الجزء 7

الفصل السابع
‏"من ذا الذي سيجازف بالبقاء إلى جانبك كل ليلة وأنتِ دائمة السقوط وذي مزاج متقلّب وعصبيّة مفرطة وحزن بلا سبب"
لن يتحمل تلك المشقة اى شخص
وحده توأم روحك "
انا بثبتلك دلوقتى وقصاد كل الى شافنى ان شعرك وقع ثبت
جميلة او وحشة
حتى لو شعرك كلو وقع هفضل احبك
وانا قدامك اهو معنديش شعر
انا مش احسن منك فحاجة
وفى تلك اللحظة
ليشهد الله ان نبتة الحب فى قلب ريحانة تجاهه بدأت فى النمو ....
ريحانة :انت كتير عليا ..انا مستاهلكش
عاصم :انتى اللى كتير على اي حد
ممكن تبطلى تقوليلى الكلام دا ...انا من كتر الفرحة عايزة امشى اوقف كل الناس واقولهم اخيرا اتجوزتها ..انا مش مصدق
ريحانة :طب لما انت بتحبنى كدة ليه مكنتش بحس بيك
انا عمرى ما شفتك غير اول مرة فيوم ما كنت مع ...اغمضت عينها بحزن وهى تأبي ان تنطق اسمه فاكملت
يوم الماتش
عاصم بحب :عشان انا مكنتش عايز اعمل حاجة حرام كنت عايز ربنا يباركلى فيكى
ريحانة :فين الحرام لو كنت جيت اتعرفت عليا
يمكن مكنش غلطت لو كنت فحياتى
عاصم :انى اتعرف عليكى دا فحد ذاتو حرام
مفيش حاجة اسمها صداقة بين ولد وبنت ربنا قال "ولا متخذات اخدان "
يبقى انا اسمح لنفسى ان ادخل معاكى فعلاقة تحت مسمى الحب !!
ومجتش طلبتك ساعتها عشان كان سنك صغير
كنت عايزك تعيشى سنك وشبابك ومراهقتك
انا مش انسان كامل ولا انا شيخ
انا عملت حاجات كتير غلط ...عرفت بنات وكنت بشرب واسهر ...بس كل دول اعتزلتهم من ساعة ما عرفتك
بقيت اقرب من ربنا وادعيه فكل صلاة انو يجمعنى بيكى
مكنتش بحب اغضبه عشان يرضى عنى ويجعلك من نصيبي
بس الحاجة الوحيدة اللى مقدرتش ابطلها
انى اغض بصرى عنك
مقدرش اكون فمكان معاكى ومبصش لوشك الجميل
لمعت عيناها بالدموع من كلامه وباتت تنظر ليه بنظرة احترام وتقدير
:انت عارف ان جمالى دا كلها كام جلسة ومش هيبقي موجود
عاصم :تقصدى عشان الكيماوى !!
انا ميهمنيش كل الىى هيحصل
وحلقت شعرى ودقنى عشان اثبتلك ان المظهر عندى مش اساس علاقتنا
ثم تابع بحب
ثم ان انتى حتى او شعرك وقع هتفضلى اجمل واحدة شفتها
ريحانة :انا عمرى ما سمعت الكلام دا
وبحس بمشاعر اول مرة احسها ...انا متلخبطة ومش عارفة اعمل ايه ...
عاصم :متعمليش ...انا اللى هعمل
تسمحيلى النهاردة تخرجى لاول مرة معايا وانت على اسمى
انا استأذنت من الدكتور وهرجعك باليل
ريحانة :هتودينى فين
