انتابها الذعر بحيث لم تستطع ان تفتح الباب الخارجي المتين .ولكنها تابعت محاولاتها مع لحاق مخدمها بها إلى الردهة وهو يهتف بكلمات غير مفهومة "لا تكوني هكذا......."
لكنها لم تنتظر لسماع البقية بل فتحت الباب بيدين مرتجفتين ، ثم اندفعت إلى الخارج تحت المطر المنهمر.
لم تتوقف عن الركض إلا بعد ان نظرت خلفها وتأكدت من أن لا أحد يتبعها .
بعد مضي خمس دقائق تحول ركض مالون إلى خطوات سريعة نبهها هدير محرك سيارة إلى أنه ربما قرر أن يتبعها بسيارته . وعندما لم تمر بها أي سيارة بدأ الذعر يتملكها ثانيةً.
لم يقع نظرها سوى على مساحات شاسعة من الأراضي الريفية غير المأهولة وعندما أصبحت السيارة بموازاتها تملكها الارتياح لانها رأت شخصاً أخر غير رولاند فيليبس ....
كانت ترجوا أن يكون السائق أنثى ، لذا خاب أملها عندما انزلق زجاج نافذة السيارة ووجدت نفسها أمام عينين رماديتين عدائيتين " أصعدي"
فأجات بحدة " لا ، شكراً"
أخذت تلك العينان تتفحصانها للحظة " كما تشائين "
يبدو الرجل في منتصف الثلاثينات من عمره إلا أنها لم تهتم ، وتابعت السيارة طريقها .
لا حظت مالون أن الخوف الذي تملكها لدى مهاجمة ورلاند فيليبس لها خف قليلاً.
سارت متثاقلة لا تملك أي فكرة عن مكان تقصده . فما تريده هو أن تبتعد قدر الامكان عن رولاند في منزله "آلمورا لودج" ولك ما تتذكره هو عدم وجود بيت آخر قبل أميال من هنا.
حذاؤها الخفيف أخذ يئن تحت ضغط خطواتها فلم يدهشها الأمر وسط هذا المطر الغزير لم تبال بملابسها المبللة رغم انها ابتدأت تتمنى لو تمر سيارة آخرى تقودها أنثى لتوصلها معها .
تبدد خوفها،وشعرت بالبر والبلل والتعاسة . وتمنت لو انها قبلت أن يوصلها ذلك الغريب .لكنها بعد لحظة سخرت من هذه الفكرة السخيفة لو عانت من الرجال ما فية الكفاية فأكثرهم فاسقون!! عرفت ذلك من زوج أمها وفي ابنه، وصديقها السابق، عدا عن مخدومها هذا!
استمر المطر بالهطول بغزارة فتوقفت عن السير و أخذت تقيم وضعها . لابد انها اجتازت حوالي ميل بعيداً عن المنزل انطلقت هاربة بهذا الثوب القطني الذي ترتدية وقد منعتها شدة العضب ، حينذاك، من الانتباه إلى عزارة المطر، ومن التفكير في الصعود إلى الطابق الأعلى لإحضار حقيبة يدها . همها الوحيد آنذالك كان الابتعاد عن ذلك السكير رولاند فيلبيس .
تابعت مالون سيرها ، وقد أصبحت خطواتها الآن بطيئة كئيبة وهي بدرك جهلها بالمنطقة، وأملها الوحيد هو أن تصادف شخصاً معتوهاً يخرج بسيارته في هذا الجو العاصف، ليعرض عليها إيصالها بسيارته.
من غير المعقول أن يخرج كلب من البيت في وضع كهذا ، فكيق بأحد ما ليعرض عليها توصيلها؟
ألهذا السبب توقف ذلك الرجل رمادي العينين؟ لم يبد عليه السرور لدعوتها إلى ركوب سيارته وتوسيخ فرشها الجلدي، هذا إذا كان قوله لها بتلك الخشونة "إدخلي" يمكن أن يسمى دعوة . حسناً أنه يعلم ما يستطيع ....
تناهى إليها هدير محرك سيارة .. فوقفت. كان المطر قد خف قليلاً فاستدارت وأخذت تنظر إلى السيارة البادية للعيان.
نظرت إلها بحذر وهي تدركها ثم توقفت . إنزلق زجاج النافذة ووجدت عينيها الزرقاوين تحدقان في تينك العينين الرماديتين الباردتين. و أدركت انه لا بد قام بجول ليعود أدراجه إليها .
لم يبتسم الرجل، لم يدعها إلى ركوب دخول سيارته، بل اكتفى بالقول : "هل نلت كفايتك؟"
رأت كلامه صحيحاً ، فشعرها الاشقر يلتصق برأسها وثوبها أيضا بساقيها ، لابد انها أصبحت الآن أشبه بجرذ مبلول .
