تبكي وترتجف خوفا .. ً من قدومه اليها
تعلم بأنه سيعاقبها ألنها كذبت عليه..
وألنها تبلت هديل بغير حق..
ال تستطيع البقاء هنا فهو لن يرئف بحالها أبدا.. ً
رفعت راسها وكان طالب يقف بالقرب منها..
عائدا .. ً من سيارتــه
طالب بجمود\قررتي..
شوق\باروح معك..طالب تكفى طلعني من المزرعة الله يخليك..
طالب مصدوم من حالها\شوق وش فيك خايفة..وش هذا اللي بوجهك؟؟
شوق\تكفى خرجني من المزرعة..
غازي معصب وبيذبحني..
طالب\وينه فيه؟؟هو اللي ضربك؟؟
شوق تبكي\طالب الله يخليك طلعني من هنا لحتى يهداء الله يخليك تكفى
تكفى..
طالب أدرك من طريقة بكائها وخوفها وارتجافها بهذا الشكل
ان الموضوع كبير ومايقدر يحله وغازي معصب..
وبا التأكيد مايقدر يحله وهو مايعرف وش المشكلة..
وليش غازي معصب وشوق خايفة لها الدرجة..
والمصيبة انه ضربهـــــا..وهو ماسواها من قبل..
فقرر يطلعها من المزرعة ويخليها تفهمه الموضوع كامل..
مسك يدها ودخلها السيارة..
وخرج من المزرعة بسرعة..
أم غازي شهقت بخوف وهي واقفة بجمود..
وترى هديل ترتجف وتصرخ طالبة العون..
وكــــأنها ُجنــــــــــــــت..
جلست قريبة منها واحتضنتها بقووة..
أم غازي\هديـــل بسم الله عليك..
هديل أهدي خالص غازي راح..
مابيضرك أهدي..
وكأن ذكر أسمه قد زادها جنونا.. ً
هديل والزالت تصرخ بخوف\والله كذب والله كذب..
ابــــــــــعد عني ابعد..يوبااااااااااااهـ بيذبحني يوبـــــهـ..
ماصار والله ماصار التضربني تكفى خالااص والله خالااص..
سامحــني سامحني..
أم غازي\خالص راح مابيلمسك اذكري الله..
اليصير فيك شيء من الخوف اهدي..
افترقا رغم أنهما لم يطفئا غضبهما بعد..
فلقد كان بكائها وصراخها أقـــوى من قوتهما الجسدية..
فصوت نحيبها المجروح أذاب قلبيهما..
فقررا بصمت أن تكون لها األولوية..
وصل اليها أوالً..
أبعد اليدان التي تحتضنها رغما .. ً عنها
انحنى وحملها بين ذراعيه..
وماكان منها اال الصراخ وضربه لعله يرميها أرضا .. ً ويبقى بعيداً
لعله يقتلها بضربة واحدة دون تعذيب..
شدد ذراعيه حولها وتحمل ضرباتها الضعيفة المرتعبة..
فهو يعلم بأنها ستفقد وعيها قريباً..
كانت ام غازي تمشي وراهـ..
وتراقب غازي بعيونها..
تخاف ال يرجع ويكمل على هديل..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛
غازي بصوت غاضب\وينك؟؟
طالب\رايح المدينة..
غازي\رجعهــــــــــــــــا..
طالب\صل على النبي وتمالك أعصابك..
ماني مرجعها لحتى تهداء ونفهم الموضوع..
غازي بغضب\قلتلك رجعها المزرعة ياطالب..
طالب\ماني مرجعها..
غازي\أجل خذها وال تردها أبد..
وقل لها مابقى لها اخ وال ام وال أهل..
أنت زوجها طق بها آلخر الدنيا..
ماعليـــــــها حسوفة..
وأنت ردي مثـــــلها..
مابقى لكم أخ..
قفل الخط بوجه طالب ودار بعيونه على المزرعة..
الزال غاضبا.. ً
يشتعل غضبا.. ً
فهو قبل دقائق فقط أحرق كل الجسووور..
فبات يعلم منذ رويته ألنهيارها..
بأن فتاته قُ .. تلت
وماقتلها اال بســــوطهـ..
أنهـــــــــار كل شيء..
بهت كل لون فلم يبق اال السواد فقط..
طلعت أم غازي ورى راجح اللي دخل هديل بغرفة ام غازي..
سدحها على السرير وهي صرخت متألمة..
الن ظهرها مليء بالجروح بسبب السوط..
راجح بحنية\ال تخافي خالص..
مابيقرب منك وال بيلمسك مرة ثانية..
خالص اهدي..
لم تتوقف عن الصراخ أو البكاء..
فــ هي الترى اال هو..
وكأنه اآلن يستعد لضربها من جديد..
هديل بصوت مبحوح باكي\والله كذب والله العظيم..
التضربني سامحني والله سامحني..
راجح\خالص سامحتك اهدي..والله ما أضربك..
هديل\الااااااااااااااااااااااااااااااا
أم غازي\غازي راح خالص..
مابيجي والله خالص اهدي يابنتي اهدي..
هديل التحتمل سماع اسمه..
التعلم ماذا يقال لها..
التفهم بانه لن يلمسها..
تفهم بأنها لم تمت بعد..
لم تــــــمت..
وهذا يعني بأنه سيعود لقتــــــــــلها..
هديل وقفت وهي مايلة بسبب األلم اللي تحس فيه..
مسكها راجح من يدينها..
وأول مارفعت راسها شافتـــه..
واقف على البـــــــــــــاب..
طاحت من طولها وهي تصرخ..
هديل بيأس\ما أبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك..
طالب بغضب\أنتي وش مسوية؟؟
شوق تبكي.................\
طالب\وش اللي صار تكلمي؟؟
ال رد..غير شهقاتها ببكاء قاهر..
تخلى عني..أخوي تخلى عني ماعاد يبيني..
وبيحرمني من أمي..آآآآهـ ياربي سامحني أنا وش سويت..
معقووولة يحرمني منه و من امي..
أنا مالي غيرهم..والله مالي غيرهم..
ال ال هو الحين معصب..بكرهـ يرووق ويسامحني..
بـــــــس متى بيجي بكرهـ..
وأنا وين أرووح لين يجي بكرهـ..وين أروح لحتى يرضى قلبه..؟؟
يومـــــــه وينك..؟؟
طالب بصراخ\شــــوق قسم بالله العظيم اذا ماقلتي وش صار..
ألرجع المزرعة الحين وأعرف بنفسي..
