الجزء 17
الفصل السابع عشر:
_ سمعت انك هتخطب ، مبروك يا ولدى
نطق بها ناصر و هو يريح ظهره على كرسى مكتبه بينما يمسك بهاتفه الملامس لأذنه حيث يأتيه رد أشرف مجاملا:
_ الله يبارك فيك يا عمي
استطرد ناصر بنبرة يملؤها الشك:
_ بس ما جلتليش انك بتدور على عروسة يعنى!
مط شفتيه بغضب مكتوم فهو يعلم جيدا أنه سيسأل بهذا الشأن ، ليردف بهدوء:
_ فضلت ييجى سنة من بعد الطلاق و انا مترهبن عن كل الستات ، بس لقيت ان العمر بيعدي و كل الثروة دى مالهاش وريث ، عشان كدة وافقت اتجوز تاني
أجابه ناصر مؤيدا:
_ ده الصوح يا ولدي ، ربنا معاك
غير أشرف مجرى الحديث متسائلا:
_ إلا قولى صحيح ، حسنى لقى زينة؟
زفر ناصر بحزن قبل ان يقول مع غصة علقت بحلقه:
_ حسنى اتجتل يا ولدي
جحظت عينا أشرف و انفغر فاهه بعد ما وصل إلى مسمعه توا حيث يقول مستنكرا:
_ إنت بتقول اى؟ ، حسنى مات؟!
قال ناصر بنبرة واجمة:
_ إيوة بجاله شهور ، و جاسم لحد دلوك بيفكر يبعت حد من عيال عمها عشان يلاجيها ، بس مستنى يفض الطار الاول
تشدق أشرف بحزن مصطنع:
_ البقاء لله ، ربنا يرحمه
دلفت ميرا إلى داخل الغرفة و بيدها صينية كوب من عصير البرتقال تقول بمرح:
_ أخبار التمرين....
توقفت عن الاسترسال ما ان وقعت عيناها على زينة المستلقية أرضا بتعب و قد توقفت عن التمرين ، وضعت الصينية على الكومود و هى تقول باستنكار:
_ مش معقولة يا زينة! ، سايبة البرنامج شغال و مابتتمرنيش ليه؟!
نهضت زينة حتى صارت جالسة و هى تستند على الأرض بباطن كفها قائلة بشكوى:
_ مش جادرة يا ميرا ، تمرين الضغط ده صعب جوي جوي
جلست ميرا بجانبها أرضا و هى تقول نافية:
_ لأ مش جوي جوي ، اسمها اوى اوى ، قولى اوى كدة
امتثلت لأمرها ثم بدأت فى الضغط على أسنانها و هى تنطق للمرة الأولى كلمة من ثلاث حروف بلهجة أخرى متلعثمة:
_ أ أوى
صفقت ميرا بيديها عاليا و هى تقول بإعجاب:
_ شطووورة ، يبقى من هنا و رايح ، نغير الحروف خااالص ، عشان هتتكلمى بلغة القاهرة
_ و اى لازمة ده؟!