تنهدت وهي ترتجف وكان أمامها خياران إما أن تطلب منه أن يبتعد بينما الله وحده يعلم منتى تصادف سيارة أخرى وإما أن تصعد إلى سيارته.
سألته وهي ترتجف " هل تعرض علي الصعود؟"
رداً عليها ، انحنى نحو المقعد ليفتح لها الباب ثم ضغد زر زجاج النافذة ليرتفع من جديد
شعرت وكأنها في زاوية مظلمة يتصاعد منها زئير وحش مفترس، وترددت للحظة ولكن الشعور بالهزيمة غلبها.
دارت حول السيارة وصعدت إلى جانب الغريب. وعندما مد يده نحوها قفزت مجفلة . ألقى عليها الزجل نظرة حادة إذا لم يفته حذرها منه، ثم تابع إدراة جهاز التدفئة وتوجيهه نحوها.
دفعتها الغريزه إلى الاعتذار.. ولكن علام فكل الرجال أصحاب غرائز وهو لن يكون مستثنى . ستكون حمقاء لو فكرت خلاف ذلك
قطعا حوالي نصف ميل ، ثم سألها " إلى أين تذهبين؟"
كان جهاز التدفئة ممتازاً وفكرت في ان تشكره لحساسيته ، لكنها لم تشأ ان تبدأ أي حديث معه فأجابت بصوت متعب " إلى أي مكان"
رد ساخطاً " أين تريدينني أن أنزلك".
أهو ساخط؟؟ و أجابت " إلى أي مكان "
لم تكن تعرف إلى أين تذهب .. أو أين هي الآن ، فهي غريبة عن هذه المنطقة تماماً.
نظر إلها متفحصاً، وسألها " من أن أنت قادمة ؟".
مازال الحذر يتملكها إلا أنها كانت تشعر بالدف والراحة واستشفت في صوته الضجر لانه تصرف كرجل شهم نحو شخص مثلها . تملكها شعور بأنها إذا لم تجبه حالأً، فسيفتح الباب ويدفعها إلى الخارج. كانت السيارة دافئة وشعرت بإرهاق بالغ يمنعها من العودة تحت المطر .
فقالت : "من آلمورا لودج. أنا قادمة من هناك".
تساءلت عما إذا كان يعرف موقع آلمورا لودج لكنها أدركت أنه على الارجح يعلم عندما سالها : أتريدين أن أعيدك إلى هنالك"
- لا. لا أريد
أجابت بحدة وجفاء وسحبت نفساً مرتجفاوعندما تمالكت نفسها أضافت "شكرا لا أريد العودة إلى هناك أبداً"
ومره أخرى شعرت بالعينين الرماديتين تتفحصانها، لكن التعب والارهاق منعاها من ان تهتم وعلى كل حال هو لم يقل شيئاً إنما قاد السيارة مسافة ميلين ثم أخذ يبطئ السيارة .
تملكها الحذر فعدا عن مبنى مهجوز إلى اليمين لم يكن في المنطقة منزل آخر.
توجه بالسيارة إلى ما بدا لها الجزء الوحيد القائم من ذلك البيت المهجور، ولا حظت عمودين حجزيين على جانبي المدخل الذي كتب عليه (هاركوت هاوس)
- إلى أين تأخذني ؟
توجه بالسيارة إلى ما بدا لها الجزء الوحيد القائم من ذلك البيت المهجور، ولا حظت عمودين حجزيين على جانبي المدخل الذي كتب عليه (هاركوت هاوس)
- إلى أين تأخذني ؟
صرخت بخوف وقد نشطت مخيلتها. من الممكن أن تدفن سنوات في واحد من هذه الأبنية المتداعية الملحقة بالمنزل من دون ان يعرف ذلك أحد.فقال بصوت هادئ يتناقص مع صوتها المذعور:" أنت لا تعلمين إلأى أين تريدين الذهاب ، و انا ليست في مزاج مناسب لأفك الألغاز . توقفت هنا لأخذ بعض معداتي و ...."
فهتفت غير مصدقة :"هل تعيش هنا؟"
- بل أعيش في لندن ، لكنني أرمم هذا المنزل لم أنكن أنوي القدوم خلال هذه العطلة الاسبوعية ، ولكن مع هذا الجو الممطر حئت لأرى ما إذا كان الجزء المتداعي من السط قد أصلح .
