قصة خيانة الزوجة والمحامي

 كان حظه من التعليم قليلاً وكذلك من المال فهو يحمل شهادة الثانوية العامة فقط، جاء يبحث عن عمل وأخيراً تمكن من إيجاد وظيفة مندوب مبيعات، ورغم ما تحمله هذه المهنة من تعب ومشقة الا أنها أفضل من لاشيء، إضافة إلى ذلك فإن عائدها جيد حيث كان عبدالله يتقاضى راتباً شهرياً إضافة إلى عمولة، كانت العمولة شيئاً مهماً في حياته فهي تدر عليه من الأموال أكثر من مرتبه بكثير لذا كان يجد ويجتهد من أجل الحصول على المزيد من المال من خلال المزيد من بيع البضاعة التي كان يروج لها.

كانت ياسمين نهكل في قسم التسويق بشركة كبيرة وكثيراً ما كانت تلتقي مع عبدالله بحكم عملها، وكانت ياسمين فتاة عادية الجمال لكنها كانت متحدثة لبقة وقادرة على إقناع الآخرين بوجهة نظرها، لذا عندما تكررت لقاءاتها مع عبدالله استطاعت بأسلوبها الجميل وقدرتها على الإقناع ان تسلب حبه، لذا أصبح يفكر فيها ليل نهار.

وفي أحد الأيام حاول أن يفاتحها بحبه لها لكنه وجد ذلك غير مناسب، لذا فضل أن يتريث حتى يجمع أكبر قدر من المال ويستقر في وظيفة غير تلك التي يعمل بها ويشتري سيارة حتى يتمكن من الخروج مع (ه )وبعد ذلك يفاتحها إلا أن كل هذه الأمور بدت غير ذات أهمية عندما فكر بأن شاباً آخر قد يأتي لخطبتها ويسرقها منه، عندها سيضيع أمله إلى الأبد لذا قرر أن يتخذ خطوة إيجابية وأن يدعو ياسمين إلى العشاء، فإذا وافقت يكون بذلك قطع ثلث المسافة، طوال تلك الليلة لم تغمض لـ عبدالله عين، فقد كان يفكر في الكلمات المنمقة التي سيقولها لـ ياسمين ويفكر في المكان الذي سيدعوها إليه، وكان يفكر أيضاً في وضعه النفسي لو أنها رفضت دعوته وقامت بتأنيبه، عندها سيفقد الكثير، حيث سيفقد عائداً مالياً كبيراً يعود عليه من خلال تسويقه للمنتجات التي تنتجها الشركة التي يعمل فيها للشركة التي تعمل فيها ياسمين، كما انه سيفقد احترامه وثقته بنفسه، ثم كان يقول لماذا ترفضني، لقد كانت تعاملني بشكل جيد، وقد تكون معجبة بي كما أنا معجب بها، أشياء كثيرة ومتناقضة كانت تتجاذبه حتى الصباح، ذهب عبدالله إلى عمله كالمعتاد وعند الساعة العاشرة صباحاً توجه إلى الشركة التي تعمل بها ياسمين وبعد حديث عن العمل وأخذ ورد طلبها أن تقبل دعوته إلى العشاء، فقالت له شكراً على الدعوة ودعني أفكر في الأمر، ثم استأذنت لترد على الهاتف، في هذه الأثناء دخل بعض الزملاء إلى حيث كان يجلس عبدالله وياسمين، فاستأذن بالانصراف، لكنه أحس بنشوة عارمة في نفسه وكأنه يمتلك الدنيا كلها.

حيث إنها لم ترفض دعوته، صحيح أنها لم تقبلها إلا أنها في الوقت ذاته لم ترفض بل أعطته أملاً في أن تذهب معه إلى العشاء، لأنها قالت له دعني أفكر، وهذا بحد ذاته نصف القبول.

استمر عبدالله في محاولاته حتى وافقت ياسمين على الخروج معه، حيث صارحها أثناء العشاء بأنه يحبها ويرغب في الزواج منها، لم تفاجأ ياسمين بهذا الطلب، لكنها طلبت الانتظار بعض الوقت حتى يعرفا بعضهما بعضاً، لكن عبدالله رفض هذا الاقتراح، وبدلاً منه طالبها بقبول الخطوبة على أن تستمر الخطوبة لفترة طويلة يمكن خلالها أن يعرفا بعضهما البعض أكثر، لذا بعد أسبوع كان عبدالله يدق باب بيت ياسمين ليتعرف على أهلها ويقدم لخطيبته الشبكة.

وكان سعيداً جداً بهذه الخطوبة، فهو يرى ياسمين إنسانه مميزة، وليس من السهل على شخص مثله أن يتزوجها، فمجرد قبولها به زوجاً كان يشعره بأنه من أفضل الناس، استمرت فترة الخطوبة نحو ستة أشهر، تمكن خلالها عبدالله من أن يهيئ عش الزوجية، وأخيراً أصبحا في بيت واحد، وكانت السعادة لا تقدر بالنسبة له لذا حاول جاهداً أن يُرضي زوجته بكل الأساليب وأن يوفر لها ما تريد.

كان عبدالله عندما يذهب إلى الشركة التي تعمل فيها زوجته يجدها تتكلم مع الزبائن والموظفين، بحكم عملها، إلا أن ذلك لم يعجبه، فقد كان يغار عليها حتى من نفسه، حاولت ياسمين أن تقنعه بأن الحديث مع الزبائن والموظفين جزء من عملها إلا أن ذلك لم يقنعه فطلب منها ن تستقيل من وظيفتها فرفضت ذلك معللة بأن الحياة غالية التكاليف وان مرتبه لا يكفي،خاصة إذا أنجبت فهذا سيزيد من الأعباء المالية عليه لكن عبدالله كان مصمماً على رأيه وذلك حماية لها من عيون الآخرين تحت هذه الضغوط التي تعرضت لها ياسمين قدمت استقالتها لكنها اشترطت على عبدالله أن لا يقصر معها في المصاريف وإلا ستعود إلى العمل من جديد وافق على كل ما طلبت وأخيراً بدأ يذهب إلى عمله مطمئناً ،حيث ان زوجته في البيت لا ترى احد ولا يراها أحد , كانت متطلبات ياسمين المادية كثيرة وحاول عبدالله أن يوفر لها كل ما تطلب كي لا يشعرها بأنه مقصر معها وهذا ما دفعه لأن يستدين من بعض الأصدقاء ثم اخذ قرضاً من البنك كل هذه الديون جعلت عبدالله يعمل لساعات طويلة فقد كان يذهب إلى الشركة التي يعمل فيها من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى السابعة مساء، ثم يذهب إلى احد المصانع ويبقى فيه في التاسعة والنصف.

في احد الأيام تلقى عبدالله بلاغاً من الشرطة تطلب منه الحضور اليها وذلك لعدم تسديده شيكاً مستحق الدفع حيث قام البنك بإرجاع الشيك لعدم وجود رصيد حاول عبدالله أن يتدبر المبلغ إلا انه لم يتمكن وأخيراً تم اعتقاله على ذمة هذه القضية وما زاد الأمر تعقيداً أن شيكاً آخر رجع أيضاً بدون رصيد ما زاد وضع عبدالله تعقيداً.

في هذه الأثناء اتصل بزوجته طالباً منها أن توكل له محامياً وذلك حتى لا يفقد عمله في الشركة التي يعمل فيها وتمكن المحامي من عقد صفقة مع صاحبي الشيكين بحيث يدفع عبدالله جزءاً منهما ويتم تقسيط الباقي على دفعات خرج عبدالله غاضباً من هذه التجربة القاسية متهماً زوجته بأنها هي التي أوقعته في هذه المشكلة بسبب طلباتها التي لا تنتهي في حين ان ياسمين اتهمته بالأنانية وحب التملك والتحكم في مستقبلها فلولا انه أصر على أن تستقيل لما حدث ما حدث.

بدأت الأمور تتأزم بينهما في الوقت الذي بدأ فيه المحامي يتصل بـ ياسمين مبدياً إعجابه بها وبأسلوبها وحديثها عارضاً عليها العمل في مكتبه.

طلبت ياسمين من زوجها أن يسمح لها بالعمل مرة ثانية إلا انه رفض هذه الفكرة كلياً، وبدأ المحامي يزيد من اتصالاته مع ياسمين حتى أقنعها بأن تزوره في مكتبه فذهبت وهي مترددة إلا أنها قالت في نفسها إن الأمر لا يعدو كونه زيارة في مكتب للمحاماة يأتيه أي إنسان.

كان المحامي رجلاً غنياً وهو ابن عائلة معروفة وكان مجرد أن يمسك أي قضية يحلها، من خلال دفاعه أو نفوذه أو نفوذ أسرته عندما جاءت ياسمين إلى مكتبه استقبلها بكل ترحاب وبعد أن شربت القهوة قدم لها هدية عبارة عن خاتم أنيق من الذهب وبحدسها عرفت بأن وراء هذه الهدية علاقة عاطفية، لذا ترددت في قبولها، لكن المحامي أقنعها بأنه لا يريد شيئاً من وراء هذه الهدية سوى أن يسمع صوتها وأن تزوره في مكتبه أمام الناس وفي الوقت الذي تحدده هي، أخذت ياسمين الهدية شاكرة له ذلك ثم خرجت من المكتب على أمل أن تراه في مكتبه أيضاً قريباً، تطورت العلاقة بين المحامي وياسمين وأخذت أبعاداً أخرى.

حيث أصبحا يلتقيان في المطاعم ويذهبان معاً في سيارة المحامي إلى الشواطئ وأخيراً وقع المحظور وأصبحت العلاقة بينهما علاقة جنسية، كان المحامي لا يقدر على فراق ياسمين وكذلك هي لذا فكرت ياسمين بالانفصال عن عبدالله كي تتزوج المحامي لذا بدأت تختلق المزيد من المشاكل مع عبدالله لتصل معه إلى طريق اللاعودة..،

كان عبدالله يغادر شقته الساعة السابعة والنصف صباحاً وما تكاد الساعة تشير إلى الثامنة حتى يأتي المحامي ويفتح باب شقة عبدالله ويدخل إليها حيث تكون ياسمين في استقباله.

بدأت زيارات المحامي إلى شقة عبدالله تثير انتباه الجيران خاصة أن المحامي كان يأتي إلى شقة عبدالله بلباسه (المعروف) وهكذا أصبح دخوله إلى البناية وفي الساعة الثامنة صباحاً مثار شك من سكان الشقق المجاورة، لذا تبرع أحد الجيران أن يقوم بإبلاغ عبدالله عما يحدث في شقته، وعندما عرف أن واحداً من جنسية (...) يزور شقته أحس بأن زوجته تخونه لذا قرر أن يراقبها، وبينما كانت ياسمين نائمة أخذ زوجها هاتفها النقال مستعرضاً المكالمات التي استقبلتها والمكالمات التي تسلمتها والرسائل فلم يجد شيئاً غير عادي، اطمأنت نفسه بعض الشيء لكنه قرر أن يراقبها.

كان يخرج من شقته في موعده المحدد وينتظر في مكان قريب من الشقة لكنه لم يلاحظ أحداً من الجنسية (...) يدخل أو يخرج من البناية استمرت مراقبته ثلاثة أيام فوجد أن كل الأمور عادية فقال في نفسه هذا الجار الذي وشى بزوجتي إنسان سيء فلعله حاول معاكستها وعندما لم تستجب له حاول أن يلفق لها هذه التهمة الشنيعة.

في يوم التقى عبدالله مع جاره في المصعد فأبدى عبدالله امتعاضه من تصرفات جاره وأخبره بأن زوجته إنسانة شريفة وانه لن يقبل أن يقوم أي إنسان بتشويه سمعتها هنا قال الجار إن الشخص ذاته يتردد على الشقة وأنه (أي الشخص) يحمل مفتاح الشقة في جيبه لأنه يفتح الباب رأساً ولا ينتظر أحداً ليفتح له من الداخل، أحس عبدالله بأن الدماء تغلي في دماغه لذا قرر مراقبة شقته من جديد خاصة وأن الجار أعطاه أوصاف الشخص الذي يأتي إلى شقته في غيابه استمرت المراقبة ثلاثة أيام نسي فيها عبدالله الذهاب إلى الشركة التي يعمل فيها، وكانت حالته النفسية مدمرة فلا هو قادر على سؤال زوجته حتى لا تنتبه إلى أنه عرف علاقتها بشخص آخر، ولا هو يرى هذا الشخص ليعرف الحقيقة.

أحس عبدالله بألم الشك يمزق صدره وبينما هو سابح في بحر من العذاب اللانهائي لاحظ سيارة فخمة من طراز (...) تقف أمام العمارة التي يسكن فيها وينزل من السيارة رجل بذات الأوصاف التي أخبره بها الجار، في لحظة من اللحظات فقد عبدالله الإحساس بالوجود وفقد القدرة على الرؤية حتى أصبح يشك بأنه أعمى، نزل الرجل واتجه نحو مدخل العمارة وهنا نزل عبدالله من سيارته واقترب منه دون أن يشعر بها نظر عبدالله جيداً فعرف بأن هذا الرجل هو المحامي.

