الفصل الحادي عشر والاخير

أخذ حاتم أمه إلى المستشفى بعد ماوجدوها غارقة في دمائها ولا أحد يعلم سبب ذلك وفي المستشفى تجمع حولها مجموعة من الطاقم الطبي يفحصونها ويقدمون لها الرعاية الطبية السريعة لأنها قد قطعت أنبوب ناقل الدم الذي في يدها محاولة بذلك الانتحار


 فقال الطبيب لحاتم: سامحني يا بني لابد أن نخبر الشرطة بذلك لكي يأتوا للتحقيق في هذا الموضوع، قال حاتم: افعل ماتراه مناسبا ولكن كيف حال أمي الآن،

 قال الطبيب: لا أخفي عنك حالتها حرجة جدا ادعو ربك أن ينجيها من الموت لأنها فقدت دما كثيرا وهذا الأنبوب متصل بنبض القلب وعسى أن تستقر حالتها لنفهم منها سبب مقدمها على الانتحار، ثم أتى طبيب آخر يخبرهم بأن المريضة تود أن تتحدث مع حاتم حالا فلذلك دخل حاتم إليها فإذا أمه بين سكرات الموت

 تقول له بصوت منخفض: اسمع يابني ربما لم أكن لك الأم المثالية التي تتشرف بأن تكن أمك وتفتخر بها بين الناس ولكن أعلم بأنني أحبكم وأحب أخوانك كلهم وأريد أن أعترف بذنب اقترفته فأنا من قتل أبيك فوالله إن قتله كان رحمة لكم ولم أجد خيارا آخر غيره إلا التخلص منه فهو زوجي وأبو أولادي ويعز علي قتله ولكن عندما وقفت كل الظروف ضدي ولم أجد خيارا غيره قمت بتنفيذه، 

قال حاتم: مممماذا تقولي يا... هل أنت من قام بقتل أبي؟ لماذا يا أمي لماذا تقتلين نفسا بغير نفس؟ 

قالت الأم: لم يكن لدي خيارا غيره فهو يريد أن يعيث فسادا بين أفراد أسرته قام بإفساد أخيك مازن والعاملة ومن ثم أنا وكان يتعهد ويهدد أن يفسدك أنت وأخواتك كل هذا في سبيل الحصول على المال فبئسا للمال إن كان طريقة الحصول عليه بهذه الطريقة فلذلك قمنا بقتله، 

قال حاتم: ومن هو مساعدك في الجريمة؟ 

قالت الأم: أخي محمد هو من ساعدني في القتل، 

قال حاتم (مندهشا): خالي محمد؟ كيف؟ ولماذا؟ مهما كان السبب يا أمي مهما كان السبب فهناك مئة ألف طريقة من أجل تقديم الحماية لنا وخيار القتل هو آخر خيار، قالت الأم: أنتهى الأمر والحادثة حدثت وأتمنى أن تسامحني قبل أن أموت، 

قال حاتم: كيف لي أن أسامحك قولي كيف؟ تاجرة مخدرات  ومن ثم قاتلة نفس بغير نفس وثم حاولتي الانتحار هربا من العقوبة، يا أمي إن هربتي من عقوبة الدنيا فهناك عقوبة أخرى تنتظرك في الآخرة فأنا لن أسامحك، (ثم يخرج من الغرفة وأمه تناديه ولا يلتفت إليها، يخرج وعيونه مليئة بالدموع وقلبه مشحونا بالغضب والهم والغم، وفي جعبته ألف أستفهام يحتاج إلى تفسير، فسبحان المدبر بالأمس كنا عائلة واحدة واليوم فقدنا أمي وأبي وأخي مازن).


وفي اليوم التالي ذهب مساعد المحقق لاستلام البضاعة المتفق عليها عند التاجر ولكنه هذه المرة خططوا لدخول المكان جيدا فأخذ معه رجال من الشرطة متنكرين بلباس المدنيين وآخرين قد أحاطوا بالمكان وآخرين جلسوا يراقبون على غير بعيد من الموقع فدخل المساعد ومعه مجموع من الشباب بسيارات كبيرة لاستلام تلك البضاعة وجلس المساعد في المكتب مع التاجر يتحدثان بينما ذهب آخرون لتعبئة السيارات بالبضاعة وكانت الأمور طبيعية جدا والحركة كذلك فأنتهى الفريق من استلام الدفعة الأولى وذهبوا لتفريغ البضاعة في أحد الأماكن والمساعد لازال جالسا يتحدث مع التاجر وبعد ساعات رجعت السيارات للموقع مرة أخرى لتعبئة السيارات بالدفعة الثانية من البضاعة 

ولكن هذه المرة كانت السيارة مليئة برجال الشرطة الذين اختبأوا بداخلها فأخذ كل شخص مكانه المتفق عليه وأعطاهم مساعد المحقق الإشارة حتى هاجم رجال الشرطة ذلك الموقع بطريقة سريعة جدا وتم إلقاء القبض على كل من كان في ذلك الموقع وعلى رأسهم التاجر صاحب أكبر خلية لبيع المخدرات والممنوعات وتم نقلهم لمركز الشرطة فمتلأت السجون بهؤلاء المجرمين الذين دمروا حياة الكثيرين وضاع بسببهم آمال الآخرين..


ذهب حاتم لمركز الشرطة الذين استدعوه لأخذ أقواله في سبب انتحار أمه التي فارقت الحياة وهي في المستشفى، 

وهناك أعترف حاتم للمحقق بكل شيء فأخذ يقص عليه قصة أمه وسبب قتلها لأبيه فقال المحقق: سبحان الله صحيح عندما يقال رب ضارة نافعة، فنحن كنا نحقق في قضية قتل ومن خلال التحقيق اكتشفنا خلية كاملة تقوم بالمتاجرة بالمخدرات ولو لم تحدث جريمة القتل كنا لن نكتشف هذه الخلية المدمرة، فكلهم سيتم التحقيق معهم ومن ثم تحويلهم للجهات المختصة لينالوا عقابهم، ولكن يابني المحير في الأمر هو  أنني كنت أظن أن القاتل هو رجل أو امرأة بمساعدة رجل أو مجموعة من الأشخاص لسبب الكدمات والضرب الذي وجدناه في جسد القتيل ولكنني تفاجأت عندما قلت بأن أمك هي القاتلة،

 قال حاتم: ياسيدي سأخبرك ماقالته أمي بالضبط وكلامك صحيح فأمي قبل أن تموت أخبرتني بالشخص الذي ساعدها في الجريمة، 

قال المحقق: ومن يكون هذا؟ 

قال حاتم: أخوها محمد وتستطيع القبض عليه والتحقيق معه لكي يأخذ جزاءه ويجب أن يعاقب على ما ارتكبه في حق
جثة القتيل..


يجب علينا أن نزن النجاح بثمراته وليس بوسائله، وإن أردنا أن نبني حياة مليئة بالحب والسعادة يجب علينا الابتعاد عما حرمة الله وأن نكسب رزقنا بالحلال، فلقمة العيش البسيطة التي تكون من عرق حلال ومكسب حلال خير من لقمة زائده ورغيدة وكثيرة وهي من حرام، قبل أن تعمل فكر في مستقبل عائلتك ونفسك لأنك م حاسب من قبل مدبر الكون وواضع القوانين..

،،،، النهايــــــــة🔚
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية