الفصل الرابع

وفيما بعد جلست على سريرها وبكت، لانها عرفت أنها لاتستطيع أن تخبر أمها.
تلهفت إلى مغادرة بيتها، فهو لم يعد كذلك علىكل حال. ولكن المال أصبح قليلاً منذ فترة. كانت تعلم أن أباها تركهما في حالة مالية جيدة، ولكن منذ أيام اقترحت عليها أمها أن تبحث عن عمل ، فسألتها مالو عما إذا كان لديهم مشكلة مؤقته ، فأجابت أمها :" بل هي مشكلة دائمة، يا مالون".
بدت عليها التعاسة وهي تقول ذلك على حد لم تستطع مالون احتماله.
علمت،دون سؤال، أين ذهب المال. فقد كان أمبروز جنكنز ينفق بسخار من المال الذي تركه أبوها لهما، ولم يبق منه سوى النزر القليل .
أما ابنة فكان كارهاً للعمل كأبيه، وبالتالي كان يستنزف باستمرار مال أمها. عند ذلك، قررت مالون أن لا تشارك في استنزاف المورد الذي بقى لأمها، فتركت المدرسة ووجدت عملاً.
لم يكن ذلك العمل مهماً، ولكن الاجر لم يكن سئياً بالنسبة إلى سنها. رغم أنه لم يكن كافياُ لدفع أجرة سكن لها لو تركت بيتها كما كانت تتمنى أن تفعل.
مرت السنتان الأخيرتان ببطء، وعندما رأت تدهور زواج أمها شعرت بالسرور لعدم تركها البيت، أردكت الأم حجم الخطأ الذي اقترفته بالزواج من أمبروز جنكنز، لكنها لم تكن تملك القوة للقيام بأي شيء لمواجهة انغماسة في اللهو والعبث، كانت مالون تعرف أن أمها تتألم ، ولكن عجزها هي الأخرى عن القيام بأي شي لتخفف عن امها جعلها تبقى لمواساتها.
كانت مالون من ناحيتها ،تقوم بما في وسعها لصد الاب والبن دون أن تحس أمها بشيء.
كان الاب وابنه غائبين ذات اربعاء عندما عادت مالون من العمل فوجدت أمها تبكي.
اندفعت مالون إليها هاتفة : " حبيبتي ماذا حدث؟"



وعملت أن أمبروز وأمها انفصلا، ولكن يبدو أن هذا الامر لم يكن سبب يأس امها، كما أوضحت لها ، بل لانها أصغت، بحماقة ، إلى أمبروز الذي حثها عن مشروع مثير قد يضاعف ربحهما على الفور، فيصبحان من الأثرياء.
لم تكن امها معتادة على التعامل بالمال، فأقنعها بأن تستدين ، واضعه منزلها الجميل كضمانة .
بعد ثمانية عشر شهراً انتهت المغامرة بالفشل. وعندما فرغ المال ، تركها أمبروز، حتى أن المنزل لم يعد ملكاً لأمها، قالت الام باكية :" علينا أن نترك المنزل الجميل الذي اشتراه أبوك لنا".
من الغريب أن الام ظلت تتمتع بالقوة رغم وصول الأمور إلى الحضيض ، وتكهنت مالون بأن السبب يعود إلى العذاب الداخلي الذي كانت تعانية قبل أن تبوح لها بما حدث. في الصباح التالي، وقبل أن تتمكن مالون من أن تقول أنها تنوي أن تبحث عن بيت تستأجرانه، أخبرتها أمها أنها تنوي الاتصال بشركة محامات لتى إن كان ممكنا القيم بشي ما بشأن المنزل.
أسرعت مالون تلك الليلة إلى البيت لتكتشف أن جون فورست، رئيس شركة المحاماة التي كانت أبوها يتعامل معها يهتم شخصياً بأمها . بعد دراسة التفاصل والأوراق اعتبر أن أمها تلقت من زوجها نصيحة سيئة ، وأن هناك احتمال أن يكون زوجها قد وضع المال في جيبة دون ان يستغله في أي مشروع، وبإمكان أمها أن ترعليه دعوى.
- من الافضل ان اطلقه .
وهتفت مالون استحسانا لهذه الفكرة .
انتقلت مالون وامها إلى شقة صغيرة استهلكت أجرتها معظم راتب مالون. ولكنها لم تتذمر ، فقد كانت مبتهجة بالعيش في مكان بعيد عن جنكنز وابنه.
تم طلاق أمها يوم عيد مولد مالون العشرين ، فأخذهما جون فروست بصفته صديقاً لهما، للعشاء أحتفالاً بالمناسبة .
كان ضيقهما المالي شديدا للغاية، وحاولت الام أن عيل نفسها ، لكن لم تكن معتادة قط على العمل خارج البيت. ولم تستطع مالون احتمال ذلك . لابد أن أباها كان ليصدم للطريقة التي تعامل بها الحياة مع حبيبته إيفلين.
قالت مالون " أنت لست مضطرة للعمل، يمكننا أن نتربر أمرنا".
فنظرت إليها أمها غير واثقة :" ولكن علي ان أساهم بشء، أنه ليس إنصافا....."
لكنك تساهمين، فانت ربة منزل رائعة.
اخيرا أذعنت أمها، بعد ان استعملت مالون كل طرق الاقناع التي تعرفها. وعاشتا على راتب مالون. وبدأ كل شي يتحسن فجأة خرجت مالون و أمها لتناول العشاء مع الأرمل جون فروست مرات عدة ثم بادلتاه الدعوة إلى شقتهما الصغيرة . أدركت مالون أن جون فروست يهتم بأمها واعجبها فيه قدرته على حمايتها .
في المرة التالية التي دعاهما فيها إلى العشاء، وجدت مالون عذراً مناسباً لعدم الذها ، وتركت لجون فروست أن يقنع أمها بأنه سيكون مسروراً لو رافقته من دون ابنتها .


