جذبت يدها من بين يديه ثم قالت متلعثمة
" اعتذر لأني افرطت بضحكي عليك"
نطق بهمس
"لا عليك لست حانق عليك "
ابتسمت وبحركة تفاجئ منها سحبت خده بيدها
ثم قالت
" سأذهب الأن "
لكنه قال محتجاً
" سأوصلك انا للمنزل "
لوحت بيديها امامه قبل ان تقول
" شكراً على لطفك ولكني اريد شراء اشياء من المتجر ثم سأذهب بسيارة اجرة وداعاً الأن"
لوحت له بيدها واستدارت مبتعدة.. استسلم ناظراً لها
................
قال بصوت عالي وهو يطبخ المعكرونة
"اندرو اين انت ايها الكسول جلبتني لمنزلك لأطبخ لك بدل ان اجلس
كضيف وتقدم لي انت الطعام"
دخل اندرو المطبخ المصمم بتصميم عصري
حدق بجيانو الذي يرتدي فوق ملابسه مئزر الطبخ
ويطبخ بمهارة فأنفجر ضاحكاً وهو ينحني بظهره الا عند ركبته ممسك بطنه بيديه
التفت جيانو له رافع حاجبه بحنق ثم تقدم منه وضربه بقبضته بقوة على ظهره
تأوه اندرو بألم رفع نفسه ناظراً له ثم قال
" اسف "
ثم عاد يضحك وقال من بين ضحكة
"شكلك بالمئزر وانت تطبخ كفتاة انا اسف هكذا رايتك "
اشتدت ملامح جيانو ولمعت عيناه غضباً ثم قال
" هل تظنني فتاة ايها الأحول الم ترى رجلاً يطبخ"
لوح اندرو بيديه امامه وقال وهو يمسح دموعه من كثرة ضحكه
"ما ذنبي اذا عيناي راتك فتاة"
قلب جيانو عيناه بضجر ثم حدق به بغضب شديد ونزع المئزر الذي يرتديه
ورماه وقال قبل ان يخرج من المطبخ
"اكمل باقي الطبخ ايها المعتوه "
بعد دقائق جهز اندرو الطاولة الطعام بطبقين من المعكرونة بالصوص الأحمر وطبق السلطة
وكوبين من عصير البرتقال
ثم جلس بالكرسي بجانب صديقه وبدأوا يأكلون
تودد اندرو ليجانو وهو يحاول ان يسامحه
نظر له جيانو بملل وقال
"سامحتك كفاك التمسح بي كقطة ..ثم انت من اين اتيت بهذا القدر من ظرافتك المفرطة"
نظر له اندرو ببراءة قبل ان يقول
" ولدت وجدت نفسي هكذا يعني بالفطرة"
مسح جيانو فمه بالمنديل ثم التفت لأندرو قائلاً
"لاحظت انك تصطحب رين اختي وجوليا لتنزة كثيراً بالآونة الأخيرة"
تنفس اندرو بعمق ثم قال
" لأنهم يحبون بأن انزههم .. وانا عند فراغي انزههم"
ضيق جيانو عينيه وقال
" انت منجذب لجوليا هل تحبها ؟!!!"
نظر له اندرو بصدمة قبل ان يضع الشوكة والملعقة على الطاولة ويرجع ظهره الى الكرسي ليقول بهمس
"نعم احبها وسأخبرها قبل ان يأخذها غيري"
جفل جيانو مبتلع ريقه بصعوبة ثم قال بصوت حانق
"اجننت انت واثق بأنها ستقبل حبك ... يكفي
بالله عليك الا تذكر كيف كنت في السابق عندما احببت الفتاة المدعوة تيريسا وعندما اخبرتها
بحبك قالت بأنها لا تبادلك المشاعر فصدمت واصبت بالأكتئاب وبعد خمس سنوات تناسيت
الأمر بفضل الله ثم انا كنت اجول بك لبعض دول العالم لتنساها وترفة عن نفسك وتكون سعيد بحياتك
عمرك الأن ثمانية وعشرون سنة عش ما تبقى من عمرك اسمع كلام صديقك الذي اكبر منك"
ضحك اندرو وقال ببشاشة
" لا عليك يا صاح انا امامك بخير .. اما بالنسبة لحبي لجوليا لا تقلق سأخبرها .. وانت اكبر
مني بسنة فلا تجعل نفسك اكبر مني بكثير"
سكت لبرهة ثم اكمل قائلاً
"واذا رفضت سأقبل رفضها بصدر رحب فكما تعلم لدي تجربة من قبل"
توسعت عيناه بأندهاش ثم قال بخفوت
" هل انت متأكد .. لا تأتي لي يائس مكتئب اذا رفضتك"
مط اندرو شفتاه هازاً كتفه ثم قال
" لا تخف يا اخي "
......................
بشركة ديفد
طرقت سكرتيرة الباب فسمح لها بالدخول
تقدمت من مكتبه وهي تعدل قميصها الأسود اللون الذي يبرز مفاتنها
وتنورتها القصيرة الحمراء اللون التي بالكاد تصل لركبتها غارسة يديها بشعرها الطويل الأشقر
والذي اسدلته على كتفيها
وصبغت شفتيها باللون الأحمر المغري
نظرت له وهي تبتسم
رفعت راسي من الأوراق العمل ونظرت لها
انحنت قليلاً ثم وضعت الملف امامي فوق طاولة مكتبي ثم قالت
"سيد ديفد هذه الأوراق التي طلبتها عن الأشياء الناقصة المطلوبة لصنع المواد الغذائية"
لاحظت انها لازالت منحنية وقميصها المفتوح قليلاً اظهر مفاتن صدرها
فأرجعت ظهري الى
الكرسي اخذت الملف ثم نظرت لها وقلت
"حسناً ... نادي لي مارينو نائبي "
اعتدلت بوقفتها ناظرة له بأعجاب ثم قالت مبتسمة
"امرك سيدي"
ثم ذهبت من عنده
هززت راسي بيأس منها
بعد ان حللت نقص الأشياء المطلوبة لصنع المواد الغذائية بمساعدة مارينو
وقفت اعدل ياقة قميصي ثم جذبت سترتي التي فوق الكرسي وتوجهت خارج مكتبي ناظراً للموظفين الذين يعملون بجد ونشاط
وصلت للمصعد ودخلته و ضغطت على الزر رقم واحد فمصعدي هذا مخصص لي لا يدخله غيري
فتح المصعد على الطابق الأول خرجت من الشركة وسرت اسير انزل من درج شركتي
بينما كنت اسير صادفت امامي اندرو
نظر لي لبرهة ثم ابتسم ومد يده مددت يدي وصافحته بأبتسامة انه
لطيف يبدو اني سأضمه لقائمة اللطفاء مع تلك الفتاة ذات الفستان الأحمر الغزالي
كان اندرو مرتدي قميص رمادي اللون بأكمام طويلة
وبنطلون بني اللون
وقبعة سوداء اللون انيقة
نظر اندرو لديفد الذي كان يرتدي بدلة عمل رسمية قميص كحلي اللون وسترة كحلية ايضاً وبنطلون كحلي اللون
قال اندرو
"اوه سيد ديفد كنت اريد القدوم لك لكني اراك امامي الأن"
ابتسمت لكلامه المرح وقلت
"اجل لقد انهيت عملي بسرعة اليوم تعال معي لنجلس بمكان هادئ واخبرني بما تريد"
اومأ مارتن براسه ثم كل منهم توجه بسيارته لمكان هادئ يتحدثون به
استوت جوليا جالسة برمال شاطئ البحر ناظرة للبحر ثم نظرت لرين التي بجانبها ثم قالت
"لقد تأخر اندرو "
قالت رين
"قولي الحمد لله فأندرو كنز لنا يصطحبنا لكل مكان نريد لقد اتينا قبل
ربع ساعة وسيأتي فهو ايضاً لديه اعمال وعليه ان ينجزها وسيأتي ... اصبري "
"اوه هاهو انه قادم"
قالتها رين وهي ملوحة بيدها لأندرو
وصل عندهم وجلس بجانبهم على رمال الشاطئ البحر
نظر لهم مبتسماً ثم قال
"كيف حالكم"
ردت كلا الفتاتان بصوت واحد
"بخير"
قالت رين بمشاكسة
" تبدو جميل وانيق اليوم هل تواعد فتاة لتقع بغرامك"
نقر راسها بقوة بأصبعه
"اوه مؤلم احمق مغرور كنت امزح"
قالتها رين متأوهه بألم
استمتعوا بجلوسهم على رمال الشاطئ البحر وتناولهم لشطائر التوست
