قهقهت رين على كلام اخاها جيانو.. انتبهت بوجود لورا فأندفعت اليها تعانقها بقوة حتى جعلت لورا تترنح بوقوفها
ثم ابتعدت رين عنها مرحبة بها ثم ذهبوا وجلسوا على الأرائك
خرجت ماريسا من المطبخ سعيدة بطبخ كيكة بالبرتقال توجهت لصالون الجلوس فتفاجئت بوجود ابنها وزوجته
نظر جيانو لوالدته ثم نهض وذهب لعندها وعانقها بادلته عناقه ثم قبل يدها قائلاً
"امي كيف حالك لقد اشتقت لك"
حدقت به ماريسا مبتسمة قائلة
"الحمد لله بني وانا ايضاً اشتقت لك "
نهضت ايضاً لورا وتوجهت لماريسا وسلمت عليها ثم جلسوا على الأرائك يتحدثون
نهضت ماريسا وتوجهت للمطبخ اخذت تقطع الكيك البرتقال ثم وضعته بصحن التقديم ثم تقدمت
تفتح الثلاجة مخرجة منها العصير المانجو ثم اخرجت من الدولاب صحن وكؤوس ثم وضعت
الكؤوس بالصحن وصبت المانجو بالكؤوس ثم خرجت من المطبخ حاملة بيديها الصحنين اتجهت بهم لصالون الجلوس
وقدمت الكيك والعصير لجيانو ولورا ثم وضعت الصحنين فوق المنضدة وجلست بجانب جيانو تتحدث معه
بينما تناولت رين كأس العصير تشربه ثم تناولت الكيك فكانت تأكل بشراهة
نظر لها جيانو ثم انفجر ضاحكاً
عقدت رين حاجبيها بينما فمها مليء بالكيك فقالت بحنق
"اصمت ما بالك تضحك ايها الديك الرومي"
توقف جيانو عن الضحك ثم نظر لزوجته الجالسة بجانبه من جهة يمينه ثم
نظر لوالدته الجالسة بجانبه من جهة يساره
ثم قال
"ما رايكم اليست شرهة عند الطعام انظروا لفمها الممتلئ بالطعام "
نظرت ماريسا لأبنتها ونظرت لها ايضاً لورا
قالت ماريسا
"يا فتاة تريثي بالأكل ففمك اصبح كالسمكة التي تنتفخ في البحر "
كتمت لورا ضحكتها بصعوبة لكي لا تضحك على تعليق ماريسا لرين
بينما انفجر جيانو ضاحكاً للمرة الثانية ضارباً بيده فخذه من كثرة ضحكه
حرجت رين من تعليق امها عليها واستشاطت غضباً من ضحك جيانو
ابتعلت طعامها ثم نهضت واتجهت نحوه كالصاروخ فأنهالت عليه تضربه بقوة بقبضتها بذراعيه وصدره
امسك جيانو يديها وهو يضحك واجلسها بحضنه
فعبست ملامح رين بشدة وحاولت تخليص نفسها
لكن جيانو كبلها بذراعيه بقوة لكي يوقف هجومها عليه
فأستسلمت وهي تزفر بقوة
قالت ماريسا بأنزعاج
"توقفا عن الشجار"
توقف جيانو عن الضحك واحنى راسه ناظراً لوجة رين التي تكاد ان تبكي فقبل خدها قائلاً
"انا اسف صغيرتي "
لكنها اشاحت بوجهها عنه حانقة
فهمس بأذنها بشي فتغيرت ملامحها من الحنق والعبوس الى الفرح
نظرت لورا بحيرة لماريسا فهزت ماريسا راسها بيأس
قالت لورا
"جيانو ماذا قلت لرين لتكف عن ضربك وتفرح ؟"
فنظر جيانو لرين غامزاً لها بعينه ثم قال للورا
"انه سر اليس كذلك رين"
اومأت رين براسها مبتسمة
فقالت ماريسا للورا
"ان جيانو لديه طرق سحرية لتبديل غضب الأشخاص الى فرح واكيد فجيانو وعدها بشي تحبه رين"
ضحكت لورا قبل ان تقول
"اها .. هكذا اذاً"
خفضت ماريسا نظرها لبطن لورا ثم رفعت تنظر لها قائلة بشغف
"قال لي جيانو بأنك بالشهر الثامن فكيف حالك مع الحمل"
مسحت لورا بطنها بحنان قائلة بسعادة
"الحمد لله فحملي لا يتعبني كثيراً"
اومأت ماريسا براسها وهي تبتسم
قالت رين للورا
"الن تروا جنس الجنين؟"
فنظرت لورا لجيانو قائلة
"اتفقنا انا وجيانو بأننا لن نرى مانوع جنس الجنين وفضلنا نراه عندما اولد "
فألتفتت رين لجيانو وهي لا زالت جالسة بحضنه ثم قالت
"كما رايت انتم زوجان رائعين ومتفقان"
هز جيانو راسه ونظر للورا بنظرات مليئة بالحب قائلاً بصوت اجش
"نعم نحن رائعان ومتفقان"
نظرت لورا له بحب وهي تبتسم
فظلوا يتحدثون حيث نهضت رين من حضن اخاها وذهبت وجلست بالمقعد بجانب لورا
تحدثها عن اماكن النزهات المختلفة التى ذهبت لها هي وجوليا واندرو
فظلت لورا تستمع لها وضحكت على مواقف رين بالنزهات
كان جومان جالساً بالأريكة بغرفة الجلوس يشرب عصير الليمون
سمع صوت ناعم وانثوي
"مرحباً جومان "
رفع نظره ليرى امرأة ذات بشرة سمراء وعينان رمادية اللون وواضعة مكياج خفيف و شفتيها
المزينتين بأحمر شفاه احمر اللون ترتدي فستاناً كلاسيكياً ازرق اللون قصير يصل لمنتصف فخذ
اها وشعرها البني
اللون مشدود خلف راسها في كعكة صارمة سارت اليه تتمايل بمشيتها بحذائها الطويل اسود
اللون الذي يصل الى فوق ركبتها ذو كعب عالي
وقف جومان مأخوذ بجمالها مبتسماً بأتساع مد يده يصافحها فصافحته بأبتسامة رقيقة
قال جومان
"اوه اليس لم اتوقع قدومك فأنتِ اتيتي بالأمس متعبة من بلدك المكسيك فكنت انوي ان اجعلك ترتاحين ثم اتي بك الى هنا ...تفضلي بالجلوس"
جلست اليس بالمقعد واضعة رجلاً فوق رجل وشبكت يديها على فخدها فقالت بصوت ناعم وانثوي
"لا عليك جومان لقد ارتحت واحببت ان افاجئك فأتيت الى هنا"
نزل ديفد الدرجات رافع نظره ناظراً لأليس بعد ان ثبت ربطة عنقه فتقدم منهم واقفاً امامهم ينقل نظره من والده الى اليس
كانت اليس تنظر لديفد بتفحص قال جومان بهدوء لديفد
" ديفد هذه صديقتي اليس تعرفت عليها قبل ٧ اشهر عندما كنت اذهب للمكسيك اعقد صفقات مع شركة المواد الغذائية فهي خبيرة تغدية وتتكلم لغتنا الأيطالية "
ثم نظر لأليس ثم تابع قائلاً
"اليس هذا ابني ديفد الوحيد"
قالت اليس
"اهلاً بك ديفد تشرفت بمعرفتك"
نظر لها ديفد بأزدراء فأكتفى قائلاً لها
"اهلاً بك "
قال جومان لديفد
"الن تتناول فطورك ؟ "
قال ديفد
"لا سأتناوله في كفتيريا الشركة استأذنك ابي "
ثم اندفع خارجاً من القصر
قالت اليس بأستغراب
"مابه ابنك انه ليس متقبلاً وجودي هنا "
تنهد جومان قائلاً
"لا عليك هو طبعه هكذا"
اتت رئيسة الخدم التي تبلغ الأربعين من عمرها مرتدية ثوب ابيض وفوقة مريول وردي اللون
مزركش عند الصدر فثوبها مختلف عن بقية الخدم والأختلاف لون المريول فاللون مريول الخدم ازرق اللون
فقالت الخادمة مبتسمة لسيدها
"سيد جومان الفطور جاهز"
اومأ لها جومان وقال قبل ان ينهض
" هيا اليس لنتناول الفطور "
قالت اليس
" ولكني تناولت فطوري قبل ساعة "
قال جومان وهو يضحك
"عندما ترين الطعام الشهي ستأكلينه رغماً عنك "
ضحكت اليس ناهضة فقالت
"اذا هكذا حسناً لا امانع بتناول فطور اخر "
ثم توجها لغرفة الطعام
بعد فطورهم اعطى جومان اليس باقة الزهور والورود وقال
"كنت سأتي اليك لأعطيك هذا الباقة لكنك سبقتيني واتيتي لقصري اتمنى ان تعجبك لقد امرت بستاني الحديقة بأن ينقي الأجمل من الزهور والورود "
ابتسمت اليس بسعادة وهي تنظر للباقة التي بيدها ثم قالت
"اشكرك انها مبهرة عزيزي جومان "
اخذ جومان اليس ليريها القصر
اعجبت اليس بالقصر المذهل والعصري
بني القصر بأستخدام مواصفات عالية الجودة وموزعة على ثلاث مستويات الميزات الإقامة في الطابق الأرضي قاعة
ارتفاع مزدوجة مع درج مزدوج غرفة جلوس واسعة مع موقد وغرفة الطعام الرسمية مما يؤدي إلى مطبخ كبير مع الأجهزة عالية
الجودة وساحة الأفطار وغرفة افطار وغرفة مكتب وست غرف اخرين ومرآب ثلاث لسيارات وشرفة مغطاة كبيرة
الطابق العلوي يوجد جناحيين وست غرف مع صالة ومن الغرف غرفة بخار وصالة العاب رياضية وهناك غرفة كبيرة لسينما
دهشت اليس من فخامة القصر
في المساء الساعة السادسة عاد ديفد للقصر فصعد درجات السلم ثم سار بالرواق الطويل فراى اليس تسير نحوه فتفاجئ من وجودها هنا
وقفت قريبة منه مبتسمة ابتسامة غامضة وقالت
بهمس
"مساء الخير ديفد "
رفع ديفد ديفد حاجبيه قائلاً
"ماذا تفعلين هنا ؟"
قالت
"والدك اراني القصر واراني غرفتي فرايت غرفتي ووضعت حقيبتي واردت
بأن انزل للحديقة فالجو رائع.. اوه ديفد والدك لطيف لقد جهز لي غرفة جميلة جداً"
صدم ديفد من والده لأنه جعلها تقيم عندهم والى متى لايدري فتصلبت ملامحه فقال بضيق منها
"والى متى ستبقين هنا ولماذا ؟ "
تضايقت اليس بشدة من وقاحته بالكلام معها فقالت
" يبدو انك لاتريدني بأن تراني هنا.. لكني انا ضيفة والدك فهو داعاني للبقاء
هنا .. ونعمل معاً فأخبره عن منتجات غذائية لا توجد هنا بأيطاليا واتفقنا بأن تستورد المواد الغذائية الغير موجودة هنا من المكسيك .. وبذلك سيسعد المشترين
وسيكون اقبالهم كبير على هذه المواد الغذائية وستكون شركتكم متميزة عن بقية الشركات"
تنهد ديفد بعمق ثم قال بخفوت
"اوه هكذا اذاً ولكن لم تجيبيني الى متى ستبقين هنا ؟"
قالت ببرود
"لا ادري على حسب عملنا انا وجومان"
حدق بها قليلاً ثم قال
"ما غايتك ؟ "
جفلت اليس من كلامه
فحاولت ان تكون غير مرتبكة ونجحت فقالت مبتسمة بسخرية
"ماذا تقصد من كلامك هذا ؟ "
مط ديفد شفتيه ثم قال بجمود
"انتِ تعرفي ماذا اقصد "
فأبتسمت بأتساع قائلة
"يبدو انك شخص معقد يحكم على الناس من اشكالهم.. سأتغاضى عن اتهامك لي بشي لا اعرفه لأني اراك تتوخى الحذر لكني انا اساعد والدك في العمل فقط"
اكتفى برمقها بنظراته ثم اندفع مبتعداً ذاهباً لجناحه والذي يقع في اخر الرواق
ابتسمت بغموض ناظرة ابتعاده عنها قائلة بهمس
"سنرى ماذا ستفعل يا ديفد جومان ايزك "
كانت جوليا جالسة مع اندرو بمطعم بايس Bice
إنّ مطعمxبايسفي ميلانو هو المطعم الأصلي لمجموعة بايس المعروفة بدا العمل فيه عام 1926
و ما زال من أكثر المطاعم رونقاً في ميلانو و هو مشهور عالمياً بأطباقه الفريدة وجلساته الراقية
فهي تلقت اتصالاً منه صباح اليوم بأنه يريد التحدث معها الساعة الثانية عشرة ظهراً
فوافقت فتجهزت وارتدت فستان زهري اللون بحمالات مع ازرار امامية ففستانها يصل لنصف ساقها
وسرحت شعرها على هيئة ذيل حصان ووضعت مرطب شفاه باللون الزهري ثم ارتدت حذائها البوت الزهري اللون
واخيراً خرجت من غرفتها نازلة الدرجات الى الطابق الأول ثم توجهت لغرفة الجلوس فرات والديها جالسان بالأريكة
الواسعة يشاهدان التلفاز فذهبت لهم وقبلت راسيهم واخبرت والدتها بأنها ستخرج مع اندرو
فسمحت لها والدتها بالذهاب ثم همت بالخروج
تفاجئت من وجود اندرو امام منزلها ينتظرها وهو يبتسم لها فركبت بجانبه ثم انطلق اندرو بسيارته
قال اندرو مازحاً
"قبل قليل اتينا هنا وانتِ شاردة الذهن فما الذي يشغل عقلك ياترى ؟ "
قالت بخفوت
"لا كنت افكر ماذا سأرسم من تصاميم ازياء عندما اعمل بدار الأزياء "
قال اندرو
"لا تشغلي بالك نظمي اوقات مخصصة لترسمي التصاميم الأزياء وبهكذا ستنتهي .. كما اخبرتك من
قبل بأني اخبرت مديرة دار الأزياء فوافقت لتعملي عندها "
قالت جوليا مبتسمة
" اجل وساعتها فرحت كثيراً بأنها وافقت بأني سأعمل بالدار الأزياء وكنت لم استطع العمل
لأني لم ارسم تصاميم ازياء فأخبرتك بأني اريد اسبوعين فقط لأنتهي من رسم التصاميم الأزياء ولكني لم انتهي بعد "
حدق بها اندرو ثم قال
"لا عليك ابدئي من الليلة وركزي برسمك ولاتتشتتي بأنك لم تنجزي رسمك وستنتهين بوقت قياسي انا واثق بما اقوله لك"
سعدت من تشجيعه لها فقالت
"انا ممتنة لك اندرو حقاً انت لطيف وانا سعيدة بأنك صديقي"
نظر لها بعمق ثم قال بخفوت
"على الرحب"
ثم صمت لايدري كيف يفاتحها بالموضوع واخيراً قال لها
"جوليا هل فكرتي ؟ "
رمشت بعينيها حائرة فهو اخبرها بعرضه قبل يومين عندما ذهبوا للملاهي
فهي فكرت ولكن لم تستطع اتخاذ قرارها ولكنها حسمت امرها ولاتدري ان تهورت ام لا فقالت له
"موافقة"
صدم من سرعة موافقتها عليه فهو لم يتوقع بأن توافق عليه بهذا السرعة
فهو كان لديه امل ضئيل بأنها ستوافق عليه فتشبت بهذا الأمل الضئيل
رات صدمة ملامحه فضحكت
اعتدل بمقعده عاقداً حاجبيه فقال متصنع الحنق
"جوليا هل تسخري مني"
توقفت عن الضحك واخذت كأس العصير البرتقال وشربته ثم قالت
"لا اسخر منك لكنك بديت مصدوم"
قال
"من الطبيعي بأن اصدم فأنا لم اتوقع موافقتك بهذا السرعة وكان لدي
قليل من الأمل بأنك ستوافقي.. وبما انني طلبت رؤيتك ظهراً وقت الغذاء سأدعوك لوليمة غذاء "
فلم ينتظر ردها فنادى للنادل ليجهز لهم وليمة غذاء فاخر
بعد دقائق اتى النادل بوليمة الغذاء طبق كبير من اللحم المشوي وطبقين
من المعكرونة بالصوص الأحمر وطبق السلطة وطبق الخبز الأيطالي فوكاشيا
وبعد ان انتهوا من طعامهم تحدثوا عن زواجهم فأصر اندرو عليها بأنه سيعقد عليها بدل الخطبة
وبالأخير وافقت جوليا على قراره واتفقوا بأن العقد سيكون بعد اسبوعين
وعند الساعة الثانية ظهراً غادروا المطعم اوصل اندرو جوليا بسيارته
لمنزلها ثم انطلق بسيارته سعيد جداً بموافقتها على الزواج منه
بعد اسبوعين...