اجابتها ببساطة:
_ لإنه لازم يحسوا إنك زيهم ف كل حاجة ، لو طلعتى لهجتك الصعيدية دي هيفتروكى بنت بسيطة سهل يتضحك عليكي ، تمام؟
_ تمام
همت ميرا لتقف و هى تقول آمرة:
_ كويس أوى ، كفاية كدة تمرين و جهزي نفسك عشان هنعمل شوبينج و تشتري لبس جديد تروحي بيه الشركة
و بالفعل امتثلت زينة للذهاب إلى مركز التسوق ، حيث فكرة التبضع لشراء ملابس جديدة هي حتما فكرة ممتازة خاصة و قد مضت عقد امتلاك شركة العقارات بالأمس مع عمار الذى نفذ اتفاقه دون مماطلة ، تشعر بالغرابة لكونهما يعاملانها بهذه الطريقة الودودة و كثيرا ما يساورها الشك بكون هناك مصلحة وراء ما يجرى ، إلا أن عقلها كثيرا ما يطمئنها حيث لم تعد تملك شيئا آخر يستحق الخسارة ، فما أصعب من الذهاب إلى دارها و الموت بسلاح أخيها القاسي ، لا و ألف لا ، بل عليها المحاربة لآخر أنفاسها لاستعادة حقوقها المسلوبة قسرا ، و بينما تسير خلف ميرا التي تتجه نحو قسم السيدات ، اصطدمت بامرأة تمسك حقيبتين من الملابس فأوقعتهم ، هتفت زينة بسرعة:
_ أنى آسفة جوي جوي
التفتت إليها السيدة محدقة فيها من رأسها إلى أخمص قدميها ثم زمجرت بغضب:
_ أى اللى انتى عملتيه ده يا حيوانة؟
خفتت نبرتها و هى تقول معتذرة:
_ جلت آسفة
توقفت ميرا للحظات ما ان جذب انتباهها صوت صراخ السيدة هناك ، لتستدير كي تطمئن على زينة ، و لكن سرعان ما تتسع عيناها ما ان ترى زينة التى تنكس برأسها أمام تلك المتعالية على مرأى المركز كله ، هرولت نحوهما بخطى متسارعة كي تجذب ذراع زينة و تقف أمامها هادرة بغضب:
_ خلاص يا هانم قالت آسفة ، عايزة اى تاني؟!
شدت زينة على رداء ميرا مختبئة خلفها و هى تكبح عبراتها عن الخروج بينما تكمل السيدة و هى تنظر إلى الملابس الواقعة أرضا باحتجاج:
_ إنتى عارفة الهدوم اللى وقعتها تسوى كام؟
ماثلتها ميرا تقول مهددة:
_ و عارفة إنتى لو ما سكتيش هخليكي تسوي كام؟
لحقتهم مديرة المركز التى قالت بسرعة:
_ خلاص يا جماعة معلش فضوا خناق ، شيلى الحاجات اللى عالارض و بدليهم يا رنا
ثم التفتت إلى ميرا قائلة:
_ اتفضلى جوة يا هانم
حدجتها ميرا بنظرات بركانية قبل ان تمسك بكف زينة و تجرها خلفها نحو ركن السيدات ، و هناك ابتاعوا أكثر من عشرين نوعا من التصميمات المختلفة الألوان و الخامات منها ما هو مغلق و منها ما هو مفتوح بعض الشئ بما يتطلبه لزي سيدة أعمال مستقبلية شأن زينة
و لم يتوقف الأمر بالنسبة إلى الشراء و تجربة التعامل مع العالم الخارجى و إنما كان الجزء الأصعب حينما بدأت بتجربة هذه الأزياء الجديدة ، حيث لا تحسن ارتداء الملابس الحديثة على النحو الصحيح ، كما فقدت توازنها و وقعت أرضا لعدد لا يحصى من المرات و هى تحاول تجربة المشى بالأحذية ذات الكعب العالى
_ اى يا زينة اللى بتعمليه ده؟! ماشية متوترة كدة ليه؟
قالتها ميرا بنبرة مستهجنة بينما جلست زينة أرضا ثم أخذت تنزع الحذاء البنى عن قدمها و هى تقول بضجر:
_ خلاص تعبت بجالى عشرين (20) مرة مش نافع ، سيبنا من الكعب ده
ردعتها ميرا بإمساك يدها و هى تقول بإصرار:
_ أن شالله تجربي مية (100) مرة ، المهم تعرفى تمشى ، مش هسيبك الا اما تتعلمي
تنهدت زينة و هى تقول بتعب:
_ ده باين له مرار طافح
_ ده اسمه آيلاينر
_ آيراينر!