والمشروبات الغازية وطبعاً لم تخلوا جلستهم من ظرائف اندرو ومشاكسات رين
نظر اندرو لساعة معصمه قبل ان يقول
" لقد امضينا وقت طويل انها الساعة السادسة مساءً الأن ولدي عمل زائد من
الشركة علي ان انجزه بمنزلي هيا سأقلكم بسيارتي لمنازلكم"
مطت رين شفتيها بيأس قائلة
"لقد امضينا اربع ساعات فقط ومرت بسرعة اريد البقاء لم اشبع بعد"
ضحك كل من جوليا واندرو عليها
نهضت رين حانقة منهم
نهضوا هم ايضاً يتبعوها
امسكت جوليا ذراع رين وقالت مبتسمة
"اسفة ولكنك اضحكتيني بكلامك"
تنهدت رين ثم قالت
"حسناً لا داعي لست غاضبة منكم"
نظرت جوليا مبتسمة لأندرو فأبتسم هو ايضاً بحيرة من رين
بمنزل رين....
بغرفة الجلوس
"جيانو صديقك تحفة نادرة انه لطيف انه يأخذنا
لكل مكان نريده"
قالتها رين وهي جالسة بالكنبة وبحضنها صحن
فيه برتقال وبيدها سكين ويدها الأخرى برتقالة
بدات تقطع البرتقالة وتتناولها متلذذة بطعمها الحلو
نظر لها جيانو ثم استقام من الكنبة وتقدم نحوها انحنى واخذ من حضنها
صحن البرتقال والسكينة التي بيدها ووضعها بهدوء فوق الطاولة وبحركة
سريعة حملها على كتفه ودار بها بقوة
صرخت رين وظلت تضربه بيداها على ظهره ثم قالت بتعب وهي تشعر بغثيان
"توقف دورانك بي اشعرني بالغثيان .. جوليا ساعديني"
وقفت جوليا واضعة يدها بفمها تكتم ضحكتها
ثم قالت
" لا دخل لي لقد اوصلنا اندرو قبل ساعة هنا وانا تأخرت سأذهب لمنزلي"
ثم اتجهت مسرعة لباب المنزل
توقف جيانو عن الدوران بها
التفتت رين لجوليا الذاهبة
"انها تنسحب وتقول كلام مبعثر "
قالتها رين بغضب
انزلها جيانو واوقفها امامه مشيراً لها بسبابته ثم قال
"هذا عقاب لك لأنك تمدحي صديقي امامي لأني لم اخذكم للمكان
الذي تريدوه الا تعلمي بأني مشغول وعند فراغي اخذكم لتنزة"
مدت يدها وقرصته بكتفه بقوة ثم انطلقت هاربة منه
فرك جيانو كتفه متألم من قرصتها ثم قال صائحاً
"سترين ايتها الجنية سألقنك دروساً بالعقاب "
ضحكت ماريسا الجالسة بالكنبة الواسعة وهي تقوم بحياكة قبعة صوفية
ثم قالت
"بني دعها انها تحب ان تلعب مع الكل "
زفر بنفاد صبر ثم سار الى والدته وجلس بجانبها على الكنبة واضعاً راسه بكتفها وهو يقول
"كنت اخيفها فقط لكي تتوقف عن حماقاتها"
انهت ماريسا حياكة القبعة ووضعتها على المنضدة التي امامها
ثم وضعت راس ابنها بصدرها ماسحة بيدها على شعره بحنان
تنهد جيانو براحة مغمضاً عينيه ثم همس
"امي لقد اشتقت لحنانك"
قبلته بخده مبتسمة ثم قالت
"الم تعطيك الحنان زوجتك لورا"
قال بحنق
" امي .. هي لا تقصر معي ولكنك انتِ حنانك مختلف لأنك امي "
ضربته براسه بخفة وضحكت وقالت
"امزح يا طفلي اردت اغاظتك فقط "
ثم ضحكت بصوت عالي
نظر لها جيانو صامتاً وبقلة حيلة
ذهبت جوليا ورين لسينما
قالت رين