وفي العمل أحرزت مالون تقدماً جيداً كوفئت عليه بزيادة راتبها، فأصبح بإمكانهما تجديد بعض الأثاث القديم.لم يودعا أمولاً بالمصرف .. غير ان زيادة راتبها حسنت حياتهما.مع انتقالها إلى قسم أخر تعرفت مالون على
شخصين هما ناتاشا و الاس ، وهي فتاة في مثل سهنا أي في الثانية والعشرين تقريباً، وكيت مورغان الذي يكبرهما بثلاث سنوات.
وبما أن جون فروست وامها يخرجان معاً ، وكان جون يحرص على عدم استعجال إيفلين ،فقد ابتدأت مالون تخرج مع ناتاشا، وكان كيت يخرج معهما أحياناً . كانت مالون تتجنب الرجال بناءً على خبرتها السابقة بأمبروز جنكنز وابنه لي، ولم تستطع أن تتصور نفسها متورطة في علاقة مع أي رجل . ولهذا زادت دهشتها عندما أدركت أنها وبعد أربعة أشهر من الصداقة بينها وبين ناتاشا وكيت أصبحت تشعر بنوع من المودة نحو كيت . و أكتشفت أنه شعور متبادل بينهما ما زاد في دهشتها وسرورها.
وبدأت ناتاشا تكثف تدريبها على العزف علىالكمان، فكان كيت ومالون يخرجان وحدهما معاً .
شعرت بالغثيان وهي تستلقي على سرير هاريس كويليان، متذكره مشاعرهما نحو بعضهما البعض والتي أوشكت أن توصلهما إلى الالتزام الرسمي.
ذات سبت وبينما كانت ناتاشا مشغوله بموسيقاها ذهب كيب ومالون إلى السينما. وفجأة راح يتوسل إليها أن ترافقه:"أريدك، و أريد أن نبقى معاً".
رباه ، يا لها من خطوة كبيرة!.
رفضت، لكنه لم ينفك أثناء الشهرين التاليين عن دعوتها للذهاب،معه.ثم أخبرها ذات يوم أنه يحبها.
وافقت، رغم انها كانت ترتجف قليلاً: "نـ........نعم "
لم يضيع كيت وقته، واخبرهابأنه رتب أمر لقائهما الشاعري في العطلة الاسبوعية القادمة، وسيأتي لأخذها من بيتها صباح السبت.
عادت مالون يوم الجمعة إلى بيتها من العمل ، وقررت أن تخبر أمها تلك الليلة، فكيت سيأتي ليأخذها صباح السبت .
لم تكن أمها موجودة لكنها تركت ورقة تقول فيها إن جون اتصل بها ويريد ان يحدثها بأمر خاص ، بعد الظهر. وهي لا تظن أنها ستتأخر في العودة.
تمنت مالون ذلك . كانت متوترة لذا ادركت أن ذلك الشعور لن يتبدد إلى بعد أن تخبر أمها وعندما مرت الساعات ولم تحضل امها أدركت أن جون اصطحبها إلى العشاء.
ثبتت صحة كلامنها فبعد أن اعاد جون أمها إلى البيت عند العاشرة مساءاً، هتفت الوالدة " لدينا شي نريد أن نخبرك به".
وقال جون:" سنتزوج . هل تمانعين يا مالون؟"
منذ سنوات لم تر أمها بهذه السعادة فإبتسمت :" تعلم إني موافقة ".
نسيت كل شي عن كيت عندما تقدمت وتعانقوا هم الثلاثة. بقى جون معهما وتحدثوا دهراً قائلين لمالون إنهما يعرفان بعضهما بعضاُ منذ سنوات ، فلم يريا سبباً يجعلهما ينتظران. سيتزوجان الشهر القادم وستترك مالون الشقة.
- اترك الشقة ؟
- أمك ستنتقل إلى بيتي يا مالون، وامنيتي أن تنتقلي أنت أيضاً معنا .
- شكراً لك.
أجابته بذلك ، فهي لا تريد أن تفسد عليهما فرحتهما . لكنها كانت تعلم أن مكانها ليس في بيت أمها الجديد.
- إذن استقر الأمر.
ابتسم جون وهو يقول ذلك ثم أخذ يتحدث عن ابنته المتزوجة في اسكوتلندا، والتي ستأتي بالطائرة غداً لحضور عشاء عائلي احتفالاً بالمناسبة.
- آه........!
هتفت مالون وهي ترى انها نسيت كل شي عن كيت
- لا تقولي إنك لا تستطيعين الحضور،يا عزيزتي . هل لديك موعد يمنعك من الحضور؟
- كيت...
- أنا واثقة من أنه سيتفهم الأمر، فهذه مناسبة عائلية.
- طبعاً ، سأتصل به.
قالت مالون باسمة وهي تدرك أنها لم تشعر بأسف كبير لإلغاء عطلتها الاسبوعية مع كيت.
وعندما اتصلت به ، لم يتفهم الامر ، بل ثار غضبه :" لقد حجزت في الفندق! لقد تزوجت أمك من قبل... فلماذا تبدين هذا الاهتمام الآن؟"
إذا لم يستطع أن يفهم ، فلن تحاول مالون أن تشرح له الأمر.
- آسفه . سأراك يوم الاثنين.
كان العشاء رائعاً للغاية .
يوم الاثنين ، شعرت مالون بعدم الارتياح لتخليها عن كيت ، فذهبت تبحث عنه لتعتذر له وتحاول ان تجعله يتفهم أهمية وجودها هناك مع امها.
توجهت إلى مكتبه :"كيت"
- مالون ، أنا....
قال اسمها في الوقت نفسه وبدون سبب واضح، وبدا عليه الخجل .
- صباح الخير يا كيت.
والتفت الاثنان إلى ناتاشا اليت كانت واقفة هناك، مفعمة بحيوية لم يسبق لمالون أن رأتها فيها من قبل. منحتهما ناتاشا ابتسامة واسعة ، لكنها خاطبت كيت قائلة :"أريدك أن تعلم أنني لم اتعرض لأي مشكلة حين دخلت شقتي الليلة الماضية ".



حملقت مالون فيها، ثم أبتسمت . وماذا في ذلك ؟ ناتاشا هي صديقة قديمة حميمة لهما:" هل خرجت مع كيت الليلة الماضية".
سألتها وهي تشعر بالضيق، لكنها سرت لان كيت لم يمض عطلة كئيبة تماماً، وفجأة ، انبأتها غريزتها إلى أمر ما جعلها ترتجف . كانت تعلم انها تشعر بالضيق ، ولكن لم يشعر بذلك هو أيضاً؟ وسألتها ببطء:" سبق وخرجت مع كيت من قبل، ما الفرق بين تلك المرة والليلة الماضية ؟".
فأجابت ناتاشا :" لم أعد إلى البيت ليلة السبت".
جمدت مالون وجهدت ليبدو صوتها مرحاً وهي تقول :" لقد اختلف الامر الآن، هل استمتعت مع كيت؟"
تألقت عينا ناتاشا :" كان الامر رائعاً، أليس كذلك يا كيت ؟"
فلم يجب.
بقى سؤال واحد لم تتصور مالون، في الاحوال العادية ، أن تلقية فسألتها بصوت خافت :" هل بقيتما معاً؟".
دا التردد على ناتاشا، ولكن صداقتهما القديمة جعلتها تجيب بصدق وشي من البرودة :" نعم ، لهذا خرجنا معاً".
نظرت مالون إلى كيت، لم يحاول الانكار، بل قال " من الافضل أن نباشر عملنا".
تركتهما و جلست إلى مكتبها، لم تستمع إلى توسلاته وهو يشرح لها أنه كان غاضباُ منها لانها خذلته وانها هي ، مالون، التي يحب .
أدركت ، حينذاك ، انها في مفترق طرق في حياتها . لم تعد تريد أن تعمل مع كيت وناتاشا . شعرت باستحالة السكن مع أمها وجون حين يتزوجان، لكنها كانت تعلم بأنها إذا اصرت على البقاء وحدها في الشقة ، ستتكدر أمها وهي التي عانت ما فية الكفاية .