شوق بجرح\غازي عرف ان هديل هي اللي كنت انت توصفها بالمكتب..
عرف ان هديل هي الجرح...مثل ماسميتها..
وقف السيارة بشكل مفاجىء وكانت شوق راح تضرب بالشباك..
تجمدت يدينه على مقود السيارة..
نظراته مركزة على الشارع أمامه..
طالب بهدوء\ما أحد يعرف هالشيء غيري..
شوق تبتسم وهي تمسح دموعها..
وتناظر فيه بقهر..
شوق\ال وأنا صرت أعرف..
طالب\كيـــف عرفتي؟؟
شوق\من عيونك..ومن ردت فعلك لما شفتها..
نسى شوق ونسى غازي.
ونسى أنه واقف بطريق ثلجي..
وخذته الذكرى لـ اللحظة اللي شافها فيها..
وأدرك ان هديل غازي..هي الجرح اللي سلبت عقله..
أضطرت تنزل باحد األيام وتترك غرفة أم غازي..
بطلب من رشا الي كانت تترجاء أم غازي تنادي هديل لها..
فلو لم تكن قدمها مكسورة لصعدت للبحث عن هديـــل.
أستغربت هديل في بادىء األمر طلب رشا..
غريبة وش اللي تبيه مني؟؟
الله يعين شكلهم مابيجيبوها لبــــر,,
لكن لم تكن تخافها..
ولم تكن تخاف أي من سكان القصر بذاك اليوم..
ألنها تعلم بأن الجلمووود ليس موجودا.. ً
للخوف
ٍ
فلم يكن هناك داع ..
دخلت الغرفة اللي كانت رشا نايمة فيها..
وأنصدمت بوجود رجل غريب لم ترهـ من قبل..
أو ظنت بأنها لم تراهـ..
ولكن ذاكرتها نبهتها بأنه ليس غريباً..
وليس هذا هو اللقاء األول..
ماصدمها هي نظراته لها..
فلقد وقف ذاك الغريب مصدووم من وجودها..
ليش يناظرني بها الشكل..
شكت بنفسها وبلبسها..
حتى شكت بحجابها ولثمتها..
مو ظاهر مني شيء..
هذا مايستحي على وجهه مبلط يناظرني..
هذا أكيد طالب أخو رشا..
راجح وأعرفه فهذا ماراح يكون اال طالب..
وجع اول مرة يشوف بنت متلثمة..
وش فيه هذا..؟؟!
نزلت راسها وركزت عيونها على رشا النايمة..
وطفلها نايم بجنبها..
ربما من قلة االحترام.
ان تدخل دون سالم..
وتخرج دون كالم..
ولكنها خجلة جدا.. ً
فهي تخجل كثيرا .. ً من آسرها
رغم صراخها الدائم به..
ورغم قسوته الدائمة معها..
ورغم ضربها له وضربه لها..
فهي تخجل منه دوما.. ً
فكيف يكون موقفها من عمه وأخيــه..
هكذا كانت تربيتها..
الترفع عينها بوجه رجـــل..
وهي تعلم بأن هنا أشخاصا.. ً
اليعترفون بمثل هذه القيم..
قيم قد يفتقدها الكثيرون..
لو تعلم فقط كم يتمنى ذاك الجامد امامها تلك القيم...
صدت عنه بشكل هادى..
ومشت بتطلع من الغرفة..
سمعته يتكلم التفتت عليه..
انحرجت فهي كانت تتوهم..
بل مازال يحدق بها
فهو لم يقل لها شيئا .. ً
خرجت وقفلت الباب..
طلعت لغرفة أم غازي غير مبالية بذاك الطالب..
ان كان قليل ذووق وقليل أحترام..
ماراح بعيد مثل أخوووهـ الجلمود..
بط لعينه وعين أخوووه..
التلعم..
ال وربي ال تعلم ما اللذي أصاب ذاك الرجل منها..
انهار على كرسيه حالما أغلقت الباب وهو يهتف بقهر..
طالب ويده على قلبه\من بيــــن بنات حواء ماطلعتي اال انتــــــــي..
ومن بيــــن عيال آدم ماطلع اال أخــــــوي..
عرفتك والله عرفتك..
أنتـــــــــي الجــــــــــرح..
هذا كان ماهتف به طالب بصوت مختنق..
اني ممكن ألتقي فيها
ماكنت أتوقع أبدا .. ً
حتى لما أفكر فيها وأتذكرها..
أقنع نفسي بأنها كانت مجرد حلم أو وهم..
بس الليلة أدركت أنها حقيقة..
وأن عيونـــــها الـــجرح الكبيـــر..
عيونها هي اللي عرفته عليها..
واللي اكد له هي نفس النظرات اللي شافها فيها من قبل..
ماكان يدري بوجود شوق معه بالغرفة..
وانها متخبية ورى أحدى الستائر..
كانت ناوية تنام عند رشا..
لكن لما سمعت صوته قريب من غرفة رشا تخبت ورى الستارة بسرعة..
النها اتخذت قرارها في االنفصال عنه..
وماتبي تقابله أو تتكلم معه..
واللي صار قدام عيونها قبل دقائق يدمي قلبها..
والمصيبة أن الجرح مثل مالقبها طالب..
ماهي اال هديــــــــــل..
وهديل ماهي اال نبع الحقد في قلب شوق..
جرحها كالمه..
من بيــــن بنات حواء ماطلعتي اال انتــــــــي..
ومن بيــــن عيال آدم ماطلع اال أخــــــوي..
عرفتك والله عرفتك..
أنتـــــــــي الجــــــــــرح..
متحسر عليها..
يبيها ويتمناها..
أنت زوجــــــــــــــــــي..
التجــــــــــــرحني بها الشكل..
كتمت أنفاسها كاتمة شهقاتها الحزينة..
تخاف اليسمعها..
اليدري بقهرها..
رغم حبها له..
وطووول عمرها تحس اتجاهه بالتملك النه طالبها هي..
بس اليوم تحس بقلبها ينزف..
ومن اللي جرحه غير حبيب الطفولة والصبى..
طالبها..ملكها هي..
مو لغيرها..
كيف سمحت له يشوفها..؟؟
بأي حق تظهر له وتعجبـــه؟؟
ليــــــــــش هي بالذات مو غيــــــرها..؟؟
مو كفـــــاية أمي..
مو كفاية غـازي..
حتى راجح ورشا متقبلينها..
مالها دخل بطالب..
حتى لو طلقني..
ما أبيـــــــــها..
أكرهــــــــــــــــــــك هديـــل..
ورب السماء أكرهك..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
دخل الغرفة وأبعد راجح عنها بعنف..
شالها وحطها على السرير..
ألتفت على راجح بنظرات حادة..
راجح يعلم بأنه ال يحق له االقتراب منها..
وال يحق لها رؤيتها وهي بهذا الشكل..
لها
فهو ليـــس محرما .. ً
ووجوده هنا غلـــط كبير..
ولكنه بذات الوقت حمل نفسه مسئولية تلك الجريحة..
ووكل نفسه محام عنها..
وسيفعل المستحيل البعادها عن هذا الشخص..
وعن هذا المكان..
خرج من الغرفة رغم أمنياته بأن يسحب ذاك القاسي معه..
ولكن تلك الفتاة تتألم..
وذاك الرجل طبيب..
أم غازي بغضب\أنت وش اللي سويته؟؟
مجنون فيه احد يضرب بها الشكل..؟؟
ياولدي أتق الله في المسكينة..
ماكفاية معيشها حياة اليتيم..
ال أب وال أم وأنت ماغير تضرب وتشوه فيها..
كلمة توصلك وتعداك ياغازي..
ال أنا وال هديل بنجلس عندك بهذا المكان..
اليوم بنمشي ونخلي المكان لك..
غازي\الله معك..
كان هذا رده الوحيد على والدته..
غادر الغرفة وأمه واقفة مصدومة من ولدها..
رجع جلس على السرير وقلب هديل على بطنها..
قص قميصها من األعلى لألسفل بالمقص..
شهقت أم غازي من منظر الجروح النازفة..
تركته يداويها وخرجت تتفق مع راجح..
ماراح تسامح نفسها ان تركت هديل بين يدينه..
مركز نظراته على ظهرها المجروح..
يتأمل آثار جريمته..
آثار سوطهـ وقسوتهـ..
تلمس جروحها بأصابعه..
قبلها بأعلى ظهرهـــــــا..
غازي بهمس\تبقــــين أطهــر ذنوبـــي..
أخبرتك يا أن ِت أن لقسوتي سقف لم تريه بعد
ولكن ِك لم تبالي بـ كالمي!..
ألم تعلمي ما األفكار السوداء التي راودتني أثناء غيابك
وما الجنون الذي وصلت إليه!..
وبعد هذا أجدك بـ صدر أماني تختبئن عني!..
لقد طعنتي قلبي بحديثك عن أخر وقلبي بين يديك
حتى تلك السياط التي نزلت بك التشفي غليل غيرتي منك
‘‘قديسة الضوء‘‘
عقم جروحها وغطاها بالصق متفرق..
الن جروحها منتشرة بظهرها..
يدري أنها راح تتألم لوقت طويل..
وتتسخن والصدمة كانت هذي بس بدايتها..
وأسوء مايمر في بالهـ..
لما تصحى وتلقاهـ بقربها..
فهو متوقع ردت فعلها بجنـــــــــون..
المهم اآلن بأنــــه..
يريد أن يبقى لوحدهـ معها..
يجب أن يرحل الدخالء..
فليس ألي منهم الحق بالتدخل بينهما..
قفل الباب ونزل مصمم على رحيلهم فورا... ً
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
نزل راجح وكانت رشا واقفة بأسفل الدرج..
مائلة وعكازاتها بيدينها...
رشا بخوف\وش فيكم..وش صاير؟؟
راجح\أنتي جاهزة بنترك المزرعة اليوم..
رشا\وش هذا اللي بوجهك؟؟
راجح\بناخذ هديل معنا..
ساعة ونمشي..
رشا\راجح قلي وش صاير؟؟
راجح\أبد ماصار شيء..
بس أخوك غازي أستخف وسلخ جلد البنت بالسوط..
رشا بصدمة\هديـــل..؟؟
راجح\ايـــه بنت الناس بنت العرب اللي خذاها منهم.
بنت أبوها..أخوك الكلب مستقوي على البنت..
أم غازي\أوراقها مع غازي دورت بس مالقيتها..
راجح بغضب\بيطلعها غصبن عليه..
أم غازي\البنت حالتها ماتسمح تسافر..
راجح\أدري..بنروح المدينة ونظل هناك لحتى تتعافى شوي..
وبعدها نسافر..مانقدر نتاخر..
وراي أشغال الزم أرجع السعودية خالل ثالث أيام..
غازي بجمود\من رأيي تلحق على طيارتك الليلة..
وبكره المساء وأنت في السعودية..
راجح\مافيه مشكلة شورك وهدايت الله..
بس الله ال يهينك عطني أوراق هديل وجوازها..
مثلك عارف مانقدر نسفرها من دون اوراقها الثبوتيه..
غازي\نزلت أقول لكم فمان الله..
توصلون على خير..
راجح\ماباطلع من المزرعة اال وهي قدامي..
غازي\قلت الله معك..
ومن اآلخر خذ زوجتك وامي..والله معكم..
أم غازي\غازي خل البنت ترجع معنا..
يا أمك ان بقى لها عمر خلها تقضيه بحضن امها..
أرحم حالها وحال اللي فقدوها..
راجح\ما أنت بمجبور فيها..
نفذت اللي في راسك خذيتها من هلها..
رجعها لهم..والله لو تفني عمرك عليها مارضت بذا الحال..
رشا\تكفى ياغازي اعتقها تكفى..
مارد عليهم طلع الدرج وتركهم وراهـ..
أمه ابتسمت بتفائل ..ورشا بنفس الحال..
لكن راجح كان يدري بانه لو حكى مع الصخر ممكن يقنعه يتكلم..
لكن غازي مستحيل يقتنع..
غازي وهو في أعلى الدرج ومن دون مايلتفت عليهم..
غازي ببرود\درب السالمــــــــــــة..
أم غازي\تكفـــــــى يايومه قبل ال يفوت الفوت رجعها..
توجه لغرفتها دخل عندها وهي تأن من األلم..
وهذا خاله يدري انها راح تصحى بلحظات..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
طالب\انزلي..
شوق\رجعني المزرعة..
طالب\شوق أقسم بالله العظيم ما احب على قلبي الحين شيء اكثر من
فراقك..
انزلي وابقي بالغرفة لحتى اشوف راجح وش صار معهم..
شوق تبكي\وأنا ابي فراقك أكثر منك..
وأهون علي أرجع المزرعة ويذبحني غازي وال أظل معك..
طالب نزل من السيارة ونزلها بقوة..
دخلوا الفندق ودخلها الغرفة..
