الجزء 6

الفصل السادس
"تلك الندبات ماهى إلا أثر البذور التى انتزعها الله من قلبك لأنه كان يعلم انها ستنبت أشواكا تؤلمك وتدميك"
انا اسف انى ببلغكو خبر زى دا بس الأنسة ريحانة
مريضة بسرطان الدم ولازم علاج فاسرع وقت لاما هنخسرها
مجموعة من النصال اخترقت قلب عاصم
صرخ فيه بغضب :انت مجنون ..انت عارف لو الكلام دا طلع غلط
الطبيب :انا اسف برضو ..بس بأكدلك ان التحاليل سليمة 100%وانا بنفسى اللى اشرفت عليها
تبادل عاصم وزين الدين النظرات وكأنه فهم ما يرمى اليه ركض الاثنان باتجاه المخزن الذى يحتجز فيه ريحانة تبعهم الطبيب وهو لا يعلم من الامر شيئا
دفع عاصم الباب ليجدها متكورة على نفسها فى احد الزوايا
عيناها مفتوحة فتحة خفيفة ....فى حالة بين الوعى ولا وعى وبعض القطرات من الدماء تتخذ مجرى بجانب شفتيها

ركض اليها عاصم بلهفة وهو يهزها ويضربها بخفة على وجنتها
وهى بالرغم من انها ليست فاقدة الوعى الا انه لا حياة لمن تنادى
حزنها والصدمات التى تلقتها
امتناعها عن الطعام والشراب لمدة يومين
والاهم مرضها الذى يتغذى عليها
ضرح عاصم فى والدها بخوف :انت عملت فيها ايه
الطبيب :لازم ننقلها فورا عالمستشفي كل ما بنتأخر كل ما بيبقي فيه خطر عليها
نظر اليها عاصم واعينه تكاد تفيض من الدمع :ريحانة انت سمعانى صح لو سمعانى هزى راسك
وكأنها استجابت لطلبه بالعكس
اغمضت عيونها لتعلن عن فقدانها الوعى
ضمها عاصم بشدة وهو يأبي ان يصدق فكرة ان ما هى الا فترة قليلة ولن تكون موجودة في هذا العالم
صرخ بأعلى صوته صرخة ناتجة عن وجعه وعذاب سنوات
:ريحااااااانة!!!!!!!
اثناء ما حدث
كان الطبيب بالفعل قد استعدى سيارة الاسعاف
اتت لها رسالة نصية تعلمه بوصول السيارة
كان من الصعب الحديث مع عاصم وهو بتلك الحال
اسرع الى زين الدين الذى يقف بلا اى ردة الفعل
الصدمة الجمته عن اى ردة فعل
الطبيب :زين بيه احنا لازم ناخد الهانم عالمستشفي حالا اتصرف حضرتك عشان عاصم بيه زى ما انت شايف
تحرك زين الدين ناحية عاصم وهو يخبره بضرورة التحرك سريعا قبل ان يفوت الوقت مسح بيده قطرات الدماء بجانب فمها وهو يضمها اليه بحنان عاشق ويهمس فى اذنه -كانها ستسمعه -
:متخافيش ي حببتى كل حاجة هتبقي كويسة وانت هتبقي كويسة وهبدأ معاكى من جديد
لا يعلم بتلك الكلمات ايطمئنها بها ام انه يعزى روحه الممزقة
حملها بسرعة وهو يركض بها ناحية سيارة الاسعاف وجميع خدم الفيلا يراقبون ما يحدث بحزن
تم ادخال ريحانة سيارة الاسعاف وركب معه الطبيب الذى بدوره رفض ان يركب احد اخر معهم حتى لا يعيقو عملهم
بصعوبة بالغة استطاعو منع عاصم من ان يركب معها
استقل هو سيارته تبعه زين الدين
كان يقود السيارة بسرعة كبيرة
كادت ان تؤدى به الى اكثر من حادث ،رغم عنه اُجبر على التوقف فى اشارة المرور
امسك بهاتفه واخذ يتطلع لخلفية الهاتف التى تحمل صورتها وهو يتحدث بوجع