"هيا جوليا تعالي اجلسي هنا الأفضل ان نجلس بالمقاعد الأمامية لنتابع بوضوح الفيلم الأكشن"
ضحكت جوليا وجلست بالمقعد الذي بجانبها وبدا الفيلم ... وانسجموا معه وهم يتناولوا الفوشار
انتهى الفيلم ... سمعت جوليا صوت التفتت وهي ترجع خصلات شعرها الحريري خلف اذنها
فرات ديفد يجلس بجهة اليمين يبعد عنهم بعد ثلاث كراسي منهم
انتبه لها ظل ينظر لها كم هي جميلة بثيابها البسيطة الأنيقة وعيناها الزمردية التي تلمع مع
الأضواء الخافتة عاد يكمل حديثه مع الرجل الذي معه ثم ودعه ونهض متوجهاً لهم
التفتت جوليا لرين بسرعة
"انظري انه قادم نحونا الشاب الأنيق الذي كان بالحفلة"
قالتها جوليا بتوتر
نظرت له رين ... ثم عادت بنظرها لجوليا وهي تقول
"سنرى ماذا يريد"
تقدم منهم واضعاً يديه على حزام بنطاله الجينز وقال
"مرحباً .. لم اعتقد اننا سنلتقي هنا ايها الفتاتان لقد تعرفت بالحفلة على
اسم جوليا صديقتك ولم اتعرف على اسمك فما اسمك ؟"
قالت رين مبتسمة
"اسمي رين وانت اسمك ديفد اخبرتني جوليا بأسمك بالحفلة"
قال
" اها "
نظر لساعة معصمه الفخمة السويسرية ثم نظر لهم قائلاً
"غداً سيقام احتفال في بلدة اريسي في مضماري لمتسابقي الخيول
وسيكرمون بجوائز نقدية فهم فازوا على التوالي في السنوات السابقة فهم اشتركوا قبل ثلاث سنوات وفوزهم كان متتالياً
ولذلك رئيس بلدية ميلانو سيكرمهم وسيقيم الأحتفال على شرفي فغداً صباحاً الساعة السابعة
سيكون الأحتفال
اعطني رقمك لأكلمك غداً لأحدد لك مكان الحفلة"
دهشتا الفتاتان من عظمة هذا الرجل فعرفوا انه من كلامه ومظهره انه شخص ليس من بسطاء الناس
قالت جوليا بشغف وفرح
" من دواعي سرورنا ديفد.. يسعدنا بأننا تعرفنا عليك انت شاب لطيف"
كتم ديفد ضحكته عند تذكره عندما نادته ايها الشاب ايها الرجل.. فقال لها
"على الرحب والسعة"
املت جوليا رقمها له حفظ ديفد رقمها بهاتفه
قال ديفد
" استأذنكم الأن اراكم غداً"
ثم غادر من امامهم
امسكت رين بيديها يدي جوليا وضغطت عليهم
وابتسمت بأتساع ثم هتفت
"انه رجل مذهل سنستمتع برفقته"
حركت جوليا عيناها بشكل دائري وهزت راسها تعبيراً مجازياً لأن صديقتها المقربة تحب الأشخاص الذين يسعدوها
ويفاجئوها بكل ما هو ممتع وينال اعجابها وهذه ما يبدو قد حدث لذا قررت ان توقفها فقالت
"عزيزتي رين صحيح ان المدعو ديفد لطيف وسعدنا بدعوته لنا لكن كوني متزنة عند فرحك
بأي شي ولا تظهري لديفد مدى تلهفك للحفل ارجوكِ فلا نريد ان نكون بنظره مصلحيين نريد فقط سعادتنا ومتعتنا بأي شي يقدمه لنا"
زمت رين شفتيها وظهر على وجهها الأستياء ثم قالت
"صحيح سأحاول ان اكون متزنة"
ابتسمت جوليا برضا قبل ان تقول
" الحمد لله انك تفهمتيني.. والأن هيا لنعود لمنازلنا"
اومأت لها رين براسها
....................