عاصم :هخليها مفجأة تعالى يلا .....
............
توقفت سيارة عاصم لتعلن عن وصولهم لوجهتهم
ترجلت ريحانة من السيارة بسرعة والارض لا تكاد تساعها من الفرح
:انت عرفت منين انى بحب الملاهى
عاصم بغمزة :جرا ايه ي مدام بقي احنا مش قولنا قبل كدا انى اعرف عنك كل حاجة وحاجات متتوقعيهاش
ريحانة بدهشة :ايه دا بجد !!
طب تعرف ايه عنى تانى
عاصم :يبنتى دى فضايح خلينى ساكت
ربحانة :لا بجد بجد قول
عاصم :امم خلاص طالما اصريتى
اعرف عنك انك بتحبي الاكل جدا
بتودى كل الاكل دا فين مش عارف
اعرف انك كنتى بتزوغى ساعات من الجامعة مع صحبتك يارا عشان توديكى تاكلى فول وطعمية من على عربية
اعرف انك بتحبي الفراولة جدا ولازم جنبها بسكوت سادة
اعرف انك مبتاكليش محشى الكرنب زى بقيت الخلق ومانعة دادة سعاد تعملو فالبيت
اعرف اللبن اللى المفروض البنات مبتحبهوش وانت بتشربيه عمال على بطال وبتحطيه فكل العصاير حتى اللمون ي بعيدة
اعرف البيتزا والمعجنات الىى بتخليها تعملهالك باليل رغم انك بتصحى بطنك وجعاكى وبتحرميش
ها ..كفاية كدا ولا اكمل موضوع ازايز البيبسي اللى تحت السرير !!!!
كانت تستمع اليه وفكها يتدلى يكاد يصل الى الارض من الدهشة
بالكاد تعرفه من شهر فكيف عرف عنها تلك المعلومات
اكان يرصد كافة تحركاتها بكاميرات مراقبة ام يستدرج الخادمة فى الحديث ليعرف منها تلك التفاصيل
حاول عاصم كتم ضحكته قدر المستطاع على مظهرهها الطفولى المصدوم :اه ي حببتى الاختيار التانى صح
كنت بستدرج دادة سعاد فالكلام وتقولى من غير ما تحس
ريحانة :لا كدا كتير والله انت عرفت ازاى انا بفكر فايه
عاصم بخبث :اصل انا مخاوى
ها هتيجى نستمتع الكام ساعة اللى فاضلالنا ولا هنقضيها اسألة
ريحانة بسعادة :لا مش هسأل تانى يلا
كانت تستمتع معه كثيرا ولفترة من الزمن نسيت مرضها وحياتها المهددة فقط تعيش اللحظة مشاعر لم تعشها من قبل والاحلى انها فى الحلال
كان يتعامل معها على انها ابنته وليست زوجته
اشترى لها فشار وغزل البناات والكثير والكثير من الحلوى
جرب معها كل الالعاب وهى مستمتعة الى اقصي حد
وهو الآخر لا يصدق انه يقضى تلك الساعات بالقرب منها
يلتقطوا الصور
ويبنوا سويا ذكريات سعيدة ربما مجنونة ولكن تشملهم سويا
وقفت امام بيت الرعب تصمم على الدخول ولكن اعترض عاصم بشدة يعلم انها جبانة من الطراز الاول فلم يشأ ان يفسد اليوم لمجرد تصميمها

هتفت بتصميم تأبي ان تتنازل عن مطلبها تعلم انها خائفة ولكنها مستمتعة لمعاندته لمجرد العناد
لديها فضول لمعرفة كم من الوقت بعد عليه تحمل جنانها وتحكماتها الغير مبررة
-ما اهو انا هدخله يعنى هدخله
-يبنتى انتى بتخافي من خيالك اصلا بيت رعب ايه الىى عايزة تدخليه
رفعت اصبعها فى وجهه دلالة على اعتراضها
-انا مسمحلكش انا مش بخاف من خيالى انا بميت راجل اساسا
لا يعرف ايوافق حتى يثبت لها انها مخادعة ام يستمر معها في لعبة العناد ليرى انفعالاتها التى يعشقها
-طب حاسبي الصابع بس
بصي يست البنات والستات والرجالة كمان
-رجالة ؟!
-اه مش انت لسة قايلة انك بميت راجل !
-دا تعبير مجازى اصلا
-ما علينا مش موضوعنا ..انا هدخلك بيت الرعب ولو صوتتى جوة يبقي انا اكسب وهتيجى معايا مشوار بعد الملاهى
-مشوار ايه !!
-معرفش لو خايفة قوليلى منخشش
هتفت بشجاعة مزيفة :لا مش خايفة يلا ...
دخل الاثنان بيت الرعب وهما يركبان فى العربة الخاصة باللعبة هو بالامام وهى خلفه
كانت العربة تسير فى الداخل على نحو جيد
يبتسم هو ابتسامة لم تصل لعينها فهو يعلم ما سيحدث بعد قليل
-على فكرة بقي المكان مش اد كدا ومش مرعب وكمان مش .....
وبترت جملتها عند انطفاء الانوار وحل مكانه الظلام الذى يكتنفهم وشعاع احمر صغير يخيف اكثر من الظلام .....اشكال غريبة تظهر واصوات تسمعها
ارتفع مستوى الادرينالين فى دمها وهى تتمسك بكتفه ورقبته من الخلف بقوة
:يلهووووى عااااااصم يخربيتك خرجناااااااااى
عاصم بضحك :تستاهلى قعدت اقولك انت بتخافي تقوليلى انا بميت راجل اشربي بقي
ريحانة ولا زالت تمسك برقبته بشدة كأنها طوق النجاة :انا بسحب كلامى كلو والنبي خرجنى من هنا
رق قلب عاصم لها فهو يعلم انها ما هى الا طفلة مشاغبة ليس اكثر
-طب ..طب اهدى اعمل اللعبة اشتغلت
-معرفش اتصرف ...
اتت له فكرة عظيمة ..ان كانت ريحانة ستستفيد منها فهو الآخر سيستفيد منها اضعاف
-بصي انا هعمل حاجة بس متتعصبيش ماشى
ريحانة بخوف :اى حاجة انا خايفة اووى
وعندما تلقي منها اشارة الموافقة
مد نصفه العلوى تجاهها وبحركة سريعة سحبها تجاهه بقوة
لم تعى ما يحدث الا عندما وجدت نفسها تجلس على قدميه
-انا اسف انى عملت كدا بس انت كنتى خايفة انا مقدرش اوقف اللعبة بس يمكن وجودى جنبك يطمنك شوية
لم ترد عليه لأنها ببساطة بالرغم من تلك الاصوات والاشكال المخيفة
والظلام الذى يكتنفهم ولا تستطيع رؤية وجهه الا ان برقبه وجدت الامان
يكفيها صوته ورائحته بجانبها لتعلم بان كل شيء على ما يرام واستحالة ان يصيبها اى اذى
وبدون وعى منها تقريبا
ضمت جسدها الصغير اليه ولفت يدها حوله كأنما تستمد منه الدعم
اما هو
كان يتوقع صراخها واعتراضها
ولكن ردة فعلها صدمته ....يكفيه شعور انها تشعر بالامان فى قربه ولا تنبذه كما كان يتوقع