طالب\انتي متى بتكبرين..
متى بتدركين ان الدنيا ماتدور حولك وأنك ما انتي مركز الكون...
كل شيء انتي..كل شيء..
كبري عقلك وعيشي سنك..تراك مو مراهقة وال انتي بزر..
شوق\أكـــــــــرهك ما أطيقك..وال ابي اظل معك..
طالب\ان ماظليتي معي مالك مكان تروحين له..
أخوك وتبرى منك..وكنتي سبب في قطاعتي معه..
شوق\الترميني باغالطك ماهو أنا اللي عشقت هديل..
وال هو انا اللي تغزلت فيها قدام غازي..
خله يعرفك على حقيقتك..
طالب\وهو انا كنت ادري انها هديل؟؟
لو دريت ماجيت والتكلمت..
سبحان ربي كيف ماطلعت من هاالعالم اال هي..
شوق\ان كان غازي مايبيني وقطع عالقته فيني بكيفه..
أنا بأروح ألمي..ال ابيك وال ابي اخوك..
طالب\تبين أمك..؟؟
وأمك تدري انتي وش سويتي في البنت وفيني؟؟
أنسانة مثلك حقووودة ومتبلية ظالمة ماتلزمني..
ظلي معي لحتى يقبلون هلك ياخذونك..
عساهم يقبلون اليوم قبل بكرهـ..
طلع وقفل الباب وهي طاحت بمكانها تنتحب على حالها..
وعلى كل اللي صار بسببها..
هناك أشخاص ان حاولوا أن يصلحوا أخطائهم..نقسوو عليهم بشدة..
فيزيدون الغلط رصيدا.. ً
ويبتعدون عن نقطة االصالح امياالً كثيـــــــــرة..
فــ شوق ترى بأنها مخطئة وبقوووة..
بهذا الوقت
تريد أصالح الخطاء ولكن ال مجال لذلك خصوصا .. ً
وبنفس الوقت هي مجــــــــــروحة وبشدة..
والتجد من جرحها يبالي باصالح أخطائه..
رغم أن المجال مفتوح امامـــــــــــهـ...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
رشا\كيف تسافر من دون أوراقها وجوازها؟؟
راجح\مسألة االوراق والجواز بسيطة وأقدر أحلها في السفارة..
بس صاحبت األوراق وصاحبت الجواز كيف نخرجها..
رشا\وأنت لسى عندك أمل تخرجها ..؟؟
راجح\هذا غازي يارشا وأنتي تعرفينه..
لو توصل لقطع رقبته ماسوى اال اللي في باله..
رشا\وش بتسوي؟؟
راجح يستغفر\استغفر الله العظيم..
خلينا نصلي العشاء ونشوف وش يصير يمكن يرضى..
رشا\شوق راحت مع طالب..
راجح بعصبية\ليــــــــه؟؟
رشا\مدري وش صار بينها هي وغازي..
غازي ضربها وهي راحت مع طالب..
راجح\هذا وش بالهـ يضرب البنات..
أستخف وجلس..
اتصل راجح على طالب وفهم منه كل اللي صار..
قفل وهو يسب غازي وشوق وطالب..
الضحية مالها ذنب..
البغــــــــــضب غازي..
وال بغيـــــــــــرة شوق..
وال باعجــاب طالب..
ما كالها غيرهــــــــــــــا..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كانت جالسة على السرير وأم غازي ساندتها بصعوبة..
تحاول تقنعها تأخذ المسكن عشان يهدي ألمها وتنام..
بس هديل مو راضية تشرب منهم شيء..
هديل تتألم\آآآآآآآآآهـ آآآآآآآآآآآآآهـ....
أم غازي بقلة صبر\يابنتي خذي المسكن بيهدء عليك األلم..
هديل\آآآآآآهـ يومـــه يومــــه..
أم غازي\والله هذا مسكن بيريحك..
كفـــــــــى..
أال تعلمون بأن هذا الدواء سيعذبني أكثر..
ال دوائكم يشفيني وال دموعكم تواسيني..
أسلخوا جلدي أمتهنوا انسانيتي..
أذيقونــــــــي ما أستطعتم من عذاب وعقاب..
كفــــــــــــــوا..
عن مداواتي فأنتم سبب جروحي وألمي..
أعيدوني ألمـــــــــــــــــــــــــــي..
هديل تبعد نفسها عن ام غازي فتسقط على الفراش..
وتصرخ من شدة األلم\آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهــ
أم غازي تقلب هديل على بطنها برفق علها تخفف من الضغط على
الجروح..
ولكن هديل تستمر بالبكاء والنحيب..
فااأللم ال يحتمل أبــــــــدا.. ً
أم غازي\خذي المسكن يريحك وتنامين..
دفنت وجهها في الوسادة دليل الرفض القاطع..
لن اتناول دوائكم..
لن تداووني بعد تعذيبي..
كنت أتوقع أن يكون عقابي تر ِك وحيدة هنا شريدة
محرومه من كل شيء حتى من قسوتك!!...
ولكن أن تجلد قلبي وروحي بسياطك لم يخطر ببالي
أضرب لن يوثر بالميت شيء
ولكن عهداً على الروح ستذوق العذاب كوؤس مضاعفه
‘‘قديسة الضوء‘‘
شعرت بوخز أبرة على ذراعها..
ومن بعدها فقدت االحساس باأللم وبالعالم..
فلقد غابت في غيبوبة المسكن..
أم غازي\أنت وبعدين معك..
البنت بتذبح نفسها وهي تتحمل جروحك..
ماتبي مسكن وال تبي عالج منا..
ما ألــومها..والله ما ألومها..
تعالجها اليوم وبكرة بتعذبها من جديد..
خل البنت ترجع معي..
غازي\أنتهى الموضوع يومـــه..
أتمنى تلتزمون بموعد سفركم بكره الصباح..
أم غازي\التخليني أغضب عليك ياغازي..
غازي\التدخلين بحياتي يومـــــــه.
خرجت أم غازي من الغرفة..
وهي تعلم بانها لن تستطيع أخذ تلك األسيرة معها أبدا.. ً
فال حاجة لبقائها هنا وهي عاجزة عن المساعدة والعون..
اما هو فبقي هناك بقربها..
غير الضمادات المعقمة..
وكما توقع حرارتها ترتفع وتبداء الهلوسات من هديل..
قضى ليلته نائم بقربها..
يستمع ألنينها ويداوي جروحه الغائرة بجسدها..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بمطـــــــــــــــــار هيثـــرو بلندن..
هادي يستقبل أبوهـ وغادة..
وأخذهم معه على شقة أستئجرها بعيد عن السكن اللي كان فيه..
هادي\تو ماتباركت لندن..
غادة\أدري وانا اختك..شف حتى المطر مايعرف ديارهم وال يمطر
عليهم..
هادي\ياكذبك كل يوم ممطرة..
غادة\مستبشرة بقدووومي..
أبو علي\كيف الدراسة معك؟؟
هادي\الحمدلله يوبــه على أحسن حال..
أبو علي\الحمدلله..أختك بتدرس معك بنفس الجامعة؟؟
هادي\ال يوبه انا في الجامعة وهي بتدرس في معهد للـ هندسة..
غادة\أبالي سيارة..
أبو علي وهادي يناظرونها بنظرات قوية..
غادة\يومـــــه امزح وش فيكم..
بس كنت أجرب أصير بنت متحررة على قولهم لما اطلع من السعودية..
هادي\مالت عليك وعلى من قال متحررة..
أبو علي\وش رايك أسحبك من كشتك وعلى السعودية..؟؟
غادة\يالبيـــــــه والله ما أقووول ال..
عاد مشتاقة ألمي وهواش عسوولة..
هادي\شكل هذي ماتبي الدراسة أبد..
ابو علي\ال الزم تدرس وتخلص الثالث أشهر ونشووف تقدر تكمل او ال..
هادي\آيه وراها عرس..
غادة\وجع وجع باقي ماوافقت..
أبو علي حب يغير الموضوع عشان ماتتضايق غادة من الطاري..
كانت ناوية توافق..
اللي خطبها يصير مالك صديق علي واللي مرة تضارب مع راكان..
لما جاوء يخطبون رسمي كانت متخذة قرارها وناوية توافق..
فهي بكل تأكيد ماكانت راح تهدم حياتها بسبب راكان وسواته..
وماهي بغبية عشان تمنع نفسها من الزواج بكل ضعف وخوف..
هي تثق بنفسها وهذا هو مصدر قوتها..
قبل ال ياخذ أبوها قرارها وصلتها رسالة على الجوال..
عرفت من أول حرف من هو صاحب الرسالة..
"ال يأخذك غيــــــــــــــري ترى خـــــــاطري فيك"
لم ترد على تلك الرسالة فهذا ليس من أخالقها..
وبذات الوقت شعرت بشعور آخر يستوطنها..
التريد أن تبني حياتها الجديدة قبل أن تهدم الحياة القديمة..
ففظلت عدم اعطاء رأيها بالزواج في هذا الوقت..
بل طلبت منهم امهالها الوقت لـ التفكير..
فأمهلوها ثالثة أشهر وهذهـ مدة دراستها..
المشكلة اآلن بأنها ترفض التفكير بتاتا.. ً
فأين المفــــــــــــــر ...؟؟
فالبد من ان الثالثة أشهر ستنتهي..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
سافرت أم غازي وراجح مع رشا وولدها..
ورجعوا السعودية..
شوق بقيت مع طالب..
كانت تتأمل بأمها..
وأنها بتاخذها معها..
لكن أم غازي فاجئت الجميع لما رفضت تقابل شوق وتشوفها..
عطت طالب جواز شوق وأوراقها وقالت له أنها زوجته ومالها أحد
غيرهـ..
ألنها غير راضية عن شوق وال عن غازي..
شوق أنهارت بجزع وخوف..
أمها تبرت منها وأخوها مستحيــــــــل يرضى عنها..
وطـــــــــالب مايبيها..
وين تروووح ماتبي تظل معه..
القرار ماكان بيدها..طالب هو اللي قرر تظل معه لحتى يقبلوا ياخذوها..
ليـــــش أنا ما اسوى شيء ألي شخص فيهم..
كلهم عادي يفقدوني ومايدرون عني..
أمي وماصدقت ترميني على طالب..
وهذا هو ماهو عارف وين يرميني..
غازي ولسى حسابه معي ماخلص..
وصلوا لبيت طالب..
نزلت من السيارة بذهن شارد..
مشت وراهـ وهي تحس بشعور االهانة والذل..
كيف انك تكون انسان مفروض على شخص مايبيك..
وهذا الشخص وضح مدى انزعاجه من وجودك بكل صراحة..
طالب\البيت مغبر الني غايب عنه فترة طويلة..
بكرة بتجي شركة تنظيف خاصة بالشركة وينظفونه..
غرفة النوم فوق..اذا حابة ترتاحين..
قفلي الباب ونامي..أنا رايح الشركة الحين ويمكن اتاخر..
خرج من دون مايسمع ردها..
يمكن النه مايبي يسمعها..
أو ألنه متاكد بانها ماراح تعلق على اي شيء يقوووله..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
الزالت تحت تأثير الصدمة..
أول ماتشوفه أو تسمع صوته يتملكها الخوف الهستيري..
تصرخ برعب وتدفن نفسها بالوسادات علها تختفي وال يراها..
ولما تحس بيدينه على ظهرها تشهق ألما .. ً ورعباً
تصرخ ووجهها مدفون بوسادتها وال تتوقف عن الصراخ حتى يبتعد
عنها..
تصرخ بألم بكلمة واحدة فقط..
هديل بتعب\ما أبيــــــــــك..
كان يغير الضمادات اللي بظهرها باليوم ثالث مرات..
وبكل مرة الزم يتحمل منظرها القاتل وهي تحاول تخبي نفسها عنه..
يعاني معها على المسكن ماترضى تشربهـ..
وتظل لوقت طويل وهي تتألم وتأن بتعب..
لحتى يضطر يضربها ابرة مسكنة..
خايف عليها من االبر المسكنة..
فالحبوب تسكن وليس لها آثار آخرى..
بينما األبر قد تسبب األدمان..
أسيرته لم تترك له أي خيار..
ورغبتها في التألم تحيـــــــرهـ كثيرا.. ً
فتصدمة معرفة أنها تفضل الموت ألما .. ً على أن يلمسها أو يداويها
بعد عدة أيام...
كانت قادرة تجلس وربما تعدت الصدمة القوية..
ص خفيف جدا.. ً لبست قمي
الن الجروح الى اآلن لم تخف ولم تجبر..
وأي شيء يلمسها تثور عليها..
دخل ووقف يراقبها جالسة لكن مبعدة ظهرها عن ظهر الكنبة..
منزلة راسها ومركزة عيونها على يدينها بحضنها..
شعرها المتموج الطول ينزل بشكل رائع على وجهها الذابل..