:يربى ليه بتعمل فيا كدا ..انا مش معترض على قضائك بس متاخدهش منى انا مقدرش اكمل كدا ...حتى او مش كاتبلى تكون من نصيبي بس متاخدش مننا مش بالمرض دا يرب ..اااااااه
انتفض على رنين هاتفه ليجد المتصل ابن عمته يامن الذى تجاوز عدد المكالمات الفائته منه العشرين
فتح الخط ليسمع صوت يامن على الطرف الآخر
:انت فين ي عاصم اتصلت بيك فوق عشرين مرة ...مش عارف اوصلك بقالى كام يوم انا هاجى معاك النهاردة عند ابو ريحانة ومش هنمشى غير اما نلاقي نحل
اجابها عاصم بحزن :مفيش داعى انا اصلا مع ريحانة وباباها
يامن بعدم فهم :مش فاهم معاهم فين هو باباها سامحه
عاصم :معاهم فالطريق للمستشفي
-مستشفي !!!!انت نيلت ايه اوعى تكون عملت للراجل حاجة انا عارفك متهور ودراعك سابق عقلك و.....
قاطعه عاصم بحدة :ياامن ابوس ايدك كفاية انا مش مستحمل ورحمة امى
عاوز تعرف انا فين ..!
انا مع ريحانة وباباها رايحين المستشفي ريحانة عندها سرطان فالدم ..ريحانة بتموت ي يامن سامعنى بتموت
وعلى الطرف الآخر استطاع يامن سماع نبرة الوجع فى صوته
وبالرغم من انه لم يراها سوى مرة واحدة الا انه حزن وبشدة
شعر بوجع ابن خاله وصديقه
حزن على تلك الفتاة التى تشبه الزهرة فى تفتحها وقت الربيع ...كانت وستبقي سبب فرح عاصم وشقاؤه
يامن وبدون ان يزيد حرف واحد فالوقت ليس بوقت شعارات كاذبة لا تفيد الوقت حساس للغاية فى تلك اللحظات :ابعتلى عنوان المستشفي حالا انا جاى
اغلق يامن الخط حتى لا يتيح لعاصم فرصة الاعتراض
فتحت الاشارة وعاد عاصم للقيادة مسرعا حتى يصل الى المشفي قبل وصول ريحانة
...........
وصل الجميع الى المشفي
ترجل عاصم من السيارة بسرعة
حينها كانت وصلت سيارة الاسعاف
اخرج المسعفين ريحانة ولكن مهلا تلك ليست ريحانة التى يعرفها
جسدها هامد تماما كالاموات ....يتصل بذراعها محلول وريدى
ابعدهم المسعفون حتى يتسع لهم الطريق ...
تم ادخال ريحانة الى غرفة الطوارئ لعمل الازم معها فى الحال ....
امرت الممرضة الجميع بالانتظار خارج بعد محاولات عاصم المستميتة للدخول معها ولكن ذلك لم يكن ضمن المسموح
وفى اثناء دقائق الانتظار التى مضت مهولة على الجميع
كان عاصم يقف امام زين الدين واعينه تقذفه باسهم الاتهام
لم يتحمل زين الدين تلك النظرة فرد مدافعا عن نفسه وهو يعلم ما يجول بخاطر عاصم
:انت بتبصلى كدا ليه ها تبقي مجنون لو مفكر انى كنت بعاقبها وانا عارف بمرضها
عاصم :اوعى تفكر تعمل فبها ضحية حتى لو مش عارف انت ساهمت زيك زى الكلب التانى دا فكسرتها
زين الدين :والله ليه عملت ايه ذنبي ايه فواحد مريض بينتقم منى فبنتى عشان ياخد حق ابوه اللى انا اساسا معرفوش
عاصم :ذنبك مش ان انت متعرفوش ذنبك عشان انت مكنتش فاضى تربي بنتك ...زى ما هى غلطت فانت غلط ...انت معرفتهاش الصح من الغلط كنت بتخنقها بتحكماتك اللى كنت بتدعى انها حماية ليها ....عمرك ما حسستها بحنانك وخليتها تدور عليه برا ....اوعى تكون فاكر انى مش عارف انك متجوز
زين الدين بصدمة :م...متجوز !!
