توقف المطر أثناء الليل بمعجزة ، واستيقظت مالون على صباح مشمس رائع
تمنت لو أنها استيقظت بالاشراقة نفسها .قال لها هاريس إن طبيعتها، في الاساس، مشرقة . وقد عكرت كوابيس الليل مزاجها.
تركت سريرها وقدتملتها الكآبة. لم تكن أخلامها هي الغمامة الوحيدة في يومها ، فبسبب موفقها منه أمس، اختصر هاريس زيارته . لقد جاء إلىهنا ليرفة عن نفسه، فأفسدت الأمر عليه.
استعرضت مالون أحداث امس، شاعرة بالخزي من نفسها، تلك الاحداث التي دفعت هاريس إلى الذهاب مبكراً. ( أنت آمنه معي. دعي عقلك الخائف يفهم هذا ) هذا ما قاله لها، ولكن لم يكن لديها منطق يتقبل المحاضرات... ربما رحل لظنه انها لن تهدأ إلا إذا خرج .
أمضت مالون يوم الاثنين في إعداد الشاي للبنائبن ولم يفارقها الشعور بالخزي للطريقة التي عاملت بها هاريس. كانت تعلم أن حالتها لن تتحسن إلا بعد أن تعتذر له.
من الغريب انها نامت تلك الليلة لاول مرة من دون احلام ، استيقظت صباح الثلاثاء على يوم مشمس أخر، فسارت إلى إحدى نوافذها لتنظر إلى سكون المكان وصفائه .. قبل حضور البنائين . وغذا بها تدرك أن المنز مبني على أروع بقعة
مع تحسن الطقس ، انتعشت نفسية مالون إلى حد انها ، عندما رات أحد العمال يلقي الجريدة جانباً ، استعارتها منه الوظيفة الوحيدة مع السكن التي أعجبتها هي في مكتب استقبال في فندق. ولكن ، هل تريد ذلك حقا؟ كان عليها ان تجد عملا ً وسكناً بعد أقل من ثلاثة أشهر ، لانها لا تريد أن تلجأ إلى أمها ، مما دفعها إلى التدقم بطلب لذلك العمل ، لكنها لم ترر تماما وضع الطلب في البريد إلا يوم الخميس.
لم تكن واثقة من موقع أقرب صندوق بريد، فذهبت لتبحث عن كيفين . فقال لها دين :" لن يعود كيفين قبل ساعتين، لوكن إذا كان الامر مستعجلاً، يمكنك أن تستعيري دراجتي".
- هل أنت واثق؟.
- أنها ليست أفضل دراجة عندي.
وبعد خمسة دقائق كانت تمتضي وقتا ممتعا في قطع الطريق، لم تر صندوق بريد إلا بعد أن أصبحت قريبة من حانوت شيروين. لكنها ، بعد ان وضعت رسالتها في الصندوق ، شغلت نفسها في طريق العودة بتفحص الطرق الفرعية المختلفة ، إلأى ان لاح منزل هاركورت هاوس . فتملكها شعرو بأنها ستكره مغادرة المنطقة .
بما أنها انطلقت عازمة على ألا تنطلق بتردد بل بأبهة ، فغذا بها تعود بأبهة وسرعة معاً، وهي ترى هاريس وسيارته الفخمة.
مرت بجانبة متابعة طريقها لتعيد الدراجة إلى صاحبها ويه تقول باسمة "شكرا يا دين".
- يمكنك أن تستعيريها في أي وقت .
شكرته مرة ثانية . لكنها اعترفت بوجود كل انواع المشاعر في داخلها ، وادركت أن لا علاقة بركوبها الدراجة بعد انقطاع سنوات .
كانت تقترب من المدخل الخلفي للبيت عندما جاء هاريس وسار بجانبها سائلاً
- لمن الدراجة ؟
- انها لدين زميل تشارلي السباك.
وعندما أدركت أن هاريس لم يكن يسأل عن إيضاح وجدت نفسهاتتابع ثرثرتها
- لستعرتها لأذهب إلأى البريد وأرسل طلب عمل
وقف هاريس فحذت حذوة ( ألست سعيدة هنا)؟
حدقت مالون إليه ، ثم ألقت نظرة ذات معنى على ادوات العمال المتكومة في أنحاء الردهة ، ولم يكن بحاجة إلى قول المزيد ... فضحك الإثنان.
قالت:
- كنت على وشك تحضير القهوة ، أتريد فنجانا؟
- كنت أظن ان علي تحضير قهوتي بيدي.
وابتسم لها، فأسرعت إلى المطبخ
- أليس لديك عمل اليوم ؟
ألقت عليه هذا السؤال وهما يرتشفان القوة في المطبخ ثم تملكها شعور مفاجئ بالتوتر " أسفة ، أنه سؤال غبي وانا أراك ترتدي بذلة العمل "
- هل انت متوترة الاعصاب بسببي؟
- لست متوترة
ولإثبات ذلك منحته ابتسامة " ما اشعر به هو الارتباك والذنب لانني مدينة لك باعتذار ولا اعرف أحسن طريقة لذلك ".
تسمرت عيناه على عينيها الجمليتي وقال بهدوء :" انا معجب بصدقك يامالون، ولكن لاتشعري بالارتباك هل الاعتدار الذي تدينين لي به شخصي ؟
- أنت تعلم أنه كذلك . لقد جئت إلى هنا في عطلة الاسبوع الماضية لكي ترتاح ، لكن سلوكي المنفعل جعلك تعود إلى لندن مبكراً.
فسألها جاداً :" هل تشعرين بالذنب لهذا؟"
فأومأت : " وبالخزي أيضاً".
فقال برقة :" مالون. لقد مررت بأوقات عصبية، من الطبيعي جدا أن ينفعل الشخص أحياناً"
ترك كرسية واقترب منها باسما وهو يربت على أنفها :" وما كان ينبغير لي أن أستاء من عدم قدرتك على الثقة بي . لم تصدقيني عندما قلت لك أنك أمنه معي".
- آه ، ياهاريس ... انا...
ابتدأت تتلكم بعجز ، وقد أدركت أنه أكثر حساسية بكثير مما كانت تظن . لكنه ابتعد عنها عدة خطوات ناقلاً فنجان قهوته إلى المجلي
- لا تهتمي للأمر.
ثم انتقل إلى موضوع جديد :" فكرت هذا الصباح في المجيء لإلقاء نظرة على العمل وتفحص بعض الاشياء مع بوب ميلر. بعد ذلك يمكنني أن أخذك لتناول الغداء في المدينة إذا شئت".
أعجبها الامر وسرها انه سألها، فأجابت :" هل يمكنني أن أطهي لك شيئاً هنا؟".
فقال دون تردد :" شكراً . هذا حسن ".
يبدو أنه سيعود للندن حالما ينتهي من تناول الطعام ، لذا فهو لا يريد أنيسرع بتناول الغداء
عاد هاريس بعد نصف ساعة ، فسألته :" هل تريد أن تأكل ؟"
وعندما جلسا، أعلن :" ما ألذ الطعام مع أنك لم تعلمي أنني سأتغذى هنا . ولكن الطعام ممتاز".
- أنه مجرد طعام سريع.
اعترفت لنفسها بأنها تشعر بالسعادة . ومع انتهاء الغداء ، قال هاريس انه جاء اليوم لانه لن يأتي في العطلة الاسبوعية ، تملكها شعور غريب يمكن وصفة بأنه خيبة أمل ، لكنها وجدت هذا الوصف سخيفاً، لا سيما وا ن عليها أن تذهب إلى الفندق فلا تراه أبداً حتى لو جاء لقضاء العطلة في البيت ، ولماذا تريد رؤيته؟ أليس جنوناً؟
صرفت من ذهنها هذه الافكار ، فسألته:" مالذي جعلك تختاز هذه المنطقة بالذات؟ ألان أختك .......".
وسكتت، لكن هاريس أجابها :" لم تكن فاي تسكن في هذه المنطقة حينذاك، لقد رأت ألمورالودج في اول زيارة لها إلى هنا. وعندما اكتشفت أن اصحابه كانوا يؤجرونه اثناء غيابهم خارج البلاد لمدة سنة ، اقنعت زوجها بشرائة "
وسكت هاريس ، ثم ‘اد يسألها بهدوء :" أرجوا أن لا تكوني قد رايته؟"
-لا ، الحمد لله.
- ماذا عن كوابيسك .
- لقد ذهبت
- تماماً؟
- لم تعاودني منذ......
أرادت ان تقول منذ الأحد الماضي . ولكن شعورها المفاجئ بالحساسية نحو هاريس، منعها من أن تذكره بذلك الخصام الذي حدث بينهما الأحد الماضي لذا قالت " ثلاث ليال".
لاحظت انه أخذ يحسب في ذهنه على الفور، ولكن كل ما قاله هو
- حافظي على هذا المستوى الجيد.
سألها :" اتريدين عونا في غسل الأطباق؟
أوشكت على الضحك ، شاعرة بالمرح ، وأجابته ببشاشة أن لا داعي لذلك ، لذا خرج .
افتقدته بعد ذهابه فتساءلت عن السبب وهي لا تكاد تعرفه ؟
اكتشفت صباح السبت، أن ما كانت تفكر فيه هو هاريس ، فهو دوما في بالها. حسناً ولم لا ؟ فلولاه الله وحده يعمل ماكان ليحدث لها .
كان العمال منشغلون والضجج عالي اكثر من العادة ، فخرجت لتتمشى ، اخذت معها حقيبة يدها وبحثت عن كشك الهاتف لتتصل بأمها. في الطريق الريقي أخذت تسير وهي تتساءل عما يفعله هاريس في هذه العطلة الاسبوعية ، أترى على موعد مع امرأة ؟ وشعرت مالون بالضيق، ,إذا تنتبه إلى هدير سيارة قادم من خلفها .
لم يكن هناك رصيف ، فتحولت إلى جانب الطريق ، وبدلا من ان تسر السيارة بها ، كما هو متوقع ، إذا بها تتباطأ . عندما أوشكت على الالتفاف لترى أن كان هذا الغريب يريد أن يسأل عن وجهة ما ، سمعت صوتاً جمد الدم في عروقها
- هل يمكنني أن أوصلك ؟
أنه صوت رولاند فيليبس، هي واثقة من ذلك ، أرادت أن تهرب فلم تجب ، عندئذ وقفت السيارة أمامها.... ثم عرفها .
حسناً، حسناً ..... مالون بريتويت!
استمرت في سيرها ، فقاد سيارته بجانبها :" والان مالذي تفعلينه في هذه المنطقة ؟"
حاولت أن تتجاهله ، لكنها وجدت أن الشرير أدرك أن لا بيت في هذه الانحاء سوى بيت شقيق زوجته .
-لا تخبريني انك تقيمين في هاركورت هاوس !
مستحيل أن تخبره بشء ما ، لكن الخوف تملكها لم تكن تريد أن يعرف هذا الرجل أين تسكن أو أنها ستكون هذه العطلة الاسبوعية وحدها في البيت .
- هل تقيمين مع هاريس كويليان؟
وقفت لتجيبه غاضبة "أنا مدبرة بيته"
- هذا اسم جديد لذلك .
وادركت /الون أنه يفكر بالسوء، وتمنت لو ان هاريس أمعن في ضربه
وعاد فيليبس يسأل :" هل هو هنا هذه العطلة الاسبوعية ؟"
فتملكها الخوف :" سأبلغه تحياتك حين أعود . اليس كذلك ؟"
استطاعت أن تتمالك نفسها وهي تسأله، ملقية نظرة ذات معنى على ذقنه عله يتذكر لكمة هاريس له . استنتجت من النظرة الحاقدة التي رمقها بها انه لم ينس ذلك ، ثم وضع قدمة على دواسة البنزين وانطلق بالسيارة .
فاستدارت عائدة إلى البيت
عادر العمال المنزل بعد الظهر مباشرة .
ضهبت إلى سريرها تلك الليلة ، شاعرة بقلق بالغ ، ودعت الله أن يكون مخدومها السابق قد صدقها عندما قالت له ان هاريس موجود بالمنزل.
تاكدت مرتين من ان باب غرفتها مقفل من الداخل ووضعت كرسيا وراء الباب ويه المرة الاولى منذ رحل جنكنز وابنه. وقبل أن تصعد الى سريرها وبالرغم من انها واثقة من ان رولاند سواء اكان ثملا ام صاحيا لن يصعد على ماسورة المياة ، إلا انها تأكدت من ان نوافذها مقفلة .
عادت لها الكوابيس تلك الليلة ،
يوم الجمعة وصلتها رسالة تفيد بأن وظيفة الاستقبال التي تقدمت بطلبها ، قد شغلت . اعترفت مالون لنفسها أنها لم تشعر بالاستياء لذلك ، وعادت إليها طبيعتها المشرقة رغم ان الجو تحول إلى الكآبة .
في اليوم التالي توسلت إلى كيفين أن يأخذها معه إلى "شيروين". عادت من السوق بخضار طازجة وقطع الدجاج ،مصممة على أن تطهي مقداراً وافراً، ستتناول بعضا منه على عشائها هذا المساء، وإذا لم هاريس الخروج أو اذا كان يبحث عن طعام فستناوله .
ذهب العمال في الساعة الخامسة والنصف. وفي السادسة كان الطعام في الفرن ينضج ، عندما سمعت هدير سيارة تقف . اترة أحد العمال جاء ليأخذ شيئاً نسية؟ أم ...... أن هاريس جاء اليوم بدلا من الغد ؟
خوفاً من أن يظهر الانفعال في عينيها ووجهها ، ادارت ظهرها للنافذة من عادة هاريس أن يمر من قرب النوافذ بسيارته ، لكن لعل بعض المعدات تسد الطريق . إذا كان القادم هاريس ويقطع المسافة مشيا سينظر إلى الداخل
عندما مسعت شخصا يدخل إلى الردهة ، تمالكت مشاعرها إذا كان أحد العمال يمكنة أن ياخذ ما عاد لاجلة ثم يذهب , أما اذا ترك شيئا في الدخل فهي واثقة من انه سيناديها .
انفتح باب المطبخ ، وعندما التفتت، شحب وجهها :" أرى أن العمل قد انتهى في هذا المكان ".
قال رولاند فيليبس هذا وهو يدخل المطبخ .
شعرت مالون بالغثيان وسألته بفظاظة " ماذا تريد؟"
- لا تكوني فظة ، يامالون ، جئت أسدي إليك خدمة.
- لا اريد خدماتك
- بل تريدينها. لقد اتصلت امك .
- امي
رد باستهجان :" الم تخبريها انك تركتني في احرج الأوقات ؟"
- فكرت في انه من الافضل ألا اخبرها لما تركتك .
ردت عليه بحدة ليساعدها الله فهي هنا وحدها تماما ن بينما تنطق عينا فيليبس بتلك الشهوانية . وتابعت تقول :" وإلا لأصرت علي بالذهاب إلى الشرطة ".
أوضحت له مالون ظناً منها انها تحذرة
فقال وعيناه تجولان على جسمها :" لا تكوني شريرة ، يا عزيزتي، تعلمين انك ترغبين في "
قالت وهي تتراجع عندما اقترب منها :" انت لا تعرفني !"
- ذنب من هذا؟
قال هذا متذمراً ، وعندما اقترب خطوة أخرى منها ، واستمت رائحة الكحول في انفاسة ، لم تعرف إلى اين تذهب .
- لم لا يمكننا أن....؟
ابتدأ يتكلم ، ولكن كلامه تلاشى حين فتح الباب.
- ما الذي أتى بك إلى هنا؟
ألقى عليه هاريس كويليان هذا السؤال ووجهة عاصف كالرعد، فقفز رولاند مستديراً اليه"أنا ...انا .."
ابتدأ يرفع صوته ولكنه غير رايه وابتعد عن مالون وقال بالهجة لينة بعض الشي
- لو ان لديك هاتفا هنا لما ازعجت نفسي بالمجي على الاطلاق، جئت لاخبر مالون ان امها اتصلت بها .
لكن هاريس لم يهتم لقوله " لا اريدك في الجوار".
قال بحزم وهو يمسك باب المطبخ مفتوحاً " اخرج وإذا وطئت قدما واحدة في هذا المكان مره أخرى .. فلن أدعك بسلام ."
تكلم مكشرا بلهجة تحمل الوعيد ، ويبدو ان رولاند يعلم أن هاريس لا يلقي بتهدايداته جزافا. لذا لم يبق ليقول الوداع بل أسرع الخطى مبتعدا.
في هذه الاثناء كانت مالون على وشك البكاء لقدوم هاريس اليوم بدلا من الغد ، ورغم انها كانت ترتجف إلى أنها ابتدأت تتمالك نفسها وهي تهتف
- لم اكن أتوقع قدومك قبل الغد.
عادت ترتجف من جديد وهي ترى أن هاريس فسر وجود صهره بطريقته الخاصة وهو يقول
- هذا واضح .
فرددت كلامه بذهول :" واضح ؟ لا يمكن أن تظن لحظة ......."
فقاطعها :" كيف علم فيليبس أنك هنا؟"
شعرت بغضب مفاجئ . لكنها تمالك نفسها وهي تسير نحو الباب وقد منعتها كرامتها من ان تتنازل وتجيبه عن سؤاله بل قالت آمرة " أطفئ الفرن في السابعة . أنا صاعدة لأحزم أمتعتي ".
أنه وحش عنيد!
وفي الغرفة كان غضبها قد ازداد لحد انها صفقت معه الباب بعنف فاهتزت النوافذ.
كانت مجروحة غاضبة ، كما لم تحس من قبل ، واحست برغبة قوية في البكاء .كانت قد اخرجت ثوبين فقد عندما انفتح الباب ودخل منه، كانت تعرف ان الكرسي
يسد طريقه.. وكان الكرسي ثقيلا بحيث كانت تدور حوله لتوفر على نفسها عناء جره كل ليلة لوضعه وراء الباب لذا كاد هاريس يقع فوقه
قالت له بلهجة لاذعة :" أنا اضع هذا الكرسي واراء الباب تحت مقبضه لمنع المتطفلين من الدخول .
وسارت إلى إحدى الحقيبتين المفتوحتين على السرير لتضع الثوبين فيها .
أخذ هاريس ينظر إليها لحظة ، ثم قال :" أنا ليست ماهراً في الاعتذار"
- إذن تعلم انك مخطئ؟
- هل تضعين حقا ذلك كرسي تحت مقبض الباب أثناء الليل؟
هزت كتفيها لا تريد ان تخبره بشىء ... لكن الكلمات خرجت من فمها على اي حال: " ذهبت أتمشى يوم السبت الماضي . وكان صهرك ماراً بسيارته، فأدرك أين أقيم . ومنذ ذلك الحين وأنا اضع هذا الكرسي تحت مقبض الباب".
