يقلب القنوات امامه بشرود عله يجد مايشغله بعد ان تمكن بمجهود يحسد عليه من السيطرة على غضبه ليخبرها بأنها مشاكل تخص العمل ....
يحدث نفسه انها ربما حكت لماجدة بسبب قلقها من الحمل وهذا شيء طبيعي لمثلها، ربما لم يكن عليه الحديث عنه بوقت مبكر .. أقنع نفسه بهذا متذكرا حديث عاصم له يومها حين عرض عليه الزواج بها ليكفلها فلايستحسن عاصم فكرة سكنها مع خالتها منذ البداية لكنه لايملك صلاحية التدخل وانتظر حتى تجاوزت الثامنة عشر ليسلمها إرثها ويقنع اخاه بالزواج بها
( قمر ياأيهم ..وصية والدنا لنا لذا ستحافظ عليها وستتفهم بانها عاشت بظروف صعبة ...)
"قمر ..ياقمر ؟"
- آتية ..هتفت بها لتخرج اليه مسرعة
- لما تركضين ! سألها ليعقد حاجبيه بضيق مردفا
"ثم اسمعي ليس ضروري ان تاتي فور ان اناديك انتي لاتشتغلين عندي تمام !"
- ماذا كنت تريد ؟
- ملف كنت وضعته هنا البارحة لااجده !
- لم ألمسه ! هتفت بها باندفاع
- اخبرك لتساعديني في البحث ليس اكثر فأنا انسى كثيرا ..
- حاضر ..همست بها لتبدأ بالتفتيش بتوتر تحت نظراته وافكاره تاخذه الي ان الامر اصعب مما تخيل فهذه الفتاة تبدو معقدة من عدة نواحي ..
- لابأس دعيه الان وتعالي لنتحدث قليلا ..قالها وهو يسحبها معه لاقرب مقعد ..
( .. حدثيني عن حياتك ،، عن خالتك مثلا ؟)
- خالتي تحبني كثيرا .. قالتها بتأكيد.
- اعرف لااشكك بهذا لذا اهدئي نحن نتحدث فقط ،، وماذا عن ابنتيها ؟
- مريم طيبة تكبرني بثلاث سنوات كنت انام بقربها منذ مجيئي لهم لكنها تزوجت منذ سنة ونسيتني .." همست بكلمتها الأخيرة بحزن
- لم تنساك هي فقط ستكون انشغلت بحياتها الجديدة كما ستفعلين انتي
- لا ..كانت تأتي لزيارتنا لكنها لاتتباسط معي بل لاتحدثني من الاساس رغم اني لم افعل لها شيئا ..قالتها تغالب دموعها
- ليست مهمة من نسينا ننساه تمام لااريدك ضعيفة لااحب المراة الضعيفة
- هل تحبني ؟ سألته ليشد من احتضانها مؤكدا لها رغم انه لايعرف ماهية مشاعره بعد نحوها لكنها مزيج من اعجاب ورغبة واحساس بالحماية يتضاعف كلما اقترب منها اكثر ..
- والبقية ؟ سألها ليحاول الفهم اكثر
- حسناء اصغر مني باربع سنوات تزعجني باستمرار وتفتتش باغراضي و ..
- و ماذا ؟
- لاشيء .. الآن سأتفقد الطعام فاليوم اجازتك واعددت لك اصناف مختلفة
قالتها لتهرب الى مطبخها تاركة اياه يعيد التفكير بكل ما ذكرته ...
"هذه اول مرة تزوريني فيها بقدر سعادتي بقدر ماانا عاتبة عليك كيف لاتخبريني قبلها كنت حضرت لك .."قاطعتها قمر قائلة
- لهذا بالذات لم اخبرك لااحب الرسميات دعينا لانتعامل بها اختي ماجدة
- تمام والان اخبريني لما لم ينزل ايهم معك لنسلم عليه لم نعد نراه" سألتها بفضول
- لااعرف اوصلني وذهب
- كيف اموركم؟
- الحمدلله جيدة
- ادامها الله جيدة ايهم رجل شهم لاتفرطي به ..
- احاول جهدي ..ماجدة اود سؤالك عن شيء
- اسألي حبيبتي ؟
- هل من اللائق ان نحكي للزوج عن مشاكلنا مع اهلنا ام انها امور لاتخصه ؟
- برائي ليس لائقا لانه قد يغير نظرته لهم وبالتالي سيقل احترامه لهم
- تمام فهمت
- ايهم يسألك ؟
- لا انا فقط كنت ساحكي له
- جيد انك لم تفعلي ..والان تعالي لاريك باقي المنزل
......
- ايهم ؟
- ماذا ياعمري ..
- اريد ان اخبرك بأمرين وانت ستوافق علي احدهما هذا شرطي .قالتها تستحضر كلمات ماجدة
(( ..اطلبي منه الاثنان وبما ان السوار غالي سيوافق على مجيئك للمنتزه غدا لاعرفك على بقية المجموعة...))
- ولما لا اخبره بالمنتزه مباشرة ؟؟
- لان أيهم يكره التجمعات النسائية ظهر ذلك لي في المرات التي اوصلني فيها بطلب من عاصم )))
قطع افكارها صوته المحبب لقلبها
- قولي لارى ..قالها وهو يبتسم لها كم يفرح حين تبادر بالاقتراب منه حتى ان كان لأمور تخصها
- هناك سوار رايته عند ماجدة اعجبني لو تشتري لي مثله همست بها بخفوت لتكمل برجاء اعلى ..او لتوصلني غدا عصرا للمنتزه العائلي ،، ماجدة وبعض صديقاتها سيأتين وانا مللت من الجلوس بالمنزل ..
- وانتي اي منهما تفضلين ؟
- الثاني ..قالتها بسرعة
- وانا سأحقق لك الاثنان معا ..
- حقا ! اعني السوار ليس مهم انا فقط ..
- هسسس قلت الاثنان وكفى ..
- انا احبك كثيرا
- لم اقتنع اقنعيني اكثر كي اصدقها ..همس لها بها لتمسك يده بخجل تاركة له المبادرة ككل مرة
- عند السابعة سأكون هنا بأذن الله وساتصل بك لتخرجي مع ماجدة والاولاد سأخبر عاصم ان لايتعب نفسه
- تمام قالتها تعدل من حجابها لتخرج بهدوء
...
نحن هنا ..هتفت بها ماجدة لتتقدم قمر باتجاههم
- هذه عروس العائلة الجميلة قالتهاماجدة لتردف
"وهذه امل زوجها مهدي صديق ايهم وهذه نجاة زوجها غسان صديق الجميع قالتها لتضحك نجاة
- اهلا بكم ..قالتها قمر لتنضم الى جلستهن
"ياامل ياغبية ان لم تلعبي معي وتشاكسيه سيمل منك ويلتصق بهاتفه اكثر ..قالتها ماجدة بحنق
- حاولت لكنه يسميها تصرفات صبيانية لاتليق ! قالتها امل بغيظ
- سيعتاد المهم ان تشغلي وقته لان الهاتف سيبعده عنك اكثر ولاتضمنين من سيحادث عليه مجددا
- تمام سلمتي ماجدة ساستمر قالتها امل لتلتفت لقمر متسائلة
' وكيف امور عروستنا الجديدة ؟؟
- الحمدلله تمتمت بها قمر بخجل لتعود بافكارها حول ماكانو يتحدثون به ! هي لا تشاكس ايهم ولاتضحك معه هل سيمل منها ويحدث احداهن في الهاتف !!!!
- كيف كانت جلستكم ؟ سألها ايهم بتهكم حال دخولهم البيت بعد ان اوصلو ماجدة والاولاد
- لذيذة ..
- ماذا ! ماهذا الوصف قولي جيدة او سيئة فقط
- اقول مااشعر به مادخلك انت قالتها تشاكسه لتتسع عيناه بفرح ..هذه نقطة لصالحه لذا سيفكر جديا بالاكثار من تلك الجلسات مستقبلارغم انه لايطيقها
- اذا سيدة قمر تتحديني ؟ قالها ليركض نحوها بعد ان لاحظ ابتعادها
لحظات ممتعة قضاها لاول مرة صحبة جانبها الطفولي المرح الذي يراه للمرة الاولى ليجلس بإرهاق طالبا منها المثل ..
==
- انظر مافعلت ! ستاخذ مني وقتا لترتيبها قالتها بتذمر وهي تشير للصالة التي تحولت لفوضي عارمة
- مافعلنا ! للتصحيح فقد كنت تردين لي ماارميه نحوكولاني رجل متفهم ونادر الوجود فسأساعدك ..
- لا والله لم اقصد استطيع ترتيبها انت اجلس فقط ..هتفت بها بانفعال ليرمقها باستغراب
- سأساعدك وانتهينا لاتكبري الامر ليس عيبا ولاحراما !
- لكنه تقصير بواجباتي ..همست بها
- ومن قال ان واجباتك عندي هي التنظيف والطبخ ! اسمعي تلك الامور تفعلينها حين ترغبين فقط واجبك هو الاهتمام بي فقط
- الا اهتم بك ؟ سألته بقلق
- ليس بأكلي وملبسي لا بطرق اخرى
- لم افهم
- طرق خاصة جدا الم تسمعي بها
- ها !!