واخيراً قررت أن ما تريدة هو بداية جديدة ، عمل جديد، و...
وفجأة ،جاءها الحل . العذر الوحيد الذي يمكن أن يجعل أمها تقبل بعدم انتقالها للسكن في بيتها الجديد مع جون هو انتقالها للعمل في وظيفة جديدة في منطقة أخرى.
أردت أن تشتري لأمها ثوباً جميلاً ترتدية عند الزواج . ماذا لو وجدت عملأ مع مسكن ؟ سيكون بإمكانها، حينذاك ، أن نتفق كل أجرها على ثوب جميل لأمها وتأمين مسكن بما بقى لديها من نقود يكفيها حتى يحين موعد أجرها.
ووقع اختيارها على إعلان يطلب مدبرة منزل تجيد الأعمال الادارية، ففضلتها على وظيفة عاملة استقبال في فندق لعدم خبرتها بذلك..أتراها أخطأت؟ كانت تشعر بأن كيت خذلها بتصرفه، وإذا بها تتعرف إلى ذلك الحيوان زولاند فيليبس ما جعلها تمقت الرجال.
سارت إلى النافذة لتنظر منها إلى الخارج . لقد توقف المطر الحمد لل. إذا استمر الصحو ربما يتمكن العمال من القدوم لإصلاح السطح.. وجدت نفسها تفكر فجأة في ان هاريس كويليان شهم، بل أكثر من شهم . لو أنه أوصلها إلى بيت أمها الجديد، لتملك الرعب أمها. يجب أن تشكره خصوصأ على ذلك المبلغ الكبير الذي أعطاها إياه، ذلك الراتب ، كما دعاه. أنه واثق من انها لن تهرب عند أول فرصة ، وهذا يعني ، من وجهة نظره ، انه يثق بأنها لن تهرب بما يتيسر لها أخذه التفتت لتنظر إلى الغرفة العارية وابتسمت.. فلا يوجد هنا ما يستحق السرقة .
قررت ان تفحص جهاز تسخين الماء ، فاكتشفت انه يعمل، وامضت وقتاً ممتعاً تحت الدوش .هاريس كويليان يظن أن وجهها رائع الجمال وجسمها بديع. ووجدت نفسها تفكر في ذلك .. وفجأة خرجت من تحت الدوش.. وماذا يهمها من أمره؟
ملاحظاته لا تحمل صفة شخصية ، ونبذت تعليقاته تلك من ذهنها
إنها واثقة من أن لديه موعدأ هاماً الليلة الماضية مع أمرأة محنكة منمقة ، وهو لا يهتم مثقال ذرة بواجدة تدعىمالون بريتويت. لقد صرح بوضوح انه يريد هذا البيت لقضاء عطلاته الاسبوعية÷، وناسبها الامر تماماً.
تنهدت من دون ان تبتسم .
كانت قد اقفلت الباب الأمامي والأبواب الخلفية وأخذت تتفحص محتوى الثلاجة ، شعرت بالسرور وهي ترى ان فاي ملأت ثلاجة شقيقها بمشتقات اللبن التي تدوم شهوراً. تبينت وصول العمال، فسرعان ما سمعت قرعاً على باب المطبخ :" الآنسة بريتويت؟ شركتي هي التي تقوم بالإصلاح هنا، أن بب ميلر. لقد حضر إلينا السيد كويليان أمس".
انسجمت مع المدعو بوب ملير، وهو رجل يناهز الخمسين من عمره. لم يسألها من تكون أو لماذا هي هنا.
- حسناً، هل من الممكن أن أدخل وأرى السقف الذي أنهار أمس؟
- طبعاً.


