كانت "مها" تعمل معلمة في إحدى المدارس، وهي متزوجة من "أحمد"، رجل طيب وهادئ، ولديهما ثلاثة أطفال. كانت حياتهما تبدو مثالية، فقد كانا يعيشان بسعادة واستقرار، وكانت مها توازن بين عملها وحياتها الأسرية بنجاح. ومع ازدياد مشاغل الحياة، قررت مها استقدام خادمة لتساعدها في الأعمال المنزلية والاهتمام بالأطفال خلال غيابها في المدرسة.
كانت مها تطمئن على منزلها وأطفالها باستمرار من خلال الاتصال بالهاتف، وكل شيء كان يسير على ما يرام. لكن الأيام كانت تحمل في طياتها مفاجأة قاسية لم تكن مها تتوقعها أبدًا.
في أحد الأيام، حاولت مها الاتصال بمنزلها كعادتها، لكنها لم تتلقَ أي رد. تكرر هذا الأمر لعدة أيام، وبدأ القلق يتسلل إلى قلبها. لم يكن من الطبيعي ألا يرد أحد على الهاتف، خاصة مع وجود الخادمة في المنزل. قررت مها مواجهة الخادمة وسألتها عن السبب، لكن ما سمعته كان بداية لكشف حقيقة مرعبة.
قالت الخادمة ببراءة: "الزوج يدخلني أنا والأطفال إلى إحدى الغرف ويقفل علينا الباب، ويطلب منا عدم الخروج حتى قبل عودتك من العمل بساعة." شعرت مها بالصدمة، وبدأت الشكوك تسيطر عليها من كل جانب. لماذا يقفل زوجها الباب على الخادمة والأطفال؟ ماذا يفعل خلال تلك الفترة؟
عزمت مها على كشف حقيقة ما يحدث في منزلها. طلبت من الخادمة أن تخفي هاتفها المحمول في الحجرة وتقوم بالاتصال بها عندما يطلب منها زوجها دخول الغرفة. وافقت الخادمة، ووعدتها بتنفيذ الخطة.
وفي صباح أحد الأيام المشؤومة، جاء أحمد وطلب من الخادمة أن تأخذ الأطفال إلى الحجرة كالعادة، وأقفل الباب عليهم. قامت الخادمة بالاتصال بمها وأخبرتها بما حدث. لم تتردد مها في الانطلاق نحو منزلها، وداخلها مزيج من الخوف والغضب والقلق.
وصلت مها إلى المنزل وهي تشعر بتسارع نبضات قلبها. بدأت بالبحث عن زوجها في جميع أنحاء المنزل، حتى وصلت إلى غرفة النوم. كانت تتمنى ألا تجد أحدًا هناك، لكنها كانت تعلم في أعماقها أن الأمور لن تكون كما تتمنى.
فتحت الباب ببطء، وما رأته جمد الدم في عروقها. كان زوجها في سريرها، مع امرأة أخرى. لم تكن المصيبة فقط في وجود امرأة أخرى، بل كانت الكارثة الحقيقية أن تلك المرأة لم تكن سوى والدتها.
شعرت مها بأن العالم ينهار حولها. خانها زوجها ليس فقط مع امرأة أخرى، بل مع والدتها التي كانت تعيش معها في نفس المنزل. تلك اللحظة كانت أكبر من أن تتحملها. أصيبت بانهيار عصبي فورًا، وجثت على ركبتيها عاجزة عن التنفس أو التفكير.
نقلت مها إلى المستشفى بعد أن فقدت الوعي. أصيبت بانهيار عصبي شديد كاد أن يودي بحياتها. كانت تعيش في حالة من الصدمة والحزن الذي لا يمكن وصفه. كيف يمكن للزوج الذي أحبته ووثقت به أن يخونها بهذه الطريقة؟ وكيف يمكن لأمها التي كانت تعتبرها ملاذها الآمن أن تكون شريكة في هذه الخيانة القاسية؟
مرت الأيام، وكانت مها تتلقى العلاج النفسي، لكن الجرح الذي تركه هذا الحادث في قلبها كان عميقًا لدرجة أنه لم يندمل بسهولة. أصبحت حياتها مليئة بالألم والحسرة، وتغيرت إلى الأبد. لم تعد مها تلك المرأة القوية والمستقرة، بل أصبحت شخصًا مكسورًا يحاول بصعوبة أن يجمع شتات نفسه.
إن خيانة أحمد لمها لم تكن مجرد خيانة زوجية عادية، بل كانت خيانة تضرب في عمق الروابط الأسرية والإنسانية. خيانة من أقرب الناس إليها، من زوجها ووالدتها، تركت ندوبًا لا تمحى في قلب مها. هذه القصة ليست مجرد حكاية عن الغدر، بل هي درس قاسٍ عن مدى بشاعة الخيانة عندما تأتي من أشخاص نعتقد أنهم لن يخونونا أبدًا.
اليوم، تستمر مها في علاجها النفسي، لكنها تعلم أن الجرح الذي خلفه هذا الحادث لن يشفى أبدًا. لم تعد تثق في أحد، وأصبحت تخشى كل من يقترب منها. إنها تعيش الآن في ظل تلك الذكرى القاتلة، تحاول أن تجد طريقة لمواصلة حياتها رغم الألم الذي لا يزال يلاحقها.