يوم السبت وهو عقد قران اندرو وجوليا
اخبرت جوليا والداها بأن اندرو طلب يدها لزواج فوافقوا عليه بعد ان تعرفوا عليه .... واقيم
حفل عقد قران في منزل جوليا
فزينت احد الغرف الواسعة وفرشت بسجاد فاخر
واكتفوا جوليا واندرو بدعوة قليل من المدعوين
كانت جوليا بغرفتها هي ورين
ارتدت جوليا فستان بصدر مطرز بغاية في النعومة والأناقة يأتي بموديل ضيق باللون الوردي الفاتح
الرقيق يغطيه ثوب من نفس اللون مطرز بفصوص صغيرة براقة مع موديل
جديد للصدر ، ويزيد من جمال الموديل ذيل الفستان الطويل
وسرحت شعرها بلفائف مموجة وجمعته بكتف واحدة واكتفت بقليل من المكياج والكحل فضي
اللون واحمر الشفاه باللون الكرز الأحمر
اما رين ارتدت فستان اسود اللون الذي يلمع بأكمام وضيق يصل الى اعلى ركبتها مفتوح عند
الصدر قليل بينما تركت شعرها القصير منسدلاً وكحل اسود اللون ووضعت مكياجها واحمر الشفاه باللون الوردي
قالت رين وهي تدور حول نفسها
"لا اصدق الى الأن بأنك ستتزوجي اندرو لقد احبك بسرعة وطلب يدك وانتِ وافقتي "
ثم توقفت عن الدوران ناظرة لجوليا الجالسة بطرف السرير فتابعت بأنبهار
"اوه ما اجملك جوليا انتِ ملكة جمال اليوم "
ابتسمت جوليا وهي تقول
"شكراً وانتِ ايضاً اليوم جميلة"
قالت رين فرحة
"حقاً .. شكراً الحمد لله بالأمس تعبنا في التسوق للبحث عن فساتين جميلة ولم يذهب تعبنا هباء "
قالت رين
" عيناك الزمردية تشبة عينا والدتك اما والدك عيناه زرقاء ... وانا اشبة عينا امي الخضراء "
ضحكت جوليا على كلامها
فتحت فيرونا والدة جوليا الباب فنظروا الفتاتين لها فكانت فيرونا مرتدية قميص احمر اللون بأزرار
وتنورة طويلة بيضاء اللون مزركشة وسرحت
شعرها الكستنائي اللون حيث قامت بلم شعرها لأعلى على هيئة كعكة مبعثرة وبعض الخصلات
القصيرة المتناثرة على وجهها ومكياج خفيف وكحل اسود واحمر شفاه باللون الأحمر القاني
نظرت لهم فيرونا وهي تبتسم بخفة ممسكة بيدها دفتر وقلم فتحركت الى جوليا ومدت لها القلم والدفتر قائلة
" خذي وقعي "
اخذت جوليا القلم والدفتر ناظرة لتوقيع اندرو فوقعت بجانب توقيعه ثم اعطت الدفتر والقلم
لوالدتها اخذتهم والدتها منها ثم قالت
هيا سنذهب لغرفة استقبال الضيوف
خرجوا متوجهين لغرفة استقبال الضيوف دارت جوليا بنظرها بالغرفة فرات اندرو جالساً مع والدها يتحدثان فكانوا
انيقين بملابسهما فجورج كان يرتدي قميص ابيض اللون مع بنطلون اسود اللون وشعره البني اللون
مصفف بينما اندرو كان يرتدي قميص اسود اللون مع بنطلون اسود اللون ومسرح شعره بتسريحة
انيقة ثم رات المأذون يغادر منزلها بعد ان تم الزواج
فتوترت وخجلت من نظرات المدعوين لها
قالت فيرونا
"هيا جوليا اذهبي عند والدك واندرو"
قالت رين وهي ناظرة لجوليا
"هيا اذهبي لاتخجلي "
اومأت جوليا براسها ثم توجهت عند والدها واندرو
فنظر والدها واندرو لها فنهض والدها وعانق جوليا
ثم حثها على الجلوس بجانب اندرو بالكنبة الواسعة قائلاً ببشاشة
"مبارك عليكما الله يسعدكم"
فأكتفت جوليا بالأبتسام بخجل لوالدها
انحنى اندرو مقبلاً وجنتها
ابعدت وجهها متوردة الوجنتين فهي لم تتوقع بأن يقبلها
ضحك اندرو عليها قبل ان يمسك يدها قائلاً
"لا تخجلي جوليا فأنا اصبحت زوجك ومبارك علينا "
ابتسمت ابتسامة من اجمل ابتسامة راها اندرو قالت بنعومة
"اعذرني لكنك فاجئتني بقبلتك لي"
فتنته بجمالها.. فنظر اليها طويلاً ثم همس
"اها هكذا اذاً هل انتِ متأكدة "
اومأت براسها فرحمها لأنها قالت بأنها تفاجئت من قبلته لكنها لم تتفاجئ فحسب فهي ايضاً خجلة منه
ثم اندمجت جوليا بالحديث مع اندرو عن مغامراته في المخيم الذي ذهب له في الصيف الماضي
تقدموا كلاً من لورا وجيانو وماريسا يسلمون ويباركون لأندرو وجوليا
لورا كانت مرتدية فستان طويل اصفر اللون بأكمام طويلة وواضعة مكياج انيق واحمر شفاه باللون الأحمر وتركت شعرها منسدلاً
اما جيانو مرتدي قميص كحلي اللون مع بنطلون اسود اللون ومسرح شعره بتسريحة جميلة
بينما ماريسا كانت مرتدية قميص باللون الأسود مع تنورة زهرية اللون وشعرها الأشقر اللون
القصير الذي يصل لأكتافها المموج منسدلاً
وبارك بقية المدعوين لأندرو وجوليا
ثم جلس الجميع على الطاولة الطويلة يتناولون اشهى انواع الطعام من الكعك والكيك والمشروبات الغازية والمكسرات والشوكلاء
وفتح منسق الحفل الأغنية الأيطالية توبيتو
كان احتفالاً رائعاً جداً
انتهى الأحتفال الساعة العاشرة ليلاً... فغادر الكل ماعدا اندرو
فوالدة جوليا ووالدها خرجوا من الغرفة جاعلين لهم بعض الوقت بمفردهم
وقف اندرو من مقعده موقفاً معه جوليا تأملها قليلاً وقال بعاطفة جياشة
"اليوم انا سعيد جداً بل اشعر اني اسعد رجل بالعالم لأنك اصبحتي ملكي .. انا احبك "
عضت جوليا على زاوية شفتها السفلى مخفضة عينيها فهي لم تتوقع بأن يحبها بصدق فرفعت نظرها له
فقال محدقاً بها بأعجاب وشغف
"تبدين متوترة اعدك سيزول هذا التوتر قريباً وستتعودين علي "
انحنى مقبلاً راسها قبل ان يهمس
"والأن سأغادر عمتي مساءً"
قالت
"وانت ايضاً عمت مساءً"
ابتسم لها ثم انصرف من منزلها
كان اندرو جالساً بالأريكة امام مكتب ديفد يأخذ رايه بعقد شراكة مع شركة الأستيراد والتصدير وبذلك سيربحون ويتقدمون بشركتهم
وافق ديفد على المشروع
لاحظ ديفد منذ ان دخل اندرو مكتبه ابتسامته المشرقة فسأله قائلاً
"تبدو سعيد اليوم فما سببك سعادتك "
ضحك اندرو وقال
"لقد عقدت قراني بالأمس على فتاة احلامي انا سعيد بأن جوليا اصبحت زوجتي "
رمش ديفد بعينيه وليتأكد من شكوكه قال
"جوليا جورج هل هي زوجتك ؟ "
دهش اندرو من معرفة ديفد بجوليا فقال بتساؤل
"كيف تعرف جوليا ؟"
قال ديفد قبل ان يرجع ظهره الى الكرسي
"بالمناسبة زوجتك جوليا صديقتي"
عقد اندرو حاجبيه وهو يهتف بعدم تصديق
"كيف .. ومنذ متى انتما صديقان ؟ "
قال ديفد بصوت واثق
"منذ شهر ... فجوليا فتاة رقيقة ولطيفة "
دهش اندرو من معرفة ديفد بجوليا فهو قال له بأنه يعرفها منذ شهر اما هو فتعرف عليها قبل
شهرين .. مسح بكفه على وجهه مبعداً الأفكار التي تتعبه
ظل ديفد يتأمل اندرو ثم قال
"اندرو بماذا تفكر ؟"
نهض اندرو قبل ان يقول
"لا شي .. اذاً سنبدا بالمشروع من الغد ما رايك"
قال ديفد
"حسناً"
قال اندرو
"اذاً استأذنك"
ثم توجة نحو الباب خارجاً
لماذا اشعر بالأحتراق بداخلي
ارجع خصلات شعره للوراء.. منذ ان رايت جوليا بالحفل شعرت بأني اعجبت بها بشدة .. ماذا افعل
ثم تأفف من ما وصل له من تحدثه مع نفسه
بالقصر ...