وضع يده على شعرها وبحذر شديد بقي يمسد على خصلات شعرها حتى يهدأ خوفها
وبقي الاسنان على هذا الوضع حتى توقفت اللعبة
وللحق لم يعى الاثنان ان اللعبة توقفت الا عندما فاقا على صوت المسؤول عن اللعبة يعلمهم بانتهاء الوقت المسموح به
تطلعت ريحانة اليه وبقي الاثنان يحدقان فى عيون بعضهم بدون حديث
هو غارق فى سحرة خضرة عيناها
وهى تبحث فى عينيه عن تفسير لما تشعر به الآن
ادرك عاصم بانهما لا زالا فى عربة اللعبة
وبحذر شديد خرج من العربة حاملا اياها الى الخارج
وهو يكاد يقسم ان تلك الدقائق يكفيه ان يعيش عليها بقية حياته
............
كانت تجلس على احد الكراسى فى الصالة منتظرة رجوعه
تلك المرات التى كان يتحجج بها بالعمل امام ابنته كان يأتى اليها
لما لا وهى صاحبة كل الحق فيه ...هى ايضا زوجته
او بالأحرى هى الزوجة الأولى
ف "هالة " هى زوجة عز الدين الاولى
وعشقه الوحيد
تزوجها فى بداية حياته عندما كان موظف صغير
كان يجمعهم الحب والمودة ...ولكن بسبب خلاف بينهم وصل الامر الى الطلاق
فى تلك الفترة كانت هالة حامل بابنه الاكبر "خالد "
وسافرت الى والدها ولم يعرف زين الدين اى شئ عن ابنه وطليقته
اثناء ذلك تعرف زين الدين على زوجته "همس "والدة ريحانة
كانت من عائلة عريقة وهى من ساعدته ليحقق ذاته ويصل الى ما هو عليه الآن
لم يذكر لها اى شئ عن زوجته السابقة لانه طوى تلك الصفحة من حياتة
بعد موت همس والدة ريحانة
حزنت ريحانة كثيرا لأنها كانت مرتبطة بوالدتها بشكل كبير
بعدها بفترة ليست كبيرة
التقي هالة مرة اخرى صدفة حينها لم تكن ريحانة تتعدى ال 15 عاما
بينما خالد كان عمره 22 سنة
تفاجئ عز الدين بالأمر كل تلك السنوات وبعلم بعدها ان له ابن
كان يزوره من حين لأخر وعاد قلبه يميل لهالة مرة آخرى
تزوجها حتى يكتمل شمل اسرتهم من جديد ولكن
اصر ان يبقي هذا الأمر طى الكتمان خوفا على صغيرته ريحانة من الانهيار
وافقت هالة على الأمر
وخالد ايضا تحت الضغط بالرغم من انه كان يتوق شوقا للتعرف على اخته
فاقت هالة من ذكرياتها على صوت فتح الباب
حينها خرج خالد ايضا من غرفته
بالرغم من انه عمره 27 عاما الا انه لم يتزوج بعد ولا يزال مقيما مع والدته
كان يحبس نفسه فى غرفته طوال اليوم منذ ان علم بمرض اخته
بالرغم من انه ايضا لم يلتق بها يوما الا انه كان يحتفظ بصورها من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى
هرعت هالة اليه فور دخوله
:طمنى ي زين ريحانة عاملة ايه ونفسيتها عاملة ايه
زين :حاليا كويسة كتبنا الكتاب وعاصم خدها يخرجها
خالد بضيق :انا مش فاهم ازاى تكتبو الكتاب فالمستشفيى
زين الدين :عاصم كان عاوز كدة وانا عارف هو اد ايه بيحبها مرضتش اعترض
هالة :وهى ي حببتى متقبلة الموضوع ..عارفة انها هتبدأ جلسات من بكرة