عاصم بتهكم :ايه فكرنى معرفش الزوجة الاولى هالة هانم ...
عارف ...انا عارف عنك كل حاجة ...انا كنت بحبك وبحترمك زى والدى. عمرى ما فكرت اقف قصادك الوقفة دى ..
بس اللى جو دى
انا عشقتها ....
ايوا متبصليش كدا عشقتها من اول ما شفتها معاك صدفة ...
كنت بروح جامعتها اراقبها من بعيد واحطها تحت عينى ...
اه كنت عارف علاقتها بباسل بس مكنش فايدى شئ ....كام مرة كان ممكن تضيع بسبب جنانها واهمالك وانا حميتها من الخطر
من ساعته وانا ابتديت انفر منك .....هى غلطت قيراط وانت اربعة وعشرين
زين الدين :كفاية بقي ي عاصم كفاية ....انا غلطان مبسوط كدا ....غلطان وندمان بس هى ترجع لحضنى وانا اعوضها
حينها صمت الجميع والطبيب يخرج من غرفة الطوارئ
-استأذنكو ي جماعة تيجو ورايا المكتب عشان اقدر اشرحلكو الوضع
تبعه كلا من عاصم وزين الدين وقلبهما يخفق بشدة يتمنو لو يقول اى شيء يعطى اليهم الأمل
تماما الغريق المتعلق بقشة
بدأ الطبيب بشرح الوضع الصحى لريحانة بعملية وحساسية شديدة
:دلوقتى حضرتكو عرفتو ان الانسة ريحانة مريضة سرطان الدم ...و عشان نكون عملين لازم نعرف ان الوضع حساس
الورم خبيث بس لو اتصرفنا صح وبسرعة فى احتمال بنسبة 20% ان الانسة ريحانة تخف بس الطريق طويل ومتعب
نوع المرض اللى عندها اسمه سرطان الدم النخاعى الحاد
بدون الخوض فتفاصيل ففى حالة استعداد المريض
واهم حاجة العامل النفسى
العلاج على تلت مراحل
اول مرحلة مرحلة الانحسار هيتم فيها قتل كل الخلايا السرطانية
بس مش كلها طبعا وبعدها هتيجى مرحلة الدمج
ودى مرحلة لما نوصلها فالغالب كل الخلايا السرطانية هتكون ماتت
وهنحتاج عملية زرع نخاع عشان نضمن نسبة النجاح
هنستخدم العلاج الكيماوى طبعا لانو اسرع حاجة فالحالة دى
ولحد ما نوصل لمرحلة زرع النخاع
لازم متبرع ومش اى متبرع لازم قرايب الدرجة الاولى ابوها اخوها كدا يعنى
وعلى ذكر كلمة اخيها
همس زين الدين بصوت خفيض لم يصل لأذن احد غيره :خالد .....
اما عاصم كان يضغط على يده طيلة كلام الطبيب
فلو بيده لكان يتمنى ان يصيبه ذاك المرض ولا تتألم هى ذلك الالم
اجبر نفسه على التحمل فلا وقت للضعف الان
:بس ي دكتور هى هتستحمل كل دا
هتستحمل فترة الكيماوى دى كلها ....انت مش شايف هى اد ايه رقيقة وضعيفة
الطبيب :لازم تستحمل ي عاصم بيه عشان كدا قلت العامل النفسى مهم جدا هى طبعا دلوقتى اتنقلت غرفة عادية
وعرفت طبيعة المرض وهنا دا دوركو تأهلوها للعلاج بالكتير لازم نبدأ من بكرة ربنا يصبركو ويقويكى
انا بس عايزة اقولكو كذا حاجة ربنا شفاها من المرض دا اقفو جنبها وادعولها
عاصم :نقدر ندخلها دلوقتى
الطبيب :اه طبعا وياريا الحذر بالتعامل ارجوكو
عاصم لزين الدين
:انا هدخلها الاول ...
هز رأسه بخصوع فلا طاقة له للجدال بعد ما سمعه
خرج من مكتب الطبيب وجلس على احد الكراسى وهو واضعا رأسه بين راحتى يده
حتى اتته مكالمه هاتفيه
نظر الى اسم المتصل وهو يضغط على زر الايجاب
:ايوا ي هالة انا فالمستشفي
.........
ريحانة بتموت ي هالة انا عمرى ما هسامح نفسى ابدا
-..........
لا متجيش كفاية صدمات بقي مش هتستوعب انى متجوز وكمان عندها اخ
-.......
اقفلى ي هالة وانا هاجى باليل كدا كدا ريحانة هتبات فالمستشفى النهاردة
اغلق الخط ورأسه يكاد ينفجر من كثرة التفكير
فالتصرف فى هذه الفترة يجب ان يكون بعمليه شديدة
............
دخل عاصم اليها
ليجدها بثياب المشفي تنظر الى السقف بشرود
كان يتوقع ان يجدها تبكى ...فكما اخبره الطبيب لا بد وانها عرفت طبيعة مرضها
ناداها بصوت اشبه للهمس ولكنه سمعته :ريحانة
اجابته ريحانة لجمود دون ان تتطلع اليه :جاى ليه
عاصم بتوتر :انا ...انا هنا عشانك
ريحانة :عشان ايه جاى تشمت فيا ...!!
جاى تعرفنى انى كنت غبية ومغفلة واد ايه انت كنت صح وانا عامية
وفر اى حاجة او اى نصايح هتقولها
ثم تابعت بوجع :انا هموت ي عاصم ....وكدا حق الحق
لاول مرة يسمع اسمه من بين شفتيه اه والف اه
المرة الاولى التى يسمع اسمه منها هى نفس المرة التى تخبره فيها انها على حافة الموت
امسك يدها بهدوء لم تعرفه فيه من قبل حاولت سحب يدها ولكنه ابي ان يتركها
:وتفتكرى انا اشمت فيكى ....!!
انت لحد دلوقتي مش فاهمة انا بعمل معاكى كدا ليه
ريحانة :مش عايزة افهم ولا عايزة حاجة ...انا الانسان الوحيد اللى حبيته بكل مشاعرى طلع كدب
انا مبقاش عندى ثقة فجنس الرجال كلو...
لو سمحت أرجع لحياتك وسيبنى اقضى الشوية الى باقينلى فسلام
عاصم :انت ليه بتتكلمى كدا وكأنك هتموتى
ريحانة بصراخ :عشان هو فعلا كدا انا عندى سرطان مش شوية برد وسخونية افهم بقي كل دى حلاوة روح انا خلاص هموت
هموت واستريح واروح عند ماما
وبدون اى مقدمات كان يصرخ فيها
لم يعد لديه بعد طاقة للاحتمال
:اسمعى بقي انت مش هتموتى ولا انا هسمحلك تموتى
انا بحبك ي غبية
بحبك بقالى سنتين
سنتين براقبك فيهم زى ضلك
سنتين وانا بتعذب وانا شايفك مع واحد غيرى
سنتين بروح استناكى قصاد جامعتك زى المراهقين عشان اشوفك من بعيد
حتى وانت مرتبطة بباسل كل خطر كنت بحميكى منو
فاكرة يوم الديسكو حميتك من انك تبقي مدمنة بسببهم ...وانت مش عايزة تشوفي ولا تفهمى
انت مجرد طفلة طفلة وغبية ....
كانت تستمع له واعينها مفتوحة على وسعهم
ا فى تلك اللحظة يعترف بحبها لها .!!؟
لم تتخيل بحياتها ان يعترف احد لها بحبه بتلك اللهفة
رأت الصدق والشوق والحب والخوف من الفقد مجتمعين بأعين واحدة ..
