ابتسمت جوليا ناظرة لجيانو ولورا قائلة
"ما اجملكم حقاً لقد خلقتم لبعض"
دفنت لورا وجهها بصدر جيانو خجلة كثيراً من كلامهم
ضحك جيانو عليها مبعداً وجهها عن صدره ثم ادار وجهها لتنظر لمن حولها فأحمرت وهي تنظر لمن حولها ثم نظرت له هامسة
"يكفي لقد اكتفيت من رومانسيتك الخاصة اليوم"
هتفت رين وهي تضحك بصوت عالي
"لورا لقد تركناك خذي راحتك مع حبيب القلب اخي جيانو"
نظرت لورا لرين بغضب هاتفة
"اصمتي ايتها المهرجة انا لست عرض كوميدي لتسخرين وتضحكين مني"
ضربت ماريسا كتف رين بقبضتها ..تأوهت رين متألمة فركت كتفها
قائلة
"امي لقد هشمتي كتفي بقبضتك "
نظرت ماريسا لها بأنزعاج وهي تقول
"تستحقي لكي تكفي عن مضايقة زوجة ابني لورا "
امضوا الوقت مستمتعين بالحديث والأكل .... حلت الساعة الحادية عشرة ودع جيانو ولورا ماريسا ورين وجوليا واندرو
فركبت ماريسا السيارة مع ابنتها لرجوع لمنزلهم
بينما ركبت جوليا السيارة مع اندرو ليوصلها لمنزلها
بعد مرور شهرين....
كانت جوليا جالسة بأحد الطاولات بمطعم كورنيش
"Buon pomeriggio"
"مساء الخير"
نظرت جوليا له فوراً ثم نظرت لساعة معصمها قائلة
"لقد تأخرت الأن الساعة السابعة "
سحب ديفد الكرسي وجلس امامها.. ثم اخذ نفس عميق قبل ان يقول
" اسف كنت مشغول بالشركة ولم انتبه بأني تأخرت عليك نصف ساعة"
جالت جوليا بنظرها عليه من شعره الأسود الذي استطال ليصل لياقة قميصه نزولاً لوجهه
ثم نزلت بنظرها لبدلته الرمادية اللون الفخمة....قطع تأملها له صوته الخشن
"جوليا مابك تنظرين الي هكذا.. هل هناك شي بي ؟"
جفلت جوليا ونظرت للبحر بأرتباك لقد وضعت نفسها بموقف محرج فتنهدت هامسة
"اه لا ديفد كنت انظر لك شاردة الذهن فأنا عندما افكر انظر لأي شي "
راقب ديفد ارتباكها وتجنبها النظر اليه.. فهو لم يغفل على نظراتها
المعجبة به فهو راى نظراتها نفس نظرات اعجاب موظفات الشركة به عندما يذهب لشركة
وكثيراً كان يسمع تهامسهم بأنه وسيم جداً وجماله يجذب الشخص
لرؤيته كالمغناطيس لايستطيع ابعاد نظره عنه
فقال مبتسماً وهو يتملقها بنعومة
"حقاً اعتقدت بأني وسيم اجذب النظر لمن ينظر الي وليس شارد الذهن مثلك تماماً"
عضت جوليا على زاوية شفتها السفلى الا انها اخذت نفساً ورفعت وجهها لتقول بجدية
"لا كلامك غير صحيح فلا تحلل نظراتي كما يحلو لك"
قرر ديفد انهاء هذا الكلام لأنها تستمر بالأنكار بكلامها.. فسمع موسيقى رومانسية حالمة تنبعث من جنبات المطعم
فحدق بجوليا ثم نظر امام الشاطئ البحر حيث الشبان الذين يرقصون
على اضاءة خافتة منبعثة من المطعم فقال بهدوء
"ما رايك بأن نشاركهم الرقص"
نظرت جوليا للمكان الذي ينظر اليه ثم عادت بنظرها له قائلة بنعومة
"حسناً هيا"
نهضوا وذهبوا منضمين لشبان الذين يرقصون
رفع ديفد يده ورفع بها يد
جوليا معه بينما يده الأخرى وضعها على خصرها .. بينما وضعت جوليا يدها الأخرى
بصدره ..ثم تمايلوا يرقصون .. ثم زادت
الموسيقى حماسهم فجذب ديفد جوليا له ناظراً لجوليا بنظرات غامضة بينما نظرت جوليا لعينيه فأحمرت وجنتيها بشدة
