الجزء 3

الفصل الثالث
"المجد لنا الذين نحارب من اجل اشخاص رقم واحد فى حياتنا ونحن لهم صفرا على اليسار "
اتت رسالة نصية على هاتفها من رقم غريب لتفتحها بسرعة
وتجحظ عينيها عندما تجد صورة لها وهى ترقص بين يدى باسل فالديسكو ...
وتحتها مكتوب "اظن باباكى مش هيفرح لما شوف بنته المحترمة كدا ...
عاصم ....
وضعت يدها على وجهها بضياع وهى تردد "انا ايه اللى عملتو دا ........!!!!
سعاد بقلق :يينتى مالك قلقتينى عليكى
ريحانة :معلش ي دادة سيبينى لوحدى وانا هفهمك بعدين اهم حاجة متجبيش سيرة لبابا بالى حصل
سعاد :وانا برضو يبنتى اعمل فيكى كدا ...اهم حاجة بس تخلى بالك على نفسك لحسن قلبي واكلنى عليكى أوى
هزت ريحانة رأسها بطاعة فخرجت سعاد واغلقت الباب وهى تدعو الله من كل قلبها ان يحفظ لها ريحانة من كل شر فهى تعتبرها كأبنتها تماما
اما ريحانة بعد ان اغلقت سعاد الباب
اسرعت ريحانة وطلبت الرقم الذى بُعث منه الرسالة
فتح الخط فسمع صوتها الخائف :انت عايز منى ايه
عاصم ببرود عكس ما بداخله :انا ...!! هعوز منك ايه
-امال بتعمل معايا كدا ليه !
عاصم :بعمل كدا ليه ...بعمل كدا عشان باباكى شريكى اللى دخلنى بيتو واتفاجئ ببنته هربانة ف نصاص اليالى وبترقص فحضن واحد متربطهاش بيه اى علاقة رسمية شوية كلام فارغ ...كل اللى بيدخلو بنات اليل بس ..ها كفاية كدا ولا اكمل
اسمعى يبت انتى النهاردة هعدى عليكى فجامعتك وهتسمعينى برضاكى غصب عنك هتسمعينى والا...
ريحانة بغضب :والا ايه هتعمل ايه انا مش خايفة منك
عاصم :والا هبعت صورك الحلوة لباباكى اللى اكيد ميعرفش بنته اللى بتخليه ينام وتخرج من ورا ولا ايه رأيك لو عملتو بانر كبير كدا يتعلق على باب الشركة عشان الناس كلها تعرف اخلاق سليلة العائلة الكريمة ريحانة الهاشمى
ها برضو مش هتقابلينى
خافت ريحانة من تهديده ومع كل تهديد كان يخفق قلبها خوفا من ان ينفذ اى من تهديداته التى ادناها يجعلها فى عداد الاموات لا محالة
ريحانة بخوف :ل..لا أرجوك هقابلك ونتفاهم بس متبعتش حاجة لبابا
عاصم :ساعة بالكتير واكون مستنيكى فكافيتريا الكلية
من غير سلام
اغلق الهاتف فى وجهها لتضع هى رأسها بين راحتى يدها بقلة حيلة
نعم محق فى كل كلمة ...تصرفاتها البارحة كانت لا تمت لقواعد الاحترام بصلة
رن فى اذنها كلام يارا عندما دائما كانت تعنفها وتعاتبها ان اخلاقها تغيرت منذ ان عرفت باسل وصارت تقوم بافعال خاطئة
نعم فالفعل الخاطئ هو اى فعل يخشى المرء من ان يراه احد وهو يفعله ...والا ان كان صححيا لما خجل من معرفة اى حد به
لبرهة كانت القاضى والمتهم وحكمت على نفسها بالادانة الا ان شيطانها عاد يهمس لها ..
ان كل شئ مباح فالحب والحرب وهى مسألة وقت ويتقدم باسل للزواج منها وتتخلص من سجن والدها وتعيش عشقها الوهمى
وايضا ما بال ذاك العاصم الذى منذ ان التقيت به البارحة وهو لا يفتئ يهددها ويسخر منها
ستذهب لتقابله ولتحاول ان تظهر ببعض القوى حتى لا يظن انه من السهل ان يفرض سيطرته عليها
............
دخلت من بوابة الجامعة تتلفت حولها كاللصوص تتمنى لو لم يأتى حتى تتجنب هى تلك المواجهة
وردتها منه رسالة على هاتفها "بطلى تتلفتى حواليكى زى الحرامية تعاليلى عالكافيتريا عشان مزهقش "
دبت برجلها فى الارض كالاطفال .
"اووف بقي انا جتلى المصيبة دى منين "
...........
كان يجلس فى كافيتريا الجامعة على احد الطاولات
يرتشف من فنجان قهوته الصباحية
ينظر لها من خلف نظارته الشمسية نظرة قناص محترف يترقب فريسته ...
مهلكة انتى ي صغيرتى ...حتى بثيابك البسيطة ...مهلكة ب خصلاتك السوداء القصيرة ...تتطاير مع الهواء لتعطيها مظهر جذاب
عيناكى الخضراء كغابة تستفز صياد محترف وهو خبير بالصيد
تقدمت منه وهى تقذف بحقيبتها على احد الكراسى المقابلة وهتفت بضيق
:ممكن اعرف انت عايز منى ايه ..حاططنى فدماغك ليه ومين اداك الحق تاخدلى الصور دى
عاصم ببرود :خلاص خلصتى !!
ريحانة :اه خلصت احسنلك ابعد عن طريقي لأما هقول لباسل كل حاجة
اطلق عاصم ضحكة عاليه
:صدقت لما سميتك طفلة ..تفتكرى انى ممكن اخاف من باسل ...باسل دا بالنسبة ليا عيل زيك كدا بالضبط
والعيال مبيتخافش منهم
هتفت ريحانة بيأس فى محاولة أخيرة منها لاستعطافه :بس دا صاحبك
عاصم :صاحبي مقولتش حاجة على عينى وراسى
بس انت تبقي بنت شريكى اللى هو زى ابو يا الله يرحمه ولا يمكن اسيبك توسخى اسمه بطيشك دا
-اوسخ اسمه !!!!
عاصم :اه ملهاش اسم غير كدا و عايز اقولك ان عينى علطول عليكى ان مقطعتيش علاقتك بباسل كل حاجة هتكون عند زين بيه وهو يتصرف معاكى
فتحت عيناها على وسعهم من كتر الصدمة :انت اكيد اتجننت ...لا يمكن اقطع علاقتى بباسل ابدا دا حبيبي
-تصحيح مفاهيم اسمها ماشية معاه ..ولما هو راجل اووى كدا مجاش يتقدملك ليه ..
ريحانة :دى حاجة خاصة بينا انت ملكش دعوة
التقطت هاتفه ومفاتيح سيارته من على الطاولة وهم بالذهاب
:وقتك خلص معايا ..وزى ماقلت عينى عليك وكل حاجة بتوصلنى الغلطة معايا ب فورة وان علاقتك مقطعتيهاش بيه انا بنفسى هتأكد من دة ..
سلام يا...... ي ريرى
ركب سيارته واشار الى احد الحراس
:تخليك معاها فالجامعة النفس اللى بتتنفسه يكون عندى تمشى وراها زى ضلها من غير ما تحس بيك فاهم
الحارس :امرك ي عاصم بيه
..........ً
غادر وتركها وهى تعانى من أثار الصدمة مؤكد انه قد جن
لا لا يمكنها ان تتخلى عن عشقها لا يمكن ان تتخلى عن حياة الحرية ...لقد قاربت من تحقيق هدفها من اين اتت تلك العاصفة على هيئة انسان التى تهدد بكل شئ
تمتمت بهستيرية :ب..باسل ...باسل لازم يعرف فورا
طلبت نمرته باصابع مرتجفة
فسمعت صوته المعاتب على الطرف الآخر :على فكرة انا زعلان منك كدا تمشى امبارح من غير ما تدينى خبر
استطاع ان يميز صوت بكاؤها وهى تقول :باسل تعلالى الكلية حالا
-فى ايه ي ريحانة انت بتعيطى !؟
ريحانة بدموع :مش وقته تعال بسرعة الله يخليك
-باسل :طب اقفلى اقفلى نص ساعة واكون عندك
اغلق الهاتف وارتدى ملابسه على عجالة وهو خائف من ان يكون والدها قد علم بكل شئ ويفسد مخططته
فى غضون نصف ساعة وصل باسل الى الجامعة واخذ يبحث عنها حتى وجدها تجلس على احد طاولات الكافيتريا ودموعها تنزل فى صمت
احست هى بيد توضع على كتفها
باسل بلهفة :مالك حصل ايه
ريحانة ببكاء :عاصم بيهددنى
باسل بعدم فهم :عاصم مين
-عاصم صاحبك طلع شريك بابا وشافنى امبارح فالديسكو وبيهددنى لو مقطعتش علاقتى بيك هيقول لبابا كل حاجة ويبعدنا عن بعض
امتعض وجه باسل :انتى بتقولى ايه عاصم صاحبي يعمل كدا
:ايوا والله كان هنا ولسة ماشى انا خايفة اووى ي باسل اعمل حاجة انا مش هقدر اعيش من غيرك
احتوى كفها الصغير بين راحتى يده فى حنو زائف
:ششش متعطيش انت بتثقى فيا ولا لا
اومأت برأسها ليكمل هو
:انا هروح واعرف ازاى اوقفه عند حده بس مش عايز اشوفك تعيطى
لمعت عينها بفرح :بتتكلم جد ي باسل
-جد ي عيون باسل ...هروح اقابله واكلمك بالليل يلا فرفشى بقي
مسحت عيونها بكف يدها وهى تلتقطت انفاسها شعرت ببعض الطمأنينة من حديثه ولكن يبقي الخطر قائم
..........
يتصفح بعض الملفات فى مكتبه بالشركة لتدخل عليه السكرتيرة
:عاصم بيه فى واحد عايز يقابلك برا
ابتسم بثقة فمتى توقع شيئا ولم يكن
اضافة الى ان الحارس الذى عينه لها اخبره ان باسل اتى اليها بالجامعة بمجرد خروجه
اشار لها ان تدخله واراح ظهره على الكرسى بكل برود وهو ينتظر جلسة المواجهة تلك
دخل باسل عليه المكتب غاضبا فقابله عاصم ببروده
:ايه سر الزيارة السعيدة دى ي كابتن
باسل بحسم :مش هنعمل شغل حرق الاعصاب دا على بعض خلينا نتكلم عالمكشوف انا مش ريحانة هتروح تديها كلمتين فاخاف واكش
بكل هدوء انت عايز منها ايه
عاصم :عايزك تبعد عنها انا عارف انك ولا بتحبها ولا عايز تتجوزها وبتلعب بيها وخلاص
باسل بمراوغة :وانت ايش عرفك انى مبحبهاش
عاصم :توء توء مش قلت هنتكلم عالمكشوف
لو كنت بتحبها مكنتش تدخلها مكان زى بتاع امبارح ميخشوش غير البنات الصايعة وبنات الليل
مكنتش هتسيبها وتروح ترقص مع واحدة تانية وتسيبها فمكان متعرفش تتحرك في خطوة وكل اللى هناك سكرانين طينة ومش شايفين قدامهم
لو كنت بتحبها كنت هتحافظ عليها مش بأيدك تعوز تشربها خمرة الا قولى صحيح
ايه اللى كنت بتشاور لصاحبتك تحطهولها فالكاس دا
ظهرت امارات الذهول على وجه باسل فلم يتوقع انه رأى نيرمين وهى تدس لها الحبوب فالكاس
عاصم :ايه فاجئتك مش كدا !!
مش كنت عاوز عالمكشوف ادينا عالمكشوف
باسل :الحكاية مش...