ولكن أنى لها ان تظلمه معاها
مشاعرها استنفذت فى علاقة خاسرة
خسرت فيها مشاعرها وروحها وكرامتها
هى لا تستحقه ....لا يمكنها ربط قلبه بها وهى على وشك المغادرة
اغمضت ريحانة عينها بوجع :بس انا مش بحبك وانت عارف ..
عاصم بحزن :انا عارف كل حاجة ...عارف انك مش بتحبينى و عارف انك كنتى بتحبي واحد قبلى
انا مش عايزك تحبينى دلوقتى. ...
انا عايزك تكونى مرتاحة معايا بس ...تثقي فيا وتسمحيلى امشى معاكى المشوار دا
هنمشيه سوا وانت على ذمتى
قلتى ايه ...!؟
تلمع عيونها ببريق لم يتبين ماهيته اهى دموع الندم على ما فات ام دموع الخوف من مصيرها القادم ...ام لازالت لا تريده باى صفة الى جوارها
هتفت بعزة نفس ابت ان تفارقها برغم ذلك الوضع المذرى الذى تعيشه
:انت عمرك ما هتقدر تنسى انى كنت بحب واحد قبلك ..كرامتك ورجولتك هتفضل حاجز بينا طول العمر ..كل ما تبصلى هتفتكرو ..انا مش عايزة ...انا بموت اه بس مرضاش انك تاخدنى شفقة طلبك مرفوض ي عاصم بيه
اى شفقة تتحدث عنها تلك الغبية ان كان ماضيها يعيقه لما كان يقف امامها فى تلك اللحظة جزء منه يحثه على الانصراف وترك كل ما لها خلف ظهره ...ولكن كيف السبيل الى تركها
صوت بداخله يدفعه للتقدم
انت السند والحماية
انت الحب والعطاء
انت المقرر على مفترق تلك العلاقة ومن ثم
كانت الفاصلة ....
ان كان وجودى معك يمس كبريائي
وان كان حبي لكى وماضيك يمس كرامتى ك رجل
فانا
اتخلى عنهم لأجلك ........
عاصم :بحلفك يمين الله انى هعوضك عن كل حاجة هعلمك تحبينى هتعيشى باذن الله
وقسما بربي اى لحظة تحسى فيها انك مش مستريحة معايا هننفصل
ارجوكى يريحانة ارجوكى لازم نبدأ العلاج بسرعة احنا الوقت بيسرقنا
فى هذه اللحظة نزلت دموعها بصمت
هل الله يحبها بذلك القدر حتى يبعث لها يعشقها مثله
تترمى تحت ارجله النساء
يتخلى عن كبريائه وكرامته فى حضرتها
فى المرة السابقة سارت وراء اهوائها وتركت طيشها يقود لها الطريق
اما فى ذلك الوقت العصيب ستفكر بعقلها
ستترك له زمام امورها وهى تعلم انه سيكون على قدر من المسؤولية ...
هتفت ب تردد :انا ...انا موافقة
عاصم :اسمعى بس ارجو....ايه دا انت قلتى موافقة
هزت رأسها بضعف
عاصم بفرح :والله العظيم بحبك وعمرك ما هتندمى
ريحانة :وانا هسلم امرى لربنا يكتبلى النهاية اللى استحقها
عدل عاصم من وضعية السرير حتى يتيح لها فرصة النوم
:ريحى شوية ودلوقتى باباكى هيدخلك وانا هجهز لكتب الكتاب باليل
مش هسيبك حتى لو مش شايفانى انا قاعد برا
هزت رأسها بضعف
وهو بخرج لا يعلم ايفرح لتلك اللحظة التى تمناها منذ سنوات ام يحزن للظروف التى ستجمعه بها
متى وكيف لا يدرى متى تعلق قلبه بفتاة قادرة على ادخال السعادة لقلبه ببسمه منها
من أنتي ياحبيبتي
انتي جميلة حيث التمس احاسيسك الساحرة
انتي لطيفة حيث استشعر اسلوبك الاسر
انتي رقيقة حيث اجدك كالوردة مرهفة
انتي شاعرة والخيال رهن بوحك العذب
انتي طفلة حين تفرحين كالصغار
انتي امراة حين تعشقين بكل اقتدار
انتي شمس الحب حيث تشرق وتزول الظلام وماله من اثار
انتي حس يسكن الوجدان ويتلاعب بالاوتار
انتي نسمة خفيفة تشفى الروح من الالام
انتي البسمة التي ترسم الامل في الحياة
انتي الموسيقى النادرة في زمن ملئه الصخب
من أنتي ياحبيبتي
انتى حورية في بحر عشقك
اسطورة انتى في بحر حبي
اخذني الشوق اليك لأكتب على جدرانك
اني اشتقت اليك
اسطورة انتى في سماء العشق
ايقظتني من سطوة عالم الخيال لتاسرني بعالم لا يقطنه غيرك من البشر
.............
