قال المحقق لمساعده سينكشف الأمر قريبا بمجرد أن نقوم بالتحقيق مع مازن فأنا أظن أن لديه جزء كبير من حل هذه القضية خصوصا أن مازن كان شاهدا على زواج أبيه واسمه مدون في العقد وهروب العاملة من المنزل إما أن يكون من خوفها من أن يكتشف أمرها أو أنها تعرف القاتل وتريد أنت تتستر على جريمته أو أنها هي القاتل،
قال المحقق: ولكن ياسيدي لا يمكن أن تكون هي القاتل وحدها فقط لابد من وجود مساعد لها،
قال المحقق: ولماذا لا تكون هي من دبر لقتله وحدها؟
قال المساعد: لا تنس ياسيدي أن القتيل قد تعرض للضرب ولا يمكن لأمرأة أو يصعب على امرأة أن تضرب رجلا في جسمه وهو يظل ساكتا وهذا مجرد استنتاج إن كنت توافقني الرأي،
قال المحقق: نعم نعم أنت على حق فالمجرم إما أن يكون رجلا أو أن يكون امرأة وعندها مساعدون، والآن يجب أن نستدعي مازن ولكن لن نخبر أحدا بالمعلومات التي حصلنا عليها وهو زواج القتيل من عاملة المنزل..
أما في منزل القتيل قالت الأم لأبنها حاتم: ماذا حدث في التحقيق يا حاتم وكيف كان ردة فعل المحقق عندما علم بهروب العاملة من المنزل؟
قال حاتم: إن وجدوا العاملة سنعرف سبب هروبها وقد تكون هي القاتلة، ولكن أريد أن اسئلك يا أمي هل للعاملة أخوة أو صديقات تزورهن بين الحين والآخر؟
قالت الأم: لا فهي وحيدة هنا، قال حاتم: إذن لماذا لم تسافر منذ أن جئنا بها ؟
قالت الأم: والله يابني هي من ترفض السفر ونحن نقول لها يجب أن تسافري لتطمئني على أقاربك ولكنها ترفض السفر وتقول إن الراحة التي تحس بها بيننا في هذه البلاد هي أكثر من راحتها مع أهلها، قال حاتم: عجبا، وهل كان أبي يعطيها مستحقاتها الشهرية بإنتظام؟
قالت الأم: لا أعلم ولكنني أظن إن لم يكن يعطيها لن تجلس في المنزل أي لحظة وكانت ستبحث عن منزل آخر لتأكل ليعطوها لقمة عيشها وعيش أقاربها في بلادها، ولكن لماذا تسأل كل هذه الاسئلة؟
قال حاتم: قد سألني اليوم المحقق بعض من هذه الاسئلة ليجد تفسيرا لهروبها، وفي الغد سيكون التحقيق مع أخي مازن..
ذهب مازن لمركز الشرطة من أجل التحقيق قال له المحقق: مازن نحن نعلم أنك الابن المدلل لدى والدك رحمة الله عليه،
فلهذا يجب أن تجيب وبكل صراحة وحقيقة على كل سؤال نطرحه عليك من أجل معرفة القاتل وحل لغز هذه القضية، قال مازن: نعم تفضل ياسيدي سل ماتريد،
قال المحقق: كيف كانت العلاقة الشخصية بينك وبين أبيك؟ قال مازن: العلاقة كانت عادية جدا علاقة احترام لأنه والدي ومن واجبي أن احترمه وبالرغم من قسوته ومعاملته الجافة أحيانا،
قال المحقق: ومتى كان آخر لقاء بينكما قبل مقتله؟ قال مازن: كان آخر لقاء بيننا في وجبة العشاء في آخر ليلة قبل وفاته،
قال المحقق: ومن كان يتناول العشاء معكم؟
قال مازن: أنا وأبي وأمي وأخواتي آلاء وأروى، قال المحقق: وأين كان أخوك حاتم؟ قال مازن: حاتم قليل الجلوس معنا فبينه وبيننا بعض الحواجز، قال المحقق: هل كان حاتم يثير المشاكل في المنزل؟
قال مازن: حاتم كان لاهيا في حياته الشخصية، بعيدا عن مشاكلنا العائلية، حتى أبي كان يقول له أنك لا تصلح أن تكون قائدا للمنزل ولا أظن في يوم من الأيام ستكون مسؤولا عن أمك وأخوتك،
قال المحقق: وكيف كانت علاقتك بالعاملة؟
قال مازن(بإرتباك): نعم؟ العاملة؟ عععلاقة عادية جدا فهي كانت تخدمنا وتوفر كل مانحتاجه، قال المحقق: وهل هي كانت متزوجة؟
قال مازن: نعم؟! لا أعلم فأنا لا أتحدث معها ولم اسئلها قط، قال المحقق: مازن لا تكذب فنحن نعرف كل شيء ويجب عليك الاعتراف، قال مازن (بعد أن زاد ارتباكه): ولماذا أكذب؟ وماذا تعلمون؟ و عم تتحدثون؟
قال المحقق: اسمع يابني لا مجال للكذب والإنكار فالأمور أصبحت واضحة فإذا كذبت فوالله سأقوم بتحويلك إلى قسم آخر وهناك ستعترف بالقوة، قال مازن (مطأطأ رأسه): ذات يوم دخلت على والدي غرفة استقبال الضيوف ووجدته جالسا مع العاملة وهنا ثار غضب والدي علي لأنني دخلت دون أن استأذن فطرد العاملة وقام بضربي وقال لي: إن أخبرت أحدا عما رأيت فسأطردك من المنزل،
وعندما سأله أخوتي عن سبب ضربه لي قال بأنني دخلت الغرفة دون استأذان، وبعد عدة أيام اتصل بي وقال لي بأنه ينتظرني في الخارج فذهبت إليه فأخذني إلى المحكمة لأكون شاهدا على زواجه من العاملة، ومنذ ذلك الحين وأنا لم أخبر أحدا بزواجه من العاملة فكان يعطيني كل ما أطلبه مقابل صمتي عن هذا الموضوع فلهذا قال أخوتي بأنني الابن المدلل لديه وفي الحقيقة هم لا يعرفون حقيقة أبي وماذا فعل، ولا يعرفون بأنه تزوج العاملة وفضلها على أمي،
قال المحقق: وفي ذلك الحين هل حقدت على أبيك؟ قال مازن: نعم لا أكذب إن قلت لك إنني لم أحقد عليه فهذا قلب ابن ادم،
قال المحقق: وهل تظن أن العاملة هي من قتلت أباك؟
قال مازن: ربما فأنا لا أستبعد هذا أبدا، قال المحقق: وكيف لك أن لا تستبعد ذلك؟
قال مازن: هذه العاملة بعد زواجها من أبي بدأت باستغلاله وتحويل كل مايملك من أرصدة في البنك إلى حسابها خارج البلاد فأصبحت جشعه جدا،
قال المحقق: وكيف عرفت ذلك؟ وهل كان أبوك يخبرك عن ذلك ؟ قال مازن: لا لم يخبرني ولكنه كان يرسلني لأقوم بتحويل كل هذه المبالغ الضخمة إلى حسابها،
قال المحقق: حسنا وأين تظن اختفت العاملة؟ قال مازن: لا أعلم فأنتم رجال الأمن قوموا بالبحث عنها، قال المحقق: حسنا يا مازن يكفي هذا اليوم وسنحتاج لك في وقت لاحق واخبر أختك آلاء بأن التحقيق سيكون معها في يوم الغد، والآن تستطيع ..