اتى يوم الأحتفال لتكريم المتسابقين بسباق الخيول
فتصل قيمة الجوائز لهذا المسابقة الذي يتم تنظيمه منذ سنة ١٨٣٩ في بلدة اريسي نحو مليون ونصف
المليون دولار تقريباً.. في حين يصل طول المضمار ٤ اميال وهو الأمر الذي
يجعله سباقاً صعباً بالنسبة للخيول والفرسان
على حد سواء..
حضر المدعوين لمواكبة هذه الأحتفال الضخم
الذي اقيم بساحة شاسعة ارضها خضراء من
الأعشاب نصبت الكراسي فوقها وطاولات انيقة فوقها اشهى
المأكولات الأيطالية المشهورة والأكلات هي البيتزا واللازانيا وتوروني
والجيلاتي (مثلجات ايطالية) والفوكاتشيا ومشروبات غازية ....
والخدم يحومون كالنحل يقدمون الطعام... ويقدمون كل مايريدونه المدعوين
كان ديفد واقفاً امام شجرة فارعة الطول يتحدث مع معجبي مضماره لمسابقات الخيول
فكان مرتدياً بدلة مخملية اللون وقميص كلاسيكي ومصفف شعره الطويل بعناية
"انت رائع سيد ديفد فأنا سعيد اليوم لأني التقيت بك مبروك لك الفوز
بمتسابقيك الذين ابدو كفاءة عالية بفوزهم الساحق"
قالها معجبه الشاب الأسمر
ابتسم ديفد بدوره قائلاً
"اشكرك اسعدني كلامك "
اما جوليا ورين التا حضرتا للحفل كانوا
جالسين بطاولتهم مستمتعين بالحفل
اتى وقت توزيع الجوائز
صعد رئيس بلدية ميلانو جوليانو مارينو للمنصة
وهو يمسك الميكروفون
وذكر اسامي الفائزين بسباق الخيول ثم وزع
الجوائز عليهم
ثم قال مبتسماً
"يشرفنا وفخر لنا بأن سيد ديفد الذي جعل من هذا المضمار لسباق الخيول
الامع متسابقين أكفاء احرزوا نجاحاتهم على مدار الثلاث السنوات
والأن سنكرمه لجهوده الجبارة لهذه النجاح المبهر فتفضل الى المنصة سيد ديفد "
صفق المدعوين و ايضاً صفق وصفروا الفائزين
بسباق الخيول قائلين بفخر بصوت عالي جداً
"انت الأفضل دوماً سيد ديفد نشكرك على دعمك لنا بتشجعينا ومساعدتك لنا اثناء تدريباتنا المستمرة "
توجه ديفد سائراً بفخر للمنصة صعد درجات المنصة
متقدماً من رئيس بلدية ميلانو جوليانو مارينو فأخذ منه جائزته
فقال جوليانو مارينو
"مبروك لك الفوز "
ثم مد يده ليصافحه
مد ديفد يده وصافحه قبل ان يقول بزهو
"شكراً لك سيد جوليانو مارينو "
بعد ان استلم ديفد جائزته وهي كأس من الذهب من رئيس البلدية ميلانو جوليانو مارينو ... نزل
من المنصة ثم ذهب عند احد رجاله واعطاه جائزته يبقيها عنده ريثما ينتهي الأحتفال ...ثم توجه عند الفتاتين
قال
" مرحباً "
قالت جوليا بأندفاع
"اهلاً بك تفضل اجلس معنا لقد استمتعنا اليوم حقاً ومبروك لك الفوز تستحق ذلك"
جلس بالكرسي مقابل جوليا ثم قال
"شكراً لكِ ويسعدني بأنكم استمتعتم "
قالت رين
"انه احتفال مذهل"
نظر لها ديفد وهو يبتسم
ثم انخرطوا بالحديث ... ومشاهدة العروض المقدمة بالأحتفال فمنها فرقة رجال يرقصون
رقص شعبي.. وفرق تمثيلية يمثلون مشاهد كوميديا ومهرج يقوم بحركات بهلوانية فكان حقاً حفلاً مذهلاً محفور بذاكرتهم....
