الجزء 1

الفصل الأول
"تظنينها انتى صدفة اول لقاء واظنها أنا الحياة "
....
انقطعت انفاسها من كثرة الجرى ،بصعوبة بالغة استطاعت الفرار من السائق الخاص الذى عينه والدها لها ...لا تدرى احقا عينه ملازم لها لمهارتها الضعيفة فى القيادة والتى كادت ان تؤدى بها الى اكثر من حادث ام أنه يود مراقبة تحركاتها....
وان كان الاحتمال الثانى هو الأرجح فانها لن تكف مرارا عن الهرب منه وتضليله ربما لعدة ساعات تشعر بها انها حرة خارج تلك الأسوار والقيود التى يفرضها عليها والدها تناسبا مع طبقتهم المخملية
كيف لا وهى ابنه "زين الدين الهاشمى " رجل الاعمال المعروف ...
ولكن بحكم فترة المراهقة التى تعيشها ...ترغب فى الحرية والانطلاق تشعرها تلك القيود بانها مثل العرائس فى احد العروض المسرحية يحركها والدها كيف يشاء ...
هكذا هى الصورة التى كونتها فى عقلها الباطن ..
وها هى تضلل السائق باحدى اكاذيبها مثل كل مرة حتى تختلس بعض الوقت لمقابلته ...
كيف لا وهو اول دقة قلب لها ...
لم تهتم بأمر قدماها التى صارت تؤلمها من كثرة الجرى فى هذا الجو الحار ...كل ماتفكر به هى ان تصل الى استاد كرة القدم حيث مباراة حبيبها لاعب الكرة المبتدأ ...
وصلت الى الاستاد ...
وكان اصدقاؤه ينتظرونها ايضا وعلامات الاحباط ترتسم على وجوههم.
هتفت "ريحانة "بتساؤل وهى بالكاد تلتقط انفساها
:طمننى ي عمر كام كام
هتف عمر بضيق :لسة صفر صفر ..انا مش فاهم من الغبي اللى يعمل ماتش مهم زى دا فعز الحر ..
دا لو قاصد يخسرهم مش هيعمل كدا
انتاب ريحانة القلق فهى مباراة مهمة لحبيبها "باسل "
ان فاز سيحصل على مكافئة مالية ضخمة وسيتم اختياره للسفر والاحتراف فى الخارج وعندها تتحسن اوضاعه المالية والاجتماعية ويتقدم بطلب الزواج منها -كما يزعم -
وتتحرر هى من قيود والدها
القت نظرة على الملعب لتجد باسل يتصبب عرقا والتعب بادٍ على وجهه لم يبق ايضا فى وقت المبارة الكثير والارهاق مسيطر على لاعبي كلا الفريقين ليس فريق باسل فقط ..
لا منافسة شديدة ...لا حماسة فى اللعب ..كل منهم يعلم ان هذا تحصيل حاصل كما كف الجمهور ايضا عن التشجيع لا طاقة لهم فى هذا الجو
لن تترك كل شي يضيع من اجلها حسنا انها فكرة متهورة ولكن الامر يستحق
رمت حقيبتها على احدى صديقاتها
:نرمين امسكى الشنطة دى
ردت نرمين بملل :ليه انتى راحة فين
ريحانة :ملكيش دعوة خليها معاكى وخلاص
وضعتها نرمين بجانبها باهمال
اما ريحانة فركضت الى اسفل حيث رشاشات المخصصة لرى الملعب
كانت تنسل من بين الحاضرين بجسدها الصغير دون ادنى مجهود يذكر
اتجهت الى حيث مكان الشراشات وقامت بتشغيل نظام الرى الآلى فانفتحت المياة على الاعبين
تخفف من حدة هذا الجو الحر
كان لتلك الرذاذات التى بللت وجوههم مفعول السحر
اتسعاد الجميع نشاطهم
انتبه حرس الملعب تلك المهزلة التى حدثت من قبل تلك الجنية الصغيرة ..
امسك بها احد الحراس :ايه اللى حضرتك بتعمليه دا ضد القوانين
ازاحت يده من عليها وهتفت باستماته :والى يخليكو تعملو ماتش مهم زى دا فساعة زى دى برضو ضد القوانين ...
