الفصل السادس

"احترقت !!"
ظلت ترددها بحزن لينظر اليها بقنوط ..متى ستفهم ان قيمتها لديه ليست مرتبطة باعمال المنزل !

- ليست مهمة قمر اخبرتك الف مرة لذا اتركي مابيدك وتعالي لنبدأ دروسك التعليمة على الحاسوب ...

- طيب قالتها وهي تتخلص منها بحسرة لتتجه اليه ..


"غبية جدا !" قالها وهو يهز رأسه بيأس لتعبس بغضب

- حسنا غبية قليلا ..قالها بلطف

- انت لاتعرف الشرح ماذنبي انا !

- تمام اخبريني الان ماذا فهمتي من هذه الشاشة ؟. سألها وهو يشير لشاشة الحاسوب امامه

- هذه ..قالتها وهي تفتحها بالسهم لينفجر ضاحكاقبل ان يهتف :

- يالهي ياقمر لااصدق بأنك بعد كل هذا الشرح لم تعرفي الا فائدة سلة المهملات ..

- عرفت الكثير لاتنكر انت فقط لاتعترف بذكائي قالتها تتحرك بالسهم على الشاشة لتثبت له هاتفة به ان يكف عن الضحك منها لتشاركه به اخيرا ..


"بعد عدة ايام ..

مابك ؟ سألته وهي تلاحظ انه لايزال مستيقظا لوقت متاخر

- لاشي قمري لما صحوتي هل ..

- انا بخير فقط تقلبت ولم اجدك ..تبدو قلقا منذ عودتك ماالامر

- مشكلة بالعمل ! او لنقل انها تسببت بأزمة لي

- واخي عاصم الايعلم بها !

- لا ..سأحاول ايجاد حل لها

- أخبره قد يساعدك ..قالتها تحاول ابداء الرأي لتردف

"انا لااتدخل انا فقط اقصد هو مجرد رائي"

- سأرى في الامر انتي لاتقلقي ..اجابها منتظرا منها النهوض لكن يبدو انها لاتنوي تركه قبل فهم الامر لذا أردف :

( قمت بإستلاف مبلغ ليساعدني بتجهيز المنزل تعرفين باني كنت اعيش مع اخي سابقا ،،واستأجرت هذا البيت وقمت بتجهيزه لوحدي رفضت مساعدة اخي واخبرته بأنني امتلك مبلغا بحسابي ،، اعتمدت على صفقة كنت واثقا اننا سنكسبها وستكون لي حصة كبيرة بها ،،لكننا خسرناها وميعاد دفع السلفة اقترب ! باقي ايام فقط وهم لايتهاونون بالتأخير

- لما لا تستلف من عاصم ؟ وتسدد له لاحقا

- لديه مايكفيه من المصاريف لاينقصه مشاكلي..ثم ياذكية ان كنت اريد ذلك كنت فعلته من البداية

- وماذا ستفعل ؟

- سأجد حلا !

- وان لم تستطع الدفع في الميعاد ؟؟؟

- لااريد التفكير بهذا الان وانتي ايضا لاتفكري هيا للنوم هيا ..قالها وهو يدفعها امامه لايجب ان يعرضها للقلق ليس جيدا لها بهذه الظروف ..



-ماجدة هل يمكن ان تمري بي عصرا ان لم تكوني مشغولة ؟

- بالطبع أمر حبيبتي ،، لم نلتقي من فترة انتي لاتأتين وانا اشعر ان أيهم لايرحب بي !

- لاتقولي هذا هو فقط هكذا دائما !

- هكذا ! قالتها ماجدة وهي تعقد حاحبيها لتضحك مؤكدة على قمر انها ستمر عليها لاحقا..



-اشعر بأنك تريدين التحدث بأمر ما ! هيا اسمعك ؟

- في الحقيقة اود ان تحدثي اخي عاصم بشأن قطعة الارض التي بقيت من ميراثي

- مابها ؟

- أريد بيعها

- بيعها ! لكن لما ؟ اقصد دعيها للزمن ياقمر لااحد يعرف ماتخبئه الايام

- اخبريه فقط واكدي عليه أن يسرع

- ألن تخبريني ماالامر ! لايبدو ان لأيهم علم بالامر ؟

- لا ليس لديه ولا أريد ان يعلم حاليا على الأقل رجاء

- خالتك ؟ تحتاج مالا ! .. قالتها ماجدة لتصمت قمر

( تمام سأخبر عاصم واتصل بك ،، قالتها ماجدة وهي تفكر بإن الأمر لامحال له علاقة بخالتها تلك ..


- هو إرثها ولايمكنني الرفض او التدخل ياماجدة ..

- لكنها صغيرة ولاتعي شيئا ستفرط به لأجل خالتها التي لم تهتم حتى بالسماح لها بإكمال تعليمها واكتفت بجعلها خادمة لها ولبناتها

- اسكتي ماجدة ماهذا الكلام ..نهرها عاصم بقوة

- هي الحقيقة لقد تقصيت عن حياتها حين عرضت على ايهم فكرة الزواج بها ،، واخبرتك بوقتها لكنك اتهمتني بالمبالغة وتتبع الشائعات

- ليس هذا موضوعنا الان ! المهم انني لن استطيع التصرف من وراء ايهم بهكذا أمر

- لكنها أوصتني !

- لايهم ماقالته سأحدث تخي ونرى مانفعله ..



"أيهم ..قمر حدثت ماجدة بانها ترغب ببيع قطعة الارض خاصتها لمساعدة خالتها لااعرف تفاصيل الامر لكني لااستطيع التصرف دون ابلاغك .."

( قمر ! والارض ! عما يتحدث هذا ! ومتى حدثت ماجدة ..كيف لم تخبره )

اردف عاصم وكأنه قرأ افكاره ..

- في الواقع هي طلبت ان لانخبرك الابعد ان تتم البيعة ..اظن انها تخجل من كون خالتها تمر بظروف وهكذا

- ولم تخجل منكم وهي تخبركم ؟ اجابه ايهم وهو لايزال يحاول استيعاب الأمر

- انت زوجها وقد تفكر بمساعدة خالتها وهي لاتريد ان تضع عليك حملا زائدا ..هذا مافهمته من ماجدة

- لابأس تصرف انت فأنت الوكيل بكل الأحوال ولاتخبرها انني قد علمت .. قالها ايهم لينصرف لمكتبه ،، يشعر بغرابة الامر !

هل نضجت اخيرا لتتصرف لوحدها بأمور يكاد يجزم انها لاتفقه عنها شيئا !

تتجاوزه مجددا وتدخل الغير بامورهم !
لكن مهلا هذه أمورها وليست امورهم !

لن يسالها عن شيء ان كانت تراه بعيدا فليبقي بعيدا



ينظر للمغلف الذي وضعته امامه على الطاولة حيث يقضي معظم لياليه متجنبا لها منذ ليال الا من احاديث عامة متحججا بضغط العمل

كان ينتظر منها ان تتحدث عن الامر لكنها لم تفعل ! واكتفت بالإنسحاب ايضا ..

- ماهذا ؟ سألها وهو ينقل بصره بينها وبين المغلف ..

- افتحه .. قالتها وهي تجلس بقربه

- نقود الارض ! قالها بتهكم وهو يغلقه لتومئ له بالايجاب فهي تشعر بأنه قد علم لكنها آثرت السكوت كي لايسألها التفاصيل

- والمطلوب ؟ أن أرسلها لخالتك مثلا ! الايستطيع عاصم ان يفعل ام انك تودين ان تسلميها يد بيد وتحتاجين سائقا لايصالك !!

- ليست لها ..قالتها لينظر اليها بتساؤل

( لك ) ..لتسدد تلك السلفة ..

- كيف !! همس بها بذهول ليقف بغضب ..

- لذا لم اخبرك ! لاجل هذا ..قالتها تشير الي ملامحه الغاضبة

- غدا صباحا سافتح لك حسابا وتضعين به المبلغ ولااريد نقاشا اخر بالأمر

- لكن ..

