نبيّ ورسول الله سبحانه وتعالى إلى أهل مصر، وهو الابن الحادي عشر ليعقوب عليه السلام وزوجته راحيل، وقد كان يتميّز بجماله الفائق، حيث قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، بأنّ نبيّ الله يوسف قد أوتي شطر الحسن، هذا الحسن الذي أوقع زليخة زوجة عزيز مصر في حبه، والذي جعل نساء مصر يقطعّن أصابعهن عند رؤيته، وقد كان يوسف عليه السلام حاكم مصر وراعيها، وقد خصّ الله سبحانه وتعالى نبيه في سورة كاملة في القرآن الكريم لوراية قصته، حيث تعتبر هذه القصة واحدة من أجمل القصص الواردة فيه.
ففي إحدى الليالي رأى يوسف عليه السلام في منامه بأن هناك أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له، فقام إلى والده يعقوب عليه السلام وقص عليه رؤياه، فقال له والده بأنه سيكون ذو شأن عظيم بين الناس، وقد طلب منه ألّا يقصّ هذه الرؤيا على إخوته حتى لا يقع بينهم العداوة والبغضاء، خاصة بأن يوسف كان الابن المفضل لدى يعقوب عليهما السلام، فقد كان يخصّه بالحب والعطف والحنان، الأمر الذي أدّى إلى نشوب الغيرة والحقد من الإخوة تجاه يوسف، لذلك فقد اجتمعوا لتدبير مكيدة للتخلص من يوسف ولإبعاده عن أبيه،
وبالتالي قرّروا أن يقتلوه، ولكن أحدهم اقترح أن يلقوه في بئر بدل قتله على أمل أن يلقاه أحد المارين ويأخذه، وهذا ما فعلوه، فقد ألقوه في البئر وأخبروا أباهم بأن يوسف قد أكله الذئب ، وفي هذا المقال سنخبركم بمكان هذا البئر الذي ألقي فيه سيدنا يوسف عليه السلام.
موقع بئر النبي يوسف
هناك العديد من المناطق والدول التي نسبوا وجود البئر فيها، فقد قيل بأن البئر موجود في مصر وآخرون قالوا بأنه في سوريا، وهناك من قال بأنه في مدينة نابلس في فلسطين، وقد وجد بأن هناك العديد من الآبار التي أطلق عليها اسم بئر يوسف، ولكن بناء على الدراسات التي قام بها المؤرخون، وبالاعتماد على أوصاف البئر والنصوص التي ذكر فيها، فقد تم ترجيح وجود البئر ما بين مكانين في مدينة نابلس الفلسطينية، وتحديداً ما بين منطقة قبلان ومنطقة سنجل، ولكن الغالبية تجمع على أن مكان البئر هو في بلدة قبلان الواقعة على بعد ثمانية عشرة كيلومتر عن نابلس و خمسة وأربعون كيلومتر عن مدينة القدس، ويطلق أيضاً على بئر قبلان اسم بئر الجناب، ولكن يبقى الله وحده هو من يعلم المكان الدقيق والصحيح لهذا البئر.