قوانين الانسانية ي حضرت
ومعتقدش ان شوية مية اتشرو عالاعيبة يبقو جريمة انتو مش ممكن تكونو بشر
واتجهت الى حيث صفوف الجماهير المشجعة لفريق باسل وامسكت بالميكروفون الخاص بالتشجيع ...
:يلا ي رجالة عاوزين تشجيع متسكتوش يلاا
من تالتة شمال بنهز جبال وباعلى صوت دايما بنشجع الابطال
فريق كبير فريق عظيم اديلوا عمرى و برضوا قليل
اووووة اووووة اووووووووووووة اووووة اوووووة اووووووووووووووووة
اخذ الجميع يردد ورائها والتقطت اذنى باسل صوتها فعرف على فور صاحب حركة المياة تلك فهمس بينه وبين نفسه
:والله مجنونة ...
وفى غضون ربع ساعة
انطلقت صافرة الحكم تعلن عن انتهاء المبارة
بفوز فريق باسل
هدف مقابل لا شئ ..
هتف عمر بفرح :والله انا مش مصدق ي ريحانة فالكام دقيقة اللى جيتيهم دول الوضع اتغير ...
هتفت الاخرى بغرور :اوعى ابدا تستهين بريحانة الهاشمى
اخذت تراقب بسعادة تهنئة الفريق الفائز وتركت مقاعد المشجعين منتظرة قدوم حبيبها
لمحته يأتى من بعيد مع بعض اعضاء فريقه
وما ان لمحها حتى اعتذر منهم بلطف
هتفت هى بحماس
:الف الف مبروك ي حبيبي انا مبسوطة اووى
مال عليها ليختطف قبلة سريعة من وجنتها
فرجعت هى الى الوراء سريعا
واردفت بضيق :ايه الىى انت بتعمله دا ي باسل
-ايه ي حببتى مش بنحتفل بالفوز
تابعت هى باستنكار :وانا قلتلك كتير اووى مبحبش الطريقة دى ولو انت مش عايز تتعامل غير كدا انا اصلا همشى
امسكها من معصم يدها وادارها له قبل ان تمشى
-انا اسف بس الحماس خدنى انتى عارفة الماتش دا كان مهم اد ايه بالنسبالى
اطلقت تنهيدة خفيفة فهو حبيبها ولا يمكن ان تحزن منه ابدا
:خلاص بس اخر مرةتعمل الحركات دى
اومأ برأسه فى طاعة وسرعان ما تذكر
:بس ايه الحركة المجنونة الىى انت عملتيها دى
-فكرتنى صحيح ...دا انا كنت هعمل اكتر من كدة كمان حد يلعب ماتش فالساعة دى
-مش بمزاجنا ي ريرى انتى عارفة كلو بمزاج راعى الماتش
-و يعنى عشان هو راعى الماتش يمرمطكوا كدا دا
واحد مش محترم صحيح
-وهوا عشان المعاد مش على مزاج سيادتك بقيت واحد مش محترم !!
التفتت على الصوت الغريب
لتجده شاب فى اوائل الثلاثينات يرتدى بذلة انيقة
ويضع نظارة شمسية لتكمل طلته التى تنم عن الهيبة
تلجلجت فى كلامها وهى تتسائل :ان..انت مين
اتاها صوته القوى والواثق
:عاصم حداد الراعى الرسمى للمبارة...والمش محترم اللى كنتى بتتكلمى عنو
:ان..انا مقصدتش...
-اومال قصدتى ايه عرفينى ..
لازم تعرفي ي آنسة ان دى مواعيد حكام والخبير اللى بيجى يشوف اداء الاعيبة ...مش بمزاجنا ولو حتى بمزاجنا اللى مش غاوى ومش عايز الفرصة دى ميلعبش ...لكن مش هنستنى الجو يتعدل عشان اى حد
اوصلتها كلماته الى حالة الغضب...مين يظن نفسه هذا حتى يتحدث بذاك التعجرف
كادت ان ترد عليه ريحانه
ولكن سبقها صوت باسل يتحدث ببعض المرح
:حرا ايه يعم عاصم انت هتتكبر عليا انا كمان ريرى متقصدش
رد عاصم ياستنكار :ريرى !!!
هتفت ريحانة بغضب :جرا ايه ي استاذ انت مش عاجبك الاسم ولا ايه مالك كدا
باسل :خلاص ي عاصم ريحانة متقصدش ..
هتف كلا من ريحانة وعاصم بصوت واحد :
مين دا ي باسل
مين دى ي باسل
باسل :بسم الله الرحمن الرحيم انا خفت والله
دى ريحانة حبيببتى
ودا ي ريرى عاصم صاحبي وراعى الماتش
تابع عاصم باستفزاز :حبيببتك يعنى ايه مخطوبين يعنى !؟
باسل :لا يعنى حبيببتى مرتبطين كدا مش مخطوبين
:ااااه ماشى معاها يعنى !؟
احست ريحانة بالاهانة من كلامه ..وكان من المفترض ان ينهره باسل ايضا ولكنه لم يفعل ..
ريحانة :اعتقد دى حاجة متخصكش انت مش والى امرى ولا ليك حكم على تصرفاتنا الوقت اتأخر ي باسل ان ماشية
:راحة فين بس هو احنا مش هنخرج نحتفل برا !!!
سحبته من يده مسافة قليلا حتى لا يسمعها هذا الكائن -المستفز من وجهه نظرها -
:لازم امشى انا اصلا بالعافية عرفت اهرب من عم محسن السواق ومفهماه انى عندى محاضرة لازم فخلال نص ساعة اكون فالجامعة والا هيشك فيا ويقول لبابا
-اوووف ي ريحانة بقي انا زهقت من الوضع دا
انتى مبتقفيش معايا نص ساعة على بعض
-خلاص بقي ي باسل يعنى اعمل ايه يعنى هو بمزاجى
-ما هو دا اللى انت قادرة عليه هعمل ايه بس ..
لكن انك تقفي لباباكى وتقنعيه انو يخف عليكى شوية مفيش ...عارفة ليه عشان انا بحب واحدة ضعيفة
هتفت ريحانة مدافعة عن نفسها :انا مش ضعيفة وانت عارف كدا كويس
لو كنت ضعيفة مكنتش عرفت ابقي معاك دلوقتى وانا بجرى مسافة اد كدا من غير موصلات للمكان دا بطل كل شوية تقولى كدا
دا ابويا بالمناسبة حتى لو مكنتش بحب معاملته ليا
حاول باسل تلطيف الجو الذى على ما يبدو شحنه بالانفاعلات بدون قصد
:على فكرة انا مقصدتش
-لا قصدت ي باسل انت اصلا مش مقدر وقفتى هنا فاللحظة دى معرضة نفسى للخطر ازاى
السواق لو اكتشف انى مش فمحاضرة ابويا مش هيرحمنى
-الوضع دا مش هيستمر كتير ي حببتى متقلقيش بكرة اجى اتقدملك ومحدش يحكم عليكى غيرى
بدت كلماته كالمخدر بالنسبة لها ...
يعرف كيف يستخدم تلك الجملة عندما تصل بينهم المشادات الى طريق مقفول ...
-انا لازم امشي
باسل :طب هتيجى بالليل الديسكو ..
ريحانة :هشوفلها صرفة يلا سلام
عادت الى نرمين اخذت حقيبتها وعادت تجرى بكل ما اوتيت من قوة الى الجامعة تسابق الزمن حتى تصل فى ميعاد انتهاء المحاضرة ...
وعلى الجانب الاخر
هتف باسل بضيق :جرا ايه ي عاصم كان لازمتهم ايه البؤين الحامضانين دول
ايه ماشى معاها دى
عاصم بلامبالاة :اعتقد علاقة بين ولد وبنت
وعلى ما يبدو من ورا أهل البنت
وحط تحت من ورا أهل البنت دى 100خط يبقي ميتقالش عليها غير ماشيين مع بعض مهما اختلفت المسميات اللى عاوز تزوقها بيها
بقولك انكم مرتبطين وبتحبو بعض
-معلش ما انا عارف كلامك دا انا مش ابن امبارح بس انت لو قاصد تطفشها منى مش هتعمل كدا
ثم تابع بسخرية
وبعدين متحسسنيش انك جاى من برنامج الرضا والنور انت تاريخك كلو عندى
عاصم بثقة :اه ي حبيبي بس عمرى ما عشمت واحدة بالجواز زى ما بتعمل
الا هو صحيح انت هتتجوزها فعلا
توتر باسل اثر هذا السؤال :ها....اه اه طبعا
بقولك ايه مش هنشوف الخبير ولا هو مش فاضيلى النهاردة ..!!