عيونها الساحرة رغم السهر والتعب اللي مر عليها مازالت عيونها تملك
البريق الموجع..
خشمها األحمر من البكاء من التعب الزال شامخ رغم أنكسارها..
فمهـــــا وشفايفها الشاحبة من الحمى والصراخ..
ومن دفنها لوجهها بالوسادة عشان تمنعه اليحط العالج بفمها غصب
عنها..
رفعت راسها وناظرت بالشباك وهي تتأمل الثلج الكثيف..
وهنا الحظ جمال غرتها اللي مازادتها اال طفووولة وجمــــــــــــال
ساحق..
يمنع نفسه من االقتراب منها..
فهي الى اآلن لم تشفى من جروحها وال من خوفها..
حست فيه موجود معها..
ناظرت فيه بآسى..
كان يتوقع الصراخ والنحيب..
ويجهز نفسه لمحاولة التهدئة العقيمة..
ولكن نظرات فــــــــــــارغة..
وكانها الترى شيئا.. ً
ناظرت الشباك مرة ثانية وسرحت من جديد..
جلس قريب منها..
حس بارتعاشها ورجفتها..
مالمسها وال حاول..
فهو يريدها هادئة مستمعة بصمت..
أحتار في أمرهـ..
ماذا يقـــول..
وأي الكلمات قد تتجرء على قطع هذا الصمت المهيب..
الداعي للـ الكالم..
فهو لن يصلح االمور أبدا.. ً
يريد أرضائها..
ولكنه يجهل السبيل الى ذلك...
في بيت راجح بالرياض..
كانت رشا جالسة بالصالة تراقب التلفزيون..
غازي جالس على األرض بعيد عنها ويلعب بعكازاتها..
رغم أنها تحس بخجل من حياتها معه..وبغرابة الوضع..
اال أنها تحس براحة غريبة تسكن بروحها..
من أول يوم وصلوا وراجح محترمها ومحترم حدودها الي هي راسمتها..
يجتمعون على األكل وبالصالة..
يسولفون يتناقشون عن كل شيء..ويبتعدون عن شيء واحد..
اللي هو حياتهم الخاصة...
دخل راجح الصالة وسلم..
شال غازي الصغير وبوسه وطيره بالهواء..
غازي صار يصرخ ويضحك بصوت عالي..
حتى أنه يغشى من الضحك..
رشا تبتسم\راجح الله يخليك خالص..
راجح\أمك تقول خالص..
غازي\أمي هوبااا
راجح\هههههههههههههههه والله ماني بكاره مير أني خايف امك تبكي
علينا..
رشا انحرجت من كالم راجح بس ماحبت تبين..
جلس جنبها وغازي بحضنه..
بس غازي نط من حضنه الى حضن رشا..
راجح\وش تبي بهذي المكسورة يالله تنفع نفسها..
رشا بغروور\يووووهـ وأنت وش عندك ولدي ويبيني..
راجح\ايــــه واضح انه يبيك..
رشا تمسح بيدها على شعر غازي\بس خله ينام..كيف الشغل معك..
راجح يراقب حركتها\االجازة اللي خذيتها اطامر في اوروبا طلعت
عيوني..
لقيت الموظفين حايسين الدنيا..طردت منهم ثنين..
رشا\يالظالم طردت ثنين ماعندك غير هذا العقاب..؟؟
راجح\اللي يقصر في شغله يستاهل العقاب..
رشا\طيب عاقبهم بس ماهو بالطرد..قطعت رزقهم..
راجح يشيل الغترة والعقال من على راسه ويرميها على الكنبة..
ويقوم ياخذ غازي من حضن رشا يبي يوديه بفراشه..
راجح ووجه مقابل رشا وبغمزة\لكل غلطان عقاب..
رشا أرتبكت من حركته ومن كالمه..
بس ما اهتمت النها أصالً مافهمت معنى كالمه..
فيما كانت سرحانة وتفكر شهقت بخوف..
وهي تحس بشيء يضغط على صدرها..
كان رأس راجح..
أنسدح على الكنبة وحط راسه على صدرها مثل ماكان غازي نايم..
غمض عيونه وهو يمسك يدينها ويحطها على راسه وعيونه..
تجمدت بخوف ويدينها على عيونه..
شال يدينها من على عيونه ولفها على راسه ورقبته..
وضم نفسه لها بيدينها..
حس بأنفاسها تتسارع..
مارحم حالها وال فكر يريحها..
كان يتحدها بصمت لو تتجرء وتقول كلمة..
وبنفس الوقت يتمنــــــــــى لو تنطق بحرف..
بس رشا ماتكلمت ألنها تعرف خبث راجح..
ففضلت تظل ساكتة لحتى تشوووف أخرتها معه..
بعد مدة وقف وهو يتمطى بكسل..
راجح بوقاحة\والله ما ألوم غزوي يوم نط بحضنك ونام بسرعة..
أتاريه في جنــــــة..المهم لما أرجع من الدوام ال ألقاهـ نايم مكاني..
كل واحد وله دورهـ..
نزلت راسها بخجـــــــــــل..
تحس وكأن النار شابة بجسمها..
لو تقدر توقف وتضربه أو تصرخ فيه وقــــــــــــــح..
ماتبي تبين له احراجها..
رفعت راسها والحظت نظراته عليها..
راجح بهدوء\ماتبين تنامين؟؟
رشا بارتباك\ألحين أروح أنام..
راجح\يا الله قومي..
رشا\طيب الله اليهينك ممكن تعطيني العكازات غازي راميها بعيد..؟؟
راجح بشطانة\تبيني أدقها مشوار الى عند التلفزيون وأجيب عكازاتك..
رشا متعجبة من ردهـ\مو بعيدة هذي هي قدامك..
راجح\ال بعيدة عندي حل أسهل..
أنحنى بسرعة وشالها من على الكنبة بشكل سريع..
رشا بخوف\ال راجـــح نزلني أقدر أمشي..
راجح\أدري انك تقدرين حتى أنا أقدر..
ناظرت بعيونه وأكتشفت أنه يتكلم عن شيء ثاني غير اللي تقصدهـ..
نزلها على فراشها وهي متخشبة من الخوف..
راجح بهمس\رشا..
رشا برعب\ال راجــح ال..
راجح يبتسم\وشهو اللي ال..
رشا\ابعد عني..
راجح\توهتيني يارشا..ليه ما تنطقين؟؟
رشا\تصبح على خير..
راجح\وأنتي بخير..
لم يدينه حواليها وقبلها بحنان..
