أصبحت علامات الأستفهام منتشره في كل مكان، وفي عقول أفراد هذه العائلة الآلاف من الأسئلة المجهولة والتي تحتاج إلى إجابات وتفسيرات سريعة فهل هروب العاملة تفسيره قتل رب الأسرة؟ ولماذا قامت بقتله؟ ومن ساعدها على ذلك؟ و مالقصة ياترى؟ فلهذا أصرت الأم على ابنها حاتم ليذهب إلى مركز الشرطة و ليخبرهم بأن العاملة هي من قتلت الأب والدليل هروبها من المنزل،
فقالت أروى: ولكن يا أمي قد يكون هروبها من المنزل هو الخوف من التحقيق الذي كان سيجرى معها وليس شرطا أن تكون هي القاتلة،
قالت الأم: هذه العاملة لم تهرب إلا لأن وراءها قصة كبيرة ويجب أن تعلم الشرطة سبب هروبها،
قالت آلاء: نعم نعم وخصوصا أن بالأمس علامات الأرتباك كانت واضحة على وجهها عندما أخبرها أخي حاتم بأن التحقيق سيكون معها بل كانت تبكي ورفضت الذهاب للشرطة،
قال حاتم: وهل هذا دليل كافي لنلقي التهمة عليها؟ يجب أن نخبر الشرطة بما حدث وهم من سيبحث عنها وسنعلم سبب ارتباكها وثم رفضها للذهاب للشرطة وأخيرا هروبها من المنزل.
ذهب حاتم وأخيه مازن ليخبروا المحقق بما حدث في المنزل وهروب العاملة المفاجيء ولهذا أمر المحقق رجاله بالبحث والتحري عنها وأن يقدموا بلاغا بالهروب لكي تمنع من السفر،
ثم قال لحاتم: سيكون التحقيق معك أنت يا حاتم لكونك الابن الأكبر للقتيل وأما مازن يستطيع الأنتظار في الخارج ريثما ننتهي نحن،
فبدأ المحقق التحقيق بتوجيه السؤال: حاتم كيف كانت علاقة أبيك بالعاملة؟ هل بينهما علاقة حب أو ود؟
قال حاتم: أنا أذهب للعمل في الصباح الباكر وأرجع في المساء فلهذا أقضي أغلب أوقاتي في العمل بعيدا عن مشاكل المنزل أو مايحدث في المنزل ولكن على حسب معرفتي أن العلاقة بينهما علاقة سطحية كونها عاملة منزل وأبي هو رب المنزل، قال المحقق: إذن ما تفسيرك قول أباك لأمك أن سنك قد تقدم وأنك لا تستطيعين خدمتي وأعتماده الكلي على العاملة؟ حاتم(يضحك): آسف يا سيدي ولكن قد يكون قالها أبي من باب الدعابة مع أمي، ولنفترض أنه كان صادقا في كلامه فهو أتى بالعاملة لتخدم الجميع دون استثناء، قال المحقق: ومن يدفع مرتب العاملة الشهري؟ قال حاتم: والدي يقوم بالدفع،
قال المحقق: وهل كان يعطيها كل مستحقاتها شهريا وبإنتظام؟ قال حاتم: والله لا علم لدي بذلك لأن ومنذ أن جلبنا هذه العاملة وأبي يقوم بهذه المهمة ولم تشتكي يوما بأن أبي كان يتأخر في دفع مستحقاتها،
قال المحقق: وكم سنة تعمل لديكم هذه العاملة؟ قال حاتم: تقريبا خمس أو ست سنوات، قال المحقق: وكم مره سافرت العاملة لبلادها؟ قال حاتم: لم تسافر قط منذ أن وصلت لهذه الديار،
قال المحقق: عجبا ست سنوات ولم تسافر قط؟! قال حاتم: انتهت إقامتها ثلاث مرات وكل مره تقول بأنه لم يحن وقت السفر،
قال المحقق: وهل لديها أخوه أو أخوات أو صديقات تزورهن في هذه البلاد؟
قال حاتم: على حسب معرفتي لا ولكن يجب أن نسأل أمي أو أخي مازن كونه موجودا في المنزل وقليل الخروج منه، قال المحقق: إن شاء الله ولكن وكيف كانت علاقة أبيكم بأبنائه؟ سكت حاتم قليلاً ثم قال: في الحقيقة كان أبي شديد الغضب لا يحب أحدا يتدخل في أموره الخاصة وكان كثيرا ما يجلس في غرفة استقبال الضيوف وكان يسهر الليل فيها ولا يأتي إلى غرفته إلا للنوم فقط وفي وقت متأخر، ومن جانب آخر فهو حنون علينا جدا ولولا عصبيته السريعة لكان أجمل رجل ودون أي مبالغة، قال المحقق: وهل كان يشرب الكحول؟
قال حاتم: لا لم يشرب الكحول قط، قال المحقق: ومن كان يسهر معه في غرفة استقبال الضيوف؟ قال حاتم: كان وحيدا وكان لا يحب أحد يأتيه إلى تلك الغرفة بل كان ينزعج كثيرا وأتذكر ذات مره قام بضرب أخي مازن لأنه دخل غرفة استقبال الضيوف دون أن يستأذن وجميعنا تعجبنا من تصرفه ولكن قلنا قد يكون أبي منزعجا من أي موضوع خارج المنزل ولهذا تصرف هذا التصرف،
قال المحقق: حسنا يا حاتم وهل كان أبوك يحب البحر وصيد الأسماك؟
قال حاتم: لا لم يكن يحب ذلك، قال المحقق: وهل كان أحدكم في المنزل لديه هواية الصيد؟ قال حاتم: لا ياسيدي فالبحر بعيدا عننا ولسنا من هواة الصيد، قال المحقق: حسنا يا حاتم أحسنت على هذه المعلومات والآن تستطيع الذهاب وقد نحتاجك مرة أخرى في يوم آخر وأخبر أخاك مازن بأن التحقيق سيكون معه في يوم الغد..
قال المحقق لمساعده: مارأيك في هذه القصة ولماذا القتيل كان يجلس وحيدا في غرفة استقبال الضيوف؟
قال المساعد: هل تظن أن لديه علاقة مع العاملة؟. قال المحقق: من كلام الأم بالأمس ومن كلام حاتم اليوم بدأ الشك يدور في مخيلتي وأنا أظن بأن يوجد بينهما علاقة قوية،
قال المساعد: وكيف يمكننا التأكد من ذلك؟
قال المحقق: سنتأكد غداً عندما نحقق مع مازن فهو مفتاح القضية، والآن يجب أن نذهب للأحوال المدنية ونخرج كل المعلومات الخاصه بهذه الأسرة وكل المعلومات عن العاملة لنتأكد أكثر وأيضا سنذهب إلى قسم التحريات
ونرى هل للأب أي قضايا أو مشاكل قديمة، وهذا ما تم فعلا بدأ المحقق ومساعده بالبحث والتحري من الأحوال المدنية أولا وأخرجوا كل الملفات الخاصة بالأسرة حتى تفاجأوا بأن للقتيل عقدين للزواج فالأول زواجه من أم حاتم وأما الثاني فكان لزواجه من عاملة المنزل،
فقد عرف المحقق سبب هروب العاملة من المنزل وهو خوفها من أن يكتشف أمر زواجها من أبي حاتم، ولكنهم لم يتوصلوا من إذا كان لها يدا في قتل الأب أم لا فلهذا قرروا مواصلة التحقيقات مع بقية أفراد الأسرة لتتضح معالم القضية أكثر، وتبقى جثة القتيل مجهولة ..