ترى هل يكون المحامي هو الذي يتردد على شقته في غيابه وهنا بدأ يسترجع كل شيء فقد عرفت زوجته المحامي عندما كان هو في السجن، ثم ان المحامي عرض عليها العمل في مكتبه لتكون قريبة منه وليكون لقاؤهما شرعياً في هذه الأثناء كان المصعد قد وصل وحمل المحامي إلى الدور الذي يسكن فيه عبدالله فانتظر نحو (10) دقائق كانت كأنها الدهر كله لكنه كان يريد من هذا الانتظار ان يضبط المحامي وزوجته في حالة تلبس.

ذهب عبدالله إلى شقته حيث حاول فتح الشقة إلا انه وجدها مغلقة من الداخل عندها اضطر لان يقرع جرس الباب بعد نحو خمس دقائق جاءت زوجته وفتحت الباب كان يبدو عليها الارتباك وعندما سألها عن سبب تأخرها في فتح الباب قالت له بأنها كانت نائمة، ثم سألته عن سبب عودته فقال لها بأنه نسي محفظته وجاء يبحث عنها، نظر عبدالله في الصالون وفي الغرفة المقابلة فلم يجد أحداً ثم دخل المطبخ والحمامين فلم يجد أحداً أحست زوجته بان عبدالله يبحث عن شيء آخر غير المحفظة فقالت له ماذا تريد وعن ماذا تبحث؟

فقال لها عن المحفظة ذهب عبدالله إلى غرفة نومه فوجدها مغلقة من الداخل فقال لزوجته لماذا الغرفة مغلقة فقالت له بان المفتاح مكسور في الثقب وإنها أرسلت إلى البواب حتى يصلحه ترك عبدالله باب الغرفة وذهب إلى المطبخ، ووضع سكيناً كبيرة تحت قميصه وعاد مرة ثانية إلى غرفة النوم حاول عبدالله جاهداً أن يفتحها لكنها كانت مغلقة فما كان منه إلا أن ضرب الباب بكتفه مرتين وثلاثاً حتى كسره وعندما انفتح الباب وجد المحامي يجلس في سريره، عندما شاهد عبدالله المنظر لم يتمالك نفسه حيث هجم على المحامي وبدأ يضربه بالسكين التي كانت معه حاول المحامي ان يهرب لكن عبدالله كان وقفاً عند الباب حتى لا يترك للمحامي مجالاً للهروب، كانت السكاكين تنهال على المحامي حاملة معها حقد عبدالله على زوجته وكرهه للدنيا وعلى الأيام التي قضاها معها وعلى اليوم الذي أحبها فيه، ورغم أن المحامي كان يحاول الاحتماء من سكين عبدالله بالوسائد والألحفة إلا أن السكين وصلت إلى معظم أنحاء جسمه حتى وقع على الأرض مدرجاً بدمه أحس عبدالله بأنه نفّس عن غضبه بقتله للمحامي وهنا بدأ يبحث عن ياسمين لينال منها هي الأخرى إلا انه لم يجدها فقد هربت من الشقة أثناء العراك الذي كان دائراً بين عبدالله والمحامي، جلس عبدالله على الأرض بجانب جثة المحامي وهو يسأله لماذا دمرت حياتي!!

هل كنت بحاجة إلى مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكلي كي تأتي في طريقي كي أقتلك... بخطى متثاقلة ذهب عبدالله إلى الهاتف حيث اتصل بالشرطة مبلغاً عن عملية قتل كان هو أحد أطرافها، حضرت الشرطة وسيارة الإسعاف حيث وجدوا عبدالله في انتظارهم وبدأ المصور التابع للبحث الجنائي يلتقط صوراً للمحامي وللغرفة وللشقة ثم رجع لالتقاط صورة للسكين التي كانت بالقرب من رأس المحامي.

اقترب المصور كثيراً من السكين فلاحظ أن بعض الشعرات في شنب المحامي تتحرك ببطء حيث أخبر المسعفين بأن الرجل حي تم استدعاء طبيب على عجل في الوقت الذي بدأ فيه المسعفون في تنشيط القلب حيث كان المحامي فعلاً لا يزال حياً، تم نقل المحامي إلى غرفة العناية المركزة حيث أجريت له جراحة عاجلة ورغم مرور أكثر من عشرين يوماً إلا أن المحامي لا يزال في وضع حرج وفاقداً للنطق أما ياسمين فقد اختفت عن الوجود ولا تزال، رغم البحث الحثيث عنها

هذه القصة حقيقية ووقعت في احد المدن العربية المعروفة
قمنا باستبدال الاسماء حفاظاً على خصوصية اصحابها



إعدادات القراءة


لون الخلفية