لا زال التحقيق جاريا لاحظ المحقق الأرتباك الواضح على أم حاتم عندما سألها عن قريبها وقالت أنه مسافرا وسألها مرة أخرى كيف عرفت ذلك وأنت تقولين بأن علاقتك به شبه منعدمه
فقالت للمحقق: حقيقة كنت قد ذهبت إليه قبل فترة من الزمن من أجل أن يبحث عن وظيفة لأبني مازن في شركته المعروفة،
قال المحقق: وما هو المجال الذي تعمل به شركته؟ قالت أم حاتم: إنه يعمل في مجال صناعة الحبال بأنواعها، قال المحقق: وهل هذه الشركة باسمه أم هو مجرد مدير إدارة فقط؟
قالت أم حاتم: لا أعلم ولكنني أعرف أنه صاحبها ومنذ فترة من الزمان،
قال المحقق: وماذا قال لك هل وافق على أن يعمل ابنك مازن لديهم أم لا؟
قالت الأم: قال لي سأسافر وسأرجع وبعدها سنتحدث في هذا الموضوع، قال المحقق: إذن كيف يمكنني الوصول إليه؟
أريد التعرف على هذا الرجل العظيم، قالت أم حاتم: يا سيدي أنا لا أعرف وعندما ذهبت إليه مكثت الساعات الطوال حتى سمح لي بمقابلته، قال المحقق: لهذه الدرجة أعماله كثيرة حتى لا يسمح لأحد بأن يدخل عليه؟
قالت أم حاتم: رجل أعمال معرف في السوق ومن الطبيعي سيصعب على أي شخص مقابلته،
قال المحقق: وهل قابلتيه قبل وفاة أبو حاتم أم بعد الوفاة؟ قالت أم حاتم: قابلته قبل الوفاة وإلى الآن لم يتم الرد علي بموضوع الوظيفة التي طلبتها منه لابني مازن، قال المحقق: حسنا يا أم حاتم تستطيعين الذهاب الآن،
قالت أم حاتم: ولكن ياسيدي وماذا عن ابني مازن؟
قال المحقق: ابنك مازن لن يخرج من السجن وسيتم تحويل قضيته للمحكمة من أجل أخذ جزاءه لأنه دمر حياة الكثيرين، قالت أم حاتم وهي تبكي: لاحول ولاقوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل.
أمر المحقق رجاله ومسؤولي الأقسام بالاجتماع في مكتبه لأجل مناقشة موضوع القضية وتقديم اقتراحات مختلفة لتنفيذها من أجل الوصول إلى قائد هذه العصابة الذي تنكر للناس بأنه صاحب أكبر شركة لصناعة الحبال وفي الحقيقة هو صاحب أكبر وكر فساد لبيع المخدرات والممنوعات،
فمنهم من أقترح عليه بأن يداهموا تلك الشركة المزعومة ومنهم من اقترح عليه بأن يبحثوا عن منزله ويداهموا المنزل ويقبضوا عليه وشخص آخر قال له: يا سيدي سنرسل إليه أحد يتنكر ويزعم أنه صاحب شركة كبيرة ويريد أن يشتري ويوقع معه عقد شراء لبضاعة كبيرة وبعد توقيع العقود سيأتي الشخص المتنكر بعماله الذي هم في الأصل أفراد شرطة في شركته من أجل نقل تلك البضاعة ومنها سنقوم بتفتيش الشركة لنبحث عن المخدرات ومنها نوثق كل مانراه وبعدها سنأتي لننقل الدفعة الثانية من البضاعة وسنقوم بمحاصرة المكان ونمسك العصابة،(أخذ المحقق يفكر في الخطة) وقال: خطة جميلة جدا ويجب أن نوفر أكبر عدد ممكن من الأفراد،
وفي نفس الوقت يجب أن نبحث عن شخصية مناسبة من أجل القيام بشخصية التاجر ولديه الخبرة في توقيع العقودات وبهذا سنعرف القاتل ونمسك العصابة.
وفي هذا الأثناء ذهب حاتم لزيارة أخيه مازن في السجن والتحدث معه
فقال حاتم: لم فعلت هذا يا أخي وأنت صغير السن قد دمرت حياتك ومستقبلك،
قال مازن: وماذا تظنني أن أفعل إذا كان أبوك تاجرا للمخدرات لم يحمنا من هذه الحياة ولم يقدم لنا أي نصيحة ولم يخاف على مستقبلنا ولم يترك لنا أي شيء جميل كان كل همه جمع تلك الأموال الطائلة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع لأنها لا تراعي حرمات الأشخاص، واعلم يا أخي إذا كان رب البيت بالدف ضاربا.. فما شيمة أهل البيت إلا الرقص والطرب، فهل تظن أنني سأكون متدينا أو ملتزما، قال حاتم: على الأقل قم بإخباري لأجل إيجاد حلا مناسبا لهذه القضية سنحاول معا إقناع أبي على الابتعاد عن هذا الطريق،
قال مازن: وأمي؟
قال حاتم: وما بها أمي؟
قال مازن: هل ستقنعها بالابتعاد عن هذا الطريق؟ (هنا تفاجأ حاتم) وقال: مهلا يا أخي وهل أمي معكم في هذه الجريمة؟
قال مازن: اسكت لا يسمعك أحد، نعم أمي معنا واذهب وأنصحها بالابتعاد كي لا تسقط مثل سقوطنا فهذه فرصة لها من أجل التكفير عن ذنوبها،
قال حاتم: مازن أقسم بربك بأنك لا تعرف من هو القاتل، قال مازن: أعرفه ولن أتكلم وإذا تكلمت..(ثم يسكت)
قال حاتم: قل ماذا بك؟ قال مازن: إذا تكلمت وعرف القاتل بأنني من أخبر عنه سيهدم حياتكم وحياة أخواتي البنات و اذهب واحمي أمك قبل أن تسقط ولن أقول أي شيء فهي فرصة لها، (يذهب حاتم وهو مندهش مما سمعه من مازن).