إخراج مارتن سكورسيزي، مبني على كتاب "الرجل الحكيم" لنيكولاس بيليجي الصادر عام 1986م. يحكي الفيلم قصة صعود وانهيار فرد عصابة يدعى هنري هيل وأصدقائه خلال الفترة من 1955م إلى 1980م.

نبذة عن فيلم Goodfellas

إخراج: مارتن سكورسيزي  
سيناريو: نيكولاس بيليجي، مارتن سكورسيزي  
بطولة: روبرت دي نيرو، راي ليوتا، جو بيشي، بول سورفينو  
مدة الفيلم: 145 دقيقة

قصة الفيلم

يبدأ الفيلم بينما كان هنري هيل وجيمي كونواي وتومي ديفيتو يقودون ليلًا، فوجئوا باكتشاف أن الجثة الموجودة في صندوق سيارتهم ليست ميتة بالكامل. ثم يعود الفيلم عن طريق ارتجاع فني (فلاش باك) إلى طفولة هنري عندما حصل على وظيفة ذات دوام جزئي في موقف سيارات يديره أفراد عصابة محليون.

بدأ هنري ينغمس في حياة المافيا المتطرفة حتى انتهى به الأمر أن ترك الدراسة وعمل هناك بدوام كامل، وأصبح بول سيسيرو الوصي على هنري وقدمه إلى جيمي السيد، وهو مختطف كبير، وتومي، وهو فرد عصابة آخر ذو مزاج حاد. كانت معظم أنشطتهم الإجرامية، التي شملت سرقة حمولة طائرة متجهة إلى فرنسا، تتمحور حول مطار آيدلوايد المعروف الآن بمطار جون كينيدي.

تزوج هنري من كارين، وفي عام 1970م ضرب تومي فردًا آخر من العصابة يدعى بيلي باتس بعد أن أهانه، ساعده هنري في التغطية على جريمة القتل عن طريق دفن جثة باتس في الغابات. لاحقًا، اضطروا لنقلها عندما صدر إعلان عن تسكين الغابات، وبذلك كانت جثة باتس هي الجثة الموجودة في صندوق السيارة في أول الفيلم.

كان لهنري حبيبة تدعى جانيس، وعندما اكتشفت كارين أنه يخونها، ذهبت لشقة جانيس وضايقتها. من المثير للسخرية أن كارين لم تمانع ما يرتكبه هنري من جرائم ليجني نقودًا تؤمن رفاهيتها، لكنها كانت تمانع وجود جانيس، فهددت هنري بالقتل مما جعله ينتقل للعيش مع جانيس حتى أمره بول أن يعود لزوجته الغاضبة.

سافر هنري برفقة جيمي إلى تامبا في مهمة لمعاقبة وضرب شخص يدين بالمال لبول. ولكن أخت هذا الشخص، التي تعمل في الإف بي آي، وشت بهم جميعًا للشرطة، فحكم على هنري وجيمي بالسجن عشر سنوات. قضى جيمي فترة عقوبته في أتلانتا، بينما قضى هنري عقوبته برفقة بول وأفراد العصابة الآخرين في نيويورك. في هذه الأثناء، بدأ هنري يبيع المخدرات ليعول عائلته الحقيقية التي في الخارج.

بعد أربع سنوات، تم إطلاق سراح هنري من السجن، وتجاهل تعليمات بول بأن يتوقف عن المتاجرة في المخدرات، وتطوع لمساعدة جيمي وتومي من وراء ظهر بول. في عام 1978م، قامت العصابة بتنفيذ مهمة سرقة شركة سياحية، سالبين منها ما يقرب من خمسة ملايين دولار. عندما بدأ بعض شركائهم يبعثرون أموالهم الكبيرة في العلن، ضربهم جيمي جميعًا.

