سراب الحب

"ندى"، فتاة سورية نشأت في عائلة محافظة هربت من ويلات الحرب بحثًا عن الأمان. ندى فتاة متدينة وذات أخلاق عالية، لم تكن تهتم بصداقة الشباب، وفضلت أن تكون علاقاتها مقتصرة على الفتيات فقط. كان هدفها في الحياة واضحًا: أن تصبح طبيبة وتعالج الجرحى الذين عانوا مثلما عانت عائلتها.


بداية القصة:

كبرت ندى ووصلت إلى سن المراهقة، حيث بدأت صديقاتها في الحديث عن الحب والعلاقات، لكنها بقيت مركزة على دراستها وأحلامها. كانت ترفض طلبات الصداقة من الشباب عبر الإنترنت وتضيف الفتيات فقط. وفي يوم من الأيام، أرسل إليها شاب يُدعى "كريم" طلب صداقة باسم فتاة، فقبلت الطلب دون تردد. بدأ كريم يتحدث معها كأنه فتاة متدينة ومثقفة، وبمرور الوقت، أصبحت ندى تشعر بالراحة وتشارك "الصديقة" أسرارها وطموحاتها.


يوم الخيانة:

في أحد الأيام، قرر كريم أن يعترف بالحقيقة. أخبر ندى قائلاً: "أنا لست فتاة، بل شاب أدرس في كلية الطب واسمي كريم. في البداية انجذبت إليك حينما رفضتِ طلبي الأول، فقررت أن أقترب منك باسم فتاة. الآن، وبعد أن عرفت شخصيتك، أحببتك كثيرًا. أريد أن أرتبط بك. هل تقبلين بحبي؟"

انتابت ندى مشاعر مختلطة بين الصدمة والخيانة. لم تكن ترغب في الوقوع في الحب بهذه الطريقة، خصوصًا بعد أن اكتشفت أن من ظنتها صديقة هي في الحقيقة شاب. شعرت بأن كريم خدعها وتمادى في استغلال ثقتها. تملكتها مشاعر الغضب والإحباط، وأخبرته بأنها لا تستطيع اتخاذ قرار في الوقت الحالي.

مواجهة الخيانة:

بعد التفكير مليًا، قررت ندى أن تحذف كريم من حياتها الافتراضية، لكنها لم تستطع. كلما حاولت، شعرت بالخيانة والخذلان يتعمقان في قلبها. في النهاية، قررت أن تواجهه بشعورها وأن تخبره بأنها لا تثق به بعد الآن. وعندما سألها كريم عن قرارها، أخبرته بأنها تشعر بالخيانة ولا يمكنها مواصلة العلاقة معه. لكنه أصر على أن يثبت لها صدقه وأنه لم يكن ينوي إيذاءها.

السقوط في الفخ:

في محاولة لإصلاح الأمور، بدأ كريم يظهر لها اهتمامًا أكثر، واعدًا إياها بالزواج بعد أن يحقق كل منهما أحلامه. ومع الوقت، بدأت ندى تضعف أمام إصراره ووعوده المتكررة. لكنها كانت تدرك في أعماقها أن الثقة التي تهدمت لا يمكن أن تُبنى من جديد. حاول كريم بكل الطرق أن يكسب ثقتها مرة أخرى، وأخبرها بأنه سيحترم رغبتها في الابتعاد حتى تتحقق من مشاعرها.


اللقاء المشؤوم:

مرت الأيام، وبدأت ندى تركز على دراستها وتحقق حلمها بدخول كلية الطب. وفي يوم من الأيام، طلب الأطباء من الطلاب الذهاب إلى المستشفى للتدريب العملي. هناك، كانت المفاجأة عندما اكتشفت أن المدرب هو كريم. حاول كريم الاقتراب منها من جديد، لكنه كان يلاحظ برودها ورفضها لكل محاولاته.


النهاية:

في النهاية، أدركت ندى أن كريم لم يكن صادقًا أبدًا، وأن خيانته كانت بداية لانهيار الثقة بينهما. قررت أن تضع حدًا نهائيًا لهذه العلاقة السامة، وواجهته بجرأتها المعتادة، وأخبرته بأنها لن تستطيع مسامحته أبدًا على الخداع الذي مارسه. غادرت ندى المستشفى وهي تشعر بتحرر كبير من ثقل هذه العلاقة، وقررت أن تركز على مستقبلها دون النظر إلى الوراء.

 

الخاتمة:

بهذه النهاية، تعلمت ندى درسًا قاسيًا عن الخيانة، وعن كيفية التمييز بين الحب الحقيقي والزائف. أصبح هدفها الأول في الحياة هو نفسها وأحلامها، ولم تعد تسمح لأي شخص باستغلال مشاعرها أو الثقة التي منحتها بسهولة.



إعدادات القراءة


لون الخلفية