الفصل الاول

( آمين ..)
رددها الجميع لتتوجه الانظار صوبه ليخفض بصره ببعض خجل يزوره لاول مرة منذ وقف علي مشارف الرجولة ..
مباركات باصوات متداخلة وزغاريد تطغي علي المكان واحتضان من عاصم كان بأمس الحاجة اليه ! وكيف لا وهو الاخ والاب بآن واحد
- لاافهم كيف وافقتهم علي عدم اقامة عرس كبير لقد كنت .. قاطعه ايهم بهمس مؤكدا له انه وافق احتراما لرغبتهم ومراعاة لظروفهم المادية
 

يراها تتقدم نحوه تتوسط خالتها وزوجها تتبعهم نسوة يرددن اغاني شعبية شهيرة
خطواتها مرتبكة وهو يتفهم ذلك فلم تتح لهم الفرصة للتعارف سوى مرتان الاولي بحضور خالتها والثانية لم تبادله فيها سوي بضع كلمات ..
 

لما لاترفعين راسك ؟ سألها ليردف
الطريق طويل للعاصمة لذا انسي توترك وتحدثي لاتجعليني اشعر بالنعاس وانا اقود ..
- ماذا اقول ؟ سألته بهمس
- اي شيء تحدثي عنك او اسأليني
- تحدث انت ..
- طيب ..قالها ليجذب يدها
لاتفزعي هكذا ساعلمك القيادة فقط ..قالها ليراقب انفعالاتها كم تبدو له بريئة جدا !
هل هذا شيء جيد تسائل ! ربما هو جيد له كرجل متطرف نحو امرأته بالتأكيد فكر في سره ليركز علي الطريق محاورا اياها من وقت لاخر ببضع احاديث ..


هل انتهيتي ؟؟
سألها بتذمر فهي تقف منذ دقائق تتفحص بعينيها مزهرية ركنت بجانب الممر لايدري متي وضعت اصلا لابد ان ماجدة من جلبتها
- اه ..انتهيت ..همست بها لتسير بجانبه داخل بيته الذي سيكون بيتها ومع الخاطرة الاخيرة ابتسمت ليرمقها بتعجب !
- هذا المطبخ اسمعي لم اشتري الا الضروريات الباقي سنشتريه علي فترات تعرفين الامر حصل سريعا ..
- لابأس ..قالتها وهي تنظر باعجاب لتصميمه لطالما حلمت بالعيش فالمدينة تشعر بان كل مافيها في تجدد بعكس قريتها التي لاتزال تصاميم بيوتها كما عرفتها منذ ولادتها ..
- قمر !
- ها ..مماذا
- ساخذ حماما وابدل ملابسي اكملي جولتك البيت بيتك ..قالها غامزا لها ليضحك من منظرها
لن يستعجلها بشيء سيمنحها وقتها لتعتاد المنزل وتعتاده قبل اي تقارب فسنوات عمرها العشرون لاتبدو ظاهرة عليها يشعر بها كطفلة فالرابعة عشر !
 

واخيرا هذه غرفته ! غرفتي ! غرفتنا همست بها بفرح وهي تدخلها وكيف لا وهي احبته منذ جاء بزيارتهم قبل عام ليسوي موضوعا يخص الارث ! لكنه لم يلاحظها في حينها لتتفاجئ بمجيئه ثانية مع اخوه الاكبر يطلبونها للزواج !
اي حظ جميل هذا بل اي دعوة صادقة تلك التي استجيبت لها ..
- لازلتي بثيابك ؟ سألها وهو يفتح باب الحمام فجاة
- سأبدلها ..همست بها وهي تتخطاه بسرعة لتدخل الحمام وتغلقه خلفها !
 

قمر ! انتي بخير ؟ سألها بقلق فقد مضي نصف ساعة علي دخولها
- بخير ..اجابته بصوت مبحوح
- اذا ماذا ! لما لاتخرجين
- انا ..لم ادخل بثياب معي ..
- كيف ! سألها ليتبعها بضحكة مشاكسة
( يمكنني المساعدة ..اين هي في اي الحقائب ؟
- الزرقاء ..
- تمام انتظري
ينظر للقطع بعدم فهم ليعود لسؤالها
( اي قطعة تريدين ؟
- لايهم ..
- حسنا افتحي هاهي . قالها وهو يتفحصها بيده كانت عبارة عن منامة طويلة باكمام واسعة !
لابأس ياايهم لتعتاد عليك اولا ..
 

صباحا ..
- منذ متي وانتي مستيقظة ؟ سألها وهو يجلس بغرفة المعيشة بعد ان استيقظ ولم يجدها ..
- منذ السادسة ..
- لما العجلة ! اقصد لاعمل لديك يمكننك ان تنامي براحتك
- لم اعتد علي النوم صباحا خالتي توقظني فجرا لنصلي وبعدها نحضر الخبز اللازم للافطار
- الخبز هنا جاهز اذا لاداعي لاستيقاظك ..قالها بفتور متسائلا كيف سيوصل لها الفكرة
( ان لم تكوني نعسانة ايقظيني لكن لاتغادري تمام !
- ولما اوقظك ! سألته بعدم فهم
- ستعرفين بوقتها والان لنري ماذا حضرتي للافطار قالها لتنفرج اساريرها بحماس ظاهر وهي تجلب الاطباق لترصها امامه !
 

هاتف المنزل يرن ! ماذا افعل هل ارد ام لايجوز ؟
ربما كان هو يتصل من المتجر لسؤالي عن امر ما ؟
حسمت ترددها لتفتح الخط
- ايهم ..اين انت يارجل ساعة لترد ..
- هو خرج سيعود بعد قليل ..همست بها باحراج
- اه اهلا قمر انا عاصم كيف حالك ؟
- بخير الحمدلله كيف حالك وحال الاهل ..سألته وقد خف حرجها
- كلهم بخير خذي هذه ماجدة تود السلام عليك .
- مبارك ياعروسنا والله كان بودي ان احضر لكن عاصم لم يقبل ..اجل لم تقبل لاتنكر الان
- لابأس اتفهم ظروفك كيف حال الصغيران
- بخير سآتي معهما عصرا لاسلم عليك
- اهلا بك بأي وقت ..
 

زوجة اخوه تبدو طيبة وهذا مطمئن فكرت لتضع الهاتف وتجلس بملل
لم تعتد علي الجلوس دون عمل منزلي وهذا البيت لاينقصه شيء !
 

اتصل عاصم وانا اجبت لاني فكرت انه قد يكون انت و..
- لامشكلة وضعته بالبيت كي نجيب عليه كلانا
- اه
- قمر ..انسي حياتك ببيت خالتك فيبدو انك كنت تعيشين بتحفظ وافهمي ان هذا بيتك اتفقنا
- اتفقنا ..قالتها تبتسم بود ليتأملها .
جميلة لاينكر وهادئة تصلح ان تكون فتاة احلامه لكنها ليست فتاة افكاره !
وماالفرق ياايهم ! تسائل في سره
يعترف بأن افكاره غريبة تمني بها زوجة تكون راقصته الخاصة وعشيقته السرية !
لقد كف جوارحه عن كل حرام بمجهود يحسد عليه وكان يختزل كل مشهد عف عنه ليرسمه بخياله مع زوجته المستقبلية !
لكن قمر ! فكر وهو ينظرها اليها وهي تجلس بعيدا عنه بلبسها المتحفظ وشعرها المثبت باحكام !
استغفر ربه مرات ليقف مخاطبا لها
- اذا هيا لتتجهزي قبل وصول ماجدة فانت عروس ..
- تمام قالتها بارتباك لتتجه لغرفتهما ..
....

يراقبها كيف تتحدث باريحية مع ماجدة وكانها تعرفها منذ الازل وتلاعب الصغير معاذ لتثير غيرة اخته هند
ابهرته بلبسها وعطرها الذي لم تضع منه شيئا البارحة !
لكن لابأس يعرف بانها تخجل منه ..
قطع افكاره صوت هند المزعج وهي تطلب من امها ان تضع لها قناة الاطفال
- لن افعل ..اجابها وهو يشير لجهاز التحكم بيده لتجلس الطفلة بهدوء قرب امها ليفعل معاذ المثل وكأنهم لم يلاحظو دخوله سوا الان !
- لاتستغربي فالصغيران يهابان عمهما جدا ..همست بها ماجدة لقمر
- لما ؟ هل يضربهم ؟ سالتها باستنكار
- لا لم يفعل ابدا لكن تكفي نظراته فاليعينك الله فقط
- تقصدين انه صعب ؟
- امزح فقط مابك ..قالتها ماجدة وهي تلاحظ انفعالها لتغير مجرى الحديث
- سأعطيك اسبوع فقط وبعدها ستدخلين معنا فالجمعية النسائية لاتقلقي ليست جمعية نحن فقط مجموعة نلتقي كل نهاية اسبوع فالمنتزه لنرفه عن نفسنا
- لااحب التجمعات ..همست بها قمر
- ستحبينها حين تختنقين بجدران المنزل ..اجابتها ماجدة ليقطع صوت ايهم حديثهما الخاص قائلا
- تأخر الوقت ماجدة هيا لاوصلكم
- تمام هيا قالتها وهي تقف ليفعل الاطفال المثل


لما طلبت منها الانصراف ؟ سألته قمر بعتاب بعد عودته
- لاعليك هي معتادة علي طبعي كما انني لو تركت لها المجال ستبيت هنا
- تبدو طيبة
- اجل هي كأخت لي لطالما عاملتني هكذا منذ مجيئها لكنها كثيرة الكلام والتدخل لذا لا تسمحي لها فأنا احب الخصوصية لبيتي
-طيب قالتها ليطالعها بنظرات مستغربة
- تتزينين لها وتلبسين لي هذا ! قالها مشيرا لمنامتها الواسعة
- هي ضيفة و..
- اعتبريني ضيف ..قالها محاولا التقرب منها
- لااتبرج للرجال
- الرجال !! لكني لست رجلا
او اقصد رجلا طبعا لكني محرم لك ..قالها بنفاذ صبر
- اعرف
- تعرفين ماذا !
- انك صرت محرم لي
- واذا ! سالها لتشيح بوجهها عنه
( الصبر ياايهم انها بنت عمك اليتيمة لاتضغط عليها )
كان ذاك صوت الضمير الذي يود لو يقتله الان !
 

بعد اسبوعان
اهلا بالعريس .. قالها مهدي بحماس فور رؤيته لأيهم يدخل المكتب
- كيف العمل بغيابي ؟
- عاصم لايرحم ..اظن المعني وصلك قالها مهدي ليضحك ايهم مؤكدا انه وصله حرفيا
- كيف وجدت الزواج ؟
- جيد الحمدلله اين غسان ؟.
- سيأتي بعد قليل ..قالها مهدي ليعود لاوراقه فأيهم كعادته لن يتحدث باموره الخاصة رغم صداقتهم التي تجاوزت الخمس سنوات ..


احضر الغداء ! قالتها قمر لماجدة وهي تحمل الهاتف معها للمطبخ
- انتي عروس متي ستتدللين بالله عليك ! اتصلي به ليحضر اكل جاهز معه
- لما التكلفة !
- ياقمر ياحبيبتي ايهم لايهتم بالتكاليف اسأليني انا ليت عاصم كان مثله
- لااحب اكل المطاعم ..قالتها قمر علها تسكتها
- ليس هذا الغرض من طلبك ..الغرض هو ان تعوديه علي ان لديك طلبات وهكذا
- تمام سأفكر
- فكري حبيبتي انا اقول لمصلحتك فقط اسمعي اخرجي واشتري ماتحبين لن تتكرر التجربة والا سيعتاد علي طبيعتك اللامتطلبة هذه
- طيب ..
 

هل تفعل ماقالت ماجدة ؟ هي اكبر منها وتعرف اكثر فكرت بحيرة لتتصل به
...
- اهلا قمري هل اشتقت لي ! سألها بهمس
- اكيد واريد اخبارك بأمر
- ماهو ؟ سالها بقلق
- انا كنت متعبة فلم
- مابك ؟؟
- تعب عادي فقط لكني لم احضر الغداء و
- لايهم الغداء ارتاحي فقط سأحضره معي ..


- انتي بخير ؟ سألها ماان دخل المنزل لتشعر بتأنيب ضميرها لقد جعلته يقلق في اول يوم عمل له بعد اجازته
- بخير اسفة لاني اقلقتك و
- اجلسي فقط ..تعرفين فكرت فالطريق ..قد تكونين حامل ؟ قالها وهو يجلسها بهدوء
- لا ليس هذا هو مجرد كسل فقط
- سنجري اختبارا غدا لنتأكد قالها بحماس لينصرف لتبديل ثيابه مؤكدا عليها ان لاتتحرك
- ياالهي ! همست بها بصدمة
 

- اجل اخبرته واحضر الغداء ..
- وماذا ايضا احكي هل دللك لاتنكري فنصائحي اثبتت مفعولها مع الكثيرات
- يظن اني حامل ! همست بها قمر بخجل لتطلق ماجدة صيحة فرح تبعتها ضحكات
- ايهم المجنون يريد كل شيء بسرعة لكن اسمعي لابأس دعيه يظن ذلك لن تخسري شيئا وستكسبين اياما لن تتكرر اسأليني انا
- هل اخي عاصم يعاملك بجفاء ؟؟ سألتها قمر بتردد
- كلهم يتحولون لذاك الكائن الصامت المتجافي بعد فترة من الزواج لذا اخبرك لتعيشي فترتك قبل ان تتحسري عليها
- اصلح الله لك الحال ..قالتها قمر لتغلق الخط وكلمات ماجدة تتردد بذهنها مع صور لحياة خالتها البائسة مع زوجها


-ايهم فرحت لك كثيرا ..قالها عاصم ماان فتح ايهم الخط
- ادام الله فرحك اخي لكن ماالمناسبة ؟ سأله ايهم
بحيرة
- بسبب احتمال حمل قمر اعرف انك لم تتأكد بعد لكن مجرد الاحتمال يجعلني افرح تعرف اننا منذ وفاة والدينا وليس لنا الا بعض والان ساري اطفالك ياالهي ..قالها عاصم بصوت مختنق ليغلق الخط بتأثر ..

- ماالامر ؟ سألته قمر وهي تراه ينظر بغضب للهاتف بيده منذ انتهاء محادثته ..
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية