كان "عبد الله" رجلاً بسيطًا، يعيش حياة هادئة مع زوجته "فاطمة" وأطفالهما في إحدى القرى الصغيرة. كان يعمل في التجارة، وكان يتمتع بسمعة طيبة بين أهل القرية. كان عبد الله محبًا لأسرته ويحرص على توفير كل ما يحتاجونه. لكن تلك الحياة الهادئة لم تكن سوى غطاء لما كان يحدث في الخفاء.
في يومٍ من الأيام، عاد عبد الله إلى منزله في وقت غير معتاد، دون أن يخبر أحدًا. عند دخوله المنزل، فوجئ بمشهد صادم: زوجته مع رجل غريب في غرفة النوم. كانت لحظة توقف فيها الزمن بالنسبة لعبد الله. توقع العشيق والزوجة أن يثور عبد الله غضبًا، وربما ينتهي الأمر بمأساة. لكن، على عكس توقعاتهم، حافظ عبد الله على هدوئه وبرودة أعصابه، وهو ما زاد من رعبهما.
نظر عبد الله إلى العشيق وسأله بهدوء: "هل انتهيت منها؟" صدم الرجل من سؤال عبد الله ولم يستطع الرد في البداية. لكن عبد الله كرر السؤال مرة أخرى، هذه المرة بنبرة أكثر برودًا. أدرك العشيق أنه يجب عليه المغادرة بسرعة، فبدأ يجمع أغراضه محاولاً الهروب.
لكن عبد الله استوقفه مرة أخرى قائلاً: "مهلاً... مهلاً، أين أجرتها؟" كانت هذه الكلمات أشبه بصفعة على وجه العشيق والزوجة معًا. أدرك الرجل أنه لا خيار أمامه سوى إعطاء عبد الله المال. أخرج جميع ما في محفظته من نقود وقدمه لعبد الله. لكن عبد الله رفض أخذ النقود وأعادها له، قائلاً: "أعطني فقط ريالاً، فهو كثير عليها."
أخذ عبد الله الريال ووضعه في جيبه، بينما غادر العشيق مسرعًا، وقد نجا بحياته بأعجوبة. أما "فاطمة"، فقد ظلت في حالة من الصدمة والخوف، متوقعة أن عبد الله سينتقم منها لاحقًا.
بعد هذه الحادثة، لم يمس عبد الله زوجته بسوء، ولم يتحدث معها إلا للضرورة. كانت التعليمات التي يعطيها لها بسيطة ومباشرة: "اطبخي... نظفي... اكوي..." واستمر هذا الوضع لشهر كامل. كانت فاطمة تعيش في خوف دائم من أن يقوم عبد الله بالانتقام منها في أي لحظة. لكنها لم تكن تعلم أن عبد الله كان يخطط لأمر آخر تمامًا.
بعد مرور شهر على الحادثة، قرر عبد الله دعوة أهل زوجته وأهله إلى وليمة كبيرة في منزله. حضر الجميع، رجالاً ونساءً، وتناولوا الطعام في جو من الود والاحترام. بعد انتهاء العشاء، جمع عبد الله الجميع وأعلن أنه يريد أن يحكي لهم قصة غريبة تتعلق بريال واحد في جيبه.
أخرج عبد الله الريال من جيبه، وقال أمام الجميع: "هذا الريال له قصة، وهو ما سأخبركم به الآن." عندما سمعت فاطمة هذه الكلمات، انهارت تمامًا. شعرت أن عبد الله سيكشف خيانتها أمام الجميع، ولم تتحمل الصدمة. هبت واقفة ثم سقطت على الأرض مغشيًا عليها. توفيت في الحال، وكأن الله عاقبها على فعلتها.
بعد وفاة فاطمة، حضر أهلها إلى منزل عبد الله، متهمين إياه بأنه السبب في وفاتها. كانوا يعتقدون أنه كان يضغط عليها نفسيًا حتى تسبب في موتها. لكن عبد الله، الذي كان يريد التستر على خيانتها، قرر أن يروي لهم القصة كاملة.
قص عبد الله على والد فاطمة وعمومها قصة الريال وكيف أنه واجه العشيق وطلب منه دفع ريال كأجر لزوجته الخائنة. بعد أن انتهى من قصته، أعطاهم الريال قائلاً: "هذا هو الريال، أجر ابنتكم. لعل الله يرزقكم به." صدم أهل فاطمة من هذه القصة، ولم يكن لديهم ما يقولونه. أدركوا أن ابنتهم كانت مذنبة، وأن الله أخذ حقه منها.
ترك عبد الله الجميع في حالة من الذهول، وعاد إلى حياته محاولاً أن ينسى ما حدث. كان صبره على الخيانة شيئًا لا يُصدق، وربما كان حكمة منه. لكن الدرس الأكبر في هذه القصة كان في التسامح والصبر الذي أظهره عبد الله، وفي النهاية، كان الله هو من أخذ الحق.
هذه القصة تذكرنا بأن الخيانة لا تترك فقط جرحًا في قلب المخدوع، بل يمكن أن تكون عقابًا قاسيًا لمن يرتكبها. الله يحمي الجميع من الفتن ويجعلنا من الصابرين والمسامحين.