الجزء 5
الفصل الخامس
"وفي لحظة...أرحت قبضة يدي و تخليت عن كل ما تمناه قلبي فاليكتب القدر ما يشاء"
دخلت لتقع عيناها على عاصم الذى تناسته عن عمد حينما لم يتعرض لها الايام السابقة
خفق قلبها بفزع عندما وجدته يضع قدم فوق الآخرى جالسا بكل اريحيه يرتشف كوبا من القهوة وعلى وجهه ابتسامة عابثة
اشار لها والدها بالتقدم قائلا :تعالى ي ريحانة سلمى على عريسك
عاصم طلبك للجواز وانا وفقت
اخترقت تلك الجملة اذنها وسقط كل ما فى يدها من كتب ،لوهلة شعرت انها ربما تكون فى حلم تلفتت حولها يمينا ويسار وهى تغلق عينها وتفتحها عدة مرات
تبا ...
هذا ليس حلم .هذا حقيقة ...لا ليست حقيقة بل كابوس
زين الدين :ايه الفوضى الى انتى عملتيها دى وحركات المجانين تعالى سلمى على خطيبك
ضحكت بشدة مما استفز هذا الفعل والدها كثيرا
اما عاصم لم يبدى اى ردة فعل يحاول المحافظة على هدوء اعصابه يعلم انها لا زالت تحت تأثير الصدمة
اخيرا توقفت ريحانة عن موجة الضحك التى اصابتها ووجهت حديثها الى والدها
:حضرتك بتكلمنى انا ...!!!
خطيبى ايه وعريس ايه ..
-قلتلك عاصم طلبك منى وانا وافقت
-يبقي تتجوزوا انت
زين الدين بغضب:انتى بنت مش متربية
تدخل عاصم :عمى استنى بس حضرتك المواضيع دى متتخدش كدا
-لا تتاخد دى بنت مش متربية ،ثم وجه حديثه اليها :انا مش ممكن الاقيلك زوج احسن مم عاصم
تحدثت ريحانة بعدائية :وانا مش ممكن اتجوزو ابدا ...مش هتجوز كدا ...مش هخليك تقررلى حياتى وترسمها على كيفك
اتجه اليها وصفعها على وجهه فسقطت ارضا من اثر الصفعة
اغمض عاصم عينيه بالم لم يكن يرد هذا ان يحدث ..قلبه يتألم عند رؤيتها حزينة فما حال قلبه بعد تلك الصفعة
هذا يزيد الامر سوء وبااطبع ستكرهه اكتر
زين الدين :انا فعلا معرفتش اربيكى عشان تقفى تبجحى فيا وتحطى راسك براسى ..
جاهدت ريحانة حتى تحبس دموعها :انت اصلا مربتنيش مكنش عندك وقت ليا ...محدش ربانى ما ساعة ما امى ماتت
نادى والدها بعلو صوته :سعااااااد خديها من وشى
تتحبس فاوضتها مفيش خروج غير بأذنى
ولعلمك هتتجوزى عاصم ورجلك فوق رقبتك انا هشوف كلام مين الىى هيمشى
اسندتها سعاد الى غرفتها واغلقت الباب كما طلب منها رب عملها
اما عاصم اتجه اليه بضيق
:ايه اللى حضرتك عملتو دا ..تفتكر هى هترضى تبص فوشى تانى ما هى لازم يبقي دة ردة فعلها حضرتك مخدتش رأيها
رد عليه صوت بداخله مستهزأً ،كأنما لو اخذت رأيها كانت ستوافق!!!
زين الدين :عاصم ..انا بعرف اربى بنتى ازاى انا اصلى صعيدى وميعجبنيش الحال المايل ولا انها تحط راسها براسى هتعسلجلها يومين وهتوافق ..تعال ورايا المكتب عشان ورانا شغل
سار خلفه على مضض وبداخله يحثه ان يذهب الى غرفتها ويكسر الباب يهون عليها اى شئ
ولكن كيف سيهون عليها وهو سبب حزنها
لم يكن يوما يتمنى ان يصل معها لتلك النقطة والا لما تركها كل تلك السنوات. ...لولا ظهور باسل فى حياتها الذى يعلم علم اليقين انه يخطط ليلحق بها الاذى لسبب لا يعلمه حتى الآن ...لكان عرف كيف يدخل هو فى حياتها ويجعلها تعشقه حد الثمالة تماما كحالها فى قلبه ....
.............
اما هى جلست على فراشها تبكى وتلعن حظها
وهى التى اعتقدت انه تساهل معها ونسيها عاد لينفذ تهديده ...وما ذاد جرح كبرياؤها هو صفع والدها لها امامه ... ان كنت تظن ان هذا سيضعفنى فلا
لن اخضع لك ولا ابي سأتحرر من هذا السجن والى الأبد
مسحت دموعها وهى تقرر انها لن تكون ضعيفة بعد اليوم
سحبت هاتفها واجرت اتصال لباسل وتمنت ان يرد عليها
فتح الخط لتتحدث هى مسرعة
:باسل الحقنى بابا عاوز يجوزنى عاصم
باسل بصدمة :ايه عاصم!!! ايه اللى حصل قوليلى
ريحانة :رجعت من الجامعة قليتو مع بابا بيقولى اتقدملى وبابا وافق ولما اعترضت ضربنى وحبسنى فاوضتى وقالى انو هيجوزنى غصب عنى ...اتصرف انا مش هقدر اعيش من غيرك
لمعت عيناه بخبث تلك الفرصة لن تتكرر كل يوم
باسل بحسم :تعرفي تهربي وتجيلى ...
ريحانة بلهفة :اعرف بس هجيلك فين
باسل :هتجيلى البيت وهنتجوز
ريحانة بصدمة :نتجوز !!!
باسل :اه مالك خفتى ليه مفيش حل غير كدا وكلها يومين وهسافر دبي عشان العقد واخدك معايا مش دا اللى كنا بنخطتله من الاول
ريحانة :ايوا بس مكنتش هتجوز من ورا بابا
باسل بسخرية :اااه بابا ....مش بابا دة اللى عاوز يجوزك عاصم ..صاحبي اللى كان حاطط عينه على حبيببتى فكرى بسرعة ي ريحانة
لاما تفضلى مكانك وتلاقي نفسك فظرف كام يوم حرم عاصم حداد ..لتهربي من السجن دا للأبد ونتجوز قلتى ايه
ريحانة بحسم :موافقة ابعتلى عنوانك وانا جايالاك بسرعة وهجيب كل ورقى والباسبور بتاعى
باسل :تمام بسرعة قبل ما حد يحس
اغلقت الهاتف وجزء منها يعلم ان تصرفها خطأ ولكنها كانت مثل المغيبة
يحركها كرهها لذلك السجن وتحكمات والدها وسيطرة عاصم
جمعت اوراقها وبطاقتها وباسبور سفرها الذى لم تستخدمه بعد فى حقيبة صغيرة ولكن الباب مغلق كيف ستخرج
خطرت فى بالها فكرة نظرت من الشباك فوجدت المسافة الارض ليست بعيدة
احضرت عدة ملاءات وقامت بربطهم فى بعض وثبتت طرفهم على حامل فى الشباك
القت بحقيبتها اولا ثم امسكت الطرف الاخر ونزلت بهدوء وحرص كي لا تصدر صوت
واخيرا استطاعت النزول بسلام عادت اليها الكحة مرة اخرى واحست ببعض الاجهاد برغم انها لم تقوم باى عمل مجهد ولكنها تناست الامر
القت على الفيلا نظرة اعتقدتها الاخيرة وتحدثت لنفسها بصوت منخفض
:وابقي سلملى ي عاصم عاللى هتبقي مراتك
ركضت خارج الفيلا سريعا من الباب الخلفي حتى لا يراها احد الحراس فى طريقها الى العنوان الذى ارسله اليها باسل
..........
قبل ذلك الوقت بقليل
وصلت نيرمين الى مركز الدكتور جمال الذى اجرت فيه ريحانة التحاليل والاشعة
ذهبت الى مكان الاستلام ولكن الموظف لم يسمح لها بأخذ التحاليل
:يفندم دى خصوصيات مرضى ومش ممكن حد غير المريض نفسو يستلمها مكانو لازم هى شخصيا
نيرمين باصرار :بس انا صاحبتها وهى مش فاضية بعتتنى استلمها
-انا اسف يفندم بس مش هينفع اطلعها ولا اسلمها غير للمريضة يد بيد
مدت نيرمين يدها الى حقيبتها واخرجت منها بضع ورقات من المال ووضعتهم خلسة فى جيب قميص الموظف الذى لمعت عيناه ما ان رأي النقود
وتابعت نيرمين بمكر :بس تقدر حتى تقولى فيهم ايه من غير ما استلمهم دى صاحبتى وانا عايز اطمن عليها هينفع ولا ايه
الموظف بطمع :اه يفندم هينفع طبعا طالما صاحبتك اووى
ذهب دقيقتين وعاد ومعه التحاليل
قلب فى صفحاته لتتبدل معالم وجهه للحزن
نيرمين بفضول :ها ايه اللى فالتحليل
الموظف بحزن :حضرتك دى تحاليل خلايا سرطانية
نيرمين بصدمة :خلايا سرطانية !!!!!!
الموظف :ايوا تحليل خلايا سرطانية فالدم والنتيجة ايجابية
يعنى الآنسة ريحانة الهاشمى مريضة بسرطان الدم
اكتست الصدمة ملامح نيرمين وخرجت من المركز وبداخلها صراع من المشاعر
............
فى منزل باسل
دخلت والدته بعد ان سمعت كامل حديثه مع ريحانة
استندت على عكازها وتفاجيء هو بوجودها الذى لا يعنى غير انها سمعت مكالمته مع ريحانة
:اوعى تكون فاكر يولد انت عشان كبرت تبقي كبرت عليا ...انا لا يمكن اسيبك تدمر حياة البنت بالشكل دا
باسل بحدة :لا ي أمى هعمل كدا ..ولو اطول كنت عملت اكتر من كدا ...زنبها انها بنتو ...وانا ابويا ذنبو ايه لما مات بسكتة قلبيه بسبب ابوها ...لو مخدتش انتقامى ايه هيحصل ...
الزمن هيرجع !!!! ها !!! هيعوضلى ابو يا اللى راح
صرخت فيه والدته بدموع :افهم بقي ابوك هو اللى حط كل فلوسه فصفقة واحدة ولما خسرت خسرنا كل اللى ورانا واللى قدامنا ..زين الدين اصلا ممكن ميكونش يعرف ابوك ولا فى دماغه
باسل بدموع :بس هو حوت كان بياكل كل اللى يجى قصادو
مش مكفيه كل اللى على قلبو مش مكفيه اى حاجة !!!
لو مكنش خسر ابو يا الصفقة كان زماننا عايشين
مكنتش اتيتمت لا انا ولا اختى
اتجهت اليه والدته واخذته فى حضنها
:استهدى بالله يبنى وارجع لعقلك ....انا عمرى ما ربيتك عالحقد دا ..سيب البنت وابعد عنها هتدمر حياتها البنت بتموت فيك انت مبتحبهاش
باسل بدموع :مش بحبها ...ولا بكرهها ي أمى اوقات بتصعب عليا بس بفتكر ابويا بقول حق فابوها كل حاجة ...
يوم ما جتلى الديسكو كنت هحطلها مخدرات فالعصير عشان تدمن وفلتت منها ...
ودلوقتى قدامى فرصة هتجوزها عرفي وابعتها وارميها لابوها تانى يوم عشان اشوف نظرة الانكسار فعنيه
زى ما اتكسرنا من بعد موت بابا ...
ونسافر بعدها دبي انا وانتى ونيرمين
-لا ي باسل مش هسيبك تعمل كدا متكسرش البنت انت عندك اخت وهيتردلك فيها كل حاجة ابوس ايدك يبنى
انت فاكر ابوها هيسيبك انا مش حمل اى حاجة تحصلك ....سيبنى اعيش الايام اللى فاضلالى من غير خوف
سمعا طرق على باب البيت
فايقنا انها ريحانة
امسك والدته يده برجاء :يبنى ابوس ايدك اوعى تعمل كدا
اغمض عينيه بالم صراع ما بين انتقامه واخلاقه التى انشأتها عليها والدته وترجيها له
ربت على يدها :امى انا هعمل الصح متخرجيش من الاوضة لو سمحتى
والدته بخوف :هتعمل ايه ي باسل
باسل :همسك العصاية من النص ثقي فيا....
اغلق باب الغرفة وخرج ليجد ريحانة التى يظهر على وجهها اثار البكاء
دلفت وهى تخبره بكل ما حدث سريعا وكيف هربت من الفيلا
وهو يراقب تعابير وجهها ويتفرس فى ملامحها
ولأول مرة يراها بتلك العين
كيف لذلك الملاك البرئ ان يعشق شيطان مثله يستغل حبها له للانتقام
ان تزوجها وتركها بعد يوم من الزواج ستكون ضربة قاضية لها ...
صدمتها فيه الآن اقل وطئا من صدمتها بعد ان تتزوجه وايضا لن يتخلى عن انتقامه
فاق من تفكيره على صوت ريحانة :باسل ..باسل انت مش بترد عليا ليه
باسل :تعالى معايا ...
ريحانة باستفهام :هنروح فين !!
باسل بالم على ما سيفعله بها :هنروح لابوكى اطلبك منو
هزت رأسها برفض :لا ي باسل ..لا ...مش هيسبنا هبجوزنى عاصم لا مش هتقدر تقنعه
لمعت عينى باسل بلهيب الانتقام :لا هقدر تعالى بس وانا احلفلك انى مش هخرج من عنده غير وانا محقق كل اللى بتمناه
سحبها من يدها وسط تمنعها واركبها سيارته
وهو ذاهب الى اللقاء الذى انتظره منذ زمن
..........
فى فيلا زين الدين
يجلس عاصم مع زين الذين الذى اخذ يتحدث بأمور العمل كأن شيئا لم يكن وعاصم الذى يجلس فقط بجسده معه ولكن قلبه وعقله معلق بها ...
دخلت الخادمة لتخبرهم ان طاولة الغداء قد اعدت
اخيرا تحدث عاصم :مش هتخلى ريحانة تنزل تاكل
زين الدين :لا سيبها تتربي
عاصم :خلاص خلى حد يطلعلها الاكل اوضتها مش لازم تنزل
زين الدين :قلت لا ..سيبنى اعرف اربيها
خرج صوت عاصم غاضبا لاول مرة يسمعه زين الدين :لا بقي كدا كتير انا سكت لما مديت ايدك عليها عشان مش من حقي وحبستها وسكتت لكن تمنع عنها الاكل كدا مش بتربيها كدا بتموتها ...انا لسة مصر انى اتجوزها ومش ممكن اقبل ابدا مراتى يحصل فبها كدا
زين الدين :خلاص هطلعلها الاكل ..بس لما متعرفش تمشى كلمة عليها بعد الجواز بعد كدا متبقتش تسأل ليه ..
اشار للدادة سعاد ان تصعد اليها بطعام الغداء
استجابت سعاد لأمره وفتحت الباب ولكن الصدمة كانت عندما وجدت الغرفة فارغة
وتلك الملاءات التى تدلى من الشباك لا تدل على شيء غير انها هربت
اتجهت ركضا الى الاسفل
سعاد بخوف :زين بيه الحقنى
فزع عاصم من هيئتها التى توحى بان حبيبته اصابها مكروه
عاصم :فى ايه انطقي
سعاد :الست ريحانة هربت
زين الدين بغضب :هربت ازاى انت مش قافلة عليها الباب
سعاد :ايوا والله بس لقيتها رابطة ملايات فبعضها وهربت من الشباك
زين الدين :اغبيا ....انا مشغل اغبيا
عاصم بحدة :هو دا اللى همك ؛!!!!