زين :اه عارفة وعشان كدا عاصم صمم يخرجها النهاردة
خالد بحسم :انا اللى هتبرعلها بالنخاع
زين الدين :انت !!!
خالد :اه انا هى اختى وانا مش هسيبها تمووت ولازم تعرف انى هتعرف عليها انا سكت كل السنين دى بس دلوقتى خلاص كفاية
هالة :يبنى بس هى ممكن متتقبلش دا
خالد :وانتو عرفتو منين ها ...!!!
مش يمكن وجودى جنبها يساعدها انا ببلغكو بقرارى ومش هرجع فيه
زين الدين :سيبيه ي هالة ....فعلا كل حاجة زمان كات غلط وجه الوقت ان ريحانة تعرف وانى اظهركو للناس
كل حاجة لازم تتصلح ...
.......
-انا مش فاهمة حاجة انت واخدنى على فين
-بيتى
ريحانة بخوف :بيتك ..!!!
انت ...انت جايبنى بيتك ليه
استشعر نبرة الخوف فى صوتها فعلم ما تخشاه هى
:ايه مالك قلقانة كدا ليه انا كان فى حاجة عايزة اوريهالك
انزلى يلا
امسك بيدها ودخلا معا الى فيلته
وقف الخدم مدهوشين من هيئته ومن تلك الفتاة التى يصطحبها القي عليهم عاصم التحية وصعد مع ريحانة الى الأعلى
بقيت احد الخادمات تتذكر اين رأت تلك الفتاة مم قبل
وشهقة فلتت منها حينما تذكرت انها نفسها الفتاة
صاحبة الصور التى تزين جدار ملحق غرفته
الذى يمنع اى شخص منعا باتا من الاقتراب منها
بقيت هى وباقي الخادمات يتناقلو الاحاديث بينهم عن هويتها ولكن لم يخطر ببال احد ان تكون هى زوجته
.........
كانت تصعد معه درجات السلم المؤدى الى غرفته وقلبها يخفق من الخوف
لماذا يأتى بها لغرفته ايعقل انه يريد قضاء معها بعض الوقت باعتبار انها صارت زوجته ...
لا هو يعلم انها ليست مستعدة تلك الخطوة بعد ....بل انها من الاساس لم تكن مستعدة لخطوة الزواج
لا تعلم لماذا درجات ااسلم زادت بذلك الشكل ام انها تتخيل
فتح باب غرفته وادخلها واغلق الباب خلفه
وبمجرد سماع صوت اغلاق الباب
انتفضت فزعة وشهقة خوف فلتت منها
تطلع هو اليها ليجد صدرها يعلو ويهبط وملامح وجهها اقرب للشحوب
ثم ادرك بعد ذلك ما تفكر بها
كانت تعود للوراء
لتحتمى باحد الزوايا
تفاجئ هو من خوفها الغير مبرر ولكنه تمالك نفسه حتى يطمئنها منه
كان يتقدم منها بهدوء وهى تتمسك بالحائط خلفها حاولت التكلم فخرج صوتها ضعيفا مهزوزا
:ان..انت جايبنى هنا ليه
عاصم بهدوء :تفتكرى ليه
ريحانة وقد بدأت تشعر بدوار خفيف من كثرة الخوف :عاصم انت بتقرب كدا ليه متخوفنيش منك
اما هو لم يرد عليها ظل يقترب منها حتى وصل اليها
كانت تقريبا اوشكت على الانهيار
فاحاطها بذراعه والذراع الاخر
ازاح خصلات شعرها التى تغطى أذنها وهمس بجانبها
:على فكرة خوفك دا غير مبرر منى ......تفتكرى واحد بيعشق مراتو ممكن يخوفها او يأذيها
حاولت التكلم فوضع اصبعه على فمها كى يكمل كلامو
:انا مش ممكن اجرحك او اعمل حاجة انت مش عايزاها
احنا هيفضل مكتوب كتابنا الى ماشاء الله وهتفضلى فبيت باباكى
لحد اليوم اللى ربنا يتم فيه شفاكى على خير