عاصم :لا فاضى تعال واخليك تقابلو
.......
شايف شايف ي عمر الماتش خلص بقالو نص ساعة وبسلامته لسة مطلعش
اخذ عمر يتجرع من عصيره البارد باستفزاز
بعد ان غادرا الملعب واتجها الى احد الكافيهات الملحقة بالاستاد
-وانتى مالك متضايقة كدا ليه...نيرمو احنا مش اتفقنا نفكنا من شغل الاطفال دا بقي ..انتى عارفة انهم بيحبو بعض
رد عليه بتهكم :اه صدقت ..بس باسل صاحبي قبل ما يكون حبيبها واجب يتصل يطمنى عن مقابلته مع الخبير قبل ما يقولها هى
اتاها صوته القوى والواثق
:وباسل فعلا مقالش لحد لسة
كان قد بدل ملابسه الرياضى بملابس آخرى كاجوال
عمر :طب ما تطمنا يسطا الخبير اختار مين
عدل باسل من وضع ياقته بطريقة درامية
:تفتكر ممكن يختار حد من الفريق غيرى
نيرمين بتحفز :يعنى ....
باسل :يعنى كلها مسألة وقت واسافر دبي
وبدون مراعاة لوجود عمر قفزت تحتضن باسل بقوة وهى تضحك من الفرح وهو الآخر بالمثل
تطلع عمر الى هذا المشهد بمئات من علامات الاستفهام
لو لم يكن يعلم بعلاقة باسل وريحانة لكان يجزم فى تلك اللحظة ان ما يراه ليس مشهد عناق اخوى بل هو مشهد غرامى بين ابطال احد الافلام الرومانسية
عمر ببلاهة :ودا اسمه ايه ان شاء الله !!!
تدارك الاثنان وجود عمر
فحمحما بحرج
باسل :مالك فى ايه ما انا اوبن مايند وبحضن وببوس عادى
نيرمين :اه ي عمر عادى
يلا ي شباب بقي انا همشى عشان بصراحة الشمس كلت دماغى
عمر :بقولك استنى هشوفك فالديسكو بالليل عشان نحتفل بالكابتن دا
انفرجت شفتاها لا اراديا :اكيد معقول افوت مناسبة زى دى
تركتهم ورحلت بقي باسل يتطلع فى أثرها حتى رحلت وافاق على صوت عمر
:على فكرة لو مكنتش متأكد من علاقتك انت وريحانة كنت شكيت فيكو بعد حضن المطارات دا
باسل :مين ...!!....نيرمين ..انت باينها الشمس لحسن دماغك يعمر
يلا عشان نتغدا انا واقع من الجوع وبصراحة حاسس انى اقدر أكل خروف دلوقتى
منحه عمر غمزة خفيفة :حقك يعم مين ادك ...الناجح يرفع ايده برضو
........
بصعوبة بالغة استطاعت الوصول الى الجامعة
ودخلت خلسة من الباب كانت المحاضرة انتهت منذ ربع ساعة ،تلفتت حولها لتجد صديقتها يارا تجلس على السلم وتتأفأف بضيق وما ان لمحت ريحانة حتى هرولت اليها بغضب
:حرام عليكى ي شيخة بقي انا تعبانة وهموت واروح ومش عارفة اخرج كل دا عشان عم محسن ميشوفنيش
ريحانة وهى تلتقط انفاسها التى انقطعت من شدة الجرى :انا اسفة والله بس مش قادرة ..انا جريت كتير النهاردة
يارا :على فكرة انا زهقت كتير من انى انصحك
ي ريحانة اسمعينى عمو زين لو عرف مش هيرحمك دا غير انو حرام ربنا سبحانه وتعالى قال "ولا متخذات اخدان" يعنى حتى الصداقة بين ولد وبنت الاسلام مش بعترف بيها
ما بالك علاقة حب وغراميات
انت من ساعة ما تعرفتى عليه بقيتى تعملى حاجات كتير غلط ...بتكدبي وتهربي وتلاوعى مش دى ابدا ريحانة عشرة عمرى ...
ريحانة بحزن :يارا ارجوكى مش هتبقي انت والزمن عليا ...
انا من يوم موت ماما وانا عايشة لوحدى لولا دادا سعاد كان يتقال عليا فعلا مقطوعة من شجرة
ميغركيش فلوس بابا صحيح انا معايا كل اللى بطلبه بس انا عايزة حنانه هو مش بيشوفنى خالص غير عالسفرة
كل هامه انه يفضل حابسنى فسجن وخلاص
محدش حنين عليا غير باسل وبعدين والله صدقينى ي يارا هو هيجى يتقدملى هو وعدنى
يارا بحب :انا مش بهاجمك ي حبيببتى انتى عارفة معنديش صحاب غيرك انا بس خايفة عليكى ومش عايزاكى تضيعى
ريحانة :بكرة اثبتلك ان باسل مش زى ما انتو فاكرين ...يلا عشان اخلى عمو محسن يوصلك
........
وفى شقة نائية
تجلس سيدة وبيدها مصحف كبيرة وترتدى نظارة لتساعدها على الرؤية ...هى برغم كبر سنها لا تزال مهتمة بقراءة وردها اليومى...كل ما حدث فى حياتها توقن انه ابتلاء من الله واشياء مرتب لها الحدوث ....كان المفترض ان تسمح لهالة الحقد والانتقام ان تبتلعها هى الآخرى ولكن يشهد الله ان ليس فى قلبها ذرة حقد عليه برغم انه كان احد الاسباب الرئيسية لما حدث
لم تنسى ربها وستتمسك به حتى لا ينساها هى واولادها تمسكا بقوله تعالى "نسوا الله فنسيهم"
تدعوا الله كل يوم ان يرد ابناؤها عن فكرة الانتقام التى استوطنت عقولهم يكفيها خسائر حتى الآن
دخل عليها وهو يلقي السلام حتى تنتبه لوجوده
اغلقت المصحف ووضعته بجانبه وردت عليه السلام فى هدوء
جلس على كرسى قبالها وتناول كف يدها يقبله فى حنو
-عاملة ايه ي أمى
-فالنعمة يبنى والحمد لله ...انت مش بتجيلى ليه انت واختك خلاص نسيتو امكو
-لا ي أمى متقوليش كدة والله انا بعمل انا واختى عشان نجيب حقك انتى وابويا من اللى اتسبب فموته
صرخت به والدموع تنزل من عيونها :افهم بقي دا قضاء ربنا
صرخ هو الآخر ...لا هو السبب مش هبقي طيب واخد على دماغى زى ابويا...هاخد حقو منو ...هنتقم واخلى عيشتو جحيم وهو عايش ...هوريه الوجع فاغلى حاجة عندو...بنته
............
وصلت ريحانة الى الفيلا وصعدت الى غرفتها تأخذ حمام دافئ تزيل عن جسدها تعب اليوم
خرجت من الحمام وهى تجفف شعرها
سمعت طرق على باب غرفتها وبدون ان تسأل عن هوية الطارق اذنت بالدخول فهى تعرف انها دادا سعاد
سعاد:اي ي نور عيني مش سامعانى بخبط بقالى كتير
ريحانة وهى تمشط شعرها :مسمعتش والله ي دادة كنت باخد شاور وهنام.
سعاد :لا تنامى ايه انتى لسة متعشتيش وبعدين انت شكلك مكلتيش حاجة من الصبح
ريحانة :اه والله ي دادة بس مرهقة اووى مش قادرة لازم انام
توترت سعاد وهى تعرف انها ستثور اثر هذا الخبر :لا ي حببتى هو كدا كدا مش هتعرفي تنامى زين بيه طالب تنزلى تحت عالعشا
ريحانة بلامبالاة :قوليلو نامت مش هتفرق معاه
سعاد :لا دا هو معاه شريكه تحت وقالى لازم تنزلى وحتى لو نايمة صحيها
قذت ريحانة المشط من يدها بغضب :يعنى ايه حتى لو نايمة صحيها ايه معاملة العبيد دى انا تعبانة حرام كدا
وبعدين ايه يعنى شريكه هنا اعمل ايه ما هو بيجى كتير وانا معمريش نزلت سلمت ولا حتى شفته
ربتت سعاد على ظهرها بحنان :معلش ي حبيببتى اقصرى الشر وانزلى يلا عشان منعملش مشاكل
لم ترد عليها ريحانة فاتجهت الى دولابها واخرجت فستان بسيط من اللون الابيض ذو ورود حمراء
سعاد :يلا انا طلعتلك فستان جميل اهو مشى الحكاية ونص ساعة واطلعى نامى يلا بقي متكسفيش
ريحانة :حاضر ي دادة عشان خاطرك
سعاد بفرح :يسلم خاطرك ي حبيببتى
رحلت واغلقت الباب خلفها تاركة تلك المسكينة تنفذ الاوامر ....
.........
تعالت ضحكات عز الدين من غرفة الجلوس
:بس انت مشكلة ي عاصم والله دا الراجل كان فاضلو شوية ويبوس ايدينا عشان نشاركة بعد مة كان رابط على السعر الاولانى
عاصم بثقة :مفيش حد ملوش نقط ضعف ي زين بيه ..وزى ما كان عاوز يستغلنا خليتو يترجانا وبالسعر اللى احنا عايزينه كمان
دخلت ريحانة وهى تحمحم حتى تنبههم لحضورها
عز الدين :تعالى ي ريحانة سلمى
تقدمت منهم فوجدت شاب ذو شعر اسود كثيف وعيون رمادية
يرتدى بنطال باللون الجملى وقميص ابيض
شعرت بأنها رأته من قبل ولكن لم تستطع التميز
مدت يدها لتسلم عليه
فاحتوى هو كفها الصغير وهو يبتسم بخبث فعلى ما يبدو انها لم تتعرف عليه حيث كان بالصباح يرتدى النظارة الشمسية :اتشرفت بيكى ي آنسة ريحانة
شعرت ما ان سمعت صوته ان لدغتها افعي
تعرفت على صوته فور ان تحدث انه ذلك المعتوه صديق باسل ايعقل ان يكون هو نفسه شريك والدها ..هل سيخبره بوجودها فى المباراة صباحا
ماذا سيحدث لها ان عرف والدها انها على تهرب من الجامعة والادهى ماذا سيحدث لها ان عرف بعلاقتها بباسل
ودت لو تركض لغرفتها وتحتمى بها ولكن لن تستطيع التحرك خطوة بدون اذن والدها
اتت سعاد فى تلك اللحظة تعلمهم بان العشاء جاهز
زين الدين :يلا ي عاصم على العشا يلا ي ريحانة
اتته فى تلك اللحظة مكالمة فاستأذن بالرد
ما ان اختفي من امامها حتى شعرت ريحانة ان ساقيها لا تقو على حملها
كادت ان تسقط الا ان ذراع عاصم التقطتها وضمتها ناحيته
نظر فى عيناها بمراوغة :ما انت طلعتى خرعة اهو امال الصبح عملتيلى فيها سبع رجالة فبعض ليه
ريحانة بتلعثم :هو...هو انت
عاصم :انا ايه ما تصلبي طولك شوية ولا عجبك الوضع اللى احنا فيه
دفعته بكل قوتها وهى تردف :انت قليل الادب
عاصم :عارفة انا هعديهالك ليه ...عشان الصدمة بس مكنتش سهلة عليكى والوالد شكلو ميعرفش عن علاقتك بباسل
ريحانة وهى تحاول ان تبدو قوية :لو فاكر انك ماسك عليا حاجة تبقي غلطان السواق شاهد انى مخرجتش من الجامعة وكمان يارا صحبتى يعنى بابا عمرو ما هيكدب كل دول ويصدقك
ضحك بصوت عالى :بجد انت مسلية جدا
انت فاكرة قطة انك شاغلة دماغى اصلا عشان اشوف ابوكى هيصدق ولا لا انتى بالنسبة ليا طفلة ودا لعب عيال يلا ي شاطرة العبي بعيد
ريحانة :ولما انت مش فدماغك انك تقول لبابا بتهددنى ليه
اشار على نفسه ببراءة
انا وبهددك توء توء حاش لله
انا بس بعرفك مترفعيش عينك فيا تانى ازاى
ريحانة :عينى هتفضل طول عمرها مرفوعة وما عاش ولا كان اللى يكسر عينى
عندها كان عز الدين قد انتهى من مكالمته عقد حاجبيه باستغراب عندما وجدهم لا يزالون بغرفة الجلوس
:مرحتوش على العشا ليه
عاصم :ابدا ي زين بيه دا انا كنت بتعرف على الآنسة ريحانة
زين الدين :طب يلا عشان ورانا شغل بعد العشا
سارت بجانبه على مضض وهى تدعو ان يمر هذا العشاء على خير
فعليا هى لا تأكل كانت تحرك الشوكة ب طعامها
بالرغم من انها لم تأكل شيئا منذ الصبح الا ان شهيتها قد انسدت ...تظاهرت امامه بالشجاعة الا انها فى اعماق نفسها تشعر بالخوف
لا بل تشعر بالخوف الشديد من ان يفتضح امرها
والآخر لم يكف عن منحها نظراته الاستفزازية طوال العشاء
ما ان انتهى حتى استأذنت فى الصعود الى غرفتها للخلود الى النوم
ولكن أنى للنوم ان يزورها بعد تلك الورطة
بقيت مستيقظة لعدة ساعات حتى تسللت الى اسفل
تنفست الصعداء عندما وجدته قد غادر بعد ان انهى عمله مع والدها ووالدها وجميع من فالفيلا ايضا خلد الى النوم
رن هاتفها معلنا عن مكالمة من باسل
تهللت اساريرها
واجابت بحب :حبيبي انت لسة منمتش
سمعت على الطرف الآخر صوت ضوضاء استطاعت ان تميز بينهم صوت الاغانى
باسل بصوت عالى حتى تسمعه :انام ايه ي ريرى انا فالديسكو اتأخرتى كدا ليه
ريحانة بتلعثم :دي...ديكسو !!! ديسكو ايه
باسل بحنق :لا بقي هتقوليلى انك نسيتى مش هعديها وربي احنا متفقين هتيجى ليا الديسكو باليل ونحتفل
ريحانة :ب...بس!!!
باسل بحسم:مبسش زمان ابوكى انام اتصرفي وتعالى يلا مستنيكى هبعتلك العنوان ...
واغلق الهاتف بوجهها حتى يقطع عليها خط الرجعة
فكرت سريعا الفكرة متهورة ولكن ايضا قد نام الجميع وان خرجت ساعتين فقط واتت لن يشعر احد
ولكن ايضا الوقت متأخر وهى متعبة وبشدة
حسمت امرها ستخرج حتى لا يغضب عليها باسل وينعتها بالضعيفة فلتبدل اولا ثيابها بشيء اكثر راحة كى يساعدها على الحركة
وعلى الجانب الآخر ابتسم بخبث وهو يهمس بينه وبين نفسه :نبتدى بقي الشغل
...........
وصل الى قصره ليلا
قامت الخادمة بتحيته :عاصم باشا احضر لسعادتك الأكل
عاصم :لا متحضريش انا اتعيشت برا انا طالع انام
الخادمة :بس...فى حاجة عايز اقول لحضرتك عليها
عاصم :بسرعة عشان مش فاضى
الخادمة :انا نضفت جناح سعادتك بس هو الملحق هيفضل كدة من غير تنضيف
برزت عروق يده من الغضب :قلت مليون مرة الملحق محدش له دعوة بيه ولا حد يجى جنبه
ولو جبتى سيرته تانى اعتبرى ملكيش شغل هنا
هزت رأسها بطاعة وانصرفت من امامه حتى تتفادى غضبه
صعد هو الى جناحه
واخرج من سلسلة مفاتيحه مفتاح صغيرة
فتح غرفة متصلة بجناحه واضاءها اضاءة خفيفة
ليظهر امامه عشقه
جميع جدران الحائط مزينة بصورها تارة تضحك وتارة تبكى وتارة شاردة
اخرج من جيبه الصورة التى التقطها اليوم لها وهى تشجع فى المباراة وثبتها بدبوس على الحائط
:سنتين ي حبيببتى وانا خايف عليكى حتى من نفسى عشان لسة صغيرة يقوم يجى واحد زى باسل ياخدك منى عالجهاز ....مش هسمحلك ابدا تضيعى نفسك بطيشك دا ...
رن هاتفه معلنا عن مكالمة من الشخص الذى عينه لمراقبة باسل
:عاصم باشا فى حاجة لازم تعرفها ...باسل واصحابه جوا فالديسكو و...و...
عاصم :و ايه ما تنطق
:الآنسة ريحانة لسة داخلة عندهم دلوقتى
جحظت عينى عاصم بصدمة :بتقول ايه !!!!!


إعدادات القراءة


لون الخلفية