من المؤلم أن تكتب عن كل ما يجول في خاطرك: أفراح، أحزان، أوجاع، مشاعر، قصص حب وغدر، ندم وظلم، ولا تجد أحداً يكتب عنك أو حتى يتذكر وجودك بكلمة واحدة، بحرف أو بنقطة. من المؤلم أن تضحك ضحكةً عالية، تصل رنتها إلى سابع سماء، بينما قلبك يبكي في صمت، صرخة مكتومة تصل إلى أعماق الأرض.
مرت الأيام وأنا أتصرف وكأن شيئاً لم يحدث. لم أرد لأحد أن يراني حزينة، فارتديت قناع السعادة. لم أرد أن يظهر حزني على وجهي، لم أرد أن يراني أحد ضعيفة. كنت أكتم كل شيء في قلبي حفاظاً على كرامتي. لا أريد لأحد أن يراني محطمة بسبب تهديدات الفتيات في المدرسة.
اللقاء المفاجئ مع العم
في يوم، وبينما كنت أتحدث مع صديقتي وأضحك، جاء نائب المدير وناداني فجأة. كنت في حيرة مما قد يريده مني.
نائب المدير: "يارا، تعالي."
يارا: "نعم، أستاذ؟"
نائب المدير: "عمك يريد التحدث معك."
ارتعش قلبي فور سماع تلك الكلمات، وسألت: "ماذا يريد عمي مني؟"
نائب المدير: "تعالي معي وستعرفين كل شيء."
ذهبت معه، وعندما دخلت المكتب، رأيت عمي جالساً هناك. بادر عمي بالقول لنائب المدير: "أغلق الباب، لا أريد أن يدخل علينا أحد."
خرج نائب المدير وأغلق الباب. شعرت بأن هناك شيئاً خطيراً قد حدث. الأفكار كانت تتلاطم في رأسي. سألت عمي: "لماذا لم تأتِ لتحدثني في البيت؟ لماذا جئت هنا؟"
نظر إلي نظرة باردة اقشعر لها بدني وقال: "لا أريد لأحد أن يسمع حديثنا، لذلك أتيت لأكلمك على انفراد."
الظلم والاتهام
سألت عمي مرة أخرى: "ما الذي حصل؟"
رد بنبرة غاضبة: "أنتِ قولي لي، لماذا فعلتِ هذا؟"
تملكني الذهول: "ماذا تقصد؟ لم أفهم."
قال لي: "ما قصتكِ مع ذاك الشاب؟ لماذا فعلتِ هذا؟ كنت أظنكِ فتاة عاقلة وواعية، لكنك خيبتِ ظني."
تجمدت أفكاري، ولم أستطع أن أصدق ما سمعته. كانت صدمة. تمالكت نفسي وقلت: "عمي، لم أفعل شيئاً، صدقني."
عمي: "لا تنكري، أنا أعرف كل شيء."
يارا: "كيف صدقتَ كلام الناس؟ لماذا لا تثق بي؟"
عمي: "كنت واثقاً بك، أما الآن فلا."
حاولت الدفاع عن نفسي: "فتيات المدرسة يكرهنني، لذلك اخترعن أشياء لم أفعلها."
لكن عمي لم يتراجع وقال: "لا تبرري أفعالك، لدي مصادر موثوقة. لم أتوقع أن تكون خلف هذه الملامح البريئة فتاة وقحة إلى هذا الحد."
لم أستطع سماع المزيد. انهرت تماماً وبدأت بالبكاء. كيف له أن يصدق ما قيل عني ويتهمني بأشياء لم أفعلها؟ لماذا الناس تظلم دائماً من لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟
خرج عمي من المكتب، وقال لنائب المدير: "نادِ صديقة يارا لتجلب لها حقيبتها."
نهاية الصمت
كانت دموعي تتساقط بلا توقف، ولم أكن قادرة على السيطرة على مشاعري. جاءت صديقتي "نور" وأحضرت لي حقيبتي. عندما رأتني في هذه الحالة، انصدمت وسألت عمي: "ما الذي حدث؟ لماذا يارا تبكي؟ هل العائلة بخير؟"
رد عمي ببرود: "الأمر خاص بها."
أخذت حقيبتي وخرجت من المدرسة. مسحت دموعي وحاولت استعادة قواي المنهارة من الصدمة. عند وصولنا إلى البيت، سلم عمي على أبي وقال: "لا داعي أن تضرب يارا، فهي لن تكرر فعلتها وستصحح أخطائها."
كانت تلك الكلمات كسكين آخر في قلبي. كيف لعمي ألا يثق بي إلى هذه الدرجة؟ كيف له أن يظن أنني فعلت شيئاً خاطئاً؟ مرت سنوات على هذا الموقف، لكن كلماته لا تزال ترن في أذني. تغيرت نظرتي له من ذلك الحين.