ذهب حاتم مسرعا لأمه وهو شارد التفكير مندهشا مما سمعه عن أمه التي كان يعتبرها القدوة الحسنة فدخل عليها غرفتها وقال لها: أصحيح ماسمعته عنك يا أمي؟
قالت الأم: وماذا سمعت يابني؟
قال حاتم: أخبرني أخي مازن بأنك شريكة معهم في جريمة بيع المخدرات،
قالت الأم: صه اسكت لا يسمعك أحد من أخواتك وما هذا الهراء ياحاتم؟ ماذا تقول؟
قال حاتم: أمي كل شيء أصبح واضحا لماذا؟ هذا وأنت أم ولديك أبناء لماذا يا أمي لماذا؟ قالت الأم: حاتم لن أسمح لك أن تتكلم معي بهذا الأسلوب وليس كل ما يقال يصدق،
قال حاتم: أمي أرجوك أبتعدي عن هذا الطريق الذي نهايته الخسران انظري إلى أخي مازن فهو الآن نادم على كل مافعله ويقول لو يرجع الزمان قليلاً إلى الخلف والله لن أبيع هذه السموم مهما كانت الأثمان،
قالت الأم: حاتم تأخرت كثيرا أين كنت عندما زرع أبوك فينا حب هذا الطريق من أجل المال؟
قال حاتم: أمي أنت زوجته وكان ينبغي عليك أن تنصحيه باللتي هي أحسن وكان يجب أن تحاولي قدر الأستطاعة قبل أن تضيعي أبنائك وحياتهم، أبي مات مقتولا ولا نعرف قاتله وأخي مازن في السجن متهما ببيع السموم ولا نريد أن نخسرك فوالله سنضيع أكثر مما نحن عليه الآن،
قالت الأم: لا أستطيع،
قال حاتم: ولماذا يا أمي؟ بل تستطيعين لازال الوقت متاحا أمامك للتكفير عن كل الخطايا والذنوب،
قالت الأم: حاتم افهم لو كنت أستطيع لفعلت منذ زمن بعيد ولكن...
قال حاتم: ولكن ماذا؟ ما الذي يمنعك؟ قالت الأم: لا أستطيع هناك ثمة عصابة كبيرة يراقبون كل تحركاتي إما أن أمولهم بالمخدرات أو أنهم سيقتلونني، قال حاتم: ماذا؟! وهل هي نفس العصابة الذين قتلوا أبي؟
قالت الأم: لا أعلم من قتل أباك،
قال حاتم: بل تعلمين يا أمي تعلمين وأنا أعرف ذلك فأخي مازن قال لي عن كل شيء ولكن يا أمي لن أدعك تخرجين من المنزل وهنا سأحبسك،(ثم أخذ المفتاح وقفل الباب على أمه في غرفتها وهي تصرخ وتحاول الهروب)..
أمر المحقق مساعده للقيام بالمهمة التي خطط لها مع كل المسؤولين وذلك للقيام بدور التاجر الذي سيوقع عقودات شراء البضاعة حيث اتفق مع صاحب شركة الحبال(رئيس العصابة) بأنه سيأتي لزيارته في شركته وذلك لشراء بضاعة بقيمة عالية فرحب صاحب الشركة به وذهب مساعد المحقق إليه على حسب الاتفاق ومعه بعض مساعدوه وفي الشركة المزعومة
قال المساعد لصاحب الشركة: يسعدني أن ألتقي بك لأول مرة،
قال صاحب الشركة: الحقيقة هذا شرف لنا ولشركتنا تعاونكم معنا وإن شاء الله سيكون هناك تعاونات أكثر في قادم الأيام، (ثم بدأوا بالحديث عن أمور الشركة والبيع والشراء إلى أن اتفقوا على نقل البضاعة المشتراه على دفعتين فوافق صاحب الشركة على ذلك) وفي نفس الوقت كان مساعدوه يعاينون المكان فكانت الحركة طبيعية ومن خلال هذه الجلسة عرف المساعد عدد الأشخاص الذين يعملون في هذه الشركة وعرف عدد الأقسام وكل الممرات وحتى المخازن وذلك من خلال الجولة التي أخذها في الشركة وتعرف على أغلب المدراء ورؤساء الأقسام ولكن ثمة شيء لفت أنتباهه
مما زاده التأكد من أن هذا الشخص تاجرا للمخدرات وكسر الشك باليقين وهو وجود في كل قسم حقائب سوداء وهذه الحقائب تشبه الحقيبة التي وجدوها مع الشخص المتصل بمازن قبل أن يمسكه رجال الشرطة وليس هذا فحسب بل سمعهم يتلفظون بكلمات ومصطلحات غريبة جدا يسمعها لأول مرة وكما أنهم وصلوا إلى مخزن كبير ولم يسمح له بالدخول وقال له الشخص المرافق يمنع أي شخص يدخل هنا إلا المصرح لهم فأخذ المساعد الأمور بشكل طبيعي وذهب للأتفاق مع صاحب الشركة من أجل تحديد وقت معه لاستلام البضاعة وهنا أنتهت المقابلة الأولى وهي بمثابة توقيع عقد البيع والشراء وبقي لقاءان وهما خاصان باستلام البضاعة..
وفي هذا الأثناء رجع حاتم للمنزل بعد خروجه من المنزل حزينا كئيبا ويفكر في مصير أمه فهو يحس بالذنب عندما غلق الباب عليها وحبسها في غرفتها وفي نفس الوقت لا يريد أن يخسرها كما خسر أبيه وأخيه فالأول مات مقتولا وقاتله مجهول والثاني مسجون ولا يعرف كم سنة سيحكم عليه فيجب أن يضع حدا لهذا ويتدارك الأمور ويعالجها معالجة صحية، فذهب لأخته أروى فقال لها: أذهبي وأعطيها ماء وطعام وأنا سألحق بك بعد قليل،
وهذا ماتم فعلا ذهبت أروى لإعطائها الطعام وعندما فتحت الباب وجدتها مرمية في الأرض والدماء تسيل منها وصرخت أروى بأعلى صوتها تنادي حاتم وتبكي، وجاء حاتم ورأى أمه غارقة في دمائها تحتضر ولا أحد يعلم ما بها و تم نقلها سريعا للمستشفى..