سدحها وخرج من الغرفة وطفى النور..
نامت بمالبسها يد على صدرها مكان مانام..
ويد على شفايفها..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛
في المكتب كانت جالسة على الكنبة القريبة من المدفئة..
وهو جالس جنبها وعيونه عليها..
يعلم بان مشوارهـ معها طويـــــــــــل طويـــل..
ولن تـــعود كما كانت أبدا.. ً
بأنه قتل الفتاة العنيدة
فهو يدرك تماما .. ً
سلبها قوتها وعصيانها الدائم..
دفنها تحت أطنان من الرماد..
بأهماله المتقصد لها..
بتهديداته وارعابها بالعقاب..
نحرها عندما ضربها بالسوط
ثم وأخيرا .. ً
يعلم بأن من هي أمامه ستكون انثى من جليد..
ستكون مرعـــوبة منه حتى اليأس..
مسالمة الى حد الجنون..
ويا للـ الغرابة فهو اليريـــدها كما حولها..
بل يريد تلك المقتولة الدفينة...
يحاول يرضيها لكن هي تـــــــــــصدهـ..
تعبت ارضيك راضيني وال تبخل على مغليك
وحن شوي وحاكيني تراي احساس انا وشاريك
طلبتك يانظر عيني تناسى الظن والتشكيك
واذا غيري حكى فيني ترا غيرك حكى لي فيك
خذاني الهم واسيني اعرف الصد مايرضيك
وكون انسان واسقيني من انهار الوفا واسقيك
احبك ال تخليني سوالف ضاعت بماضيك
ولو تسأل شرايني تقول الله كم اغليك
عندي كلمة وجب قولها..
أنا أنسانة لست معصومة من الغلط..أو الوقوع في الخطاء..
وبذلك حبيت اعتذر عن الجدل وسؤ التفاهم اللي صار بالرواية..
أيقنت بأني أخطئت عندما أقتبست قصيدة لنزار قباني ولم أحذف منها قول
ال يناسب ديننا االسالمي..
فنزار يقول هو ال يغفر كالمسيح..
ونحن نقول ال أحد يغفر اال الله..
ولكننا نظل أخوة مسلمين ويجب على المسلم أن ينبه أخاهـ المسلم إن
أخطاء او ظل..
و يتعذر ألخيه ألف عذر على خطئه قبل الحكم عليه بقسوة.
أنا انسانة لي عثراتي ولي سقطات..
قد أقع في الغلط دون إدراك أو قصد..
وبذلك أحتاج النصيحة والتوجيه..
ولكن النصيحة تكون بتوجيه صحيح وليس بتصيد االخطاء.
..الدين النصيحة..
أردد ماقلته سابقا .. ً قبل بدء الرواية
أنا منكم وأبنتكم..
يهمني رضاكم..
تهمني قلوبكم..
وأسغفر الله العظيم عن كل ذنب أذنبته علمته أو جهلته..
في حرم كلية امبريل للهندسة..
هادي\يازينك ياوغدة بتدرسين في كلية افتتحتها عجوز بريطانيا..
غادة\وش ذا الكلية والله انها تخوف ياهادي..والمصيبة العجوز مفتتحتها..
لو عسوولة هي اللي فاتحتها يالبيه..تكفى ادرس معي..
هادي\هذا ثاني يوم اداوم معك كنك بزر في الروضة..
ترى وراي دراسة..
غادة\وان ضعت؟؟
هادي\مابتضيعين هذا جدولك واخذناهـ والقاعات وعرفتيها..
وش تبين أكثر..؟؟
غادة\طيب ما اعرف احد هنا وش السواة؟؟
هادي\والله مدري أنا اتلفت ادور على عرب بس ماشفت أحد..
سلكي مع االجنبيات ومشي عمرك..
غادة\ياربي متى بتمر ثالثة أسابيع اووف..
هادي\وش عندك بعد ثالثة أسابيع؟؟
غادة\عشان أرجع السعودية..ناسي العيد..
هادي\غادة ورى ماتاكلين تبن..وتروحين قاعتك..
غادة تشهق\ال يكون تبينا نعيد هنا؟؟
هادي\ال بنعيد في سووق الخرفان اللي ورى الكلية هذي..
غادة\مالي شغل فيك اذا ماتبي ترجع تعيد مع هلك كيفك..
بس انا بارجع اعيد مع هلي..
هادي بطفش\ايه طيب أنتي بس تبشرين..
غادة\امم طيب تعال معي القاعة بتبداء المحاضرة.
هادي يماشيها\طيب يالله..
وصلها لباب القاعة دخلت وهي تظن انه بيدخل معها..
لكن هو أشر لها من عند الباب أنه رايح..
ويأشر بالجوال..
أرتبكت غادة وال بينت هذا الشيء..
القاعة كبيرة ومزدحمة وأغلب الموجودين مسوين قروبات.
فتحت االب وبدت مع الدكتورة..
بعد نهاية المحاضرة كان معها وقت فراغ الن محاضرتها الثانية بعد
ساعات..
طلعت جوالها وكانت راح تتصل بـ هادي..
لكن غيرت رايها الن هادي اكيد بجامعته وعنده محاضرات ماله داعي
تزعجه..
تجولت بالكلية وعينها على المبنى الرئيسي..
خائفة ان تتوهـ..
طال الوقت وهي لوحدها..
دخلت بالقاعة المخصصة للمحاضرة وكانت فارغة اال من مجموعة
اليتعدى عددهم الخمسة..
فتحت جهازها وأستكملت دراست المحاضرة السابقة..
حست بأنها مراقبة..رفعت راسها وناظرت حوالينها..
بس ماشافت أحد..مافيه اال القروب اللي كانوا موجودين بالقاعة قبلها..
وال أنتبهت أن الخمسة صاروا ستة..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قفل جهازهـ ونظراته عليها..
يعلم بأن حالها سيء..وال تطيق البقاء في بيته..
فنفس الشعور يشعر به..
ربما يكن لها مشاعر خاصة في قلبه..
ولكن بهذا الوقت ال يريد اال بقائها بعيدة عنه
هو ال يقصر في ايصال هذا الشعور لها..
فمن اليوم اللي رجعوا فيه السعودية..
تركها في بيته وراح لشغله ومارجع اال اليوم الثاني..
وهي لم تطالب بوجوده او تحسسه بانها محتاجة له..
عرض عليها النوم بغرفة نومه وهو ينام بغرفة ثانية..
رفضت ونامت بالغرفة الثانية والوحيدة..
