الجزء 2

الفصل الثاني
و إلتمس لي عُذر تشتّت عيناي و إرتباك خطوتي ولا تزيد الأمر سوءاً علي قلبي .
:عاصم باشا فى حاجة لازم تعرفها ...باسل واصحابه جوا فالديسكو و...و...
عاصم :و ايه ما تنطق
:الآنسة ريحانة لسة داخلة عندهم دلوقتى
جحظت عينى عاصم بصدمة :بتقول ايه !!!!!
اقفل اقفل دلوقتى
شد على شعره بعنف
-ليه كدا ي ريحانة ليه ي حببتى مصرة تضيعى نفسك
اخذ مفاتيح سيارته و هاتفه واتجه ركضا الى السيارة
قادها بسرعة جنونية ،بصعوبة استطاع تفادى الحوادث التى كاد ان يقدم عليها ...
لا يزال مكان الديسكو بعيدا عن منزله
وكأنه تذكر شيئا ما تناول هاتفه وطلب احد الارقام ليجيبه صوتا ناعم على الجانب الآخر
-عاصم باشا بنفسه بيتصل وحشتنا والله
عاصم :مش وقت المحن بتاعك دا ي جوليا اسمعى الواد اللى اسمه باسل فالمكان عندك ...تلاقيه وتشغليه بأى حاجة عبال اما اجى
جوليا :ليه ي باشا كدا هو مزعلك فحاجة
عاصم بغضب :جرا ايه يبت انتى هتاخدى وتدى معايا اشغليه عبال اما اجى باى شكل وفى بنت بيضا بشعر قصير لو جت اوعى تخليها تعد معاه خمس دقايق على بعض لوحدهم فاهمة
ارتعبت هى من نبرته فلاول مرة يحدثها بهذا الغضب
ما كان منها الا ان تطيعه حتى ولو لم تفهم شيئا
..........
دخلت ريحانة المكان فى توجس
لاول مرة تأتى الى هنا ...شعرت بالخوف وفكرت فى ان تعود ادراجها اكثر من مرة
المكان لا يشبهها ابدا مملؤ بفتيات اليل والفتيات التى ترتدى ثياب تظهر اكثر مما تخفي
تطلعت العيون اليها بتهكم فثيابها لا تلائم المكان ابدا حسمت امرها بالرجوع وليكن ما يكن وفجأة وجدت يد تقبض على معصمها
باسل :ايه ي حببتى راحة فين بس
ريحانة بلعثم :آ ...أنا كنت بدور عليك
باسل :واديكى لقتينى اهو تعالى
سحبها من يدها واتجه الى حيث تقف باقي الشلة
شهقت بصدمة عندما وجدت يده تحيط بخصرها
ارتبعت وحاولت نزع يده :باسل ابعد عنى انا مبحبش كدا قلتلك 100 مرة
-جرا ايه ي حببتى بس انت مش شايفة المكان مش عشان يعرفو انك تبعى
وجه حديثة لاصدقاؤه :شوفو جبتلكو معايا مين
عمر :ايه دا ريحانة بنفسها هنا والله ما مصدق
تحدثت نيرمين بسخرية :ايه دا انتى مشربتيش اللبن ونمتى ليه
ريحانة بغضب :واشرب اللبن ليه اساسا ..لعلمكو انا اقدر اخرج فاى وقت يعجبنى بس انا اللى مبحبش
باسل :سيبك منهم وتعالى نرقص
قبل ان ترد عليه او تعترض
جائت فتاة ترتدى فستان قصير ويتطاير خلفها شعرها الطويل الناعم
وضعت يدها على كتفه باغراء :كابتن باسل هنا
منحها باسل نظرة تقيمية من رأسها الى اخمص قدميها والتوى فمه بابتسامة سمجة :الحلوة تعرفنى بقي
جولينا بدلع :هو حد ميعرفش الكابتن يخبر ابيض تسمحلى ارقص معاك
تطلعت لها ريحانة بغضب :يلا ي حببتى من هنا هو انا مش مالية عينك
جوليا :انتى مين اصلا ...ثم وجهت حديثها لباسل :يرضيك تكسفنى ي كابتن
باسل وقد بدأ يضعف من طريقتها :لا والله ما يرضي الكابتن
معلش ي ريرى هرقص رقصة معاها واجيلك روحى بس اشربي حاجة تلاقيكى تعبتى من السكة
ضربت الارض بقدميها واتجهت الى حيث يقف عمر ونيرمين
عمر :متزعلش ي ريرى دى حاجات طيارى كدا انت عارفة
ريحانة :لا مش عارفة ي عمر هو كدا بيكسفنى هو مش عارف انا عملت ايه اصلا عشان اجى هنا
نيرمين :عملتى ايه مش بتقولى انك تقدرى تخرجى فاى وقت انت عايزاه
ريحانة بتلعثم :ها...اه طبعا بس ....
شعرت فجأة بصداع رهيب يكاد يفتك برأسها
،ارجعت سبب ذلك الى قلة بل عدم تناول الطعام طوال اليوم
نيرمين :مالك انتى دايخة ولا ايه
ريحانة :مش عارفة شكلى مكلتش حاجة طول اليوم
نيرمين بخبث :امم طب استنى اجبلك عصير تشربيه
ذهبت نيرمين الى البار و طلبت احدى المشروبات وانتظرت اعدادها
..........
فى تلك اللحظة وصل عاصم الى الديسكو وجد جوليا نفذت ما طلبه منها
فباسل كان يرقص معها بمنتهى الاستمتاع واستطاع ان يميز ريحانة التى تطلع لهم بحقد
وجدها تتجه الى ساحة الرقص
فسحب هو الاخر احد الفتيات كى يكون على مرقبة منهم
........
كانت ريحانة تطلع لهم بحقد وغيرة
كرامتها كأنثي لم تسمح لها ان تطلع فى صمت لأكثر من ذلك هو حبيببها ولطالما اتت الى هنا فالرقص معه حقها هى وليس من حق تلك الساقطة
اتجهت اليهم وانتزعت يدها من على عنق باسل بعنف :معلش بقي ي حلوة الكابتن مش فاضى
دفعتها بغيرة واتخذت هى مكانها
-انت ازاى تسمح لنفسك تعمل كدا قدامى
باسل وهو يشدها اليه اكثر :عملت ايه يعنى دى معجبة اقول للمعجبين لا وبعدين دا الحلو بيغير بقي
ريحانة :ايوا بغير ...بغير عشان انت حقي انا ومش مفروض حد يعمل كدا معاك غيرى
لمح باسل عاصم يرقص بجانبه مع احد الفتيات
:ايه دا بصي عاصم كمان هنا ...ي عاصم....
تطلعت اليها ريحانة بصدمة فلماذا دائما حظها يوقعها فى طريقه ....هى بذلك تعطى له اخطاء اكثر يهددها بها
تصنع عاصم اللامبالاة :ايه دا انت هنا من امتى
باسل :حبة كدا بس انت ايه مش عاتق
منحه غمزة وهو بتطلع الى الجميلة التى يرقص معها
عاصم :طبعا ي بنى ركز بس فاللى معاك مش ريرى برضو
شعرت ريحانة بالدوار اكثر من الحركة وصوت الاغانى
افلتت يدها من باسل
عاصم :ايه ي ريرى انت فرهدتى كدا ليه شكلك مش متعودة
ريحانة وهى تضع يدها على رأسها :ملكش دعوة خليك فحالك
باسل :راحة فين بس احنا ملحقناش
ريحانة بضعف :تعبانة....تعبانة اووى ي باسل هشرب عصير بس يوفقنى على الاقل
فى تلك اللحظة كانت نيرمين انتهت من اعداد مشروب ريحانة وفى خلسة وضعت فى احدى اقراص الادوية
امسكت بالكوب وتطلعت اليه وهى تهمس :بالشفا ي حببتى
اشارت برأسها لباسل بان كل شيء على ما يرام ...
رآهم عاصم فشعر بأن هناك خطب ما فى هذا الموضوع
دق ناقوس الخطر بقلبه
ففكر سريعا ولم يجد غير هذا الحل
..........
عادت ريحانة الى حيث يجلس عمر حينها كانت نيرمين قد اخذت المشروب
نيرمين :مالك ي ريحانة دايخة ولا ايه
باسل :مش عارف ي نيرمو شكلها صدعت من الاغانى
مدت يدها بالكوب لريحانة :خدى اشربي العصير دا يمكن تفوقي شوية ...
اخذت منهم ريحانة الكوب لتشرب منه
حينها ركضت جوليا مسرعة نحو باسل وعن عمد خبطت ريحانة فاوقعت الكوب على ملابسها
غضبت نيرمين بشدة :انتى غبية ايه اللى عملتيه دا
جوليا :انا اسفة ي هانم انا بس كنت عايزة اخد صورة مع الكابتن
نيرمين :واسفة دى اصرفها منين ان شاء الله
ريحانة :خلاص محصلش مشكلة هروح انضف هدومى بالحمام
جوليا :تعالى معايا ي هانم اساعدك
ارشدتها جوليا الى مكان الحمامات دخلت وحدها تحاول تنظيف ثيابها بالماء والمناشف
كان عاصم مرابطا لها على باب الحمام
وما ان خرجت حتى وقف من خلفها واضعا منديل بها مادة مخدرة على انفها
تفاجئت هى بمن يكبلها من الخلف حاولت الصراخ الى انها بالفعل كانت قد استنشقت كمية كبيرة من المخدر تراخت اعصابها وسقطت فى سبات عميق
عند توقفها عن المقاومة ادرك عاصم انها فقدت الوعى فاعطى جوليا المنديل التى كانت تراقب له المكان
وضع احدى ذراعيه اسفل ركبتها والأخر اسفل ظهرها وحملها بخفة بين يديه
عاصم :روحى انتى يلا دلوقتى وقوليلهم ان جالها تليفون اضطرت تمشى
جوليا :انا خايفة ي باشا هى مين اللى انت خاطفها دى
عاصم :خاطفها ايه ي غبية ...امشى يلا نفذى وحسابك هبعتهولك يلا قوام
خرج عاصم حاملا ريحانة بين يديه من الباب الخلفي فتح الحارس له باب سيارته الخلفي فادخلها بحرص واسند رأسها على الاريكة
تطلع لها بنظرة معاتبة
كأنها تستطيع رؤيته وركب هو السيارة وانطلق بها سريعا
...........
اثناء القيادة كان يتطلع لها بحزن من مرآة السيارة
طفلة ...نعم هى ليست سوى طفلة لا بل طفلة غبية كادت ان تلقي بنفسها الى التهلكة فى سبيل طيش ومشاعر زائفة خبرتها فى الحياة يقسم انها تكاد تكون صفرا ....ماذا لو لم يعين احد مراقبة باسل ويعرف بمجيئها. ..
على ماذا ايضا كان يحتوى ذلك المشروب ...
كل هذه اسألة يحتاج ان يجد لها اجابة ....مشواره معها طويل ولا يزال فى بدايته
وصل الى فيلا والدها فاخرج هاتفه
:دادة سعاد اسف انى صحيتك اطلعى افتحيلى بوابة الفيلا من غير ما حد ياخد بالو
سعادة :ليه يبنى انت ايه اللى جايبك فساعة زى دى احنا فنص الليل
عاصم :معلش بسرعة بس وهفهمك
اردت هى ثيابها بسرعة وخرجت ومعها المفتاح لتشهق بصدمة حينما تجد عاصم يقف حاملا ريحانة الغافية بين يده
:يلهووى دى ريحانة مالها يبنى فيها ايه وهى خرجت امتى اصلا
عاصم :شش مش عاوز حد يسمع دلينى على اوضتها بسرعة
ارشدته سعاد الى غرفته وضعها على السرير ودثرها فى فراشها واغلق عليها الباب
سعاد :يبنى ريح قلبي هى مالها قاطعة النفس كدا ليه وانت لاقيتها فين ...زين بيه لو عرف هيطين عيشتنا
عاصم :بعدين بعدين ي دادة ارجوكى مش عايز حد يشوفنى هنا
ريحانة كويسة بس نايمة غيرلها هدومها ومش عاوز حد ياخد خبر
سعاد :حاضر يبنى متقلقش ...
عاصم :متشكر اووى خلى بالك منها وانا هحل كل حاجة متخافيش
عاد ادراجه من حيث اتى وهو مطمأن انها بأمان الآن .....
............
فى الصباح
استيقظت ريحانة على صوت المنبه
لتشعر بصداع فى رأسها
تطلعت الى نفسها لتجدها تردى بيجامة وتغفو فى غرفتها....كيف هذا وهى تذكر انها كانت مع باسل بالديسكو ...ام ان كل هذا حلم لم يحدث من الاساس
فتحت عليها سعاد الغرفة وهى تحمل صينية الافطار وعليها كوب من العصير الطازج ...
:انتى صحيتى يبنتى ليه كدا تقلقينى عليكى ...
ريحانة بقلق :انا عملت ايه يا دادة
سعاد :انا اللى بسأل ....امبارح عاصم بيه جه شايلك فنص الليل وطلعك اوضتك وطلب منى مجبش سيرة لزين بيه ...انتى ازاى تخرجى فساعة زى دى
شهقة فلتت من ريحانة لماذا حظها العثر يوقعها فى طريق عاصم كل مرة ماذا حدث ليأتى حاملا اياها بذلك الشكل ...ولكن مما لا شك فيه ان وضعها لا يحسد عليه
اتت رسالة نصية على هاتفها من رقم غريب لتفتحها بسرعة
وتجحظ عينيها عندما تجد صورة لها وهى ترقص بين يدى باسل فالديسكو ...
وتحتها مكتوب "اظن باباكى مش هيفرح لما شوف بنته المحترمة كدا ...
عاصم ....
وضعت يدها على وجهها بضياع وهى تردد "انا ايه اللى عملتو دا ........!!!!


إعدادات القراءة


لون الخلفية