أعلن بتأثر بالغ : " مالون ، يا لي من **************** "
- هذا واضح .
وافقته على ذلك ثم تساءلت عما اذا كانت قد فقدت عقلها وهي تقذفه بكلمته
قال بلطف :" أنا آسف".
- تعتذر ؟ لم يؤذك ذلك ، صحيح؟
- هل تسامحيني إذا أعرتك الخلوي لتتحدثي مع أمك ؟
فترددت ، ثم تمتمت :"ربما ....."
- ألا تعلم أمك انك تركت منزل فيليبس ؟
- اتصلت بها ... من فندق كليفتون، لم أستطع ان اخبرها بذلك لئلا يتمكلها القلق.
تبدد غضب مالون الآن فيما اخذت تطوي الثوب .
فقال فجاة :" أنت لست مضطرة للرحيل ".
كانت مالون تعلم ، بعد تلاشي غضها انها لاتريد أن ترحل ، وتابع يقول :" في الواقع ، لست مضطرة للذها إلى اي مكان هذه العطلة ."
- هل أنت باق هنا؟
كانت تضعف، وكانت تدرك ذلك
- حتى يوم الاحد ، حاولي أن تثقي بي ، يا مالون.
لقد اصبحت تثق به نوعا ما . نظرت إلى عينيه الرماديتين مباشرة . وهما يتبادلان النظرات ، اذا بابتسامة ظافرة ساحرة تبدو على وجهة ، فشعرت بالعجز .
قال متوسلاً بداعابة :" أرجو أن تبقي. أعلم انك ستكرهينني إذا عدت يوم الاحد فلم تجدي شيئاً من ذلك الطعام ذي الرائحة الشهية في الفرن".
أرادت أن تبادله الابتسام ، لكنها لم تفعل .
- هل تقول إنك لن تأخذني إلى ... إلى الفندق؟
ألقت هذا السؤال الذي يعني ، كما أدركت ، انها لا تنوي الرحيل نهائيا
- أنت تعلمين أنني لم اقل ذلك، ما قلته انك ، رغم استحالة الوضع هنا، استطعت ان تجعلي المكان مريحاً في كل مره أحضر فيها. واضطرارك للمغادرة بسبب مجيئي هو مكافأة هزيلة لاتعابك .
رأت انه يقول انها تستطيع البقاء حتماً.
- ألم تعد تظن انني تعمدت دعوة صهرك إلى هنا؟
- ما ظننت ذلك قط .
- أوه؟
- ولهذا جننت . أردت عذراً لكي أضربه.. وعندما ابتعد بسرعة من دون عراك . كنت.. بحاجة ماسة غلى ما يخفف من غضبي
- وصادف انني كنت الاقرب إليك .
- لم يجعلني ذلك شخصا جيداً.
ابتسمت وقالت " تلك الهالة التي كونتها عنك انقشعت قليلا ، ولكن ما من شخص كامل."
بادلها هاريس ابتسامتها وليكسب مودتها مره أخرى ، قال ليريح قلبها :" أتريدين أن تستبدلي حقيبة صغيرة بهاتين الحقيبتين ؟"
هزت راسها :" إذا كان الامر سيان بالنسبة لك ... سأبقى هنا واشاركك هذا الطعام".
أومأ هاريس راضياً ، ثم أراها كيف تستعمل هاتفه الخلوي وتركها
اتصلت بإمها واخبرها بانها تركت العمل لدى رولاند لانها لم تنسجم معه .
وانهت المكالمة ،بإعطائها اسم مخدومها وعنوانه بعد الحاح امها عليها .
وتكلمت مع جون حيث قال:
- هل سمعت امك تقول انك تعملين عند هاريس كويليان .
- "نعم"
- حسنا لا حاجة للقلق عليك . فهاريس كويليان هو رئيس شركة " وارن وتيبر" للموارد المالية وهو أكثرالرجال المعروفين استقامة "