قال ديفد بصوته الرجولي
"لم اعتقد بأني سأستمتع واتحمس بالرقص مع الموسيقى هكذا"
ضحكت جوليا ثم قالت
"اجل حتى الشبان الذين يرقصون يحمسوك لترقص بجنون "
تغيرت الموسيقى لأخرى وتغير رقصهم
أحاطت يداه بخصرها
وأحاطت جوليا كتفه بذراعيها
فشتمت جوليا في سرها الموسيقى التي غيرت رقصهم فهي تشعر بالخجل والأرتباك من هذا القرب من ديفد
نظر ديفد لعينيها الزمردية التي تلمع فقال لها
"عيناكِ جميلة"
رفعت جوليا صوتها قائلة
"لم اسمعك بسبب صوت الموسيقى العالية "
فأنحنى لأذنها فلامس ذقنه التي بها شعيرات خفيفة خشنة وجنتها الناعمة فهمس
"عيناكِ الزمردية ساحرة"
ارتكبت جوليا كثيراً فقالت بصوت عالي لكي يسمعها
"لنعد للجلوس بمقاعدنا"
قال ديفد بصوت عالي
"ولماذا لقد بدانا بالرقص لتو"
ثم امسك يدها وادراها حول نفسها فتطاير خصلات شعرها الطويلة على وجهه فأزكم رائحة شعرها الجميلة انفه
فجذبها اليه فلم يتمالك نفسه فأنحنى مقبلاً وجنتها ببطئ تجمدت جوليا وتوترت من حرارة انفاسه التي تلفح وجهها
فأبعدت يديه عنها وتحركت مبتعدة عنه
٢٧
جلست جوليا بمقعدها تبعها ديفد وجلس امامها وظل يحدق بها وبعد لحظات من الصمت قال بصوت رجولي
"مابك منزعجة هكذا "
نظرت اليه جوليا قائلة بضيق
"وتسأل مابي .. الا ترى بأنك تعديت حدودك لا تنسى بأني متزوجة"
تجهم ملامح ديفد من كلامها الذي جعل الدم يغلي في عروقه ...ويتفاعل ويفور... ويهدد بالتهور
فقال بصوت قاسي
"اوه كل هذا الحنق والأنزعاج لأني كما تقولين بأني تعديت حدودي كنت
اراقصك كما يرقص الشبان وقبلتك بوجنتك ولم اقصد ماتقصدينه بكلامك"
ثم نهض وهو يرمقها بعيناه المشتعلة متابعاً كلامه
"وداعاً"
نهضت بسرعة وتحركت نحوه وامسكت ذراعه وادارته نحوها
نظر لها متفاجئ من عينيها الممتلئة بالدموع هتفت
"ديفد لم اقصد بأن اغضبك بكلامي.. ارجوك لاتحنق مني .. انا اسفة
ولكني لم اعتاد على قرب رجل مني حتى اندرو لم اعتاد على قربه مني "
قال ديفد في نفسه
هذا ماكان ينقصني بأن تقول بأنها لم تعتاد على قرب زوجها منها لماذا
اشعر بنار حارقة بقلبي فرد بعنف مكبوت
"اصمتي لا دخل لي بعلاقتك مع زوجك "
حدقت به جوليا بتفاجئ من عنف كلماته فأبتلعت ريقها بتوتر وردت عليه
"حسناً اهدا ارجوك لاتغضب مني انا اسفة لن اغضبك مرة اخرى ارجوك انت صديقي اللطيف فلا
تتحول الى شخص لا اعرفه بقسوتك وغضبك علي "
ثم صمتت تنظر لعينيه
رقت نظراته ورفع يده وقرص بها خدها بلطف قبل ان يهمس بجموح خافت
"لم احنق منك فلا تحزني لكني انزعجت منك فقط ياصديقتي جوليا"
ابتسمت جوليا قائلة بنعومة
"اشكرك ديفد .. ياصديقي اللطيف والرائع "
ضحك ديفد عليها بخفة ثم جذبها من يدها جاراً اياها خلفه قائلاً
"هيا لنغادر سأوصلك لمنزلك"
ضحكت جوليا عليه هاتفة
"هل اذا تريد المغادرة من هذا المكان تجبرني انا ايضاً على مغادرته"
قهقه ديفد ثم قال
"اجل هل لديك مانع"
التفت لها يريد معرفة ردها عليه
فنفت براسها ضاحكة ثم ردت عليه
"لا ليس عندي مانع"
قهقه ديفد عليها ثم قال
"جيد تعجبني اطاعتك لي"
في اليوم التالي...
في الصباح الباكر الساعة السادسة كان ديفد مرتدي ملابس رياضية يمارسة رياضة الجري بالشارع
وبعد ساعة عاد للقصر ... وبعد ربع ساعة توجه خارجاً من القصر متجهاً لعمله فصادف عند باب القصر اليس
نظرت اليس لفخامة بدلته الرمادية اللون تسللت رائحة عطره إلى أنفها
فقالت بصوت رقيق
"صباح الورد ..ديفد كيف حالك لم اراك منذ يومين .. يبدو اني لا اراك
لأني اخلد لنوم بسرعة قبل ان تعود للقصر"
زفر ديفد بعنف قائلاً بضيق
"اسمعي ايتها الغجرية اغربي عن وجهي.. واي فعل شنيع يصدر منك
سأعاقبك عليه عقاب جحيمي لا تتخيليه ابداً انا الى الأن لم اخبر والدي
عن اغرائك لي واذا استمريتي بأغرائك لي سأخبره كم انتِ غجرية رخيصة"
ثم اندفع خارجاً من القصر .. بينما صدمت اليس من كلامه السام الموجهة لها فصرخت
" اذاً تعرف بأني غجرية سأريك ديفد من هي الغجرية اليس وستندم
على كل كلمة سامة قلتها"
ابتسم ديفد على تهديدها وتوعدها له فلم يكثرت لها وتابع سيره لسيارته متوجهاً لشركته
خرج ديفد من غرفة الأجتماع وتوجة لمكتبه فهو عقد صفقات مع اربعة شركات عالمية للمواد الغذائية
جلس ديفد بكرسيه مريحاً ظهره عليه متنهداً براحة
فسمع طرق باب مكتبه فقال
"ادخل"
دخلت سكرتيرته واندرو معها فسارت سكرتيرته ووقفت امام مكتبه ناظرة لديفد قائلة
"سيد ديفد بناء على جدول اعمالك اليومي فاليوم انتهيت من اجتماع
مع مديرون الذين هم من المكسيك وروسيا ومن سويد وماليزيا.. وبهذا لا يوجد لديك هذا الأسبوع اجتماعات"
نظر لها ديفد قائلاً
"ممتاز حسناً اشكرك"
اومأت له بأبتسامه ثم خرجت من مكتبه
بينما نظر ديفد لأندرو الذي جلس بالكنبة امام مكتبه
فأبتسم اندرو محدقاً به قائلاً بهدوء
"صباح الياسمين سيد ديفد كيف حالك "
قال ديفد
"صباح النور.. الحمد لله انا بخير وانت كيف حالك وكيف وجدت العمل بشركتي"
ضحك اندرو قائلاً بمرح
"انا ايضاً بخير ومستمتع بعملي بشركتك"
ظل ديفد صامتاً للحظات قبل ان يقول
"متى ستقيم حفل زفافك؟"
ابتسم اندرو قائلاً بفرح
"لم اقرر بعد .. لأني مشغول بالعمل هنا وجوليا غير مستعدة لحفل الزفاف الأن"
اعتصر ديفد قبضته بقوة فوق ركبته مراقباً بنظرة غريبة ملامح اندرو الفرحة
عقد اندرو حاجبيه مستغرباً من نظرات ديفد الغريبة الموجهة له لكنه تجاهلها قائلاً وهو يهم بالوقوف
"لقد اتيت لكي ادعوك لرحلة سفر فأنا وجوليا ورين واخاها سنذهب لمدن ايطاليا ... بما انك اعطيتني اجازة لمدة اسبوعين"
فكر ديفد بدعوته فقال بعد لحظات
"حسناً .. رأئع سأعتبرها رحلة استجمامية وارتاح من عناء العمل سأكلف صديقي بأدارة الشركة بغيابي عن الشركة"
ابتسم اندرو قائلاً بسعادة
"عظيم .. واشكرك لقبول دعوتي والأن استأذنك"
اومأ ديفد براسه .. وظل ناظراً لأندرو حتى خرج من مكتبه قائلاً بصوت خافت
"سنرى كيف ستكون الرحلة "
ثم ضحك بصخب
٢٨
عقد جومان قرانه على اليس مساءً الساعة الخامسة وعمل حفلة فخمة بالحديقة فجومان
جلب مصممين ديكور فصمموا الحديقة بشكل مبهر فتأنق ببدلته الرمادية اللون ودعا اصدقائه من رجال الأعمال وزوجاتهم وموظفيه من الشركة
فكانت اليس مرتدية فستان احمر فاقع اللون ضيق وطويل بلا اكمام
واسدلت شعرها المموج على كتفها ووضعت مكياج انيق واحمر شفاه باللون الأحمر