الساعة السابعة ليلاً بالمكتب
كان جومان جالساً خلف مكتبه بينما اليس جالسة امامه بالمقعد
قال جومان
"بعد ان ارسلت موظفيني للمكسيك لجلب المواد الغذائية الغير موجودة هنا بأيطاليا .. وعندما اوشكوا على الوصول في الصباح الساعة السابعة
الى هنا اخبرتهم بأن يضعوا المواد الغذائية بالمخزن الموجود بمقاطعة سوندريو لقد حرق اكبر المخازن للمواد الغذائية كما تعلمين .. بقي لنا
مخازن صغيرة ولابد بأن نبني مخزن كبير كما الذي حرق"
عبست اليس وقالت
"لا تحزن عزيزي جومان فأنت لديك القدرة على بناء مخزن غيره وافضل من المخزن الذي حرق"
ثم نهضت وتحركت نحوه ووقفت امامه وربتت بيدها على كتفه قائلة بنعومة
"لا تقلق كل شي سيكون على ما يرام"
كان جومان يحدق بها متفحصاً جمالها بفستانها الغجري الأحمر اللون
ورائحة عطرها اسكرته اقتربت اليس منه اكثر واحنت راسها وقبلت خده
توسعت عينا جومان من فعلتها هذا .. فقال مرتبكاً
"شكراً اليس على تشجيعك لي .. اليس اسم ايطالي جميل "
همست اليس برقة
" ابي كان يحب السفر فأتى لأيطاليا وعندما عاد للمكسيك امي انجبتني فأسماني اليس لأنه احب هذا الأسم الأيطالي "
قال جومان
"اها هكذا اذاً "
تحركت ووقفت خلف كرسيه واضعه يديها الناعمتين على كتفيه تعمل له مساج ... بينما
جومان تصلب جسده من فعلتها هذا
ابتلع ريقه محاولاً تهدئة نفسه
قال بهمس
"اليس "
قالت بهمس بينما هي تدلك كتفيه
"ماذا.. جومان ؟ "
لم يرد جومان عليها فهو لايعرف ماذا يقول لها
توقفت عن تدليك ظهره وتحركت بالقرب منه فمدت يدها تربت على كتفه بخفة قائلة بأبتسامة
"سأخبرك بشي ..اردت اخبارك به منذ وصولي لأيطاليا.. جومان انا احبك"
توسعت عينا جومان قليلاً ً بغير تصديق فنظر لأبتسامتها التي اتسعت ثم همست
"هل ترفض حبي لك ؟"
اخيراً همس جومان
"لا اقصد هكذا .. انا فقط لم اتوقع بأنك تحبيني وبصراحة انا معجب بك وكنت ابحث عن فرصة
لأخبرك بأني معجب بك واود الزواج منك"
قالت بسعادة
"لم اتوقع بأنك كنت تريد اخباري بأنك تريد الزواج مني .. ولكن انت معجب بي فقط وانا احبك هذا غير عادل"
قال جومان مبتسماً
"مع مرور الوقت سأبادلك حبك لي لاتحنقي مني لأنه ليس بيدي"
ضحكت اليس بسعادة ثم قالت
"لا عليك عزيزي جومان انا اتفهمك "
نظر جومان لفستانها فكان الفستان من دون اكمام وضيق عليها ثم نظر لضحكتها التي اعجب بها كثيراً
وضعت اليس يديها فوق طاولة المكتب ومالت الى جومان فباتت قريبة جداً
من وجهه نظرت لعينيه التي رات بهما التوتر والصدمة من افعالها