طالب\أنا طالع محتاجة شيء من برا..؟؟
شوق بهدوء\ال شكراً..
طالب\التنتظريني بأتاخر..
شوق\ومتى أنتظرتك..؟؟
طالب\كل ليلة..
خرج وهي قفلت الباب ورجعت تجلس بمكانها..
قال أنتظرهـ..مابقى..
أخذت جوالها وأتصلت على امها..
لكن امها ماردت مثل المرات السابقة..
كتبت رسالة نصية وأرسلتها..
صباحك خير يا يومه..
وحشتيني..
رسالة صباحية ترسلها كل يوم..وال تتلقى الرد عليها..
وقبل النوم ترسل رسالة مسائية..
أودعك على أمل نلتقي بكرهـ..
تمسي على خير..
رمت جوالها وهي تتذكر غلطها والمصيبة اللي سوتها..
معهم حق يزعلون وال يكلموني..
اللي سويته مو شوي..
غمضت عينها لما تذكرت الموقف غازي يضرب بالسوط وهديل تبكي..
عضت أصبعها بندم..
ليتني ما أفتريت عليها..وال ظلمتها..
حسبي الله ونعم الوكيل..
يارب سامحني..
الوحدة اللي انا حاسة فيها ألحين..
هل هي نفس وحدتها ومرارها..؟؟
شوقي لحضن امي..الهتمام غازي..ولدفى بيتنا..؟؟
هل يشبه شوقها ولو بالحلم..؟؟
الحنين اللي ماعمري عرفته تتجرعه بكل لحظة..
مامر اال شهر على فراقي ألمي..
وأحس روحي تذوب من الشوق..
وهي سنة وزود ال شافت أم وال أب وال أهل..
عايشة بغربة ووحدة..
وقسوتنا عليها..
ال قسوتي أنا عليها..
بالكالم بالسب..
ولما جرحتها وانا مبسووطة واقول لها اني جومانة..
وأخر شيء أفتريت عليها ظلم وزور..
عاشت كل هذا ولساتها قوية..
رغم الضرب واالهانات اال انها ما استسلمت..
بس أنكسارها واضح للكل..
وأنا كنت انبسط بقهرها وضيقها..
بس أنا مالي دخل..
قلبي هو اللي يحقد عليها..
أخوها قتل أخوي..
قتل سعود حبيب قلبي..
ما أقدر أتقبلها وال أقدر اتجاهلها..
بس مالي حق أظلمها والله مالي حق..
خذينها بذنب أخوها..
الخطاء ماهو خطاي لحالي ووالله ماهو خطاي..
كلهم أذوها..
غازي..أمي انا ورشا وراجح..
حتى طالب ماهو بريء من ذنبها..
ليش يعاقبوني أنا لوحدي..
حسيت بخطاي وأدري ماهو صغير..
بس ليش مايحسون بخطاهم وهو أكبر أحقادي..
أكبر من كرهي لها ومن حزني عليها..
ذنبهم أعظم وأكبر..
خطاهم الحرمان..
حرموها من هلها..
ماحسيت بخطاهم اال يوم عاقبوني..
ليه ماحدن يعاقبهم ويحرمهم من أحبابهم..
ليه مايحسون بالحرمان..
\\ال تستعجلي األقدار ياشوق\\
ياحروفنا الملح.. في شفاهنا الحنضل...
كان السكوت أفضل .وال الكالم ؟
كانت حقيقه..
يوم انقطع حبل الحوار
يا حروفنا الحنضل..في شفاهنا الملح
زعلوا حبايبنا..كان السكوت أفضل..
ال زالت صـــامتة..
رغم محاوالته أستنطاقها ولو بحرف..
ال يقلقه صمتها أكثر من سرحانها..
تمشي وهو يمشي..
الى أين...؟؟
ال يعلمــان..
لم تقترب من االسطبالت منذ ذاك اليوم..
لم تخرج من القصر..
معتكفة بغرفة والدته..
ولوال أنه ال يقوم بمضايقتها بتواجده معها بالغرفة لما خرجت منها..
يعرف انها تخاف من تواجدها معه..ما يلومها..
ويدري انها لو تستمر على هالحال يمكن يصيبها اكتئاب نفسي حاد..
وهذا من خالل خبرته في الطب..
من أنطوائها على نفسها حزنها وسرحانها الدائم..
كان يتبع الخطة الطبية في معالجة المصابين باالكتئاب..
يهتم فيها يتكلم معها وهو يدري انها ماراح ترد عليه لكن يستمر باهتمامه
فيها..
يتدخل باي شيء يخصها ويساعدها فيه..
حتى الكتاب اللي أخذته من المكتب يتكلم عن تاريخ لرجل عصامي..
لصدقه وشه
فقد أسرته ثمنا ادته بالحق.. ً
أستبدله بكتاب ثاني يتكلم عن الطبيعة وأسرارها..
كان يقدر ينهي أكتئابها وصمتها اذا ذكر اهلها..
أو وعدها فيهم..
لكنه يعلم بخطورة هذا الشيء..
فاذا وعد ولم يفي بوعدهـ..
بيوصل اكتئابها الى ذروته وفي هذي الحالة قد تفكر باألنتحار...
ويرفض أن يستخدم معها العقاقير المضادة لألكتئاب..
تركها للحظات وتوجه لالسطبالت وهي كملت طريقها من دون ماتالحظ
غيابه..
مشت ومشت..
وفجاءة رمت بنفسها على الثلج..
فسخت قفازاتها وجزمتها>>وانتوا بالكرامة
دخلت يدينها وأرجولها في الثلج..
شهقت كم شهقة لكن ماسحبتها..
طلعت وحدة من يدينها ورسمت على الثلج..
ويـــــــنك..
وضربت بيدها على الكلمة ورجعت يدها بوسط الثلج..
سمعت صوت خيل..وبعد لحظات كان واقف عندها..
نزل من على الفرس..
و جلس جنبها..
أتركوني معها أداوي جراحي وجراحها
وحدي من يملك الحق بها هي طفلتي
هي تلك األنثى التي رمت بي من قمم شموخي
لـ أودية براءتها أعشق تمردها أعشق طهرها!..
صغيرتي التقتليني بـ صمت ِك عودي كما كن ِتِ أرجو ِك
أصرخي بوجهي تمردي!..
ولكن التقتليني بصمت ِك!..
حورآء إنسية...
خرج يدينها من الثلج كانت جامدة وترجف..
ضم يديها بين يدينه يدفيها..
خرج أرجولها وكانت بنفس حالت يدها..