بينما كان ديفد مرتدي بدلة سوداء اللون جالس بالكرسي يرمق اليس بأحتقار وكره فهي كانت سعيدة واقفة امام والده تستقبل مباركة المدعوين
على زواجهم.. فهو لم يبارك لأبيه على زواجه اكتفى بمراقبة المدعوين ببرود
بعد ان انتهت الحفلة الساعة العاشرة .. ودع كلاً من جومان واليس المدعوين ثم اتجه جومان
لغرفة الجلوس راى ديفد جالساً بالأريكة سار نحوه ووقف امامه وهو يقول بضيق
"لماذا لم تستقبل المدعوين الحفل ولم اراك سعيد بزواجي كنت جالساً منعزل عن الحفل"
نظر ديفد لأبيه بملامح وجهه المتجهمة وهو يقول بهدوء
"لأني لم احب استقبال ضيفوك بالحفل فقل الحمد لله بأني كنت موجود بزواجك "
اتسعت عينا جومان وهو ينظر لديفد فهدر غاضباً
"انت ولد قليل الأدب ووقح ..وعاصي .. كيف تكلمني بهذا الطريقة الأستفزازية علي ان اعيد
تربيتك وانت شاب راشد لأني لم اربيك جيداً عند صغرك "
هز ديفد كتفيه قائلاً ببرود
"الهذا الدرجة تظنني هكذا ابي .. اليس تلك الغجرية لم ارتح لها منذ ان رايتها اول ما اتت الى هنا وانا اخبرتك في الصباح اليوم
بأني اشك بأنها تخطط لشي لا نعرفه انا وانت وقلت لك بأنها تغازلني وتحاول اغرائي هدفها
عمل علاقة معي وانا صديتها فصمت من قبل ولم اخبرك وقتها وعندما قلت بأنك مصمم على الزواج منها اخبرتك لكي لا تلقي نفسك بالجحيم
وتندم بعد ذلك صدقني ابي اتركها من الأن طلقها"
صرخ جومان بعنف
"اخرس انت تكره اليس كثيراً وتلفق عليها اتهامات باطلة .. فأحذرك لا تخطى عليها ولا بكلمة هل تسمع"
زفر ديفد بعنف وهو يبعد خصلات شعره للوراء.. ثم نهض فراى اليس تتقدم نحوهم فوقفت امام والده
واضعة راسها بصدر والده .. نقلت اليس نظرها من جومان الى ديفد فقالت بصوت انثوي رقيق
"حبيبي اشكرك على حفلة زواجنا لقد كانت مبهرة ورائعة "
نظر لها جومان مبتسماً قائلاً بخفوت
"العفو حبيبتي انتِ تستحقين"
ثم نظر لديفد.. وبالمقابل كان ديفد ينظر له .. ثم اندفع ديفد مبتعداً عنهم صاعداً لجناحه
بينما تنهد جومان ونظر لأليس .. فأمسك يدها قائلاً
"هيا لنذهب لجناحنا"
ابتسمت اليس ثم همست
"هيا بنا"
....................
اتى يوم الرحلة سافر كلاً من ديفد واندرو وجوليا ورين وجيانو الى توسكانا
فبعد نزولهم من الطائرة ركبوا القطار فأنزلهم بغابة توسكانا
تمتاز توسكانا، تلك البلدة الأيطالية بالمناظر الطبيعية التي من الصعب أن تقاوم تصويرها إلى الأبد في فال دورشيا
مع الطرق المتعرجة والمنحدرات اللطيفة مع زهور عباد الشمس مع قرى التلال التي بها كروم
عنب لا نهاية لها، ثم هناك وجبات الغذاء الأيطالية الشهية في إطار لوجيا التي تطل على بساتين الزيتون
فنصبوا الخيام كلاً من ديفد واندور وجيانو فكانت الخيام التي نصبوها ثلاثة خيام
خيمة لجوليا ورين وخيمة لأندرو وصديقه جيانو وخيمة لديفد
انضموا جيانو واندرو وديفد لرين وجوليا التان كانتا جالستان على الأعشاب عرف اندرو ديفد بجيانو عندما تقابلوا بالمطار
نقلت رين نظرها بين الشباب هاتفة بسعادة غامرة
"انا سعيدة جداً جداً اليوم اول مرة بحياتي اسعد هكذا ..فالغابة جميلة وخلابة ورائحة اشجارها الرائعة التي تشعرك بالراحة"
ضحك اندرو وجيانو عليها
نهض اندرو قائلاً
ً "سأشعل النار لأن الشمس بدات بالغروب وسيحل الليل "
اشعل اندرو النار الذي زودها بالعيدان والقش وأغصان الشجر