لحد اليوم اللىى قلبك يدقلى
ساعتها هنبقي نشوف اى مواضيع تانية ...وغير كدا انا هفضل جنبك ايدى فايدك
جوزك اللى بيعشقك ...ومش ممكن فيوم يأذى شعرة منك
قبل رأسها قبلة حارة
وهو يقول :ربنا يباركلى فيكى ويخليكى ليا ....
نظرت فى عيونه لتجد بها الصدق الخالص
حاول هو التخفيف من توتر الموقف فابتعد عنها
:اهو بصى بقي ي ستى نسيتينى انا كنت جاى اوريكى ايه
اشار على احد الابواب
عارفة الباب دا موجود وراه ايه
هزت رأسها بالنفي
ليخرج هو مفتاح صغير من جيبه
ويفتح به ااباب
-المفتاح دا وراه عالمى الافتراضى الىى كنت بعيش فيه وبتمنى تكونى معايا
شبك يدها بيدها
:تعالى
فى البداية لم تر اى شئ بسبب الظلام
ولكن ما ان اضاء الاضواء
بقيت تطلع الى الغرفة التى كانت تخلو من الاساس فقط مزينة بصورة كبيرة لها على الحائط
بالحجم الطبيعى ويحيط بها صور صغيرة ايضا لها
ريحانة بسعادة وهى تلتفت له :انت عملت كل دا امتى
التفتت اليه لتجده يجثو على احد ركبتيه امامها
:المكان دا من حوالى سنتين
مانع اى حد يدخل فيه حتى الخدم
انا الىى بنضفه بنفسى
كل ليلة كنت بخش هنا واعد اتكلم قصاد الصورة الكبيرة واحكى اكنك سامعانى المكان دا انت اول واحدة تخشيه لانو بتاعك وحق
وبدون ارادة منها تساقطت العبرات من عينها :انا عمر ما كنت افكر ان ربنا بيحبنى كدة عشان يرزقنى بواحد زيك
انت متخيل ان سعيدة اد ايه ...انا مش عارفة اعبر عن حاجة بس انت اكيد فاهم
عاصم بابتسامة زادته رجولة ووقار :انا فاهم وعارف
باقي حاجة واحدة بس
احنا ملبسناش دبل وانا مش ناسى
دبلتك هلبسهالك يوم فرحنا اللى ربنا وحده يعرف هو امتى
بس فى حاجة اهم عندى من الدبلة
اخرج من جيبه علبه قطيفة فتحت لتجد خاتمين من الفضة مماثلا لبعضهم
مكتوب عليهم بزخرفة جميلة "لقد تعادهنا على السير معا "
-بصى ي ست البنات الخاتمين دول اتعملو بطلب خاص منى
وزى ما انت شايفة مكتوب عليهم تعاهدنا على السير معا
بمجرد ما تلبسى الخاتم دا هيبقي موافقة صريحة منك انك قابلانى فحياتك هنمشى كل حاجة سوا
واولهم مشوار علاجك مش هننسحب ولا نتراجع
حتى لو تعبتى ويأستى هكون جنبك على طول
ها موافقة
اخذت هى احد الخواتم وشدت يده البسته اياه
:ودى موافقة صريحة منى ....يمكن انت عارف ان ليا ماضى ...ويمكن عارف انى ملحقتش احبك
بس انا النهاردة بعترفلك ان وجودك قابلاه فحياتى
قابلاه ومش عاوزاه بختفي ابدا
مدت يدها تجاهه :يلا لبسنى خاتمى
البسها الخاتم وهو فى قمة سعادته باحداث اليوم
-دلوقتى باقي حاجة اخيرة عاوزك ترقصي معايا على اغنية بحبها جدا وكنت دايما بسمعها باسمك انت
اتجه الى مشغل الموسيقي وامسك بها ليرقصوا سويا على انغام الموسيقي التى كان يرى فيها معشوقته بالتفصيل
قالت لكل الاصدقاء.. هذا الذي ما حركته اميرة بين النساء