عاصم وهو يقاطعه قبل ان يكمل حديثه :اخرس يلا ...انا كنت غلطان اما اعتبرتك صاحبي وانت اصلا مش راجل مفيش راجل يعمل كدا فبنات الناس وصدقنى لو مبعدتش عنها مش هتلاقي قصادك غيرى
وقف باسل فلم يعد هناك اى كلام يضيفه على ايه حال
:انا مبخفش من حد ولا حتى انت ولو كلامك كل صح برضو مش هبعد عنها قبل ما احقق اللى انا عايزه ...وعمرك ما هتعرف تبعدها عنى عارف ليه
عشان ريحانة دى بتحبنى
بتعشقنى ....بتموت فالتراب اللى بمشى عليه اقولها يمين يمين شمال شمال ها ...حط دى حلقة فودنك وحسابنا لسة مخلصش .....
غادر وتركه تنتفض عروقه من الغضب
احتضنت جهنم عيناه ....ليس سهلا على رجل مثل عاصم ان يسمع هذا الكلام عن حبيبته وعشقها لغيره
لماذا ي الله تضعنى فى هذا الاختبار
اخذ يلهث وهو يحاول تنظيم انفاسه كم كان يعدو فى سباق مسافات طويلة :يرب ...يرب ساعدنى احميها ورجعها لعقلها ...انا قلبي خلاص مش مستحمل ...يرب
...........
مضى اليوم ثقيل على ريحانة ثقيل جدا ..لم تكن تستمع لأى شرح فى الجامعة ..كانت هناك بجسدها فقط وعقلها فى مكان آخر ..كثيرا ما استرعت حالتها فضول يارا ..ولكن ريحانة كانت تطمئنها ان كل شئ على ما يرام
هى ليست بحاجة لمواعظ يارا ومحاضرتها فى الاخلاق والفضيلة
عادت من الجامعة وهى مجهدة الى حد كبير تشعر بان عمرها ألف عام فوق سنواتها ال الواحدة والعشرون
حبست نفسها فى غرفتها لا تريد الالتقاء بأحد
اعتذرت عن تناول وجبة الغداء وتحججت بأنها اكلت فى الجامعة
على الساعة الخامسة عصرا
كان يدق على باب غرفتها وتخبرها الدادة سعاد بأن والدها يريدها فى غرفة المكتب
وضعت يدها على قلبها الذى يمكنك ببساطة سماع دقاته فى تلك اللحظة ..ايعقل ان يكون عاصم قد اخبره بكل شئ ...ولكن مهلا ان كان والدها قد علم لن يكون بهذا الهدوء معه ويطلبها فى حجرة المكتب
نزلت بسرعة لتعلم ماذا هناك لا تستطيع الانتظار علة غرار المثل الشعبي "وقوع البلا ولا انتظاره "
دقت على الباب فأذن لها بالدخول ...لتجده يرندى نظارته الطبية ويطالع بعض الاوراق ...
حادثها بدون ان يرفع عينه من الاوراق :جهزى نفسك عشان مسافرين
هدأ قلبها نوعا ما اذن فالموضوع لا يتعلق بها شخصيا
ردت عليه متسائلة :هنسافر فين !!!
زين الدين :الجونة ...
فى مؤتمر الرجال الاعمال عشان توفير فرص عمل للشباب وكل رجال الاعمال هيشاركو فيه فهنسافر يومين الجونة وهتيجى معايا
اتفضلى يلا عشان ورايا شغل وجهزى شنطتك عشان هنتحرك باليل وخدى معاكى فساتين سهرة طبعا
-حاضر ي بابا ...
صعدت الى حجرتها وهى تتنفس الصعداء ..
حضرت حقيبة صغيرة بها ملابس تكفي ليومين
امسكت هاتفها لم تجد اى مكالمة من باسل ..
فبادرت هى بالاتصال به ..
فُتح الخط ليسمع صوتها الخائف :انت كويس صح ..طمننى عليك ليه متصلتش بيا
-انا كويس ي حببتى متخافيش وروحت وكلمت عاصم وفهمتو انى مش هسيبك ابدا
ريحانة بقلق :طب وهو اقتنع !؟
باسل :انتى ليه محسسانى اننا لازم ناخد الاذن منه ..هو مش طرف تالت فعلاقتنا جبنك دا اللى مخليه يتنى ويتفرد علينا ثقي فيا اكتر من كدا
ريحانة :حاضر والله خلاص أسفة
على فكرة انا مسافرة الجونة باليل
باسل :ايه دة انتى كمان !؟
-انا كمان ليه هو انت رايح ..؟
باسل :ايوا انا همضى العقد بتاع دبي هناك فالمؤتمر .
ريحانة بفرح :بجد ي باسل خلاص يعنى ممكن تتعرف على بابا هناك
باسل :اه ي حببتى طبعا طبعا هشوفك هناك ..سلام انا بقي عشان احضر شنطتى ...
اغلق معها الهاتف ليجدها تقف على باب الحجرة
-جهزى نفسك هتسافرى معايا ...لازم ننجز اى حاجة من الخطة هناك
نيرمين :متخافش انا فضهرك علطول خلى عمر يجى هو كمان عشان متشكش فينا
...........
حل الليل وجاء ميعاد السفر ركبت ريحانة فالكنبة الخلفية من السيارة بجانب والدها الذى كان يقوم باتصالاته طوال الطريق
ارهاقها طوال اليوم وكثرة التفكير والتوتر وهواء الليل البارد كل تلك عوامل اجتمعت عليها لتصيبها بالنعاس
امالت رأسها على زجاج السيارة قليلا ولم تستيقظ الا على ذاك الصوت الذى صارت تسمعه مؤخرا اكثر من اى شئ
:صح النوم ي برنسيس
رمشت بعينها عدة مرات حتى تتأكد انها لا تحلم
علم هو ما تفكر فيه فضحك على شكلها الطفولى :مبتحلميش لا قومى يلا
خرجت من السيارة لتلحق بوالدها :بابا احنا بنعمل ايه هنا
زين الدين :هنسافر بطيارة عاصم الخاصة عشان نوفر وقت
ريحانة بقلق :بس انا خايفة مركبتش طيارة قبل كدا
زين الدين :ايه ي ريحانة مش فاضى انا لشغل العيال دا الطيارة مش هتاكلك ..
احرجت هى من كلامه الذى احرجها خصيصا امام عاصم
والذى بدوره ايضا انزعج على معاملته لها
تقدم والدها ليصعد الطائر
فانتهز عاصم تلك الفرصة ودنى منها هامسا فى أذنها
:متخافيش هدى نفسك مش هيحصل حاجة
تطلعت له بأعين لامعة لتجد عيناها الدافئة تطمنها
لا تدرى لما اول مرة تشعر بالدفئ فى حديثه
جملته البسيطة ونظره عينيه ارسلت فى نفسها بعض الطمأنينة
هزت رأسها بطاعة وهى تصعد الطائرة
جلس عاصم بجانبها وزين الدين امامهم
ساعدها فى ربط الحزام وعندما حان وقت الاقلاع شهقت بخضة .لتجده يضغط على كف يدها
:اهدى اهدى خدى اللبانة دى كليها وعدى من واحد لعشرة هتلاقي الطيارة استقمت ومس هتحسى بحاجة
تناولت منه تلك العلكة وفى ظل خوفها لم تنتبه انه كان يمسك بيدها وتلك كانت من اسعد اللحظات بحياته التى ينعم فيها بقربها لتلك الدرجة
فى غضون دقائق كانت الطائرة قد استوت وهدأت نفس ريحانة الى حد ما
عاصم :تقدرى تربحى شوية على ما نوصل زى والدك لسة قدامنا شوية
فضلت هى النوم ليس لشعورها بالنعاس بل حتى تهرب من احاديثه ونظراته المحدقة بها
اغلقت عينيها وبعد مدة ذهب فى ثبات عميق
امسك هو بجهاز ال اى باد الخاص به يتصفح بعض الاعمال ليتفاجيء بعد فترة برأسها يميل على كتفه
ازاح بعض من الشعر الذى يغطى وجهها لتظهر ملامحها البريئة
للحظة تخيلها وهى تغفو على كتفه وهم زوج وزوجة متجهين لقضاء شهر العسل
ولكن ليصل فى علاقته معها لتلك النقطة عليه ان يقطع معها اميال واميال
اغمض عينيه مستمتعا بتلك اللحظة التى قد لا تتكرر مرة آخرى
فمن يصدق ان تلك الطفلة قادرة على ان تهز كيان رجل مثل عاصم بحركة منها ....
مضت تلك الرحلة تاركة اثرا سعيدا فى نفسه
وفور ان وصلو لوجتهم ايقظ عاصم كلا من ريحانة ووالدها من النوم
ولحسن حظه لم تنتبه انها كانت غافية على كتفه
وصلو الى احد الفنادق الشهيرة وجلب لهم عاصم مفاتيح حجراتهم ولم ينس ان يجعل حجرة ريحانة ملاصقة لحجرته من يدرى لربما يحتاج تلك الميزة فى وقت ما
.............
مساء اليوم التالى يوم الحفل
ارتدت ريحانة فستان قصير من اللون الاسود ذو حمالات رفيعة وتركت شعرها حر الحركة
زينت ثغرها باحمر الشفاة الجرئ فاعطاها مظهر جذاب
اخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة لتجد عاصم فى وجهها فقد جاء لاصطحابها بأمر من والدها
:ايه ان شاء الله الحلوة راحة فين بقميص النوم دا
اشارت على نفسها بذهول :انت بتكلمنى انا !!
عاصم :مش شايف حد واقف غيرك
ريحانة :قميص نوم ايه ي جاهل ي متخلف دا فستان
امسك ذراعها ولوالها خلف ظهرها بغضب فتأوهت هى من هذه الحركة العنيفة :انا بقول تلمى لسانك عشان انا جبت أخرى ..دا فستان !!
امال قميص النوم شكله ايه دا مبين جسمك كلو انا مش واخدك للعرض خشى غيرى الزفت دا
ريحانة بدموع :خلاص خلاص سيب ايدى انت بتوجعنى
-يمكن تحسى بالهبل اللى انت عايشة فيه
قدامك ربع ساعة تغيرى المسخرة دى وتنزليلى تحت وياويلك لو لقيتك لابسة حاجة مكشوفة تبقي بتعجلى بنهايتك يلا.......
ترك يدها فدخلت هى تجرى على غرفتها تحتمى بها من غضبه
تركته يغلى من الغضب
:بنت ال ...فاكرانى اريل واخدها معايا عشان اللى يسوى واللى ميسواش يتفرج عليها
ماشى يبنت زين ياللى هتجبيلى جلطة قريب
...........
بالاسفل مكان اقامة الحفل بعد ان تم توقيع العقود للشباب ومنحهم فرص العمل من كبار رجال الاعمال فى مصر
يقف هو بهيبته التى لا تليق بأحد غيره محتضنا فراشتها التى لم يزدها الحمل الا جمالا
همس فى أذنها :تعرفى انك كل يوم بتحلوى عن اليوم اللى قبله
ضحكت فظهرت ابتاسمتها التى يعشقها
:بس يامن عيب اخواتى يسمعوا
يامن :يبت انت مراتى هو انا شاقطك ..
أروى :بس بقي متكسفنيش والله ودلوقتى شهد ونهى يستلمونى
ثم تطلعت اليه ببراءة :يرضيك !!
يامن :طب خلى حد يفتح بؤا ...اقولك انا هسكت احسن عبال ما نبقي لوحدنا
أروى :صحيح ابن خالك فين كل دا
يامن :عاصم !
والله انا تاعبنلو سلف وصعبان عليا ...البنت اللى بيحبها مطلعة عينو
أروى:طب ما تطلع ي حبيبي انتو عايزين تاخدو كل حاجة عالجاهز ..طب بذمتك موحشتكش ايام شقاوتى
يامن بضحك :بس بقى ..فاكرة اليوم اللى غنيتى فيه فالمطعم وخرجت شايلك على كتفي ..وانتى عمالة تصرخى :نزلنى ي عربجى ي متخلف ....
أروى بضحك هى الآخرى :اه اه بس بقي يخربيتك بطنى وجعتنى
وضع يده بقلق على بطنها التى انتفخت قليلا من الحمل :فين بيوجعك ها نروح لدكتور
اتاهم عاصم من خلفهم يضع الهاتف على أذنه :ايوا يبنى بوكس اداب وحياتك هنا
تطلع يامن ليجده عاصم ابن خاله :ولا ..بس يلا ملكش دعوة بمراتى
أروى :ايه ي عاصم فين ريحانة
عاصم بحنق :لسة بتلبس
أروى باستغراب :ليه بتلبس ايه كل دا !!
عاصم :لا ما انا خليتها تغير اللى كان لابساه وحياة امها خارجالى بقميص نوم وتقولى فستان دا انا كنت هكسر عضمها
ربت يامن على كتفه بفخر :لا أسد يلا طالعلى ...
لمحها عاصم تسير بين الحضور بتوجس مرتدية فستان من اللون الأخضر الداكن
ذو اكمام طويلة
اظهر هذا اللون عيناها بوضوح وكأنها كانت تحتاج لشئ أخر يلفت الانتباه ..كل ما فيها فتنة
تقدم منها مبتسما من جمالها ولكن شوهت هى تلك اللوحة بعصبيتها :على فكرة انا غيرت عشان دا عاجبنى اكتر من عشان خايفة منك
ضحك عاصم باستفزاز :اه ما انا خدت بالى ...
تعالى هعرفك على ناس مهمة
وصل الى طاولة يامن وأروى
:يامن العمرى ابن عمتى ومدام أروى مراته
رحبت بها أروى :بحفاوة اهلا ازيك انا أروى ماشاء الله حلوة ي عاصم زى ما.....كح كح كح
مثلت انها شرقت حتى تدارى ما حدث فكادت ان تفضح امره
:اعطاها يا من كوب من المياة
فتطلعت ريحانة للمشهد ببلاهة فمابالها تلك التى شرقت من مجرد حديث
أروى :انا اسفة
ريحانة بلا مبالاة :لا ولا يهمك فرصة سعيدة
تقدمت حتى تنجاوزهم وتبحث عن والدها فقبض عاصم على رسغها والتى بدورها نفضت يدها عنه سربعا :اسمع انا مسمحلكش تمسك ايدى ومش عشان سمعت كلامك مرة تفتكر انك هتتحكم فيا
عاصم :لا دة القطة بقت تخربش بقي
ريحانة :اه بتخربش وتعض اللى يقربلها وابعد عنى بقي عايزة اتنفس براحتى
شعر بالاهانة من حديثا فترك يدها وذهبت هى لتقف مع والدها
مضت ساعتين شعرت فيهم ريحانة بالملل
وكان عاصم يغلى من الغضب من كلامها ولكن لم ينزل عينه من عليها حتى اتتها مكالمة فمشت الى الحديقة الخلفية حيث حمام السباحة
فسار عاصم خلفها دون ان تلاحظة ليسمع حديثها مع باسل وكيف اشتاقت اليه وانه آت لمقابلتها
اغلقت الخط لتجده يزأر كالأسد ويهزها من ذراعها بعنف :تانى باسل !! تانى مبتحرميش
ريحانة بعنف مماثل :تانى وتالت وعاشر ولو عندك ذرة كرامة تبعد عن حياتى
عاصم :وانت لو عندك ذرة احترام لنفسك تبطلى القرف دا
ريحانة :عارف لو ممشتش دلوقتى هعمل ايه
عاصم :هتعملى ايه يعنى
ريحانة :هرمى نفسى فالبسين واقول انك كنت بتتحرش بيا
ذهل هو من تفكيرها الشيطانى :انتى بتقولى ايه
ريحانة :زى ما سمعت و عليا وعلى اعدائى ابعد عنى بقي
شعر هو من حديثها انها يمكن ان تنفذ تهديدها وليس من المفضل اثارة المشاكل فى وجود هذ الحشد تركها وانصرف وعاد لطاولة يامن ليعرف مكان باسل ويمنعه من مقابلتها باى شكل
اما هى كانت تقف بجوار حمام السباحة لتتفاجئ بشخص ما يدفعها في وقبل ان تعى اى شئ كانت تسقط فى المياة على عمق كبير تحارب حتى تتنفس ولكن هيهات هى لا تعرف السباحة وانقلب السحر على الساحر واوشكت هى على الغرق


إعدادات القراءة


لون الخلفية