مش هامك اللى هيحصلها انت مش فاهم حاجة
زين الدين :اسكت خالص
سعاد :ادى خبر للحراسة تقلب الدنيا عليها فظرف ساعتين الاقيها عندى
:متتعبش نفسك ي باشا بنتك اهى
التفت عاصم وزين على الصوت ليجدو باسل يدخل من الباب وربحانة متمسكة بذراعه بخوف
زين الدين :انت مين وبتعمل ايه مع بنتى
ريحانة بخوف وهى تتشبث بذراعه اكثر :خلينا نمشى انا خايفة
باسل :همشى بس مش قبل ما اخد حقي
امسك ريحانة المصدومة من زراعها بعنف واتجه ناحية زين ورماها بعنف حتى سقطت تحت قدمه فتأوهت هى أثر سقوطها ...
ولكن لا وقت للألم مقابل الصدمة التى وجدتها
اتجه اليه عاصم ولكمه بفمه :انت مجنون ..انا هعرفك ازاى تمد ايدك عليها ...
ابعده باسل بعنف :ابعد عنى اهى عندك اهى متلزمنيش
انا عندى كلمتين لزين بيه وماشى
تقدم باسل حتى وقف امام زين :بنتك اهى ي زين بيه
تحت رجلك المفروض تشكرنى وتبوس ايدى عارف ليه !!!
عشان بنتك تبقي حبيببتى ماشي معاها بقالى خمس
شهور بتقرطسك وتهرب من السواق وتيجى تقابلنى
بتنيمك وتخرج من الفيلا وبتجيلى الديسكو
والصدمة التى ظهرت على وجه زين ابنته الوحيدة تستغفله وتفعل كل هذا من خلف ظهره
-بتقرطسينى يبنت ال*****
باسل باستفزاز :لا هدى نفسك ي راجل اما تسمع التقيلة
المفروض انها هربت منك وجاتلى عشان نتجوز عرفى ونسافر....
بنتك مش طايقاك ولا طايقة عيشتك ...سابتك وجتلى انا ...
بتحبنى وبتعشق التراب اللى بمشى عليه وادينى رمتها تحت رجلك اهو ....
اتجه زين الى ريحانة وشياطين الدنيا تتراقص امام عينيه ....واخذ يكيل اليها الصفعات والضربات بقدمه وهى لا تصدر اى صوت صدمتها فى حبيببها اقوى من اى شئ
:عملتى ليه كدا ...؛!!!
ليه توطى راسى كدا حرمتك من ايه ......
ليه تكسرينى كدا ....
بتنيمى وتروحى تقابليه فالديسكو...!!!!
هربتى منى هو دا اللى سبتى عاصم عشانو ...عشان تتجوزيه عرفى يا عديمة الرباية ....
تابع ايكال اليها الضربات وعاصم يقف لو كان احد اخر لكن اوسعه ضربا لكنه والدها ماذا سيفعل ايضربه !!!!
وقف حائل بينه وبينها
وتحدث بصوت عالى :كفاية كفاية بقي هتموت فايدك
زين بغضب :سيبنى اربيها
عاصم :لا مش هسيبك قلت لك انها هتبقى مراتى ومسمحش لحد يمد ايده على مراتى حتة او انت
زين :هتتجوزها بعد كل الى. سمعته !!!
عاصم :انا حر وملكش فيه
صفق باسل بيده :هايل ي فنان ...انا عارف ان كان عينك منها
اما بالنسبة لزين باشا فكفاية نظرة الانكسار اللى شايفها فعينك دى ..دى شفت منى جروح كل السنين
زين بدهشة :انت مين بالضبط !!!!
باسل :انا !!! انا باسل محمد عواد ...فاكر محمد عواد
قطب زين حاجبيه بعدم فهم :محمد عواد!!!!
محمد عواد رجل الاعمال الى مات بسكتة قلبيه
باسل بوجع :بالضبط ...محمد عواد اللى كنت السبب فموته ..
زين بصدمة :انا !!! والسبب فموته انا اساسا معرفوش شخصيا
باسل :بس كنت السبب فموته يوم ما خسرته الصفقة اللى باع اللى وراه والى. قدامه قصادها
مات بحسرته لما كل حاجة راحت منه
زين :وانا ايه دخلى !!
باسل :لو مكنتش حوت بتاكل اى حد وعايز تكوش عالسوق مكنش ابويا مات
مكنتش اتيتمت انا واختى وامى اترملت ...