بدا لها أن هذا كل ماهو مستعد لقوله لانه سرعان ما تابع"علي القيام ببعض الأعمال التي قد تستغرق بعض الوقت . أما انت ، فإما ان تبقي في السيارة وتصابي بالتهاب رئوي ، لألقي بلك في اول ملجأ لمتشردين أصادفه في طريقي ، و إما أن تدخلي المنزل وتجففي ثولك أثناء إنتظارك في المطبخ الدافئ."
أخذت مالون تحدق إليه بذهول عدة ثوان. وصفه لها بالمتشردة جعلها تنقل نظراتها بينه وبين ثوبها.
رأت، بعينين مذعورتين أن ثوبها كان ممزقاً في أمكنة عدة.
صرخت بصوت مخنوق وقد التهبت وجنتاها وأغرورقت عيناها بدموع المذلة.
- إياك أن تجرؤي على البكاء أمامي! هيا بنا لندخل .
قال هذا بلهجة آمره وهو يترجل من السيارة ليفتح لها الباب .
لم تخرج من السيارة على الفور فقد تملكها رعب لن ثتق بأحد مره أخرى بسرعة ، ولحسن الحظ، أن المطر قد خف كان الرجل الغريب طويلا فانحنى ينظر إليها بينما غطت هي بعناد ثوبها المكشوف وبقيت واقفة في مكانها رافضة ان تتزحزح
- أنت لن...............
ابتدأت بهذا السؤال ثم اكتشفت انها ليس بحاجة إلى إكماله .
بادلتها العينان الرماديتان الثابتنان التحديق. أتراه أعجب بها لينتهز الفرصة؟
نظر إلى مظهرها الرث ثم قال لإختصار " ولا بعد مليون سنة".
لم يكن رده يحيوي علىالمديح ، إلى انه طمانها
تركها لتلحق به ثم فتح الباب الخلفي ودخل إلى ورشة العمل
نزلت مالون من السيارة ثم أخذت تسير بحذر بين معدات البناء. كانت الردهة الخلفية مظلمة وقد توزعت في أنحائها الالواح الخشبية المتاوفته الطول . كان النهار كئيباً ولكن المصباح الكهربائي مضاء أدركت أن عمال الكهرباء مازالوا يعملون وان المنزل هاركورت هاوس لم يعد مهجوراً كما بدا لها الخارج الامامي .
وجدت الرجل يضع إبريق الشاي على النار في مطبخ منظم وكامل التجهيزات وقفت بالباب وهي تقول غير واثقة :" يبدو أن زوجتك حصلت على ما يهمها أولاً"
فقال وهو يفتح درجاً ليخرج منه فوطتي مطبخ ويضعهما على المائدة بقربها :" بل أختي فأنا غير متزوج وفقاً لأختي فاي المطبخ هو قلب البيت وقد تركتها تنظمة حسب رغبتها مع بعض الارشادات مني"
ابتدأت مالون تشعر بشي من الارتياح معه دخلت المطبخ لكن عينيها كانتا تراقبانه وهو يعد الشاي .
- يوجد جهاز تدفئة كهربائي لماذا لا تدفئين نفسك؟ وبما انك لا تستطيعين احتضان ثوبك الممزق طوال الوقت، سأخضر لك قميصاً تلبسينة أثناء شربك الشاي؟
لم تجب لكن لهجته الحازمة جعلتها تحيد عن طريقه وهو يخرج من الغرفة وعندما عاد وهو يحمل قميصاً وبعض البنطلونات ن وجوربين قصيرين ، كانت لاتزال واقفة مكانها.
- جهاز التجفيف موجود في تلك الغرفة . كما إن باب المطبخ مزود بقفل. لم لا تغيرين ملابسك بينما أذهب أن للاهتمام ببعض الامور؟
لم تكن مالون مستعجلة لتغيير ملابسها . شعرت بأن هذا الرجل يعرف كيق يتظاهر بالرقة والشهامة، لكنها لم تعد تنخدع بالمظهر الخارجي. تقدمت نحو باب المطبخ وأقفلته.
استعملت المنشفةبسرعة، ودون الاهتمام بمظهرها.وضعت ثوبها في جهاز التجفيف، بينما ارتدت الملابس التي أحضرها لها الرجل . ثنت كمي القميص ولكذلك ساقي البنطال وحارت في كيفية تثبيتهما . وعندما عاد الرجل الغريب، كانت تلف شعرها المبلل بأكبر منسفة وجدتها شاعره بتحسن بالغ.
أثناء فتحها لخزائن المطخ وجدت فنجاني شاي ومعلبات مختلقة جهزتها أخته.
فتحت مالون قفل الباب.وعندما دخل الرجل ،قالت له بما يشبه الاعتذار :"فكرت في أن أسكب الشاي قبل ان يبرد".