- ياالهي بالتاكيد بملامحك هذه لم تسمعي المهم سأشرح لك انا احب ان تكوني المبادرة ان تتصرفي بي كما ترغبين اريد أن اجرب ذاك الشعور وانا رهن إشارتك
وضعت يدها تتحس جبهته ربما كان محموم لتهز رأسها بعدم فهم لما يقوله ..
- قمر ..رتبي الاشياء هيا افضل من وقفتك هذه ونظرتك تلك وانا سأعد كوب شاي عله يجعلني اصحو من خيالاتي الواسعة ...
''اسمعي قمري لم يحدث حمل لكن هذا ليس بالامر المهم لااريد ان تحزني مجددا ..
- لكنك كنت تريد !
- وانتِ الا تريدين ؟
- ماتريده اريده انا ..
- لا ..اسمعي عليك ان تحبي وتكرهي لرغبتك في ذلك وليس لاجل احد اتفقنا
- انت لست احد انت ايهم
- كم عمرك قمر لاني بدأت اشك ان خالتك قد غشتنا بالامر ..سألها مداعبا لها فهي منذ علمت بعدم حملها تجلس في الغرفة ولاتحدثه
- ماذا ان لم يحصل حمل هل ستتزوج بأخرى ؟
ينظر اليها بصدمة ماالذي تتفوه به لم يمضي سوي شهر وبضع اسابيع على زواجهم فأي تخاريف تهذي بها !
- لن اقبل ! هتفت بها تبتعد عنه
- لن تقبلي بماذا ؟
- بأن اكون زوجة ثانية لانك ستظلمني كما يفعل زوج خالتي بها
- من تحدث عن الزواج الثاني او العاشر من اين تأتين بهذه الافكار بحق الله ..هتف بها لتفزع
"اسمعي لاداعي لكل هذا بدأ من حوار الحمل لأن الوقت مبكر جدا ولن نتحدث به قبل مرور سنتان او ثلاث علي اقل تقدير ضعي هذا في عقلك الصغير ..قالها ليغادر الغرفة فقد نجحت بإثارة غضبه لذا ليبتعد افضل ..
"الان لما تجلسين هناك ! ياالهي وايضا غاضبة ؟ من الذي تفوه بالحماقات قبل قليل ؟؟
- انا سألتك فقط لكنك صرخت بي بدون سبب !
- لابأس اسف ..قالها لتنظر اليه باسف متبادل تقبله بابتسامة طيبت خاطرها ..
"ابقي هنا وانتظري عودتنا لن نتاخر ستبقي هند معك ".قالتها ماجدة وهي تحمل معاذ الذي يعاني ارتفاع بحرارته لتدخله للسيارة
- لا اوصلوني للمنزل افضل ..قالتها قمر فلا تريد البقاء لوحدها بمنزلهم لتومئ لها ماجدة بالقبول
- لاتخبري ايهم كي لايقلق ياقمر ساتصل انا به حال ان يطمئننا الطبيب ..قالها عاصم وهو يوقف السيارة امام منزل أخيه
تراقب ابتعادهم ولسانها يكرر الدعاء للصغير بالسلامة لتتجه نحو باب البيت
- اه ياالهي ايهم ليس هنا ..قالتها بعد ان تعبت من دق الباب لتجلس بتعب امامه
لقد اوصلها عصرا لتقضي بعض الوقت مع ماجدة والاطفال ليمر عليها عند التاسعة كما اتفقوا
''ياالله انها السابعة والنصف '' هتفت بها متسائلة اين ايهم الان ! هي حتي لاتملك هاتف رغم انه احضر لها واحدا لكنها اكتفت بهاتف المنزل الارضي ولم تستخدمه !
...
"ساتجمد "..همست بها وهي تشد المعطف الخفيف عليها لاتشعر بقدميها حاولت الوقوف والتحرك بالقرب عل الحركة تدفئها قليلا
"مرحبا ماجدة انا على عجلة هلا اخبرتي قمر لتخرج ؟"
- قمر ! هي بمنزلكم لقد اوصلناها قبل ساعتين لم يشأ عاصم اخبارك بأن معاذ مريض
- مابه ! سألها بقلق ليتجاوزها للداخل
- حرارته مرتفعة والطبيب اخبرنا انه يعاني التهاب في الحلق لاشيء خطير الحمدلله
يقود السيارة عائدا بعد اطمئنانه على الصغير يتسائل لما لم تتصل به قمر وتخبره !
''لااحد هنا''
همس بها باستغراب سرعان ماتحول لقلق كبير ليعود بخطواته خارجا مطالعا الطرق المتفرعة امامه متسائلا بخوف
''اين ذهبت؟؟!!".