الجزء 8
حابة اقول نقطة قبل ما نبتدى الفصل يا احلى فانز ، السيناريو القديم بتاع البطل اللى يتجوز واحدة غصب عنه و يكون شيطان بعد كدة يتعدل خلاص أصبح من ايام العصر الحجرى و اتكرر فى كتير من الروايات ، و ان كنت ذكرته قبل كدة ، ف ده كان بشروط معينة ، أصل يستحيل اخلى البطل بتاعى زانى! ، ما بحبش كدة أبدا أبدا ، أكيد الزانى ممكن ربنا يهديه ف يوم ، و لكن فى بنات صغيرين بيقروا و بياخدوا كلام الروايات قاعدة ، ما ينفعش ندخل فى عقولهم القرف ده يعنى!
و حابة أعرفكم سبب تاخيرى الفترة دى ، المشكلة ان فى ماسورة للماية عندنا اتفتحت و أصبحت الماية بتقطع بالأيام ، و سبحان الله الوقت اللى ابقى مفضياه للرواية الاقى الماية رجعت فاضطر أروح للمواعين و الغسيل و كدة ، انتو اكيد عارفين الماية ازاى عصب البيت ، ان شاء الله من الأسبوع الجاى هظبط مواعيدى اكتر من كدة ، آسفة تانى
((لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا))
اتجهت بخطوات متسارعة أقرب إلى الهرولة نحو إحدى غرف العمليات بعدما اعطتها موظفة الاستقبال رقمها ، تزدرد ريقها مع كل خطوة و قد وصل خوفها إلى منتناه بعد مكالمة وردتها أثارت الذعر باوصالها ، ما ان وصلت إلى بداية الطرقة الطويلة حيث تجدهما يقفان أمام الغرفة ناكسى رؤوسهم ، حتى هتفت و هى تسابق الخطى قائلة بقلق:
_ اى اللى حصل يا رزان؟
التفتت برأسها نحو مصدر الصوت لتكفكف دموعها بعشوائية و هى ترمق تلك الفتاة المقبلة عليها بسرعة حتى باتت أمامها مباشرة ، ارتمت فى أحضانها و قد عادت عبراتها الى الانهمار من جديد قائلة بجزع:
_ لما أكمل كان بيسوق فى الطريق طلعت لنا بنت ماعرفش منين خبطنا فيها ، و دلوقتى هى جوة العمليات ، انا خايفة اوى يا مها
شهقت مها بخفة كاتمة صوت ذعرها قدر المستطاع حتى لا تفقد رزان عقلها بعد كل هذا القلق ، نطقت مها بهدوء تحاول طمأنتها:
_ ماتخافيش يا حبيبتى أن شاء الله سليمة
ابتعدت عنها رزان ثم استدارت بوجهها نحو هذا الواقف بجانب الباب واضعا أحد يديه داخل جيبه يحدق فى الأرض بعبوس ، لوحت هيدى بأصابع الاتهام نحوه قائلة بلهجة ثائرة:
_ كله من سواقة البيه السريعة دى!
التفت نحوها و قد اكتسى وجهه بغلالة من الحدة حيث يرمقها بضيق قائلا:
_ ده طريق سريع يا ماما ، لو مامشيتش بسرعة ممكن عربية ورايا تخبطنى ، هى بس اللى ظهرت ادامى مرة واحدة زى الخازوق
قبل ان تنشب منازعة بين الطرفين سارعت مها باخمادها قائلة بزجر:
_ أكمل ، رزان ، جرالكو اى انتو الاتنين؟ ، حد يصدق انكوا كنتوا رايحين اسكندرية عشان تحتفلوا بعيد جوازكوا هناك؟
تشدقت رزان بسخط:
_ دى أول مرة نروح بالعربية ، قلت له نأخر الخروجة شوية لحد ما الهيليكوبتر تتصلح و نسافر بيها ، اهو عاجبك اللى حصل ده؟!
صفق يدا بأخرى باستهجان ثم نظر إليها قائلا بتهكم:
_ يعنى انا غلطتى انى ماحبيتش نفوت حفلة عيد جوازنا فى الساحل؟! ، ستات نكدية صحيح
تشدق بالأخيرة باستهزاء لتهم رزان بالرد و لكن سرعان ما علقت الكلمات بلسانها ما ان سمعت صوت صرير الباب والذى خرج عبره الطبيب و هو يزيح الكمامة عن فمه ، ليسرع إليه ثلاثتهم بلهفة حيث يبادر أكمل بسؤاله قائلا:
_ اى الأخبار يا دكتور؟ ، هى عاملة اى دلوقتى؟
أجابه بجدية:
_ الحمد لله خرجت من مرحلة الخطر بس كسر فى دراعها اليمين
تنهيدات عالية الصوت انبعثت من صدورهم شاكرين الله ، بينما استطرد الطبيب واجما:
_ لكن ماقدرناش ننقذ الجنين
جحظت العيون و انغغرت الأفواه و تعالت الشهقات من هول الصدمة و حدتها ، حيث وضعت رزان يدها على فمها بسرعة محاولة تكميم شهقتها التى رجت جسدها رعبا بعدما اقحموا فى هذه المشكلة _الغير منتهية على ما يبدو_ ، بينما شدت مها من قبضتها على ساعد رزان محاولة الشد من أزرها ، بينما يقول أكمل متسائلا بدهشة:
_ هى كانت حامل؟!
اماء الطبيب برأسه موافقا و هو يقول:
_ أيوة ، بس جنين ما يزيدش عن 12 يوم حتى ماحتاجش مجهود تفريغ
نطقت مها بصوت متردد:
_ طب طب امتا ممكن ندخلها
_ ياريت تستنوا لبكرة ، تكون اتنقلت أوضة عادية و فاقت كمان
أردف أكمل شاكرا:
_ شكرا جدا يا دكتور
ثم استرسل بنبرة ثاقبة:
_ و كمان شكرا عشان وافقتوا نتخطى مرحلة الأسئلة و البلاغ و الكلام ده
_ العفو يا أكمل بيه ، ماتقلقش خالص
ثم انصرف تاركا إياهم بين ذبذبات التوتر الهائمة حولهم حيث تصرخ رزان بهستيرية:
_ يا خبر أسود يا خبر اسود ، دى اكيد هتبلغ عننا بالاجهاض ده! ، هنعمل ايه فى المصيبة دى دلوقتيييى؟!
أمسك أكمل بكف زوجته بين أنامله محاولا بثها بعضا من ثباته و هو يقول مطمئنا:
_ ماتقلقيش يا رزان ، أن شاء الله نسكتها بقرشين و تروح لحالها
هتفت الاثنتان بصوت واحد:
_ ياااارب
_ شوفى الايميلات اللى جات لك اليومين اللى فاتوا و ابعتيهم لى
_ حاضر يا فندم
قالتها السكرتيرة و هى تبتعد إلى الخلف بطاعة ، ليعود أشرف إلى مطالعة الأوراق القابعة بين يديه بتركيز شديد لا يقطعه سوى صوت السكرتيرة الذى أتاه عبر اللاسلكى بجانبه قائلة:
_ فى واحد اسمه سيد بارود عايزك يا فندم
ألقى القلم من بين أنامله و هو يزفر بغضب قائلا بضيق:
_ و ده اى اللى جابه ده؟
قرب فمه من اللاسلكى قائلا بلهجة آمرة:
_ دخليه
بعد مرور ثوان دلف سيد إلى الغرفة دون استئذان ليصل غضب أشرف إلى ذروته حيث يهدر قائلا:
_ نعم ، مش خدت فلوسك خلاص؟ جيت ليه بقى؟
تجاهل سؤاله بسؤال آخر ناطقا بحدة:
_ وديتها فين؟
قطب حاجبيه قائلا:
_ هى مين؟
صرخ سيد بغضب:
_ زينة يا أشرف بيه ، يعنى مين؟!
اراح أشرف ظهره على الكرسى بمعالم جليدية و هو يقول ببرود:
_ و يهمك ف ايه تعرف مكان مراتى يا افندى؟
_ مابقتش مراتك خلاص ، و انا عايزها
وقف أشرف عن كرسيه ثم دار حول المكتب مقتربا من سيد الذى يرمقه بسخط ، امسكه أشرف من ياقته بعنف و هو يقول مستهجنا:
_ انت عبيط ياض؟ ، عايزنى اقولك مكان طليقتى ازاى يعنى؟ ، فاكرنى بريالة ولا اى؟
تشدق فى نفسه بسخرية:
_ لكن تخلينى اخدها ف حضنى لما كانت مراتك عادى صح؟
ما ان وصلت آثار همهمته المتهكمة إلى مسامع أشرف حتى هتف بحدة:
_ بتقول حاجة؟
عاد يكرر سؤاله بحزم:
_ قولى هى فين؟ احسن ليا و ليك
أجابه و هو يشير بسبابته نحو الباب زاجرا:
_ أمشى اطلع برة قبل ماجيب الأمن يطلعوك بمعرفتهم
لوى الثانى شدقه و هو ينظر نحو سبابته مستهزئا:
_ مش انت خلاص طلقتها؟ ، سيبهالى بقى متضايق ليه يعنى؟
بادله الاستهزاء مضاعفا و هو يقول بصلابة:
_ اهو متدايق و خلاص
ثم فتح الباب و أشار نحو الخارج و هو يرمقه بنصف عين قائلا:
_ و بعدين ده بدل ما تشوفلك حتة تستخبى فيها قبل ما أخوها يعتر عليك و يقتلك بتدور عليها؟! ، يالا سلام يا بابا
حدجه بعينين بركانيتين تشتعل غضبا ، ليخرج من الغرفة ثم يغمض عينيه بمقت بعدما سمع صوت إغلاق الباب بقوة ، ليكز على أسنانه قائلا فى نفسه بوعيد:
_ طيب يا أشرف ، أنت اللى اختارت
عاد يضغط على أزرار هاتفه ثم يضعه على أذنه و هو يزفر بنفاذ صبر ، حيث كرر الاتصال للكرة التى لا يذكر عددها دون رد ، و على خلاف السابقين أتاه الرد من صوت حسنى يقول بانزعاج:
_ ما هرجعش الا براس زينة يابوى ، ما تتصلش تانى بجى
هم ليغلق الخط و لكن بادر قاسم بقوله هاتفا بخشونة:
_ مرتك سجطت يا حسنى
اتسعت عيناه بدهشة و شلت أطرافه عن الحركة بحيث لم يستطع إيقاف الخط حتى! ، بالكاد حرك لسانه كى يتأكد مما سمع قائلا بصوت ملجلج:
_ إنت ، إنت بتجول اى يابوى؟
تنهد قاسم بتعب قبل ان يجيب ناهرا:
_ ماشاالله عليك دكر ملو هدومك ، يدك اتعودت تطول على مرتك اللى كانت تستمنالك الرضا ترضى ، و انت عملت ايه غير انك تضربها و ما تسمعش صراخها اللى هد البيت ، و فى الآخر تطلع حبلة بالواد اللى مستنيه بجالك ست سنين! ، الواد اللى خليت بت عمك تفكر انها أرض بور عشان ما جابتهوش ، و انا و انت عارفين كويس جوى ان انت اللى تعبان و بتاخد الدوا و مخبيين عشان منظرك جدام الناس ، كانت زى البلسم يتحط عالجرح يطيب ، كانت تحت رجلك و انت عملت إيه غير انك حرمتها من أغلى حاجة بتتمناها ، و جتلت ولدك بيدك! ، ما هجولكش عاود
ثم لامس الزجاج الذى ينظر عبره إلى نجاة المستلقية على السرير و هى تكفكف دموعها بحسرة ، مردفا بوجوم:
_ لكن مش عشان انى شيخ الجبيلة يبجى مش هحكم باللى تريده بت اخوى! ، ربنا معاك يا ولدى
ثم أغلق الهاتف تاركا حسنى الذى و للمرة الأولى بحياته تنهار حصونه الجامدة و تفر عبراته الساخنة ، أخذ يمسحها بأنامله سريعا خشية أن يراها المارين بينما يصرخ قلبه بقهر بعدما تكبد من عناء الأدوية خفية حتى يفقد طفله بهذه السهولة!