سيستدير كخاتم في اصبعي..

و يشب نارا لو راى شخصا معي

سترونه بيدي اضعف من ضعيف

و ترونه ما بين اقدامي كاوراق الخريف

يا مستبدة....

انت التي اسميتها تاج النساء

اقسي على قلبي و مزقيه لو اساء..

الويل لي يا مستبدة

الويل لي من خنجر طعن المودة

الويل لي كم نمت مخدوعا على تلك المخدة

الويل لي من فجر يوم ليتيني ما عشت بعده

الويل لي الويل لي يا مستبدة

اني اعاني اني اموت اني حطام

حاشاك عمري ان افكر بانتقام

اني لك قلب و حب و احترام

صبرا يا عمري لم تري دمعا يسيل

سترين معنى الصبر في جسدي النحيل

فتفرجي هذا المسا رقصي الجميل..

انتهى اليوم واعاد ريحانة الى المشفي استعادا لاول الجلسات غدا
يتعين عليها ان تكون خائفة ولكنها اصبحت لا تخشى اى شئ فى وجوده ....
..........
كانت تمشط شعرها فى المرأة بشرود
لاحظ هو شرودها وان عقلها ليس معه
وقف خلفها وهو يتناول منها المشط
يمشط خصلات شعرها السوداء الكثيفة كما تعود دائما
:فراشتى سرحانة فايده ومش مركزة معايا
أروى بابتسامة صافية :انا اسفة ي حبيبي انى سرحت
دماغى راحت لريحانة يترى عاملة ايه دلوقتى ومتقبلة عاصم فحياتها ولا لأ
-مش عارف بس اللى متأكد منو انو حتى لو مش النهاردة هى هتحبه
وهو هيعلمها تحبو ...عاصم دا فحبها مجنون عامل زى الطفل الصغير المرتبط بمامته ..انا فالاول كنت معترض على جوازهم فى الظروف دى
بس لما شفت عاصم النهاردة حالق شعرو ودقنو عشان يقويها لما شعرها يقع
انا ك يامن الحركة دى اثرت فيا فما بالك هى بقي
أروى :انا حبيتها جدا والله ي يامن انا مش عايزاها تموت انا عاوزة ابقى صحبتها واختها واعوضها عن وفاة والدتها وانها ملهاش اخوات
يامن :بصي بصراحة موضوع ملهاش اخوات دا مش صح
عاصم كان حكالى حاجة ريحانة ذات نفسها متعرفش
ثم قص عليها كل شئ عن علاقة زين الدين بهالة وابنه الخفي خالد
-بس كدا مش عارف بقي دى حاجة هتفرحها ان ليها اخ كبير ولا هتزعلها انو اتجوز بعد مامتها وخبي عليها
أروى :حتى او زعلت يومين بس هى عمرها ما هترفض وجود اخ فحياتها اسمع منى انا ليا نظرة فالموضوع
يامن :طب تعالى ي ذات النظرة الثاقبة عشان انيمك
انتى تعبتى النهاردة انتى والاستاذ اللى فبطنك دا
أروى بضحك :الاستاذ الىى فبطنى بيقولك انا بحبك ي بابي عشان مدلع مامى كل الدلع دا
يامن :دا مامى اللى تستاهل الواحد يجبلها حتة من السما
يلا ي فراشتى عشان ترتاحى
............
اشرق قرص الشمس الذهبي ليعلن عن بداية يوم جديد
فاقت فيه ريحانة لتجد عاصم يحضر لها الفطور ويساعدها فى الاكل بحب
ساعدها ايضا لتغير ثيابها استعداد لجلسة العلاج
وهى كانت تستعد وكلها امل فى الشفاء
..........
وباحد محلات الورود الموجودة بجانب المشفي
كانت يارا تشترى زهور التيوليب التى تحبها ريحانة حتى تزين بها غرفته
انتهت من شراء الورود وكانت فى طريقها للمشفي حتى اعترض طريقها ثلاثة شباب
يارا :عدونى لو سمحتو مينفعش كدا
-ايه ي جميل بس ما تيجى نتعرف
يارا بخوف :لو مبعدتوش عنى هصوت والم عليكو الناس
-ليه كدا ي حلوة ما تيجى ناخد وندى بشكل ودى
كانت على وشك البكاء حتى ظهر امامها شاب
سحبها من يدها واوقفها خلف ظهره
:مش عيب على تلاتة زى التيران زيكو يعاكسو بنو اد اختهم
متهيألى مش دى الرجولة
-جرا ايه ي حيلة امك واحد زيك هيعرفنا الرجولة
الشاب :انا حيلة امى !!!
طب انا حيلة امى فعلا تعالى بقي انت وهو
دارات مشاجرة عنيفة بين خالد والثلاثة شباب انتهت بطرح خالد لها ارضا
وهو يبصق عليهم :دا يعلم اشكالكو تبطلو ترازو فخلق الله
التفت الى يارا الى تقف خلفه ترتجف وتحتضن ورودها :انتى كويسة ي آنسة
يارا :كو...كويسة ..
انا متشكرة احضرتك جدا
خالد :محصلش حاجة انت فسن اختى بس ايه اللى ممشيكى فالمكان دا فساعة بدرى زى دى
يارا :انا جاية ازور واحدة صحبتى
على العموم انا متشكرة لحضرتك مرة تانية
تركته وهى تسرع الخطى نحو الداخل
وهو كان يقف يتطلع لأثرها بابتسام
ثم تنبه على صوت رسالة من هاتفه يتعجله والده للوصول قبل دخول ريحانة لجلسة العلاج
دخل المشفي ليجد والده ينتظره على الباب
:انا هدخل دلوقتى وانت هتدخل معايا بس تسبنى اتكلم هز رأسه بالايجاب
ليدخلا غرفة ريحانة تعلقت انظاره بيارا فور ان رأته
وهو ايضا استغرب من وجودها بغرفة اخته
زين الدين :حبيبتى مستعدة للجلسة
شددت على يد عاصم الممسكة بها
:طالما عاصم معايا انا مستعدة لكل حاجة
عاصم وانظاره متعلقة بخالد :مين دا ي عمى
ريحانة :اه صحيح ي بابا مين دا هو دا الدكتور
حينها تولى خالد مهمة التعريف عن نفسه ونسى كل ما قاله والده خارجا
:انا خالد زين الدين الهاشمى اخوكى !!


إعدادات القراءة


لون الخلفية