بالخارج
بينما زين الدين مع ريحانة بالغرفة يعيدو حساباتهم سويا
كان يامن قد وصل الى المشفي
يقف بجانب عاصم المشغول بتجهيز اوراق الزواج
والاتصالات التى يجريها لتوفير المأذون فى المساء
يراقب يامن ما يحدث بقلة حيلة
لا احد يتزوج فى مشفي وفى تلك الظروف ولكن ما يخشاه ان يأخذ الله امانته قبل ان يفرح رفيقه ليوم واحد على الاقل
فاق يامن من شروده على صوت عاصم
:انا عارف انك مستغرب
مستغرب ازاى اتجوزها فنفس اليوم اللى عرفت فيه بمرضها وبتقول دا مجنون
بس الجواز اساسه الحب والاحترام والثقة
لو على الحب فانا عاشقها
ولو على الاحترام عمرى ما هفكر اقل منها
ولو على الثقة في سلمتلى حياتها لاول مرة من ساعة ما عرفتها تقول انها بتثق فيا
يامن :انا عارف كل دا بس انت عارف انكو مش هتعيشو حياة طبيعية زى اى زوج وزوجة
عارف ان نفسيتها ومعنويتها هيبقو صفر لما شعرها ورموشها وحواجبها يقعو بسبب الكيماوى
عارف انك لا قدر الله ممكن ....
مش قادر مش قادر انطقها والله
عاصم بوجع :عارف انها ممكن تموت
اقله هيبقي ليا معاه ذكريات اعيش عليها من بعدها ..
لو انت اخويا وصاحبي بجد اقف جنبي انت ومراتك النهاردة
عايز افرحها ساعدنى ارجوك
ضمه يامن بحنان اخوى وهو يقاوم دمعة تكاد تفلت من عينيه
............
فى المساء
بعد ان انتهى زين الدين وريحانة من تصفية مشاكلهم وبدأ صفحة جديدة خاليه من اى كذب او خداع
صفحة ستبدأ بتغير معاير زين الدين كأب يتخلى الحنان واللين فى المعاملة
تم ابلاغ يارا صديقة ريحانة بكل تلك الاحداث
التى بيوم وليلة تعلم بمرض صديقتها وزواجها فى ذات اليوم
ولكن قررت التعامل بشكل طبيعى حتى لا تفسد اجواء اليوم
وفى غرفة ريحانة بالمشفي
تتجمع ريحانة برفقة اروى التى عملت على تصفيف شعرها ووضع لمسات المكياج عليها بحنان صادق
ترى فيها الضعف والتخبط التى كانت عليه منذ سنوات
بكت كثيرا عندما عرفت بمرضها
واعجبت اكثر برجولة عاصم ووفاءه لها وهو يعلم ان جمالها الخارق سيختفي بعد بضع جلسات من العلاج الكيماوى
لطالما وجدت فيه نسخة من يامن فى الاخلاق والحب
انتهت أروى من وضع اخر اللسمات عليها وهتفت بسعادة
:اهو بس كدا بقيتى زى القمر ولو انك الىى بتحلى الميكب مش العكس
ريحانة :انت طيبة اووى ي أروى يريت كان عندى اخت زيك تبقى جنبي علطول
اروى :وليه زيي ما انا شخصيا موجودة وأخت ليكى انت وشهد ونهى وهقف جنبك على طول
انا معرفش طبيعة علاقتك بعاصم وعارفة انكو بتتجوزو فظروف صعبة
