الفصل السادس

كل الأصابع باتت تشير إلى مازن بأن له يد في هده الجريمة وليس هذا فحسب بل تشير إلى تورطه ووالده في قضية المخدرات ولكن تبقى الأدلة هي الحاجز والفاصله بين العدالة وبينه، فأخذ الجميع يترقب ويراقب اتصالاته وتحركاته وفي اليوم الثاني وفي صباح مبكر جاءته مكالمة قصيره 

قال المتصل: يجب أن تتواجد في الحديقة قبل شروق الشمس وانتشار ضوءها، قال مازن: نعم انتظرني وسأكون في الموقع، وفور هذا الاتصال اتجه رجال الشرطة مسرعين نحو ذلك المكان لمراقبته عن بعد، 

فجاء المتصل يحمل حقيبة تشبه حقائب رجال الأعمال سوداء اللون ينتظر قدوم مازن في الحديقة وكان علامات الأرتباك والتوتر واضحة عليه فبمجرد أن وصل إلى الحديقة كان كثير الألتفات وكأنه خائف من شيء ما فأخذ أحد رجال الشرطة بالاتصال به ليتأكد من أنه هو نفس الرجل الذي اتصل بمازن حتى رن هاتفه وسمعه كل من كان يراقب المكان، 

وتأكدوا من أنه هو نفس الرجل صاحب الاتصال فأمرهم مسؤولهم بالقبض عليه ونقله فورا إلى قسم التحقيقات وأمر الجميع بالأنتشار كي لا يشك أحدا بما حدث، وفعلا تمت هذه العملية بنجاح فأخذ الرجل لقسم التحقيقات، وجاء مازن بعد العملية السريعة ينتظر صاحبه في الحديقة وهو لا يعلم بأن صاحبه أصبح في قبضة الشرطة، وطال انتظاره إلى أن رجع إلى منزله دون أن يلتقي بالمتصل..


وفي مركز الشرطة أراد رجال الشرطة تفتيش ما كان في تلك الحقيبة السوداء قال لهم المتصل: أنا لا أعلم شيء عن هذه الحقيبة فأنا مجرد رسول أرسلني أحد الأشخاص ولا أعلم الرقم السري حتى أفتحها لكم، 

قال المحقق: ومن هو هذا الرجل الذي تدعيه؟ قال المتصل: لا أعرفه أنا سائق سيارة أجرة وقد أتيت من المنطقة الأخرى إلى هذه المنطقة وقد أرسلها معي أحد الأشخاص لأعطيها الشخص الذي قمت بالأتصال به لأعطيه إياها مقابل مبلغ مالي، 

قال المحقق: وهل تعلم ما يوجد في الحقيبة؟ قال المتصل: لا أعلم فأنا مجرد سائق ولا اسأل عن أي شيء يعطى إللي لأوصله، وأنا بنفسي في حيرة من أمري عندما طلب مني أن أعطيه إياها قبل طلوع الشمس، فقال المحقق: سنرسل الحقيبة إلى قسم خاص وسيقوم الخبير بفتحها لنعرف مايوجد بداخلها وأما أنت لن نسمح لك بالخروج حتى ننتهي من هذه القضية،

 قال المتصل: أرجوك ياسيدي فأنا مجرد رسول والله لا أعلم مابداخلها أرجوك فأنا لدي أبناء ولا أريد أن أهدم منزلي، قال المحقق للشرطي: خذه إلى الحجز لإشعار آخر.



حولت الحقيبة إلى قسم آخر وهنا يأتي دور الخبير الذي بدوره حاول فتح الحقيبة المجهولة المحتوى وبعد عدة دقائق فتحت الحقيبة واكتشف رجال الشرطة بأنها تحتوي على بعض الأشياء فجلس المحقق مذهولا مما رأى فأخذ يتفحص الأشياء وأرسلها إلى قسم آخر من أجل رفع البصمات عنها لعلهم يتوصلوا إلى دليل أكبر، 

وفي هذا الأثناء وصلت أروى وأخيها حاتم إلى مركز الشرطة تلبية لدعوة المحقق لأروى والتي هي أحد أفراد عائلة القتيل والمحقق لم يخبرهم عن المعلومات والحقائق التي توصل إليها، قال المحقق لأروى: كيف كان المستوى المعيشي الذي تعيشون فيه؟ قالت أروى: مستوى متوسط حالنا كحال أي أشخاص في الحي الذي نعيش فيه، قال المحقق: إذن من أين أتى أخوك مازن بهذه السيارة الثمينة والتي لا يشتريها إلا الأثرياء؟ 

قالت أروى: إن مازن هو الابن المدلل عند أبي فلهذا قام أبي بشراء له هذه السيارة، قال المحقق: ولكن يا أروى أبيك رجل متقاعد من أين له ثمن السيارة الغالية الثمن؟ قالت أروى: لا أعلم كم ثمنها ولكنه أشتراها له وقال بأنها هدية منه لمازن، ونحن لا نعلم كم سعرها ولكن أخي حاتم هو من أخبرنا عن ثمنها كونه شاب ويمتلك خبرة عن هذه الأمور، 

قال المحقق: وهل أعطاك أبيك هدية ثمينة في يوم من الأيام؟ 

قالت أروى: أبي؟! لا لم يعطيني أي شيء  رحمة الله عليه ولكنني أحس بأن تعامله معنا غير منطقي،

 قال المحقق: وكيف ذلك؟ 

قالت أروى: أحيانا تجده طيب القلب وأحيانا سريع الغضب فوالله إلى أن توفي لم أستطيع قراءة شخصيته إلى الآن، قال المحقق: وهل تعلمين سبب مكوثه الطويل في غرفة استقبال الضيوف؟

 قالت أروى: لا وكنت اسأل نفسي نفس السؤال و لم أجد أي إجابة، قال المحقق: وهل تظنين أن الخادمة هي من قتلت أبيك؟ 

قالت أروى: ربما جائز، وماذا تفسر هروبها من المنزل؟ قال المحقق: كيف كان تعاملها مع أبيكم؟

 قالت أروى: هي من تغسل ملابسه وتنظف المنزل وتطبخ وتعمل كل شيء وكان أبي يعتمد عليها، 

قال المحقق: وكيف كان تصرفه معكم في آخر ليلة؟ هل لاحظت أي شيء لفت انتباهك؟ 

قالت أروى: لا لم ألاحظ فبعد وجبة العشاء ذهب كالعادة إلى تلك الغرفة ولم نره مرة أخرى إلا بعد اكتشافنا وفاته، قال المحقق: وهل كان يخرج ليلا من المنزل؟ 

قالت أروى: لا أعلم، وقال المحقق: وهل كان يزوره أحد من أصدقائه في المنزل؟

 قالت أروى: ربما ولكنه قليل جدا، قال المحقق: حسنايا أروى تستطيعين الذهاب وقد نستدعيك مرة أخرى إن لزم الأمر.

جاء رجال الشرطة بالعاملة الهاربة إلى مركز الشرطة بعد مداهمة مكان اختبائها ومن ثم اتصل المحقق بمازن وأخبره بضرورة تواجده في مركز الشرطة ليقوم بالتحقيق معه ويسأله بعض الأسئلة..
 

admob



إعدادات القراءة


لون الخلفية