أغمضت ميرا عينيها للحظات قبل ان تحدق بزينة ثم تعاود قولها:
_ آيلاينر يا ماما ، آيلاينر
قالت زينة بتساؤل:
_ و ده بيعمل اى ده؟
_ انطقي إسمه عدل الأول بعد كدة أقولك تستخدميه إزاى
ما لبثت أن أنهت كلمتها حتى سمعت طرقات الباب لتلتفت إليه ثم تقول آمرة:
_ أفتح
دلفت الخادمة بعدما فتحت الباب و هى تقول بتهذيب:
_ البنات وصلوا يا هانم
_ دخليهم
قالتها ميرا بهدوء بينما ترمقها زينة بدهشة ، ما ان عادت تلتفت إليها حتى قالت باستنكار:
_ بتبصيلي كدة ليه؟
أجابت سؤالها بسؤال:
_ بنات مين دول؟
_ هتعرفي دلوقتي
افسحت الخادمة المجال لدخول عدد من الفتيات ذوات العمر العشريني و القوام الممشوق و الشعر المصفف بأشكال مختلفة ، تنقلن بصرها بين زينة التى تنظر إليهن بفم منغغر و بين ميرا حتى قالت إحداهن موجهة حديثها إلى ميرا باحترام:
_ هي دي البنت اللي هنشتغل معاها يا هانم؟
اماءت ميرا برأسها قائلة:
_ أيوة ، دى حاليا أصبحت مالكة شركة كبيرة للعقارات ، عايزاكوا تغيروها بالكامل بالجلسات بالماسكات بكل حاجة ، معاكم لحد بعد بكرة
_ أمرك يا هانم
ظلت تتبعه الى حيث يتوجه بخطوات حذرة خشية أن تقع و هى ترتدى هذا الكعب العالي ، بانبهار ارتسم على معالمها ترمق ما حولها غير مصدقة بكون هذه ستصبح شركتها و عليها تطويرها! ، باتت وخزات القلق قلما تراودها ، حيث بقاء ميرا كل هذه الفترة تساعدها و تعمل على تغييرها جذريا من الألف إلى الياء كان حافزا لأن تغير فكرة كون الجميع ذئاب ، فكما يوجد الذئب يوجد الحمل ، و كما لدغتها النيران فى أوقات ضعفها ، وجدت الآن دواء جروحها على هيئة ميرا و خطيبها عمار ، كما تشق طريقها بحثا عن الكيروسين الذى ستقتص به من أعدائها الغادرين! ، ولجت داخل غرفة المكتب التي تعد بحجم شقة كاملة ، تحمل من الأثاث و التحف ما لم تر قبلا ، كيف لا يعلو الإعجاب شدقيها و هى التي ترى شركة للمرة الأولى و ما يشع الإعجاب بهجة هو كون هذه الشركة الشاهقة تخصها فقط ، حتى و إن كانت بالدين مؤقتا ، و لكنها حتما أصبحت تعرف الطريق لسداد ثمنها بكل سهولة! ، ترأست كرسي المكتب و أخذت تتفحصه بابتسامة واسعة بينما جلس عمار مقابلها و هو يمسك بالأوراق قائلا:
_ يالا بينا نبدأ الشغل علطول يا زينة
مالت بجذعها قليلا و هى تستند بكلا مرفقيها على سطح المكتب قائلة بقلق:
_ هو شغل الشركة ده سهل حد يتعلمه؟
لوى فمه سخرية قبل ان يقول بضحك:
_ الشغل ده عايز سنييين ، كل يوم تلاقى نفسك بتتعلمي أكتر ، بس يا ستي إحنا ف ضهرك و أي حاجة تحتاجيها معاكي ، المهم دلوقتي تعالي ناخد البدايات إللى لازم تعرفيهم عشان ماتحسيش انك تايهة
أسندت وجهها على باطن كفها و هى تقول بتساؤل:
_ زى اى؟
اجابها بعملية:
_ زي المناقصة مثلا ، زي الكساد ، زي صفقات الاستيراد لخامات الأسمنت ، كمان لازم تفهمى ازاى تفتحى ميل و تاخدي رسايل و تردي عليها مع شركات عربية و أجنبية
أشارت بيدها و هى تقول بنبرة مشتتة:
_ لا واحدة واحدة اكده و فهمني ، و هفهم علطول صدجني
_ طب تمام ، اسمعى
ثم بدأ يسترسل فى شرح بدايات المصطلحات و ما تكون فى أمس الحاجة إليه للتعامل مع أبسط الأمور ، متدرجا من اليسير إلى الشديد فالأشد ، بينزا تستمع إليه زينة بإنصات محاولة ألا تهرب كلمة عن انتباهها و ساعد بذلك كونها تصارع الزمن لاسترداد حقوقها من جديد ، فلا مجال لضياع الوقت في التعلم بل لابد من التطرق سريعا إلى التنفيذ
وقفت عن السرير بسرعة و معالم البهجة بادية على وجهها حيث تقول مؤيدة بإعجاب:
_ شطورة يا زينة ، عرفنا تعملي التسريحة بشكل حلو أوى ، كمان حلو الميكب الهادي اللى حطيتيه ، ممتازة
أخذت زينة تدور حول نفسها أمام المرآة ، تحدق بهيئتها بزهو ، ثم تتوقف و تقول و هى ترمق انعكاس ميرا بالمرآة قائلة بامتنان:
_ شكرا جوي جوي يا ميرا ، ماتحرمش منك يا رب
اقتربت ميرا منها حتى صارت خلفها ، ثم ربتت على ساعدها و هى تقول بنبرة ذات مغزى:
_ بس فى حاجات في شخصيتك لازم تتغير يا زينة
التفت بجسدها لتواجه ميرا بمعالم مندهشة بينما تكمل ميرا موضحة:
_ إنتى باينة طيبة اوى اوى يا زينة ، معدنك نضيف من جوة و ده خلى ناس كتير تستغل النقطة دي زي أشرف و أكمل
نظرت إليها مطولا تحاول تأمل كلماتها التى تفيض حزنا على الرغم من كونها مدح بنقاء معدنها ، إلا أنه اتضح نقمة بباطن نعمة على ما يبدو فى زمن خطير كهذا ، أكملت ميرا بلهجة ناصحة أقرب إلى الأمر:
_ بلاش تشكري كتير فى العالم ده ، كلمة ميرسي كفاية ، كمان بلاش تعتذري كتير كفاية كلمة سوري ، عشان غلطة زي اللى حصلت فى الشوبينج فى اليوم ده كانت كفاية تخلى الهانم دي تشتمك ، لازم تبيني إنك شديدة قوية متكبرة ، مش أى كلمة تهزك ، لازم تبانى تقيلة يا سيدة الأعمال
توقفت للحظات سامحة لرئتيها لالتقاط المزيد من الهواء بينما تتفحص معالم زينة التي انقلبت إلى الحيرة ، حيث تسالها مستفهمة بشئ من الرجاء:
_ ازاي ابجى تجيلة؟ ، فهميني!
وقفت إلى جانبها ثم أخذت تتلمس ذقنها و ذراعيها و هى تقول:
_ راسك يبقى مرفوع ، وشك فاضي من أى ضحكة ، لو فى حاجة عجبتك ابتسامة صغيرة خالص ماتبينيش انبهارك ، كمان تيجي بقى للمشية ، بصي ادامك وسعي صدرك و ما تكشيش ، و لو حد سألك يبقى تدي إجابة مختصرة على أد ما تقدري
و مرت الأيام متتابعة حتى وصلت لتكمل الأسابيع و زينة باتت تنال من المعرفة بشؤون العالم الجديد بكل يوم اضعافا عن ما يليه ، بدلت طريقة مشيتها و تخلت عن بشاشة ابتسامتها و غيرت تسريحة شعرها و تصميم ازيائها كما و أخيرا لهجتها!