- كيف حالك الآن.؟
سألها وهو يحمل فنجاني الشاي الى المائدة الفسيحة. قدم لها كرسياً،
ثم جلس في الناحية الآخرى من المائدة .
فأجابت شاعرة بثقة بعد ان جلست على الكرسي التي قدمها إليها :
- أشعر بالدفء والجفاف.
- هل لي أن أعرف إسمك.؟
تابع وكانه يشجعها على ذكر إسمها "أدعى هاريس كويليان"\
- مالون بريتويت
ولم تزد وساد الصمت في الغرفة .
سألها وهو ينهي فنجانه ويضعه على المائدة " هل هنالك ما تحبين أن تخبريني به؟"
لا شيء.....! أخذت تفكر سرا وهي تحدق إليه .. تألقت عيناها العميقتا الزرقة فيما عاد اللون إلى بشرتها الجميلة جذبت نفساً مرتجفاً فهي تدرك أنها مدينة لهذا الرجل أكثر من مجرد كلمة (لا) لم يكن مضطراً لان يقف ونتشلها من ذلك الوضع ولا مرغماً على مدها بملابس جافة . واعترفت لنفسها بأن شهامة هاريس كويليان اشعرتها بالدف واعادت إليها الثقة بالطبيعة البشرية .
سألته" ما ... ماذا تريد أن تعلم ؟"
هز كتفية وكأن ذلك غير مهم ولكنه أجاب "أنك شابة مليئة بالكآبة، ولا يهمك أني تذهبين ، عدا عن نفورك الواضح من العودة من حيث جئت.ربما يستحسن أن تخبريني عما حث في "آلمورا لودج" فأجافك إلى هذا الحد".
لم تشأ أن تخبره بشء كهذا ، فسألته "هل أنت مخبر سري؟"
فهز رأسه :"لا، أن أسكن المدينة وأعمل في الموارد المالية"
تكهنت من النظر إليه أنه يتربع على عرش دنيا الأعمال لانه يصلح هذا المنزل الفسيح الذي يكلف ثروة. ومع ذلك لم تشأ ان تجيب عن سؤاله
فأعاد صياغة السؤال "لاي سبب كنت تزورين ألمورالودج".
بقيت على عنادها لا تجيب ، ثم اكتشفت أنه يوازيها تصميماً في الحصول على الجواب ، إذا قال بإلحاح :"آلمورا لودج يماثل هذا المكان عزلة, يقتضي الوصول إليه مواصلات خاصة"
- كان عليك أن تكون مخبراً سرياً
أبتدات تشعر بالاستياء إلى حد لم تعد ترى معه السيد هاريس كويليان شهماً على الاطلاق.
- ما الذي أخافك يا مالون وجعلك تهربين من دون أن تجدي وقتاً لتأخذي مفاتيح سيارتك؟
فانفجرت تقول " لم أجد وقتاً آخذ فيه مفاتيح سيارتي لانني لا أملك سيارة".
ابتسم، فقد جعلها تتكلم :" ومكيف ذهبت إلى هناك إذن؟"
ابتدأت تكره هذا الرجل :"احضرني رولاند فيليبس من المحطة وذلك منذ ثلاثة أسابيع ونصف".
سكت هاريس كويليان فجأة وقد اسودت ملامحه،ثم عاد يسألها
-أنت أقمت هناك؟ مع فيليبس في "آلمورا لودج"؟ هل انت خليلته؟"
فقال صائحة :"لا. لست كذلك ! وما كنت كذلك قط"
أغضبتها هذه الصفة"ولانني رفضت تحرشاته تعاركت معه اليوم"
واخذت ترتجف،فوقف على الفور واقترب منها لكن مالون لم تكن تريد اي نوع من المواساة من أي رجل فتراجعت بسرعة.
وعندما تكلم ، كان صوته هادئاً مواسياً - هل تعاركت معه؟"
فأجابت وقد هدأ صوتها " حسناً لم يضربني ، رغم انني أعاني من رضوض في جسدي جراء خشونته . فانا التي تعاركت معه، في الحقيقة لأخلص نفسي منه كان يشرب ولكنه لم بفقد شيئاً من قوته".
- هل استطعت التحرر منه قبل........؟
فقالت هامسة :" نعم"
شعرت بإعياء لمجرد تذكرها ما حدث ، ثم أدركت ان لونها شحب عندما قال لها:" ربما يجدر بك أن تجلسي، يا مالون. أعدك بأن لا أؤذيك".
بدت لها العودة للجلوس فكره حسنة. عادت إليها قوتها وكان هذا كافياً لتقول بحزم :" لا أريد ان أتحدث عن ذلك ".