وتذكرت ما قاله هاريس أمس عن تموين جيش العمال بالقهوة والشاي، فقالت له :" هل أعد لك كوب شاي؟".
منحها بوب ابتسامة عريضة :" هذه هي الطريقة المناسبة لنبدأ الأسبوع".
كان أسبوعاً حافلاً بالعمل، حتى انها مل تجد صعوبه في ملء ساعات اليوم بالعمل . خلال هذا الاسبوع، تعرفت على النجار الذي وضع قفلين في بابي غرفتي النوم وأصلح النوافذ في عرف النوم . كما تعرفت إلى شارلي ودين وباز وررون، وهم سباكون ممتازون ، وكين الذي يحب العمل في الهواء الطلق. وتعرفت أيضا إلى ديل الذي يتحلى بصوت جميل. وكان يغني معظم النهار واخيراً كيفين الذي أوصلها بالفان عندما ذهب ليجلب بعض الأغراض ، من المدينة.
قال لها ببشاشة وهو ينزلها أمام السوبر ماركت :"تأخري قدر ما تشائين، فأنا سأغيب دهراً".
اشترت مالون فاكهة طازجة وخضاراً واطعمة احتياطية وجريدة أيضاً بالإضافة إلى أدوات مكتبية وطوابع بريد، وعندما عادت ، أخذت تتفحص إعلانات العمل في الصحيفة، ولكن لم يخذبها شي منها. على أي حال، لم يكن هناك داع للعجلة لأن هاريس قال إن العمال سيبقون ثلاثة أشهر، قمل تشأ ان تندفع بقبول أول عمل تراه.عدا عن السرير الذي وعد به هاريس ، وصلت معه عدة قطع من الأثاث. وضعت مالون كرسيين في الصالون الذي كان عارياً كغرف النوم ، من الستائر أو السجاد. أما خزانه الثياب والمكتب والكراسي الأخرى فنقلوها إلى غرفة النومها، وبما أنها تجلس ، عادة، في المطبخ ، وضعت كرسياً مريحاً آخر فيه.



وجدت أنها تفكر في أمها وزوجها جون فروست ، وفي هاريس كويليان أيضاً، محاولة أن لا تفكر في أمثال كيت مورعان ورولاند فيليبس.
ورغم تعليقه على احتمال إصابتها بالإلتهاب الرئوي ، لم تعطس مره واحدة. وبسبب الأحلام المرعبة التي تراودها ، كانت تضطر عدة مرات أثناء الليل إلى النزول من سريها لتلوذ بالمطبخ الأمن. عموماُ، لم تشعر يوماً بأنه صحتها أفضل مما هي عليه الآن.
قال هاريس انه قد يأتي يوم الجمعة ، لذا حزمت مالون صباح الجمعة حفيبتها استعداداً لقضاء عطلة الاسبوع بعيداً، ثم ذهبت تبحث عن كيفين الذي غالباً ما يذهب غلى دكان القرية وسألته :" هل يمكنك ان توصلني معك إلى شروين في المره التالية التي تذهب فيها إليها؟"
- بكل سرور.


اجابها ببشاشتة المعادة، وبعد عشرين دقيقى حاء إلى المطبخ يبحث عنها .
اشترت من القرية أشياء مختلفة . وعندما حل الليك وضعت الأزهار في آنية فوق مدفأة الصالون وعدة بسط في انحائة فاصبح الصالون مكاناً مريحاً .
لكن هاريس لم يحضر، وذهبت مالون إلى سريرها في تلك الليلة واعية لشعورها الغريب بخيبة الأمل . وسرعان ما أخمدت هذه الفكرة من رأسها، لكن نومها كان متقطعاً.


سرها أن تغادر سريرها صباح السبت فاغتسلت وارتدت بنطلون جينز وقميصا ، ثم نزلت إلى الطابق الاسفل لتبدأ العمل.
كان أحد الرجال قد اخضر لها كيساً يحوي خوخاً. وعندما انتصاف النهار صنعت فطرتي خوخ ، وكانت تفكر في تحضير الكعك ، مدركة أنه سينفد في ثوان، عندما نظرت من نافذه المطبخ ورأت سيارة يقودها هاريس. لم تتوقع رؤيته قبل يوم الجمعة التالية ، وابتسمت فجأة . لقد أدركت أنها مسرورة برؤيته.




إعدادات القراءة


لون الخلفية