بس اللى انا متأكدة منو ان لو في حاجة بيموت عليها هو انتى
متعرفيش بيتكلم عنك ازاى قدامنا
ريحانة :عاصم انسان طيب
شهد بغمزة :طيب بس
ريحانة بضحك من اسلوبها :اه والله مش لاقية حاجة اقولها دا مش جواز عن حب زى أروى وجوزها
انفجرت نهى وشهد فى الضحك
وخاصة شهد التى ادمعت عيونها من كثرة الضحك
قطبت ريحانة جبينها بعدم فهم :مش فاهمة هما بيضحكو عليه ايه
قذفتهم اروى بفرشة الشعر
والتفتت لريحانة :دول جوز مهزاين والله
بيضحكو عشان قلتى متجوزين عن حب انا ويامن
ريحانة :طب وايه يضحك فكدا
اروى :علشان احنا مش جواز حب انت لو عرفتى الظروف الىى اتجوزنا فيها هتضحكى والله دا كان واخدنى تخليص حق
ومعرفش قلوبنا امتى اتصلت وبقينا كدا
ريحانة :ربنا يخليكو لبعض انا بجد بحب علاقتكو اووى
رن هاتف أروى ليعلن عن مكالمة من يامن
بعدما اغلقت الخط
:دا يامن بيبلغنى ان المأذون وصل وهيكتبو الكتاب برا وباباكى هيجبلك تمضى
ريحانة بقلق :ليه مش هبكتبوه عندى هنا
شهد :اهدى كدا ي عروسة لحسن يقول مدلوقين عليه
أروى :مفيش حاجة اهدى دا عاصم عاملك مفجأة
يعنى عالحب بقي
منحتهم ريحانة ابتسامة خفيفة لاحظت يارا توترها فشددت على يدها تطمئنها
...........
وفى الخارج
تم عقد قران عاصم وريحانة وصارت ريحانة زوجة عاصم شرعا
ادخل لها والدها الدفتر فوقعت عليه
كان الجميع ينظر بعاصم باستغراب على هيئته
بينما هو لم يعطى لهم اى اهتمام
وكان يقف مع الطبيب ليساذنه فى امكانية اخذ ريحانة خارجا واعادتها صباحا للاتسعداد لاول جلسة علاج
اعطى لهم الطبيب الاذن مذكرا اياه بان نسبة الشفاء موجودة فليتحلو بالصبر والقوة
...........
ترك الجميع ريحانة فى غرفتها حتى تأخذ راحتها مع عاصم
دق الباب فتسارعت انفاسها
هى لاتحبه ولكن لا تعلم كيف ستتصرف الان بعدما اصبح زوجها
دخل عاصم اليها مرتديا حلة سوداء انيقة تتماشى مع هيبته ولكن مهلا ما هذا
تدلى فك ريحانة من الصدمة واغرورقت عيناها بالدموع فور ان رأته وهو يبتسم لها بحب
قام عاصم بحلق شعره الاسود الكثيف كاملا فام يتبق اى شعرة
ريحانة بدموع :انت...انت عملت فنفسك كدا ليه ..
عاصم :عشان ايه عشان حلقت شعرى
انا بثبتلك دلوقتى وقصاد كل الى شافنى ان شعرك وقع ثبت
جميلة او وحشة
حتى لو شعرك كلو وقع هفضل احبك
وانا قدامك اهو معنديش شعر
انا مش احسن منك فحاجة
وفى تلك اللحظة
ليشهد الله ان نبتة الحب فى قلب ريحانة تجاهه بدأت فى النمو ....


إعدادات القراءة


لون الخلفية