تم خداع تومي بأن جعلوه يعتقد أنه سيتم توسيمه وضمه رسميًا للعصابة، ولكن بدلًا من ذلك، تم قتله انتقامًا منه لقتله بيلي باتس. في عالم المافيا، لا تجري الرياح بما تشتهي السفن دائمًا.

في مايو 1980م، تم القبض على هنري بتهمة حيازة المخدرات أثناء قيادته في طريق ما. قامت كارين بتصريف كمية من المخدرات تُقدر بقيمة 600 ألف دولار في دورة المياه، تاركة العائلة مفلسة تمامًا.

بعد أن تم إطلاق سراح هنري بكفالة، أعطاه بول بعض المال ثم أدار وجهه عنه. كما أعطى جيمي لكارين صدقة. عندما علم هنري أن جيمي يخطط لقتله، قام بالوشاية بجيمي وبول في المحكمة، وانضم برفقة كارين وأطفالهما إلى برنامج حماية الشهود. بعد أن هجر هنري حياة الجريمة، انحدر به الحال ليصبح شخصًا عاديًا تمامًا.

مات بول في السجن عام 1988م، وقضى جيمي عقوبة عشرين عامًا في السجن. أما هنري، فقد انفصل عن كارين عام 1989م، وبعد أن تم القبض عليه بتهمة مخدرات أخرى، أصبح نظيفًا ولكنه ما زال مختبئًا من الشرطة.

الطفولة والانغماس في حياة العصابة

هنري هيل وُلِد في بروكلين، نيويورك، وكان يترعرع في بيئة متواضعة. كان والده يعمل كعامل بناء، وكان هنري يعشق السيارات والأفلام البوليسية منذ صغره. عندما كان عمره 12 عامًا، بدأ العمل في موقف سيارات يديره أفراد عصابة محليون. كان يستمتع بالمال السهل والحياة الفاخرة التي يعيشها أفراد العصابة، وبدأ يتخيل نفسه واحدًا منهم.

كان هنري يتعلم بسرعة وبدأ يكسب ثقة أفراد العصابة. بدأ يتعلم كيفية غسيل الأموال والابتزاز وتهريب السجائر والمشروبات الكحولية. كان دائمًا مهتمًا بالتفاصيل ودقيقًا في عمله، مما جعله يحصل على احترام الجميع.

الصعود في صفوف العصابة

مع مرور الوقت، أصبح هنري جزءًا لا يتجزأ من العصابة. تزوج كارين، التي كانت تعشق نمط الحياة الفاخر الذي يوفره لها هنري. كان لديهما طفلان وكانت حياتهما تبدو مثالية من الخارج، ولكنها كانت مليئة بالمخاطر والمشاكل.

كان هنري دائمًا يبحث عن الفرص لزيادة نفوذه وثروته. كان جيمي وتومي شريكين مهمين له، وكانوا يعملون معًا في العديد من العمليات الإجرامية. كانت حياتهم مليئة بالرفاهية والمتعة، ولكنها كانت أيضًا محفوفة بالمخاطر.

المشكلات الداخلية والتوترات

بدأت المشكلات تظهر عندما ضرب تومي بيلي باتس حتى الموت. كان بيلي عضوًا محترمًا في العصابة، وقتله خلق العديد من الأعداء لهنري وجيمي وتومي. كانت العصابة دائمًا تتوقع الانتقام، مما جعلهم يعيشون في توتر دائم.

بالإضافة إلى ذلك، كان هنري يواجه مشكلات في حياته الشخصية. كانت كارين تزداد شكوكًا وتوترًا بسبب علاقاته خارج الزواج. عندما اكتشفت خيانته مع جانيس، قررت مواجهة الوضع بشكل مباشر. كانت كارين شخصًا قويًا ولا تتردد في التعبير عن غضبها، مما جعل الحياة صعبة لهنري.