نظرت اليه رين قائلة
"رائع اندرو لقد اشعلت النار وكما رايت انتم الشباب احضرتم حقائب
كبيرة كأنكم متفقين على احضار حقائب كبيرة و اكبر حقيبة هي حقيبتك اندرو "
قال اندرو وهو يجلس بجانب جوليا
"نعم فالرحلة تتطلب اشياء كثيرة ولذلك جلبنا حقائب كبيرة يا ثرثارة"
ضحك جيانو على كلام اندرو بينما ابتسمت جوليا
زمت رين شفتيها بغضب ثم قالت وهي ناظرة لأندرو
"هل انت تسعد عندما تضايقني بكلامك المتعوه مثلك"
ضحك اندرو ناظراً لملامح وجهها الغاضبة فقال
"اسف ولكن كل ما اراك لا تتوقفين عن الثرثرة "
طفح الكيل نهضت رين وتوجهت نحوه فنظر اندرو لها ثم تفاجئ لأنها تضربه بقبضتها براسه
وضع اندرو يده براسه متأوهاً بألم
ابتسمت رين بتشفي ثم قالت
"تستحق"
جذب اندرو يد جوليا ونهض ونهضت جوليا معه قال اندرو
"سأريحك الأن مني رين سأتجول قليلاً بالغابة"
ذهب اندرو مع جوليا وجد اندرو صخرة كبيرة وجلس عليها ودعا جوليا بالجلوس بجانبه أحاط ظهرها بذراعه ونظر اليها
ثم انحنى وقبل وجنتها برقة ثم ابتعد عنها هامساً
"اشتقت لك لم اراكي منذ ان اصطحبتك لدار الأزياء عندما ابتداتي العمل به"
نظرت جوليا لعيناه قائلة برقة
"وانا ايضاً اشتقت لك ولظرافتك التي تضحكني دوماً"
توسعت عينا غير مصدق ما يسمع ثم ابتسمت شفتيه بأتساع ثم عانقها وهمس لها
"احبك حبيبتي .. انا سعيد بأنك اشتقت الي ايضاً"
كان ديفد جالساً بصعوبة ويشعر بالجمر الذي تكوي جسده فنهض يمشي فنظر جيانو له وهو يقول
" الى اين انت ذاهب"
قال ديفد
"سأجري اتصال "
اومأ جيانو براسه
مشى ديفد الى ان وصل عند اندرو وجوليا فصدم عندما راى اندرو يعانق جوليا
٢٩
همس ديفد لنفسه
لماذا انصدمت هو زوجها وحلال عليه بأن يعانقها ولكني لا استطيع
رؤيته يعانقها او اذا صح قولي لا اريده بأن يظل زوجها
ابتعد اندرو عن جوليا واعتدل بجلوسه نظر لها بعينيه التي تملئها العشق والحنان
بينما نظرت اليه جوليا ووجهها اصبح شديد الحمرة فهي متفاجئة من
حب اندرو العميق لها ولهفته من اي كلمة يحب ان يسمعها منها فأبتسمت هامسة
"اندرو لاتنظر الي هكذا"
ابتسم اندرو ولكي يغيضها اكثر فجأة عانقها بقوة
اجفلت جوليا من هذا العناق الخانق وبدت مترددة وخجلة جداً ...ثم ابتعدت عن عناقه رافعة يدها امامه قائلة
"اندرو ارجوك كف عن مفاجئتي"
عبس اندرو وقال متذمراً
"جوليا مابك كأني اقترفت جرماً"
كان ديفد لا زال واقفاً قريباً منهم وظلام الليل يخبئه عنهم
اغمض عينيه بقوة ثم استدار على عقبيه عائداً لمكان مخيماتهم
زمت جوليا شفتيها ناهضة من الصخرة وهي تقول
"هيا لنعد "
نهض اندرو قائلاً بخفوت
"مابك ماذا فعلت لتحنقي مني هكذا "
تجاهلته جوليا ومشت متقدمة عنه وصلوا للمخيمات ابتسم اندرو لها وهو متوجه لخيمته فقال
"تصبحين على خير جوليا"
ردت عليه جوليا
" وانت ايضاً "
ثم دخلت لخيمتها
ضحك اندرو متمتماً لنفسه بدل ان تقول لي وانت من اهله قالت لي وانت ايضاً حقاً انها فتاة ظريفة
في الصباح الباكر الساعة الخامسة والنصف.. كان ديفد جالساً تحت شجرة
الصنوبر مستنداً على جذعها ناظر لسرب الطيور التي في السماء سمع صوت هامساً
"صباح الورود الفواحة"
التفت على يمينه فراى اجمل ابتسامة بحياته كلها .. كانت جميلة كأنها ملكة جمال بفستانها