عاد هاريس إلى مقعده ثم قال " لقد اصبت بصدمة .ومن الافضل ان تتخلصي منها بالكلام."
فردت عليه بحدة :"هذا ليس من شأنك".
-بل هو شأني .
كان جوابه خشناُ وعزت الأمر إلى انه انتشلها من مواجهة الرياح ومنحها ملجأ .تابع يقول بحزم : إما ان تخبريني يا مالون ، و إما.........."
نظرت إليه لم تهتم كثيراً بكلمته تلك بينما تابع يثول "و إما سأضطر إلىالتفكير جدياً في أخذك إلى مخفر الشرطة لتقديم شكوى محاولة اغتصاب ضد رولاند فيليبس........"
- لن أفعل شيئاً من هذا النوع ..
قاطعته بقولها. صحيح أن رولاند فيليبس يستحق أن يتهم بمحاوله اغتصاب إلا ان هناك اعتبارات أخرى يجب التفكير فيها. تعلم مالون ان تهمة الاغتصاب ، وما يصحبها من تشهير ستسبب لأمها قلقاً خطيراً ولكن أمها بدأت الآن تشعر بالسعادة بعد سنوات من التعاسة ولن تفسد عليها تلك السعادة
وحملقت بعناد في هاريس، فبادلها نظرتها وهو يقول :"الخيار لك ".
استمرت تحملق فيه من دون أن يؤثر ذلك فيه وثار غضبها .. ماذا جرى له؟ هل لانه أوصلها بسيارته و أعطاها ملابس جافة..؟ حولت نظراتها عنه. لا بد أن ثوبها قد جف الأن ونظرتإلى نافذة المطبخ وتملكها اليأس ..فقد كان المطر ينهمر بغزارة.فقالت بجفاف:
- كنت أعمل لديه.
-رولاند فيليبس؟
- وضع إعلاناً يطلب فيه مدبره منزل والافضلية لمن تحسن الاعمال المكتبية وكنت بحاجة إلى مكان اسكنه .. ووظيفة وهكذا تقدمت.
-وهل أجابك خطياً؟
-اتصل هاتفياً. أنه يعمل مشرفاً على سلسلة مطاعم في أوروبا . قال انه نادراً ما يأتي إلى بيته هنا.
فسألها هاريس بخشونه :" وهل وافقت على العيش معه من دون أن تسألي عنه أولا؟"
فانفجرت ساخرة :"أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً".
شعرت بالارتياح وكأن هذا الرجل الحازم أمدها بالطاقة وتابعت :
- قال إنه بحاجة إلى ان ابدأ عملي على الفور وقد ناسبني الامر جداً قال انه متزوج و .......
فقاطعها :"هل تعرفت إلى زوجته ؟"
- كانت خارج البلاد، انها تعمل في مؤسسة خيرية للأولاد وقد سافرت لتوها.لم أعرف إلى بعد وصولي الى آلمورا لودج، لكن الأمر لم يزعجني بشكل خاص. كان رولاند يعمل بعيداً عني ، أكثر الاحيان ، في الواقع، نادراً ما كنت أراه حتى هذه العطلة الأخيرة.
-هل هذه أول عطلة اسبوعية يمضيها في بيته؟
-نعم .وصل مساء الجمعة متأخراً.. وهو ..
وعندما سكتت قال يستحثها :"وهو ماذا ؟"
- حسناً، كان مهذباً مساء الجمعة ، وامس ايضاً، رغم انني ابتدأت أشعر بعدم الارتياح.. ليس بسبب ما يقوله بل لما كان يتضمنه قوله من أشياء فاحشة .
ألم يكن عدم إرتياحك كافياً لكي يجعلك تغادرين منزله ، حينذالك؟
كان هذا تدخلاً من كويليان فكرهته مالون، وردت عليه بحدة :"وأين أذهب ؟ لقد تزوجت أمي حديثاً، ومن غير المناسب أن أنتقل معها إلى بيتها إذا لم أحصل على راتبي من رولاند ، فلن أستطيع الذهاب إلى أي مكان ".
-هل أنت مفلسة؟.
سألها باختصار ولكنها استشاطت عيظاً . يكفيها اضطرارها إلى الحديث عما حدث لها،لذا لن تضيف أنها لا تملك مكاناُ تبيت فيه ليلتها.
- نسي أن يترك نقوداً كمصروف لبيته، فاضطررت لانفاق ما لدي من دكان القرية الذي يبعد ميلاً.
-ألم تفكري أبداً في أن تطلبي منه نفقات للمنزل؟
- ماذا ؟