✍ حاول المحقق جمع كل المعلومات التي يظن أنها ستوصلهم إلى القاتل بالإضافة إلى المعلومات التي حصل عليها عن طريق مازن فكان لابد أن يلجأ إلى قسم التحريات والأحوال المدنية وبعدها قام بالتحقيق مع العاملة لعله يحصل على معلومات أكثر، فقال لها: قولي كل ما تعرفينه عن القتيل،
قالت العاملة: كل ما أعرف عنه إنه إنسان حقير لا يحب إلا نفسه، قال المحقق: ولم؟
قالت العاملة: لم يتزوجني حبا أو من أجل الإنجاب كما كان يقول بل تزوجني من أجل استغلالي في بيع المخدرات فكنت أنا الضحية في كل صفقة بيع كان يرسلني في المقدمة وأنا في باديء الأمر كنت أخاف من ذلك ولكن في نهاية كل صفقة كنت أحصل على مبالغ كثيره أحلم بها طوال حياتي وأنا حالي كحال أي بشر يصيبني الجشع والطمع وبدأت أجمع هذه الثروة ولكن القدر كان ضدي حتى وجدوا أبا حاتم ميتا فلهذا قام مازن بالتصرف وذلك بإبعادي عن المنزل من أجل لا أفضح أمرنا،
قال المحقق: ولكن بحكم علاقتك القريبة بالقتيل أصبحت أنت المتهمة الأولى في قتلة، أو تعلمين من هم قاتلوه،
قالت العاملة: أنا لم أقتله لأنني في ذلك اليوم لم ألتقي به إلا في المنزل فنحن قمنا ببيع آخر دفعة قبل وفاتة بأسبوع تقريبا وبعدها توقفنا عن العمل وبقيت دفعة أخرى كانت عبارة عن طلب لأحد التجار ولكنهم أختلفوا على المبلغ وكل ما أعرفه أنه ذهب إليهم في آخر ليلة ولا أعلم ماذا حدث بعدها ووجدناه ميتا في المنزل،
قال المحقق: ولماذا لم تذهبي معه عند التاجر؟
قالت العاملة: كان عملي البيع فقط أما استلام الأموال المدفوعة أو المؤجلة فهي ليست من أعمالي فهي من أعمال مازن، قال المحقق: ومن يكون هذا الرجل؟ قالت العاملة: لا أعرف اسمه ولكنني أستطيع التعرف على شكله إن رأيته لأنني مجرد بائعة فكل أمور الاتفاق تتم عن طريق أبو حاتم وأنا دوري هو البيع ومازن القبض،
قال المحقق: وهل تظنين أن مازن هو القاتل؟ لأنه كان غير راض عن المبلغ الكبير الذي يعطيك إياه أبوه، قالت العاملة: لا أعلم، قال المحقق: كيف أستطيع الوصول إلى ذلك التاجر؟
قالت العاملة: لا أعلم فأنا كنت أذهب إليه بعد اتفاق بين التاجر وأبي حاتم ولكنني سمعت أبا حاتم ذات مره يقول بأن ثمة قرابة بين التاجر وزوجته أم حاتم وتستطيع أن تسألها، قال المحقق: وما شأن أم حاتم؟!😳
قالت العاملة: سمعت القتيل يذكر هذا ذات مره، قال المحقق: حسنا هل كانت بين مازن وأبيه أي مشاكل؟
قالت العاملة: كل المشاكل بينهم كانت هو عن تأخير استلام البضاعة أو الأموال يعني مشاكل سطحية،
قال المحقق: ولم سافر مازن إلى بلادكم قبل مقتل الأب بفترة قصيرة؟
قالت العاملة: كان يريد أن يأت ببضاعة جديدة ولكن الأمر لم يتم لأن ذلك التاجر الذي تبحثون عنه أفسد هذه الصفقة،
قال المحقق: وكيف ذلك؟ قالت العاملة: قام بدفع مبلغ أكبر من الذي دفعه أبو حاتم فاشترى كل البضاعة ورجع مازن خائبا من هناك،
قال المحقق: إذن نريد مساعدتك في الوصول إلى هذا التاجر وإلا ستكونين المتهمة في القتل، قالت العاملة: أنا لم أقتله وأنا على أتم الأستعداد لمساعدتكم، قال المحقق: سنفكر في طريقة للوصول إليهم وسنخبرك ماذا ستفعلين.
أمر المحقق أفراده بأن يذهبوا لاستدعاء أم حاتم وذلك من أجل التحقيق معها في القضية مرة أخرى، فلهذا جاء حاتم وأمه إلى المحقق فقال المحقق: يا أم حاتم هل كنت تعلمين أن زوجك القتيل تاجر مخدرات؟
قالت أم حاتم وفي وجهها علامات التعجب: ماذا تقول ياسيدي تاجر مخدرات؟ وكيف ذلك؟ فقال المحقق: وهل تعلمين أن ابنك مازن كان مساعدا له؟ وأن العاملة كانت شريكة لهم في هذه الجريمة؟
قال أم حاتم: ياسيدي مهلا مهلا لا أستطيع الاستيعاب ابني مازن كان تاجرا للمخدرات؟ قال المحقق: أيعقل يا أم حاتم أنك تعيشين مع رجل تاجر للمخدرات ولا تعلمين بذلك، وابنك فلذة قلبك مساعدا لأبيه وأنت أمه لا تعرفين؟
قالت أم حاتم: وكيف لي أن أعرف وهو حبيس تلك الغرفة ليل نهار؟
قال المحقق: ومازن؟ ألم يكن معك في منزلكم ولا تعرفين أنه دمر حياة الكثير من الناس؟ فالمخدرات آفة عافانا الله، (أخذت أم حاتم بالبكاء) وتقول: حسبنا الله ونعم الوكيل في لحظة خسرت زوجي وأبني،
قال المحقق: هل تعلمين صاحب هذا الاسم؟ (قرأت أم حاتم الاسم وسكتت قليلاً) وقالت: نعم أعرفه هو أحد أقربائي ولكن علاقتي به منقطعة منذ وقت طويل ولكن لم تسألني عنه؟
قال المحقق: نبحث عن طريقة من أجل الوصول إليه، قالت الأم: وما شأني أنا؟
قال المحقق: إذا كان أحد أقاربك نريد أن نتوصل إليه بأي طريقة، قالت الأم: إن هذا الرجل مسافر ولا أعلم متى سيرجع،
قال المحقق: وما أدراك أنه مسافرا وأنت تقولين بأن علاقتك به منعدمة؟ (هنا بدأت علامات الأرتباك والخوف ثم سكتت ولم تجيب على سؤال المحقق)..