المشمشي اللون القصير بأكمام طويله شفافة مزين بالفراشات السوداء قصة صدر بشكل قلب
بينما شعرها الحريري الطويل كان له قصة اخرى تراقصه الرياح وعيناها الزمردية اه منها
نظرت له بحيرة وجلست بجانبه تهز كتفه قائلة
"هي ديفد اكلمك ولا تسمعني اين شردت "
انتبه ديفد لها فأبتسم لها بلطف وقال
"كنت شارد الذهن افكر بأبي الذي تزوج من الغجرية الحقيرة الماكرة"
اختلق كذبة وقال لها هكذا متأملاً ملامح وجهها التي تحولت الى تعجب وتساؤل
قالت جوليا
"اوه ... وكيف عرفت بأنها حقيرة وماكرة "
ابتسامة ساخرة علت شفتيه ثم رد عليها
"لقد رايتها بأم عيني بأنها امرأة مؤذية "
اكتفى ديفد برد عليها هكذا فقط.. فأومت له جوليا فهي لا تستطيع بأن تسأله اكثر عن الأفعال المؤذية التي فعلتها زوجة ابيه
قال ديفد بسؤال مباغث لها
"هل تحبي اندرو ؟"
ردت عليه جوليا
"الى الأن لا احبه كما يحبني انا معجبة به واحاول ان ابادله حبه لي"
اومأ براسه وتنهد قائلاً
"سأقول لك افتراض اذا حاولتي بأن تحبيه ولم تستطيعي بأن تحبيه هل ستستمري معه كزوجة له"
رمشت جوليا بعينيها عدة رمشات مندهشة وحائرة وما قصده بسؤاله لها محدثة نفسها بأن ديفد غريب الأطوار وغامض جداً
فنطقت بهمس
"ان شاء الله سأحبه ومثلاً اذا حاولت ولم احبه سأطلب منه بأن يطلقني لم افكر ابداً بسؤالك هذا فلماذا تسألني ولماذا انت مهتم بهذا السؤال ؟"
قال ديفد بصوت اجش
"فقط سؤال طرأ على فكري فلم اتردد بسؤالك وايضاً لقد لاحظت حب اندرو لك بينما انتِ لا تحبيه كما يحبك"
ضحكت جوليا وضربت صدره بخفة وهي تقول
"لم ارى بحياتي كلها شخص مثلك غريب الأطوار"
قهقه ديفد وسحب خصلة من شعرها ابعدت جوليا يده عن خصلة شعرها وهي تقول
"لقد المتني بسحبك لخصلة شعري ياغريب الأطوار"
قهقه ديفد من حنقها عليه وتسميته بغريب الأطوار
استيقظ جيانو وخرج من خيمته عقد حاجبيه متفاجئ عندما راى جوليا وديفد جالسين تحت الشجرة فسمع معظم حديثهم .. هز راسه ضارباً
راسه بخفة .. شعر بيد تحط على كتفه فألتفت ليرى اندرو مبتسماً له قائلاً
"صباح السرور ..انا سعيد جداً لأن جوليا بدات تنجذب لي اكثر وان شاء الله مع الأيام ستحبني"
تنهد جيانو ناظراً لصديقه بشفقة وحزن فأشار براسه لشجرة التي يجلس تحتها جوليا وديفد وهو يقول
"انظر اندرو انهم منسجمين مع بعضهم "
نظر اندرو الى مكان الذي اشار اليه جيانو فراى ديفد وجوليا يضحكان.. ثم عاد بنظره لجيانو قائلاً
"هم اصدقاء اخبرني ديفد مسبقاً بأنه هو وجوليا اصدقاء"
قال جيانو
"لقد عرفت من نظرات ديفد الموجهة لجوليا بأنه يحبها ولذلك عليك يا اندرو بأن لا تتعمق اكثر بحبك لجوليا فأنا لاحظت
بأن جوليا لا تحسن اتخاذ بعض قراراتها فهي وافقت على زواج منك ولا تدري بأنها ستؤلمك يوماً ما عندما تعرف بأنها اخطأت
بأتخاذ قرار بالزواج منك فستطلب الطلاق منك وعندها انت ستتألم وتتعذب بسببها وانا اخاف عليك هذا المرة ولا اريد بأن اراك تذبل امامي حتى
تموت لقدر الله لذلك من الأن اتركها نعم اتركها صحيح ستتعذب وتتألم ولكن افضل من ان تتدمر كلياً بعدها "
صدم اندرو وتوسعت عيناه وصر على اسنانه بقوة فجذب جيانو وسار مبتعداً عن جوليا وديفد
وبدون سابق انذار لكم اندرو جيانو ببطنه
انحنى جيانو من الألم ..
بينما نظر له اندرو مبتسماً بغضب قبل ان يهتف بقوة وعنف
"اياك جيانو احذرك من قول هذا الكلام مرة اخرى كيف لك بأن تقول هذا الكلام مع انك اول مرة
ترى فيها ديفد يجلس مع جوليا لم ارى مثلك مسبقاً محلل شخصية فاشل"
ثم اندفع مبتعداً لا يريد سماع تبريراته الهاوية
تنهد جيانو ناظراً لسماء قائلاً
"الهي ساعدني واجعل اندرو يصدقني ويطلق جوليا قبل فوات الأوان فأنا لا استطيع رؤيته بأن تتركه جوليا مدمراً "
فرشت رين البساط وحضرت جوليا الطعام المعلب الذي اشتراه اندرو وجهزه قبل سفرهم لرحلة
جلس الجميع على البساط فالشباب جلسوا بجانب بعضهم والفتاتان جلستا بجانب بعضهم تناولوا الطعام صامتين .. فكسرت رين الصمت هاتفة بسعادة
"اوه جميل بأن نتناول طعامنا امام مخيماتنا ونحن بالغابة الخلابة"
ابتسمت جوليا قائلة
"صحيح "
بينما كان اندرو يفكر بكلام جيانو الذي المه .. نظر جيانو لأندرو بألم بينما كان ديفد مشغول بهاتفه
بعد ان انتهوا من تناول فطورهم تجولوا بالغابة يستكشفوها رأوا الثور والحرباء والكناري والفيلة والزرافات والسحلية
٣٠
هتفت رين
"انظروا الى السنجاب الذي عند الشجرة انه جميل اه"
قالت جوليا
"لقد احببته اتمنى ان اخذه معي لمنزلي"
ضحك ديفد عليها ثم قال
"هل اعجبك استطيع ان اجلبه لك"
نظرت جوليا له بفرح هاتفة
"وكيف تستطيع ان تمسكه سيهرب منك"
نظر ديفد الى ملامح وجهها الفرحة فقال بثقة
"سترين كيف سأمسكه انتم ابقوا هنا ولا تتحركوا لكي لا يهرب "
ثم هم ديفد بسير نحو سنجاب بخطوات بطيئة
نظرت جوليا لسنجاب الذي كان يأكل البندق وينظر لفوق الشجرة ويطلق صوت يكلم فيه
سنجاب فنقلت جوليا نظرها لفوق الشجرة فرات بجذع الشجرة سنجاب اجمل من السنجاب الذي
في اسفل الشجرة ثم ارجعت نظرها لسنجاب الذي بأسفل الشجرة فرات وكأنه سعيد وهو ينادي السنجاب الذي فوق الشجرة
ثم نظرت لديفد الذي بات سيصل الى السنجاب فقالت بسرعة
" توقف ديفد لا تمسكه لم اعد اريد السنجاب"
التفت اليها ديفد ناظراً لها بتساؤل وسار نحوها قائلاً
"ما الذي غير رايك ؟"
قالت جوليا
"لأني رايت سنجاب يبدو وكأنه سعيد لرؤية السنجاب الذي يراه فوق الشجرة واعتقد بأن
السنجاب الذي فوق الشجرة انثى وهي حبيبته فلم اشأ بأن اخذه معي لمنزلي واسجنه لذلك لابد ان يعيش بحرية مع حبيبته "
ضحك ديفد بصخب وانفجرت رين ضاحكة بينما ابتسم جيانو .. اما اندرو الذي كانت ملامحه
جامده ظل مراقباً حديث ديفد وجوليا
قال ديفد لجوليا
" كلامك صحيح الأفضل ان يعيش السنجاب حراً وربما كما قلتِ السنجاب الذي فوق الشجرة قد تكون حبيبته "
ثم جذب ديفد يد جوليا ومشى دون ان ينظر للبقية قائلاً بصوت رجولي
"هيا لنعد للخيام يا رفاق ونحزم امتعتنا سأخذكم الى مكان مذهل"
اتسعت عينا اندرو بدهشة وهو ينظر لديفد الذي يمسك يد جوليا فأعتصر قبضته واغمض عينيه محدثاً نفسه
هل كلام جيانو صحيح بأن ديفد يحب جوليا لا هو صديقها فقط ولكن امساكه ليد جوليا لا لا اندرو هو صديقها لا داعي
للقلق هيا كن واثقاً بأن ديفد صديق جوليا لا غير
اخذ نفساً عميقاً وسار مع البقية
بعد ان حزموا امتعتهم سار الجميع خارجين من الغابة فرأوا سيارة ليموزين امامهم فنظر اليهم ديفد قائلاً بهدوء
"هذا سيارتي هيا تفضلوا بالصعود"
تفاجؤا من سيارة اليموزين التي يمتلكها ديفد صعدوا السيارة
قالت رين وهي ناظرة لجوليا
"ديفد هذا مليئ بالمفاجئات"
ردت جوليا عليها
"اجل "
بينما كان اندرو ينظر من نافذة السيارة لطرقات وجيانو كان يتحدث مع ديفد
وصلوا للمطار وصعدوا لطائرة
وصلوا اخيراً للمكان الذي اراده ديفد ... بينما كان ديفد يسير نظر لهم فراى تفاجئهم واعجابهم بجزيرة بروسيدا ابتسم بخفة قائلاً
"مارايكم بالمفاجأة"
نظرت رين اليه وهيا فاغرة شفتيها قائلة
"مذهل كما قلت لنا مسبقاً"
بينما قالت جوليا
"لقد اعجبت جداً بهذا الجزيرة "
قال جيانو وهو ينظر لديفد
"انها جزيرة خلابة اشكرك ديفد على مفاجئتك الرائعة"
قال ديفد
"سعيد بأن الجزيرة اعجبتكم فجزيرة بروسيدا
هي جزيرة صغيرة قرب نابولي في كامبانيا ايطاليا انها واحدة من جزر Flegrean التي قبالة
ساحل نابولي في جنوب إيطاليا الجزيرة تقع بين Cape Misenoوجزيرة ايشيا يبلغ عدد سكان بروسيدا حوالي عشرة آلاف
يقبل الزوار إلى بروسيدا في الأستمتاع برحلة اليوم الواحد ، مع اتاحة الوقت الكافي لرؤية أجمل
الإطلالات للجزيرة والأسترخاء على الشاطئ وقد أدى سحر بروسيدا الى عرضها في عدد من
الأفلام الكلاسيكية بما في ذلك إل بوستينو والسيد ريبلي الموهوب
بروسيدا لديها خدمات العبارات المتكررة من نابولي وايشيا ، وبها العديد من الفنادق الجيدة وفنادق المبيت المميزة
بالإفطار بأسعار معقولة أكثر من غيرها من البقاع الأيطالية الجميلة
والأن هيا يا رفاق سنذهب للفندق"
دهشوا من المعلومات عن الجزيرة التي اخبرهم بها ديفد
قالت رين بأعجاب
"انت مذهل ديفد والجزيرة مذهلة ايضاً"
قال ديفد
"شكراً لك"
.....................
في ميلانو تحديداً بالقصر
بشرفة جناحهما كانت اليس جالسة بالأريكة بجانب جومان واضعة راسها على كتفه بينما كان
جومان يمسد على شعرها برفق ويقبل راسها من آن لآخر
ابتسمت اليس هامسة
"احبك جومان "
ابتسم جومان ورفع يديه وامسك بها وجهها قائلاً بخفوت
"وانا اذوب بك عشقاً "
ثم انحنى مقبلاً شفتيها بعمق
....................
بعد ساعة كانت اليس بحديقة القصر تمشي وتتحدث بالهاتف بصوت أنثوي ناعم
"اسمع مارن تحديتني بأن ادخل قصر جومان واعيش فيه واجعل
جومان ينجذب لي ويتزوجني وها انا اثبتت لك وبجدارة "
ابتسم مارن بخبث ورد عليها
"ممتاز ياغجرية اليس والأن عليكِ بالخطوة الأخيرة من الخطة وهي جلب ملف الشركة ديفد جومان ايزك المهم الذي
سيجعل شركته مفلسة تماماً واذا نجحتِ سأكافئك بمبلغ مليون دولار ... وانا متأكد بأن الملف بمكتب والد ديفد "
ضحكت اليس بصخب قائلة
"مهمة سهلة نم وانت مرتاح البال امهلني شهر لأدبر طريقة لدخول مكتب جومان والبحث عن الملف"
رد عليها مارن
"لكن شهر مهلة طويلة"
ردت عليه
"لا بد من الحذر والتركيز بهمتي لكي لا اكشف يا عزيزي لا تنسى بأن ممر الذي فيه المكتب فيه
كاميرات مراقبة ولذلك علي تعطيل الكاميرات اما المكتب لا توجد فيه كاميرة لأني مسبقاً سألت
جومان اذا كان فيه كاميرة قال لا توجد كاميرة فيه فيكفي كاميرات المراقبة التي بالممر "
قال مارن بأعجاب على هذا المرأة الذكية والخطيرة
"انتِ امرأة ذكية جداً ولكن اليس ما ادراك اذا كان جومان يكذب عليك بأن لا توجد كاميرة بالمكتب ؟"
قالت
"لقد درست ملامح وجهه كانت صادقة لا تقلق حتى لو كانت بالمكتب كاميرة سأتدبر امري لاتقلق"
قال مارن
"حسناً انتبهي اليس لكل حركاتك بالقصر حسناً سأغلق الأن وداعاً"
اغلقت اليس هاتفها وتنهدت مفكرة بطريقة لسرقة الملف .. ثم طرأت بعقلها فكرة وصفقت بيديها وهي تقول
“وجدتها”