بينما على الصعيد الآخر كانت توجد نجاة التى تورمت عيناها من شدة البكاء ، ترثى طفلها الصغير الذى لم تعلم بوجوده مسبقا كى تحترس قبل المخاطرة بالدخول فى جدال مع حسنى ، تبكى بحرقة و صوت مكتوم ، تمسح عبراتها المنهمرة بغزارة آملة ان تجف لحظة! ، تشعر بأنها فقدت أمانها و ثقتها بالحياة عند هذه المحطة ، تشعر بأن حياتها صارت خواء! ، فقدت الأب و الأم لتجارى رياح التيار ، و لكنها فقدت أيضا الابنة الحنون حينما فشلت فى منع حسنى لقتلها ، كما فقدت طفل رحمها الذى لم يتمم الشهرين بسبب خوفها على زينة و إيثار حياتها على نفسها! ، باتت الآن أسيرة الخذلان ، باتت الآن صديقة الآلام! ، فهل من فرج قريب؟ ، ام ستبقى بلا راحة حتى يجف الدم بالوريد؟!
((كتب عليكم القتال و هو خير لكم و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى ان تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون))
استوقف ذهنها مع هذه الآية التى تتلى على التلفاز حيث لامست أعماق قلبها ، و كأنها مبعوثة برسالة لها خصيصا فى هذا اليوم الصعب النسيان! ، اغمضت عينيها بألم و قد عادت إلى ذهنها بقايا ذكرى هذا المشهد الأليم حينما تلقت صفعتها الأولى بالحياة ، حينما باغتتها مقصلة الخداع على حين غرة ، ليختنق جيدها بحبال المكر و المصلحة ، و أتى الإنقاذ فى اللحظة الأخيرة حينما فقدت جنينها الصغير! ، فعلى الرغم من كون الأم لا تستطيع تحمل هكذا موقف و أقرب مثال على ذلك حزن نجاة ، و لكن كان ذلك الخير كما ذكر كتابنا العزيز ، فكيف كانت لتتصرف لو اكتملت حياة هذا الصغير برحمها و يخرج و يعانى مرارة الحياة حينما يكون مهددا دوما بالأخطار؟! ، كما سيكون ابن هذا النجس الذى سمح و بحفاوة بأن يلمس آخر جسد زوجته؟! ، كان الخير لئلا تجد رابطا واهيا يربطهما من جديد
اجفلت ما ان سمعت صوت طرقات خفيفة على الباب لتنظر إلى الباب المغلق قائلة:
_ ادخل
دلف كل من أكمل و هو يحمل باقة من الورود بين يديه و كذلك رزان التى كانت تزين ابتسامة مشرقة صدغها ، اقترب أكمل حتى ناولها باقة الورود و هو يقول بابتسامة متأملة:
_ الف حمد الله على السلامة
استقبلت الباقة بيسراها و هى تبادله الابتسامة المجاملة قائلة:
_ الله يسلمك
اقتربت رزان من الناحية الأخرى على السرير قائلة:
_ انتى اسمك ايه؟
_ زينة
تلمست رزان وجنة زينة الرقيقة قائلة بإعجاب:
_ الله زينة و انتى زينة
_ تسلمى
كانت اجاباتها مقطبة إلى الحد الذى لحظ فيه الاثنان الحزن الكامن بصوتها ليحمحم أكمل ثم يقول معتذرا:
_ إحم ، انا آسف جدا يا مدام على اللى حصل ، لولا سواقتى ماكنتيش فقدتى ابنك ، اتمنى تسامحينى و بلاش الاتجاه للبلاغات و كدة ، و اللى انتى عايزاه هتاخديه
اشاحت زينة بوجهها إلى الجهة الاخرى محاولة كبح عبراتها عن الخروج بعد ذكره لفقيدها الصغير ، ابتلعت غصتها و هى تقول بجمود:
_ لا أنت ماغلطتش يا استاذ ، انى اللى ماكنتش شايفة
ثم أطلقت تنهيدة طويلة محملة بالآلام و أكملت بجليدية:
_ و بعدين انى لا عايزة بلاغ ولا حاجة ، بس أخرج من اهنه على خير
ربتت رزان على عضدها قائلة بتساؤل:
_ انتى فين أهلك و احنا نوصلك ليهم ف أسرع وقت
هنا لم تستطع السيطرة على دموعها التى تجاهد للخروج من المحابس ، لتنخرط فى بكاء مرير تعلوه الحسرة حيث تقول رزان بقلق:
_ مالك حبيبتى؟ ، فى اى بس؟
التفتت إليها زينة بجمود قائلة بنشيج:
_ أهلى لو كلمتيهم هياجوا ياخدونى عالمجابر عدل
شهقت رزان بصدمة و قد ازدادت نبضاتها أضعافا إشارة إلى الفزغ الذى اعتمر اوصالها من جديد بينما يتساءل أكمل بفضول تغلفه الدهشة:
_ ليه بس؟
ثم فتئ مستنتجا:
_ باين وراكى سر كبير ، احكى مالك؟
أطلقت تنهيدة أخرى أكثر حرارة من سابقتها ثم استرسلت تقص ما صار و الألم ينخر باوصالها ، تنطق بلسان مرتجف يكاد لا يتحرك بعد هول المصيبة و قوتها ، حينما فرغت التفتت الى أعين الموجودين و التى كانت _كما توقعت_ مشدوهة غير مصدقة الى جانب كونها خائفة ، وقف أكمل ثم قال بنبرة ثابتة:
_ ماتخافيش يا زينة احنا معاكى ، و هتقضى فترة علاجك معانا
أمسكت مها بفنجان الشاى الموضوع على الطاولة المزخرفة أمامها و قربته من فمها كى ترتشف عينة منه قبل ان تعيده مجددا ثم تلفتت إلى أخيها قائلة بثقة:
_ علفكرة بقى ، انا مش مصدقة حكاية ان جوزها صورها و بعد كدة طلقها و الكلام ده خااالص ، انا متأكدة انها كانت عشيقة لسياسى كبير و لما اكتشف انها حامل و هتبدا تبتز مركزه قال يخلص منها و دلوقتى هى بتدور على ملجأ يحميها ، و انت يا أكمل فتحت لها بيتك بكل بساطة كدة؟!
أخذت رزان تقلب السكر بفنجان الشاى الخاص بها و هى تحدج أكمل بعينين حادتين تؤنبه بينما قال أكمل بثقة أكبر:
_ كل كلامك غلط ف غلط ، أولا لهجتها صعيدى ، و فى الصعيد موضوع ان الاهل يدوروا على بنتهم بعد ما تغلط حقيقى ، إلى جانب انها باين عليها صغيرة اوى مش بتاعة تجارب سابقة ، و حملها زى ما قال الدكتور ما يزيدش عن 12 يوم يعنى السياسى ده مالحقش يعرف ، و يأكد على كدة دهشتها اول ما سمعت بأنها سقطت ، لأنها مكانتش تعرف انها حامل اصلا ، و بعدين نفرض انها عشيقة السياسى و طلعت حامل و هتبتز مركزه زى ما بتقولى ، يبقى كان ساعتها ماتت بالكامل و شاف روحها بتطلع أدام عينه عشان يتأكد انه فى السليم ، مش يسيبها تعرف تقف على رجليها و تهرب من الصحرا بسهولة
هنا ألقت رزان الملعقة من بين اناملها بعصبية و هى تهتف:
_ قوم انت بقى تستضيفها هنا عشان لو أخوها ده شم خبر انها هنا يقتلها و يقتلنا كلنا!
التفت نحوها ثم تحدث بجدية:
_ مش كفاية اتكسر دراعها و خسرت ابنها بسببنا ، قوم نسيبها بسهولة كدة؟ ، خليها تقعد فترة العلاج و مش هنخرجها خالص لحد ما تتشفى بعد كدة تاخد قرشين و تروح لحالها
همت مها لتبدى اعتراضها و تزيد من إلقاء البنزين على نيران هذا الجو المتأججة ، و لكن يوقفها أكمل بقوله حاسما:
_ خلاص يا مها ده آخر كلام عندى ، زينة هتيجى هنا بكرة الصبح