انتهى الأحتفال الساعة الثانية عشرة ظهراً...فكانت جوليا ورين يضحكون ويصرخون بمرح
متناسيين ديفد الذي لا يزال جالس معهم ويبدو انه اعجبه الجلوس معهم
نهضت جوليا من كرسيها قبل ان تقول
"ديفد لا ادري كيف اعبر لك عن سعادتي اليوم شكراً لك مرة اخرى ..نستأذنك الأن سنغادر"
نهض ديفد ناظراً لجوليا وابتسم ثم قال بعفوية
"اوه جوليا ... لقد اكتفيت اليوم من الشكر ومدح المدعوين ومنكِ "
وضعت جوليا يدها على فمها ثم قالت بخجل
"اسفة قصدي انني اشكرك على دعوتك لهذه الحفلة الرائعة"
ضحك بصوت عالي رجولي ثم خلل بيده شعره وابعد خصلات شعره عن جبينه ثم قال
"كنت امزح وانتِ صدقتي"
اكتفت جوليا بالأبتسام ببلاهة ثم نهضت قائلة
"وداعاً ديفد آمل ان نلتقي بمناسبات اخرى "
اومأ ديفد لها براسه ثم تقدمهم ووقف امامهم ماداً ذراعه مشيراً بأن يسيروا معه.. قائلاً
"سأرافقكم الى الخارج"
سارت الفتاتان معه الى باب الخروج توجه ديفد لسيارته المركونه امام الباب الخروج
فتح باب السيارة واخرج منها شيئاً ثم التفت للفتاتين وتوجه عندهم
فنظر لرين واعطى لها صندوق جميل ازرق اللون صغير الحجم مغلف بعناية
نظرت رين لصندوق الذي بين يديها بحيرة ثم نظرت لديفد وقالت بتساؤل
"ما هذا"
هز كتفيه ثم قال
"انها هدية لقد اعددت هدايا للفائزين بمسابقة الخيول فجلبت لكم ايضاً الهدايا"
ثم رفع يده التي بها صندوق امسك يد جوليا واضعاً بيدها الصندوق وقال
"خذيه"
اخفضت جوليا راسها ناظرة لصندوق الصغير الحجم المخملي اللون فكان الصندوق مذهل الشكل
رفعت راسها قائلة بتعجب
"هذا لي ؟ !"
كتف يديه محدقاً بها ثم قال بصوت رخيم
"نعم لكِ "
ابتسمت بأتساع وقالت بفرح
"اشكرك انه رائع .. انا ممتنة لك"
ظل محدقاً بها يراقب ملامح وجهها المشرقة الفرحة
قال بهدوء
" على الرحب والسعة والأن اترككم سأذهب وداعاً"
ثم التفت على عقبيه واتجه لسيارته
نظرت الفتاتان لبعضهما ثم ضحكتا بسعادة
قالت جوليا وهي ترجع شعرها الكستنائي للخلف
"انه لطيف .. ويبدو غامض"
مطت رين شفتيها بأمتعاض ناظرة بين صندوقها وصندوق جوليا ثم قالت بحنق
"لقد اهدى لك صندوق اجمل من صندوقي لماذا فضلك عني"
نظرت جوليا لها لبرهة ثم انفجرت ضاحكة وجذبت يد رين تجرها تحثها على السير معها وهي تقول
"هيا بنا لنعد لمنازلنا ولا تحنقي لأن صندوقي افضل من صندوقك
الصندوقين سواء اللون فقط يختلف"
تأففت رين ثم ضربت كتف جوليا بقوة ثم قالت
"دعيني لا تجريني "
تأوهت جوليا بألم من ضربتها قائلة
"حسناً حسناً هيا سيري معي ايتها الشقية"
...............
في اليوم التالي ...
بشركة مارن روبير للمواد الغذائية وهي شركة منافسة لشركة ديفد جومان ايزك
وكان مديرها شاب بالخامسة والثلاثون من عمره اسمر البشرة ذو قامة طويلة وجسد
رياضي رشيق الذي يتميز بصلابة عضلاته البارزة تحت البدلة الزرقاء التي
يرتديها مع قميص ابيض اللون وربطة عنق باللون الكحلي وشعره القصير اسود اللون مسرح بأتقان
مع الحزام البني والحذاء البني جالساً بكرسي مكتبه محركاً كرسيه الدوار جلد بني اللون
ويطرق بقلمه سطح مكتبه شارد الذهن
قطع شروده دخول نائبه شاب بالسادسة والثلاثين من عمره قمحي البشرة
مرتدي بدلة كحلية اللون ويرتدي مع بدلته قميص اسود اللون يحمل بيده
ملف تقدم بسيره حتى وقف امام سطح المكتب فقال بصوت جاد
"سيدي مارن لقد جمعت لك المعلومات عن مصنع ديفد جومان ايزك"
ثم مد له الملف نظر مارن للملف فأخذه منه
ظل يقلب اوراق الملف ثم رفع نظره لنائبه قائلاً بصوت رجولي
"لقد ابليت بلاء حسناً موشي... تفضل بالجلوس لأعلمك على خطتي"
جلس موشي بالكنبة التي امام مكتب مارن قائلاً بهدوء
"تفضل سيد مارن انا اسمعك"
ابتسم مارن تلك الأبتسامة الشيطانية قبل ان يقول
"كما نعرف بأن ديفد جومان ايزك اصبح متقدماً بشركته عن كل الشركات
بالسوق وفي بلادنا ايطاليا كلها فهو اصبح ذا سيط وشهرة بالسوق والناس يفضلون منتجاته
على اعتقادهم انها ممتازة ومفيدة.. فنحن اصبحنا بعد شركته من ناحية
تقدمنا بالسوق اي ان الناس لا يشترون منتجاتنا كثيراً وبذلك مع الوقت سيتراجع الناس عن شراء منتجاتنا.. وهذا
الذي لن اسمح به لن اسمح بخسارة شركتي"
ثم صمت لبرهة واضعاً يده بفكه الصلب ثم قال
"سنحرق مخزن المواد الغذائية الذي يمتلكها ديفد جومان ايزك فهو يخزن المواد الغذائية التي
يتم صنعها في مخزنه الكبير الموجود ببلدية بياتيغراسو هل فهمت "
ضرب موشي كفه برجله بخفة ثم قال وهو مضيق عينيه
"فكرة عبقرية .. ورايي لنتخلص منه مرة واحدة لماذا لا نحرق مصنعه
برمته ..اه صحيح لم اسألك كيف سنحرق مخزنه فهناك حراسة مكثفة حول المخزن ؟ !"
ارجع مارن ظهره الى الكرسي محدقاً بنائبه ثم قال بفحيح كفحيح الأفاعي
"اولاً سيكون هذا تهديد بحرق مخزن ديفد وصعب علينا حالياً حرقه لأنه
محاط بحراسة مشددة واحتمال اذا حاولنا احراق المصنع سنكشف وسنخسر
خسارة فادحة.. لذا علينا التريث وعندما يحين الوقت سندمر المصنع شر تدمير"
رمش موشي بعينيه قبل ان يقول بذهول
"انك خطير جداً سيد مارن لقد خطت خطة متقنة مدتها طويلة "
ابتسم مارن بتسلية قائلاً
" نعم .. وسنلعب لعبة جميلة مع ديفد "
ثم ضحك بصوت عالي
كانت جوليا تدور بالمنزل واخيراً دخلت غرفة الجلوس التي فيها ستائر
باللون الأحمر مع سجادة وكنبة باللون الأبيض وطاولة تلفزيون ومنضدة
رات والدها جالساً بالكنبة كان يرتدي بنطلون جينز باللون الأسود وقميص ابيض اللون بأكمام قصيرة ممسك
بيده كوب القهوة يحتسي منها ويشاهد التلفاز
انتبه لأبنته فوضع كوب القهوة فوق المنضدة التي امامه ثم فتح ذراعيه ناظراً لها بأبتسامة قائلاً بصوت عميق