كان ثلاثتهم يلتفون حول المائدة ، حيث قدم عمار مع زينة بعزيمة من ميرا التي كانت مهتمة كثيرا لمعرفة مدى التقدم الذي أحرزته بشأن العمل التجاري ، عن طريق التحدث مع عمار بهذا الأمر ، حيث قال عمار قبل ان يدخل قطعة اللحم المعلقة برأس الشوكة داخل فمه:
_ عايزك تطمني يا ميرا ، زينة ما شاء الله بنت مجتهدة ، أى نعم كان سنها صغير أوى و قلت ان تعليمها فى المواضيع دي هيبقى صعب جدا ممكن ياخد سنين ، لكن هي مركزة و بتفهم المعلومة بسرعة و مابتنساش ، اكدتلى كلمة التعلم فى الصغر كالنقش على الحجر
و لأن زينة اختبرت حرارة مشاعر الغيرة قبلا حينما كانت تبدو جلية على وجه رزان المحتقنة دماؤه باستمرار ، إلا أنها لم تجد أيا منها مع ميرا التى كانت ترمقها بإعجاب شديد قائلة بفخر:
_ برافو عليكي يا زينة ، اثبتي جدارتك باين عليكي
_ إلا أثبتت ده النهاردة جه موظف طالب سلفة من الشركة عشان مراته عايزة تعمل عملية ، و كنت تموت ف جلدي أحسن تديله علطول ، لكن قالت له بكل هدوء:
_ هات شهادة مرضية تثبت الحالة اللى باعتها و إسم المستشفى عشان نتأكد من صحة وجودها بعدين اديلك
أنهت زينة مضغ قطعة الطعام التى كانت بين أسنانها ثم ابتلعتها و قالت موافقة:
_ أيوة مانت اللى قلت لى من اول يوم ، مافيش مليم يدخل الشركة او يخرج من الشركة إلا اما ابقى عارفة أصله و فصله كويس ، و معنى ان مرته مريضة و عايزة عملية يبقى أكيد فى أوراق تثبت ، ده بتوع مدرسة الثانوي كانوا بيعملوا كدة معانا عشان الغياب
فتئت ميرا تقول بنبرة صادقة:
_ لا بجد جامدة ، excellent (ممتازة) يا زينة
قالت زينة و هى تزيح خصلتها الى الخلف بنبرة ممتنة لا تفقد كبريائها:
_ ده لولا تعليمكم يا ميرا انتى و عمار ، thanks (شكرا) يا قلبى
و بينما يتجاذبون أطراف الحديث بشأن الشركة و التطور الذى آلت إليه زينة و أفكارها قاطعتهم رنة جرس الهاتف ، ليتوقف ثلاثتهم ثم يميل عمار برأسه منتبها الى مصدر الصوت ليجد الخادمة تغلق الباب و هى تحمل بيدها ظرفا بلون بنى فاتح ، اقتربت به منهم و هى تقول:
_ الظرف ده جه من البوسطة يا هانم
مد عمار يده ثم تحدث نيابة عن ميرا آمرا:
_ هاتيه
اقتربت به ثم مدته إليه ليشير إليها بالذهاب بينما ترمقه ميرا بغيظ بعدما أخذ رسالة خاصة بمنزلها دون استئذان حتى! ، بينما يفتح عمار الظرف دون النظر إليها ، يتفحص ما بحوزته من أوراق لتتهلل اساريره سعادة مشرقة و هو يقول بسرور:
_ خبر يخصك يا زينة مبروووووك
التفتت إليه زينة و هى تحدق فيه بنظرة مقطبة ثاقبة بينما يقول هو بحبور:
_ معايا دلوقتى ، شهادة وفاة زينة مشاري و بطاقة مدام فجر النجدي