انا ماشى ..ماشى ومش هتشفونى تانى
اظن كدا كل واحد خد حقه
كدا حق الحق بالشفي ي باشا
ركضت اليه ريحانة بضعف وتمسكت به قبل ان يخرج
:ب..باسل ..قولى ان اللى سمعته دا مش حقيقي
قولى والله وانا هصدقك ....انت بتحبنى صح وهنتجوز
نفض يدها من يده ولشدة ضعفها كادت ان تقع فاسندها عاصم بسرعة
باسل :مبحبكيش ي ريحانة مبحبكيش ...
فاكرة اليوم اللى قابلتك فيه مكنش صدفة كنت مخططلها
عرفت ازاى ادخلك صح !!
عارفة نيرمين دى اختى مش صحبتى كات بتوقعك فحبي وتعملك غسيل مخ
فاكرة كل مرة قلتلك بحبك
كنت بضحك عليكى وبتلذذ بغباء انا واختى كان بيهدى النار اللى جوانا
كل همسة وكل وعد كان كدب
فاكرة لما كنت بقولك ابعتيلى صورك عشان اطمن انك مش لابسة قصير وانت بتفرحى
كنت يضحك فسرى واقول دى هبلة وكتير فكرت العب بصورك ..واركبها على حاجات تانية متتصدميش اووى كدا
اى غلط عملته انتى شاركتى فيه
انتى اللى رخصتى نفسك
مفيش بنت بتعرف واحد من ورا اهلها وتبقي مستنية انو يطلع جدع معاها
ما انتى استغفلتى اهلك وخنتى ثقتهم فيكى
كنت متوقعة ائمنك على اسمى !!!
محدش بيتجوز واحدة مشى معاها ي ريرى
انا لو اسف على حاجة فهتبقي انى مكنتش احب انى اعمل فبنت كدا انتى ملكيش ذنب غير انك بنته
انا مسافر ومش راجع احاول ابدأ حياة على نضيف
انا لو كنت وسخ كنتى عملت فيكى اكتر من كدا
ادعى لامى اللى نجدتك من ايدى
تركهم وغادر
بعد تلك العاصفة التى احدثها ...احدثت شرخا فى نفوس الجميع
فى تلك اللحظة عرفت ريحانة المعنى الحقيقي لعزة النفس والكرامة
كل ما كانت تركض خلفه سراب
نظرت لعاصم وعيناها مليئة بالانكسار كانها تخبره "آسفة كنت على حق ولكن هيهات "
لم يكن لديها وقت للصدمة سحبها والدها من شعرها بعنف
وفتح احد الغرف القديمة التى كانت تستعمل كمخزن ورماها بها على الارض
زين :انت النهاردة كسرتينى كسرة عمرى مة هفوق منها انت مش بنتى اللى ربتها انتى عمل اسود
هتفضلى محبوسة هنا زى الكلبة ولا نور الشمس هتشوفيه لحد ما اعرف اعيد تأهيلك ازاى
اخذت تهز رأسها برفض
:بابا ارجوك انا بخاف من الضلمة متسبنيش بابا اااااا
ابعدها عنه بعنف ولم يصغى لها واغلق الباب ...
عاصم :انت بتعمل ايه افتح الباب دا
زين بحدة :عاصم متخلنيش انسى انى اعرفك واتعامل معاك بطريقة تانية دى بنتى وانا عارف اربيها ازاى ..مش هطبطب عليها بعد ما وطت راسى
عاصم :بس انا هتجوزها ...
زين :ومش هتتجوزها قبل ما اربيها واتفضل اطلع برا عايز اعد لوحدى
اتجه عاصم الى الباب حيث تقبع ريحانة على الجهة الآخرى وتحدث بصوت عالى :
ريحانة..متخافيش هطلعك من هنا وربي ما هسيبك حتى لو هخطفك ...متخافيش ي حببتى
زين بحدة :اطلع برا ي عاصم.
عاصم :انا خارج وجاى تانى مش هسيبها ليك ابدا مش هسيبها حتى او هخطفها من هنا سامع .....
خرج و قلبه يتمزق من الألم عليها
اخطأت ولكنها ضحية الاهمال وتلك الافاعى التى تلتف حولها سبخرجها من هنا مهما كلفه الامر ....
.............
عاد باسل الى منزله لتتلقاه والدته بلهفة
-معملتش فبها حاجة ي أمى رجعتها لابوها وحكتلو على كل حاجة صحيح متجوزتهاش بس شفت فعنيه نظرة ذل وانكسار هتخلى ابويا يرتاح فقبره
والدته :وانت فاكر انو هيسبها دا هيموتها
باسل :انا مليش دعوة هى بنتو مش بنتى
فتحت نيرمين الباب بسرعة وهى تلهث
باسل :مالك ي نيرمين ملهوفة كدا ليه
نيرمين :فى حاجة لازم تعرفها ...احنا لازم نوقف انتقامنا دا ريحانة ....ريحانة
باسل بنفاذ صبر :مالها ريحانة انطقي !!!!
نيرمين وهى تغمض عينها بألم :ريحانة عندها سرطان فالدم
باسل بصدمة :بتقولى ايه !!!!!!
والدته :يضنايا يبنتى .....البنت هتموت بالمرض دا وانت رمتها لابوها يخلص عليها انتو مش ولادى ابدا ولا عرفكو انتو وحوش .....ربنا يلطف بيكى يبنتى
............
مر يومين لم يسمح لريحانة بالخروج من غرفة المخزن ولم تر ضوء الشمس
لم يحن قلب والدها عليها ولم يفلح عاصم فى ان يصل معه لحل
وها هى تدفع ثمن افعالها ولكن هذا الثمن ابهظ من ان يتحمله انسان
اخذت تعانى فى تلك الغرفة
تشعر بان الوجع والضعف يتسلسل اليها يوما بعد يوما لم تكن لديها القدرة ان تمد يدها بالطعام التى كات سعاد تدخله اليها خلسة
ناهيك عن الم قلبها .....
...........
كان زين الدين بمكتبه حتى سمع جلبة بالخارج ليجد عاصم ومعه شخص ما يظهر من ثيابه انه مأذون
زين :عاصم امشى من هنا مش وصلة كل يوم
رفع عاصم السلاح فى وجهه :قسما باسم الله لو مخرجتها وجوزتهالى دلوقتى لكون مفجر دماغك
زين بخوف :انت مجنون
عاصم بحدة :ايوا انا مجنون لما سبتهالك كل دا ...مستغرب انها عملت كدا ...هى ملقتش حد يربيها ملقتش حد يعلمها الصح من الغلط
اى تصرف غلط عملته انت مشارك فيه
ودلوقتى لو مخرجتهاش من الاوضة دى هتشوف وش عاصم حداد اللى عمرك ما شفتو
زين :طيب طيب بس نزل السلاح دا
هنا جائت الخادمة :زين بيه دكتور جمال عاوز يقابلك باى شكل بيقول موضوع ضرورى يخص الأنسة ريحانة
عاصم :ريحانة و دكتور جمال !!!دخليه بسرعة
دلف الطبيب ليجد الجو متوتر
امسك عاصم بعنف :مالها ريحانة انطق
زين :مالها بنتى ي دكتور ايه الموضوع اللى يخصها
الطبيب :الآنسة ريحانة اتصلت بيا من كام يوم بتشتكى من اعراض زى الاجهاد والضعف واهمهم انها لما بتكح بتلاقي دم
جاتلى المركز وعملت الفحوصات والاشعة الازمة عشان اتأكد من اللى شكت فيه والنتيجة طلعت بوزتيف
استنيتها تيجى تاخد التحاليل مجتش
ورغم انها كات طالبة السرية
بس كل ثانية بتعدى من غير ما نتحرك الورم هينتشر اكتر وهيبقي خطر على حياتها
عاصم بمزيج من الخوف والقلق :ورم !!! انت تقصد ايه
الطبيب بحزن :انا اسف انى ببلغكو خبر زى دا بس الأنسة ريحانة
مريضة بسرطان الدم ولازم علاج فاسرع وقت لاما هنخسرها