الفصل السادس

في النهاية بإختصار طلبت من الحاج محمود كبير القرية اللي كنا فيها مبلغ بسيط من المال أقضي بيه إحتياجاتي و رحلتي للسفر

السفر فين ؟! السفر لمسقط رأس الراجل اللي قلب حياتي رأسآ على عقب !

بادر الحاج محمود بالموافقة لكن قال إنه مش هيسيبني أمشي لأي حتة غير لما يكرمنا بكرم الضيافة المعروف عند المواطن الصعيدي الجدع ...

و قضينا حوالي 3 أيام في القرية .

خلالها بدأ يسألني الحاج محمود بطريقة غير مباشرة عن اللي حصل في قريتنا

كانت الساعة حوالي 9:00 بالليل و كان المفروض نجهز نفسنا أنا و فاطمة عشان الرحلة الطويلة

خلالها كنت أنا و الحاج محمود و قاطعني الشيخ عبد الرحمن برغبته إني يحضر معايا هناكلكن أنا أصريت إنه لازم يقعد لحد ما يرتاح و أنا هكلمه أول بأول و وعدته إنه هخليه يرافقني في زيارتي لما يتعافى كليآ لأنه تقريبآ لسا مخرجش من الصدمة اللي تلاقاها

بادر الحاج محمود بالكلام معايا ...

- أنا يابني لما سألت عن أخبار قريتك .. قالولي قوات الشرطة و الأمن ملت المكان و عربيات المطافي جت كتيرة جدآ و إن اللي حصل في قريتكو مش حاجة بسيطة يابني . هو إيه اللي حصل ؟

- اللي حصل يا حاج محمود مش بسيط فعلآ .. خناقة بين أهل البلد إتقلبت بمدبحةبص لي الشيخ عبد الرحمن بإستغراب

إنتوا متوقعين مني إني هقول لبني آدم عاقل اللي حصل في قريتنا إن عفاريت هجموا علينا حرقوا لنا القرية !؟

ولا متوقعين أصلآ إن حد هيصدقني

نهاية الحديث عرفت أتهرب من أسئلة الحاج محمود مع يقيني التام إن هو شاكك في كلامي ...

لإن القرية فعلآ إتساوت بالأرض ! مش باين منها حاجة تتشاف من بعيد غير مئذنة المسجد اللي عندنا

أشرق اليوم التالي بكل سلام و سلمت عـ الشيخ عبد الرحمن سلام شديد جدآ و أكدت له إني هكون على تواصل تام معاه

بدأنا نشوف هنمشي إزاي , من عربيات نقل لأتوبيسات لغيرها من المواصلات المرهقة جدآفي وسط رحلتنا بدأت أتكلم مع فاطمة - البنت اللي كل اللي حصل دا كان عشانها !

- فاطمة : متعرفيش يا حبيبتي جدو ساكن فين ! أو لي قرايب ؟

طب بابا فين .!؟

و هي كل اللي بتعمله .. بتبص لي

بتركيز شديد و ساكته

بعد 5 دقايق من التركيز قالت جملة واحدة

أبانوخ هو الملك ... جدو قال كدا

أبانوخ ؟!

ملك إيه ؟!
طلعت من شنطة صغيرة كانت ماسكاها معاها علطول

ورقة بيضا و قلم

و كانت بترسم تقريبآ

لقيتها بترسم بتركيز شديد أوي

في النهاية قالت لي شوف يا عمو هو دا أبانوخ

بصيت في الرسمة بس لقيت الورقة بيضا زي ما هي

غير إن في شوية رموز غريبة مرسومة على حرف الورقة كأنها إطار

قلت لها هو فين دا ؟!

قالت لي بتلقائية : أبانوخ مش بيحب يطلع غير بالليل ...

بصيت لها بكل غضب و هي فهمت أنا عايز أقول لها إيه

بعكس كل ما توقعت إنها هتزعل أو هتعيط
قالت لي متخفش يا عمو زاهد .. هتشوفهم كلهم ! أصل جدو كان بيحبك أوي و ساب لي مهمة إني أعرفك عليهم

لقيتها طلعت مفكرة صغيرة و إديتهاني على ورقة فيها نمرة تليفون

- ألو
- إزيك يا مؤمن
- حضرتك مين و عرفت إسمي إزاي ؟!

- شمال سينا .. مدينة الرمل ... إسأل هناك ع الحاج علي الأحمر

- بس أنا عايز أعرف حاجة .. حضرتك

قفل السكة !

وصلنا آخيرآ بعد مشي و تدوير طويل على الحاج علي

لما أهل المكان دلوني على بيته

لقيته مش بيت ... دي قلة كبيرة ما شاء الله

خبطت على الباب

- سلامو عليكو

- عليكم السلام و رحمة الله و بركاتة ... إتفضل يا زاهد

- حضرتك الحاج علي ؟!

- معقول برضو يابني سيدي علي الأحمر بنفسه هيفتح الباب لحد ؟! أنا عمك أحمد بواب الفلةمعقبتش كتير و دخلت في هدوء أنا و فاطمة لقينه جنينة خضرا و جميلة و مفيهاش عيب ما شاء الله

إلا حاجة واحدة بس شجرة ميتة ! مفيهاش ولا ورقة كلها غصون بس .. بس كانت أكبر شجرة في المكان كله مش في الفلة

كان محفور عليها كلمة بارزة أوي

صدمة زي السهم إخترقت قلبي لما قريت المكتوب

" قربان سيّدنا الأبانوخ "

بصيت لعم أحمد البواب و قلت له هو إيه المكتوب كدا !؟

قال لي دي بركتنا يابني . هو إحنا لينا بركة خير سيّدنا

دخلت في مكان فخم و بيتي القديم يعتبر خرابة قدامة
خرج لي راجل عادي جدآ شايب و لحيته بيضا و طويلة جدآ !

بيفكرني كتير بالأستاذ قاسم الله يسامحه

كان وراه مجموعة من الخدم شايلين أصناف الأكل و الشرب !

و دعاني الراجل دا عشان آكل

- أكيد زمانك على لحم بطنك يا زاهد
مالك يابني مبتردش ليه !؟

- هو حضرتك مين ؟!

أنا يابني عمك حسن أقدم واحد في الفلة دي

قعدت على سفرة طويلة و عريضة؟؟؟



إعدادات القراءة


لون الخلفية