- قمر ..هتف بها بانفعال لتركض باتجاه غرفتهم ..



يطالع المغلف بغضب ،، كيف فكرت ؟ هل سيأخذ نصيبها ! هل تزوجها ليزيدها ام لينقصها !!

مجرد الفكرة تجعله يثور ! ان لم تكن يتيمة ربما كان فكر ولو قليلا لكن بظروفها تلك مستحيل ان يقبل ..



"سأمر عليك عند العاشرة لنذهب للمصرف ..قالها قبل ان يغادر لعمله

.. يرفض مساعدتي له ! كيف سأقنعه ؟ لن يستطيع تسديد الدين انا اعرف وقد يسجن ! ياالهي لااستطيع البقاء يوما واحدا بدونه ،، عليا التصرف قبل فوات الاوان فموعد التسديد في الغد !



لايصدق انها فعلتها واخبرت عاصم بضائقته المالية ليثور عليه كما لم يفعل من قبل !

يراقب عاصم وهو يسدد المبلغ من نقود قمر ! دون ان يسمح له بحق الاعتراض مكتفيا بأخذ توقعيه علي ايصال امانة بقيمة المبلغ ليسدده لقمر متى ماتمكن من ذلك !



- هذا النوع نادر هل تعرف ان كانت حصلت معي اراهن ان نجاة ستستمتع برؤيتي اقضي ايامي في السجن !!!

-لا انا اختلف عنك فأمل كانت ستبكي وتخبرني انها ستنتظرني دون ان تدفع قرشا واحدا لاجلي ..قالها مهدي وهو يقهقه

- دائما مااتأكد بأن اهل القرى معدنهم اكثر اصالة ..

- معك حق غسان ...



هل اصبح الان الزوج الذي تفتديه زوجته بإرثها !

اي قهر يشعر به !

لما لاينظر للامر بطرق اخرى ؟ كطريقة عاصم مثلا !

( زوجتك إمراة اصيلة تقف معك في الشدة عليك ان تقدر لها هذا بدل أن تخاصمها )

واخبرتهم بخصامه لها ايضا !

اااه ..تنهيدة اطلقها ليتهاوي على مقعد سيارته بعد ان تراجعت خطواته عن المكتب عقب سماعه لتضحيات زوجته المصون ..

كم يشتاق لحياته الاولي ..عالمه المنظم الذي يعرف كل ركن فيه ..عالمه الذي لايدخله غيره ..



لما ستسافر ؟ سألته بأعين دامعة

- رحلةعمل .. اجابها باقتضاب

- يستطيع اخي عاصم إرسال غيرك ماجدة اخبرتني انك من صممت على السفر !

- دعيها تخبرك لما صممت اذا !

- انت غاضب مني اعرف منذ موضوع الارض تغيرت معي اعتذرت لك عشرات المرات لكنك لاتتخطى الأمر فماذا افعل اكثر !!

- لاشيء ..صدقا لاتفعلي شيء الخطأ مني وليس منك ربما ..لايجب ان تكوني كما اريد ... لن تستطعي تغيير ماتربيت عليه لعشرين سنة مضت ، انا فقط احتاج هذه الرحلة لأفكر بهدوء ..قالها ليمسك كتفيها مردفا :

( اعتذر ان كنت آلمتك بابتعادي لكنه الافضل حاليا ،، اهتمي بنفسك وبطفلنا ..ولست غاضب منك اكررها كي لاتفكري بي وتنسي نفسك ..

- لااريدك ان تذهب ..سابقى بمنزل اخيك وماجدة تسأل كثيرا هل ستغامر بوضعي معها بمكان واحد !

قالتها بخوف عله يغير رأيه ويبقي ..

- لم يعد مهم ! الباب مفتوح والكل قد دخل ..

- لم افهم !

- ولن تفهمي ....هيا لأوصلك قبل ان اتأخر



إعدادات القراءة


لون الخلفية