الفصل الاول

استيقظ الجميع على صوت صراخ الأم، ذلك الصوت الذي راح ينتشر شيئا فشيئا حتى عم كل أرجاء المنزل، الصالة والمطبخ والدور الأرضي وغرف النوم، واجتمع أبناءها حولها ليعرفوا ماهو سبب صراخها حتى قالت وهي تبكي بحرقة: يا ويلاه لقد وجدت أباكم مرميا في الأرض على وجهه واقتربت منه و إذا هو جثة هامدة لا يتحرك، (تفاجأ الجميع من كلامها وبدأت بناتها بالصراخ والعويل وازداد صراخهن) 


فقال لها أبنها الأكبر: وأين هو أبي الآن؟

 قالت الأم: ستجده في صالة استقبال الضيوف في الأرض، (ذهب الابن الأكبر "حاتم" وأخيه "مازن" لصالة استقبال الضيوف يركضون وكلهم أمل في أن يلقوا أباهم لازال على قيد الحياة فأخذا يتفحصانه وينظرون إلى جثته ولكن للأسف الشديد كان كلام أمهم صوابا، فقد غادر الحياة، وضاع أمل عودته إليها وبدأ الحزن يسيطر على المكان، والبكاء سيده) فقال حاتم بقلب متكسر: ساعدني يا أخي لنحمله ونضعه في السيارة، 

admob

فقال مازن: ولم نحمله للسيارة فهو قد فارق الحياة؟ دعنا نستدعي الناس لنغسله ونكفنه ونحمله لمثواه الأخير قال حاتم: سنحمله إلى المستشفى ليفحصه الطبيب ونستطيع أن نستخرج له شهادة وفاة فهذه الإجراءات ضرورية جدا، فقال مازن: هيا لنحمله إن كان هذا ضروريا كما تزعم، ثم حملوه إلى المستشفى القريب من منزلهم.


وفي المستشفى بعد أن فحصه الطبيب قال لهم: يجب أن نستدعي رجال الشرطة للمستشفى قبل أن تستلموا جثة أبيكم، قال مازن: و ماحاجتنا لرجال الشرطة؟ أعطنا جثة أبينا ودعنا نذهب وندفنه، قال الطبيب: يؤسفني القول أن أباكم توفي مقتولا، قال حاتم: نعم ماذا تقول؟ مقتولا؟ وكيف ذلك؟ ومن قتله؟ 

قال الطبيب: إجابة اسئلتك سنعرفها بعد التحقيقات ويجب أن نتصل بالشرطة حالا لنأخذ الأذن بتشريح الجثة ومن ثم نحدد سبب الوفاة، وهذا ما قام به الطبيب فقد أخبر رجال الشرطة بذلك وما هي إلا دقائق حتى وصل فريق الشرطة كاملا وقد سمحوا للطبيب بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة ولكن الجميع تفاجأ بذلك 

فقال لهم الطبيب: إن سبب الوفاة وكما توقعت أنه تم شنق المقتول بحبل رفيع كحبل صنارة صيد الأسماك، وذلك بعد تعرضة للضرب وعلامات الضرب بدأت تظهر في جسمه الآن وكما إن آثار الحبل باتت تظهر في رقبته ​​‏​​ولكم أن تتأكدوا من ذلك وتشاهدوا الآثار،

 (طلب المحقق من الطبيب أن يكتب تقريرا كاملا عن نتائج الفحوصات والتشريح حتى يبدأ دوره في التحقيق و التحري ومعرفة القاتل)، وكما أنه أكد على حاتم بأن يجب أن يمكث هو وأهله في البلد ومنعهم من السفر لأنه قد يحتاج الجميع لمساعدته في الوصول للقاتل..


رجع حاتم وأخوه مازن لمنزلهم الذي وجدوه قد امتلأ بالناس بعد أن سمعوا خبر وفاة الأب، فهم يريدوا أن يشيعوا الجثمان ليكسبوا الأجر، فقال لهم حاتم: أشكركم أيها الأخوان ولكن الدفن سيكون في يوم الغد وليس اليوم لأن الإجراءات في المستشفى و لم تنه بعد، وقال أحدهم: رحمة الله عليه وتقبله الله في فسيح جناته، والآن أيها الناس فلنذهب ونتركهم لأنهم يحتاجون إلى الراحة ( وبدأ الناس بالخروج من المنزل حتى صار المنزل خاليا من الناس).


فقال مازن لأخوته: اسمعي يا أمي إن أبي لم يمت موتة طبيعية وإنما توفي مقتولا، قالت الأم بإندهاش: ماذا تقول مقتول؟ ومن قال هذا؟  قال حاتم: نعم يا أمي إن أبي توفي مقتولا شنقا ولذلك سيأتوا رجال الشرطة بعد الدفن للتحقيق في الموضوع فلهذا يجب أن تقولوا كل ماتعرفونه من معلومات، و هنا زاد بكاء الأم وبناتها وقال حاتم: لقد انكسر ظهري يا ابي.. وماهو سر وفاتك....

admob
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية