كان "سعد" رجلًا متزوجًا وأبًا لعدة أطفال، يعيش حياة عائلية مستقرة في الظاهر. لكن، كغيره من الناس، كان يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع العالم الخارجي. خلال تصفحه لمنصة "فيس بوك"، تعرف سعد على فنانة معروفة كان معجبًا بها منذ فترة طويلة. بادر سعد بالتواصل معها باعتباره مجرد معجب، ولم يكن يتوقع أن تتطور الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك.
تجاوبت الفنانة مع رسائله بشكل غير متوقع. بدأت بينهما محادثات طويلة استمرت لأيام، ثم أسابيع. خلال هذه الفترة، أوهمته بأنها مهتمة به، بل وعرضت عليه الزواج رغم أنها كانت متزوجة. كانت كلماتها مغرية وجذابة، مما دفع سعد إلى التفكير بجدية في هذا العرض غير المتوقع.
بعد فترة من التراسل، اتفق سعد والفنانة على اللقاء في بلد عربي. سافر سعد إلى هناك، مفعمًا بالحماس والتوتر في نفس الوقت. عندما وصل، التقى بها، وقضيا عدة أيام معًا في تلك البلد. خلال تلك الأيام، بدأ سعد يكتشف بعض الحقائق المزعجة. لاحظ أنها لم تكن تعامله بالاهتمام الذي كان يتوقعه، وكانت تتلقى اتصالات مشبوهة من رجال آخرين. بمرور الوقت، أدرك سعد أنه لم يكن الوحيد في حياتها، وأنه كان ضحية لخداع كبير.
عاد سعد إلى بلده محبطًا ومشوشًا. بعد انتهاء الرحلة، انقطعت الفنانة عن التواصل معه بشكل مفاجئ. أدرك سعد أنه كان مجرد عابر سبيل في حياتها، وأنها تلاعبت به كما فعلت مع آخرين قبله. قرر سعد التكتم على الحكاية برمتها، مدركًا أن لا أحد سيصدق روايته. عاد إلى عائلته، وقد أدرك قيمة زوجته وأبنائه أكثر من أي وقت مضى.
في قصة أخرى، روت "فاطمة آل عمرو"، الإعلامية المعروفة، عن شقيق صديقتها الذي وقع في فخ الخيانة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كان شقيق صديقتها متزوجًا من صاحبة صالون تجميل، وهي امرأة مطلقة في الثانية والأربعين من عمرها. رغم فارق السن بينهما، كان زواجهما في البداية يبدو مستقرًا، لكنه سرعان ما بدأ يشك في تصرفاتها الغريبة والمتكررة.
كانت المرأة تختلق له الكثير من المشاكل، وتتصرف بطرق تثير الريبة. نصحته شقيقته بأن ينشئ صفحة مزيفة على "فيس بوك" ويستخدم صورة صديقه لإخفاء هويته الحقيقية. بعد فترة قصيرة، بدأت المرأة ترسل له رسائل غرامية على الحساب المزيف، مدعية أنها في السابعة والعشرين من عمرها. طلب منها موعدًا، فوافقت على الفور.
قبل الموعد بنصف ساعة، ذهب الرجل إلى المطعم الذي كان من المفترض أن يلتقيا فيه. هناك، رأى زوجته برفقة صديقاتها بلباس فاضح ودون حجاب، في مشهد صدمه. كانت المرأة التي ادعت أنها تحبه وتعتني به تخونه مع آخرين أصغر سنًا. لم يستطع تحمل المشهد، فقرر مواجهتها في الحال. اصطحب صديقه معه لمواجهة الخائنة، وأنهى زواجه منها في نفس اللحظة.
كانت تلك اللحظة نقطة تحول في حياته، حيث اكتشف الوجه الحقيقي لزوجته المخادعة. قرر بعدها أن يمضي قدمًا في حياته دون النظر إلى الوراء.
بينما ترى الإعلامية "فاطمة آل عمرو" أن وسائل التواصل الاجتماعي قد سهلت الخيانة الزوجية ووفرت بيئة خصبة لها، تختلف الإعلامية "البندري سعود" معها في الرأي. ترى البندري أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست بالضرورة سببًا في الخيانة، بل يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز التواصل بين الزوجين. وتعتقد أن الخيانة تنبع من الشخص نفسه، وليس من الأدوات التي يستخدمها.
تؤكد البندري أن التواصل المفتوح بين الزوجين يمكن أن يمنع مثل هذه الخيانات، حيث تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للزوجين فرصة لفهم جوانب جديدة من شخصيات بعضهما البعض. ومع ذلك، فإن كل قصة خيانة تكشف عن جانب مظلم من العلاقات التي تعتمد على الأكاذيب والخداع.
في النهاية، تكشف هذه القصص عن الجانب المظلم للتكنولوجيا الحديثة عندما تُستخدم بشكل غير صحيح. الخيانة ليست وليدة عصر معين، لكنها أصبحت أكثر تعقيدًا وانتشارًا في عصرنا الرقمي. ومع ذلك، يبقى الخيار في أيدي الأفراد: هل يستخدمون هذه الأدوات لتعزيز علاقاتهم، أم يسقطون في فخ الخيانة والخداع؟
تبقى وسائل التواصل الاجتماعي مجرد وسيلة، وما يحدد طبيعة استخدامها هو القيم والأخلاق التي يتحلى بها الأفراد. فما بين قصص الحب والخيانة، تتجلى حقيقة واحدة: الثقة هي الأساس، وعندما تُخترق، تتداعى كل القيم التي بنيت عليها العلاقات.