السجن وتأثيره

عندما تم القبض على هنري وجيمي وحُكم عليهما بالسجن، بدأت الحياة تأخذ منعطفًا مختلفًا. في السجن، كانت الحياة صعبة، ولكنها كانت أيضًا فرصة لهنري للتفكير في حياته وخياراته. بدأ ببيع المخدرات داخل السجن ليعيل عائلته في الخارج، ولكنه كان يعلم أن هذا ليس حلاً دائماً.

بعد إطلاق سراحه، تجاهل هنري تعليمات بول بالتوقف عن المتاجرة في المخدرات. كان يشعر بالضياع ويبحث عن أي وسيلة للعودة إلى الحياة التي يعرفها. كانت عملية سرقة الشركة السياحية فرصة كبيرة له ولشركائه، ولكنها كانت أيضًا بداية النهاية.

النهاية والانهيار

عندما بدأت الأمور تخرج عن السيطرة، أدرك هنري أن حياته في خطر. كان جيمي يخطط لقتله، وكان هنري يعلم أنه يجب أن يتخذ خطوة جريئة للبقاء على قيد الحياة. قام بالوشاية بجيمي وبول، وانضم إلى برنامج حماية الشهود.

كانت الحياة الجديدة صعبة ومختلفة تمامًا عما كان يعرفه هنري. كان يعيش في خوف دائم من الانتقام، ولكنه كان يعلم أنه قد اتخذ القرار الصحيح. بعد انفصاله عن كارين وبدء حياة جديدة، كان هنري يشعر بالندم والحزن على ما فقده، ولكنه كان يعلم أنه يجب عليه المضي قدمًا.

مات بول في السجن، وقضى جيمي عقوبة طويلة. أما هنري، فقد بدأ يعيش حياة جديدة بعيدًا عن الجريمة، محاولاً بناء مستقبل أفضل لنفسه ولعائلته. كانت رحلته مليئة بالتحديات والصعوبات، ولكنها كانت أيضًا درسًا في الحياة.

كانت حياة هنري الجديدة بعيدة كل البعد عن الرفاهية والإثارة التي كان يعيشها كعضو في العصابة. كان يعمل بوظائف بسيطة، يحاول البقاء بعيدًا عن الأنظار والعيش بسلام. كانت كارين تدعمه في البداية، لكنها لم تستطع التكيف مع الحياة الجديدة. انفصلت عنه، مما جعله يشعر بالوحدة والعزلة.

بدأ هنري يكتب عن تجربته وحياته في العصابة. كان يأمل أن قصته ستكون تحذيرًا للآخرين الذين قد ينجذبون إلى حياة الجريمة. كانت الكتابة تساعده على مواجهة ماضيه وتخفيف الأعباء النفسية التي كان يحملها.

التكيف مع الحياة الجديدة

كان هنري يواجه تحديات كبيرة في التكيف مع الحياة الجديدة. كان دائمًا يشعر بالخوف من الانتقام، وكان يحاول البقاء بعيدًا عن أي مشاكل. كان يعمل في وظائف مؤقتة ويحاول بناء علاقات جديدة، ولكن كان من الصعب عليه نسيان ماضيه.

على الرغم من كل التحديات، كان هنري يشعر بأنه قد حصل على فرصة جديدة للحياة. كان يعلم أنه يجب عليه الاستفادة من هذه الفرصة والبدء من جديد. بدأ بتعلم مهارات جديدة وحاول بناء مستقبل أفضل لنفسه.

النهاية

كانت قصة هنري هيل قصة عن الصعود والانهيار، ولكنها كانت أيضًا قصة عن التغيير والبحث عن فرصة جديدة. كان هنري قد عاش حياة مليئة بالإثارة والخطر، ولكنه كان يعلم أن الحياة الحقيقية تكمن في البقاء بعيدًا عن الجريمة وبناء حياة مستقرة.

كان هنري يأمل أن قصته ستكون درسًا للآخرين وتحذيرًا من مخاطر الحياة الإجرامية. كان يعلم أن الحياة قد تكون صعبة في بعض الأحيان، ولكنها دائمًا تستحق المحاولة والبحث عن الأفضل.