" تعالي"
رمت جوليا نفسها بحضن والدها محيطة بذراعها خصره بينما هو يحيط
ظهرها بذراعيه قائلاً بصوت حنون ابوي
"ماذا يضايق اميرتي الجميلة ؟ "
قالت وهي دافنة راسها بحضنه
"ابي لقد مللت الجلوس بالمنزل فأندرو الذي كان ينزهنا لكل مكان نريده انا ورين انشغل بعمله
فأخبرت رين بأن نذهب لسيرك لكنها رفضت متعللة بأن اندرو اذا لم
يكون هو الذي يصطحبنا لسيرك ستصبح نزهة مملة"
ابعدها والدها قليلاً عن حضنه ماسحاً على شعرها فنظرت اليه جوليا وبدوره
نظر لها فضحك لتعبيرات وجهها فهي كانت مقطبة حاجبيها زامة شفتيها
فهتفت بحنق
"لماذا تضحك ؟ ! "
توقف عن الضحك ممسك بيديه وجهها قائلاً
"لأن تعابير وجهك مضحكة عند تدمرك "
عبست بوجهها هاتفة
"ابي "
قهقه بخفة قائلاً لها
"حسناً ما رايك لتبعدي الملل منكِ بأن تشاهدي
معي فيلم كوميدي الأن سيبدا انه ممتع ومضحك"
ابتسمت له مومئة براسها
فتح الحارس ابواب القصر لتدخل سيارة جومان الذي اتى لتوه من
سفره ..ترجل من سيارته حاملاً بيده حقيبة عمله سار يجول بنظره بحديقة القصر
كانت حديقة خلابة بزهور والورود ... وهي مزينة بالنوافير والأشجار
نظر جومان لبستاني الحديقة ثم اتجه له وقال
بصوت رجولي خشن
"مرحباً بيتر "
كان بيتر منشغلا ً ممسكاً بمرشة من البلاستيك يسقي بها الزهور والورود
مولي بظهره عندما ناداه جومان فألتفت ناظراً لسيده المرتدي بدلة رمادية اللون وقميص
ابيض وشعره مصفف بعناية فقال ببشاشة
"اهلاً سيد جومان كيف حالك متى عدت من سفرك"
ابتسم جومان وقال بهدوء
"بخير... الأن عدت كيف حالكم انتم وهل كل شي على ما يرام ؟"
قال بيتر
"نحن بخير وكل شي على ما يرام"
تنهد جومان بخفة قائلاً
"اريدك ان تنقي لي افضل الورود الحمراء والزرقاء والصفراء وتطلب من
العامل المختص بجلب المشتريات من السوق بأن يذهب لسوق ويغلف هذه
الورود بمحل تغليف الورود دعه يغلفه بشكل انيق اريده اليوم مساءً"
اومأ له بيتر براسه ثم قال
"حسناً سيدي"
تركه جومان صاعداً الدرجات متجهاً لجناحه الموجود في الطابق الثاني
بعد ان استحم وبدل ملابسه بملابس بيتية مريحة نزل لطابق الأول
ثم توجه لغرفة الجلوس وجلس بالأريكة قبل ان يلتقط مجلة اخبارية من المنضدة وقرأ اخر الأخبار
الأقتصادية عن ايطاليا بعد ربع ساعة سمع خطوات ديفد نازلاً من جناحه فرفع نظره عندما
اتى اليه ديفد مقبلاً راسه فأبتسم له
"كيف حالك ابي"
قالها ديفد قبل ان يجلس بالأريكة امام والده كان
مرتدياً قميص ازرق اللون قصير الأكمام وبنطلون باللون الأبيض
قال جومان
"بخير وانت كيف حالك وكيف يسير العمل معك ؟"
قال ديفد
"الحمد لله .. والعمل يسير بشكل جيد"
فجأة رن هاتف ديفد فتح الخط ارجع ظهره الى الأريكة مجيباً على الأتصال
بينما رجع جومان لقراءة المجلة جفل عندما سمع
صراخ ديفد رفع نظره
بسرعة ينظر اليه راه واقفاً يصرخ على احد بهاتفه
اغلق ديفد الهاتف ثم رماه على الأريكة.. ثم وضع يديه على راسه ناظراً للفراغ